logo

logo

logo

logo

logo

الروائح

روايح

Odors - Odeurs

الروائح

 

تسمى الروائح باللغة الإنكليزية the odors وبالفرنسية les odeurs وهي مركبّات كيمياوية متطايرة volatile ناتجة من مواد طبيعية أو مصنعة يتحسس بها الجهاز العصبي عن طريق حاسة الشم التي تعكس الحالات الانفعالية والسلوكية للإنسان أو الحيوان. وتوجد أجهزة تقنية حديثة (حساسات) تتحسس بالغازات التي تتحول إلى لون أو إشارة رقمية أو صوتية أو ضوئية أو بيانية.

لمحة تاريخية

ظهرت الروائح منذ ولادة الحياة على سطح الأرض، وبدأ الشعور والإحساس بها من أنواعها المختلفة: العطرة والمنعشة والمخدرة والكريهة والسامة وغيرها، وتنتج من أشكال المادة المعروفة الصلبة والسائلة والغازية. وكان قدماء المصريين في مقدمة صانعي العطور، وقد برعوا في تحضيرها وطرائق تصنيعها وحفظها، فكانت على شكل مراهم وسوائل ثم انتقلت إلى روما بعد غزو الرومان لمصر في عهد كليوباترا التي نالت إعجابهم واهتمامهم إلى حد الإسراف. وقد تميّز عصر الحضارة العربية الإسلامية بتطوير صناعة العطور التي ظلت لمئات السنين فنًا شرقيًا خالصًا. وفي أثناء الحروب الصليبية حمل الصليبيون معهم هذه الصناعة من بلاد الشام إلى إنكلترا وفرنسا التي أصبحت رائدة في هذا المجال.                  

أنواع الروائح

تتميز الروائح فيما بينها باختلاف صفاتها وتراكيبها ومصادرها وهي: 

ـ الروائح العطرة: كالعطور والمسك والعنبر والبخور.

ـ الروائح المنعشة: كالأكسجين والكحول والبصل.

ـ الروائح المخدرة: روائح المشتقات النفطية (الغاز، البنزين، الكيروسين، المازوت).

ـ الروائح الواخزة: روائح الخردل والفلفل.

ـ الروائح الكريهة: كالمواد المتعفنة أو المصنعة الفاقدة الصلاحية أو نواتج التفاعلات.

ـ الروائح السامة: كالفوسجين وغيره.

مصادر الروائح

تكون مصادر الروائح عادةً مرتبطة بالكائنات الحية أو بنواتج التفاعلات الحيوية (البيولوجية) أو الكيمياوية أو التخمرية وغيرها. وتتنوع هذه الروائح بتعدد مصادرها وهي:

المصادر الطبيعية: وتقسم إلى:

أـ المصادر الطبيعية النباتية:و هي الروائح الناتجة والمشتقة من أصل نباتي، كالروائح الزهرية مثل الورد والياسمين والبنفسج وغيرها، والروائح الورقية مثل الريحان والطيوَن والشرِبب والنعناع، والروائح الثمرية مثل البرتقال والليمون والبطيخ الشمام، والروائح البصلية مثل البصل والثوم، وروائح الأغصان وبقايا الجذور ومخلفات النباتات المتعفنة وغيرها. 

ب ـ المصادر الطبيعية الحيوانية: هي الروائح الناتجة والمشتقة من أصل حيواني مثل المسك والعنبر أو لجوء بعض الحيوانات إلى إطلاق روائح في حالات الشعور بالخطر أو أثناء فصول السنة من أجل اللقاح والتكاثر والروائح الناتجة عن البيض والأجبان والخمائر واللحوم الفاسدة والأسماك وجثث الحيوانات ومخلفاتها الخ.

ج ـ المصادر الطبيعية الإنسانية: هي الروائح الناتجة من المخلفات الإنسانية مثل البول والبراز ورائحة الفم واللثة والمعدة والإبطين والقدمين ورائحة الدم والفضلات والنفايات وتفسخ الجثث.  

المصادر الصناعية: وهي الروائح الناتجة من التفاعلات الكيمياوية صناعيًا مثل: مصافي النفط والمصانع ومعامل الجص والإسمنت والغازات الناتجة عن الاحتراق والانبعاثات من وسائل النقل والنفايات ومكبات القمامة وغيرها. والجدير بالذكر أن رائحة كبريت الهيدروجين تنتج من البيض الفاسد وسيانيد الهيدروجين من البول وميتيل المركبتان، والسكاتول من البراز، والإيزوفاليريك من الأقدام المتعرقة والبوترسين من اللحوم الفاسدة، وثلاثي ميتيل الأمين من رائحة السمك ورائحة الكادافريك من الجثث المتفسخة.

معالجة الروائح        

إن جزيئات أي رائحة تتصف بالانتشار والتمدد غير المحدود وتسعى للضغط على أي عائق يمنع هذا التمدد. وترتبط هذه الصفة بمدى كثافة الرائحة التي تتحول إلى الحالة السائلة عندما تتعرض إلى ضغط ما، إذ أن الجزيئات لايرتبط بعضها مع بعض، وإنما تتحرك بحرية في حجم يزيد كثيرًا على حجم الجزيئات نفسها وتنشأ قوى التأثير المتبادل بين الجزيئات عندما يقترب بعضها من بعض. تسبب معظم الروائح الكريهة الأذى والضرر للكائنات الحية من النباتات والحيوانات والإنسان، لذا لابد من التطرق إلى أساليب معالجة الروائح وفق إحدى الطرائق الآتية:

ـ التهوية: تتعرض الروائح إلى الانتشار السريع والتبدد والتلاشي عند حالات التهوية، وخاصة التيارات الهوائية الشديدة.

ـ الإماهة: تفقد الروائح أغلب خواصها الفيزيائية والكيمياوية عند انحلالها بالماء.

ـ المُحلات: إن بعض الروائح لا تنحل بالماء، لذا يمكن استعمال المُحلات العضوية مثل: الكحول والإتير والكلوروفورم.

ـ الحرق والترميد: تستخدم هذه الطريقة من أجل تحويل الروائح المنبعثة من المواد الغازية أو السائلة أو الصلبة إلى نواتج أخرى.

ـ الترشيح والتصفية والامتزاز: تستخدم طريقة الترشيح باستعمال مرشحات أو مصاف، إما بأوراق الترشيح على مختلف أنواعها أو باستخدام الفحم النشيط.

ـ الدفن والطمر: غالبًا ما تستعمل طريقة الدفن والطمر بعد التغليف والتعليب والتكفين ثم دفنها بالتراب مثل الجثث والمواد التالفة والمتعفنة والنتنة.

ـ المعاملة الكيمياوية: تستخدم غالبًا هذه الطريقة من أجل إنتاج مواد أخرى وتفادي تأثير المواد الناشرة للروائح من المواد الوخاذة والسامة القاتلة.      

استخدامات الروائح

تستخدم الروائح في مجالات متعددة منها:

ـ في الحياة العامة: تستخدم الروائح لأغراض شخصية كالعطور والصابون والمنظفات والمحافظة على الملابس كالنفتالين.

ـ في المجالات الزراعية: تستخدم النباتات التي تطلق روائح لجذب الحشرات مثل النحل لإنتاج العسل.

ـ في المجالات الصناعية: تستخدم الروائح في التفاعلات الكيمياوية. مثل كبريت الهدروجين.

ـ في المجالات الطبية: تستخدم في غرف العمليات الطبية كالأكسجين والكحول.

ـ في المجالات العسكرية: تستخدم في الأسلحة كالقنابل المسيلة للدموع والدخانية والسامة.

عدنان يوسف عبود

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأنف والشم ـــ العطور.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ سريفاستافا، صناعة العطور والمنكهات والزيوت العطرية، ترجمة وإعداد جعفر طه الهاشمي (دلهي، الهند، دار الصفدي، دمشق 1998 م).

 

  -C.SCULLY, S. P. PORTER and J. GREENMAN. What about Halitosis (Eng­land 1994)


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 22
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58480659
اليوم : 53173

الانكفاء

 التخطيط البيئي التخطيط البيئي أهداف التخطيط  البيئي مقومات التخطيط البيئي فوائد التخطيط البيئي السياسات البيئية أدوات التخطيط البيئي بعض نماذج التخطيط البيئي   التخطيط البيئي environmental planning هو نمط متطور من أنماط التخطيط، يعتمد على إعداد خطط التنمية من منظور بيئي. وهو بذلك يُكوّن أداةً أساسيةً من أدوات حماية البيئة؛ إذ يضع مصلحتها في المقام الأول عند التخطيط...
المزيد »