logo

logo

logo

logo

logo

ابن سلام (أبو عبيد، القاسم-)

سلام (عبيد، قاسم)

Salam (Abu Ubayed al-Qasem ibn-) - Salam (Abu Ubayed al-Qasem ibn-)

ابن سلاَّم (أبو عُبَيد، القاسم ـ)

(157ـ224هـ/774ـ838م)

 

أبو عُبَيد، القاسم بن سلاَّم الهَرَوي الأَزْدي الخُزاعي بالولاء، الخُراساني البغدادي. من كبار العلماء والمصنِّفين في علوم القرآن وغريب الحديث والفقه والأدب ولغات العرب وأمثالهم والأخبار وأيام الناس.

ولد في مدينة هَراة وهي من أمهات مدن خراسان، وكان أبوه عبداً رومياً تنقل بين البصرة والكوفة وبغداد، طلباً للعلم، فلزم الأصمعي وكان من أشهر تلاميذه، وأخذ عن مَعْمَر بن المثنَّى، وأبي زيد الأنصاري، وابن الأعرابي، والكِسائي... وتفقه على المذهب الشافعي. وكان حسن الرواية، صحيح النقل.

ولمكانته العلمية وصفاتـه الخلقيـة، انتدبه الهَراثِمة، وهـم آل هَرْثَمة بـن أَعْيَن، أحد القواد الشجعان أيام الرشيد، ليكون مؤدبـاً ومعلماً لأبنائهم. ثم قصد ثابتَ بن نصر بن مالك الخزاعي، والي طَرَسُوس وهي من أهم الثغور الإسلامية في منطقة (كليكيا). فأعجب به ثابت وجعله مؤدباً لأولاده، وعيَّنه قاضياً في طَرَسُوس، فاستمر في هذا المنصب ثماني عشرة سنة. ثم عاد بعد ذلك ليقضي زمناً طويلاً في صحبة عبد الله بن طاهر والي خراسان، فلقي منه كل إعزاز وإكرام، حتى إن عبد الله بن طاهر فرض لـه عشرة آلاف درهم في كل شهر على كتابه «غريب الحديث» وأجراها على ذريته من بعده، وقال: «إن عقلاً بَعَث صاحبَه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق ألا يُحوَج إلى طلب المعاش». فكان أبو عبيد بعد ذلك لا يقبل هبة من أحد ما دام في صحبة عبد الله بن طاهر.

وفي سنة 213هـ رحل أبو عبيد إلى مصر، حيث كانت كتبه متداولة بين الناس هناك. وفي سنة 214هـ قصد مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، فبقي فيها مجـاوراً، إلى أن توفي فيها وذلك في خلافة المعتصم.

لقـد أجمع كـل مـن ترجم للقاسم بـن سلاَّم على أنـه كان فاضلاً، جـواداً، صاحب دين وورع. وكان يقسم الليل، فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويصنِّف ثلثه.

وكان الحافظ المحدث إسحاق بن راهُوَيْهِ يقول: «أبو عبيد أوسعنا علماً، وأكثرنا أدباً، وأجمعنا جمعاً، إنا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا».

ولما وصل نعيه إلى عبد الله بن طاهر أنشأ يقول:

يا طالبَ العلم قد مات ابنُ سلاَّمِ

          وكان فارسَ علمٍ غيرَ مِحْجامِ

روى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتاباً. أهمها:

«غريب الحديث» وأبو عبيد أول من صنف في هذا الفن ـ كما يقول ابن خَلِّكان ـ و«غريب المصنَّف» وهو معجم مرتب على الموضوعات، ويقال إنه أمضى أربعين عاماً في تأليفه، و«فضائل القرآن وآدابه» و«الأمثال» ضم 1389 مثلاً مقسمة بحسب الموضوعات تسعة عشر قسماً. وقد تصدى لشرح هذا الكتاب أبو عبيد البكري الأندلسي، و«المقصور والممدود» في القراءات، و«الأموال» وهـو من أهـم كتبه في الفقه، إذ تناول فيـه كل مـا يتعلق بأحكام الزكاة والصدقة، والخراج والغنائم، والجزية وجبايتها، والوفاء لأهل الصلح وما يجب على المسلمين من ذلك، وكل ما لـه صلة بتوزيع الأموال وفق الأدلة الثابتة من الحديث الشريف، إضافـة إلى مـا فيه مـن إشارات إلى الكثير مـن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في القـرن الأول الهجري. وقـد نشر هذا الكتاب في مصر سنة 1353هـ/ 1934م بعد أن صححه وعلـق على حواشيه محمد حامد الفقي.

محمد كمال

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ترجمة عبد الحليم النجار (مصر1961م).

ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (مصر 1931م).

ـ الذهبي، تذكرة الحفاظ (الهند 1334هـ).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 58
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1044
الكل : 58481088
اليوم : 53602

غوتييرز (خوان ماريا-)

غوتييرّز (خوان ماريا -) (1809-1878)   يعد خوان ماريا غوتييرّز Juan Maria Gutiérrez من أهم الذين عملوا على إرساء دعائم الثقافة الأرجنتينية وتطويرها في القرن التاسع عشر، لتنوع اهتماماته ومواهبه، فقد كان باحثاً في مجال التاريخ وناقداً أدبياً وروائياً وشاعراً، إضافة إلى شغله منصب وزير ونائب في البرلمان، ورئيس جامعة بوينس آيرس، ورئيس مجلس التربية الوطنية، ورئيس قسم المدارس.
المزيد »