logo

logo

logo

logo

logo

الشقرانيات (رتبة-)

شقرانيات (رتبه)

Uredinales - Uredinales

الشقرانيات (رتبة ـ)

 

الشقرانيات Uredinales رتبة فطريات إلزامية التطفل من صف الفطريات الدعامية[ر] Basidiomycotina المتميزة بأبواغها النهائية، أحادية الخلية أو عديدة الخلايا، التي تسبب أفرادها أمراضاً واسعة في محاصيل الحبوب خاصة عرفت بالأصداء منسوبة إلى فطر الشقران أو صدأ الحبوب[ر] وإلى لون أبواغها البني المصفر المشابه لصدأ الحديد. عرف الرومان الأصداء وسموا آلهة باسمها وأقاموا لها عيد الروبيغاليا Robigalia وقدموا لها القرابين في 25 نيسان من كل عام للعمل على سلامة المحاصيل من الإصابة بأمراض الصدأ.

تضم رتبة الشقرانيات 5000 نوع و126 جنساً، ويأتي تحت هذه الرتبة ثلاث فصائل مهمة هي: الفصيلة الصدئية Pucciniaceae، والفصيلة سودائية الأبواغ Melamsporaceae، والفصيلة غمدية الأبواغ Coleosporaceae. تصنف الأصداء في نفس النوع إلى وحدات تحت نوعية تضم أحياناً عدة مئات من السلالات الفيزيولوجية تعرف بالأنماط المرضية pathotypes المختلفة التوزع الجغرافي والمتخصص كل منها بإصابة أصناف محددة من المضيف أو العائل، الأمر الذي يعقّد عملية استنباط الأصناف الجديدة من قبل مربِّي النبات.

تمر دورة الحياة النموذجية لفطريات الأصداء بخمسة أطوار مكوناً كل منها نوعاً من الأبواغ المختلفة: الطور البازيدي مكوناً الأبواغ الدعامية، البازيدية basidiospores ـ الطور البكني وهو الطور الجنسي، مكوناً الأبواغ القارورية، البكنية pycnospores ـ الطور الآيسي مكوناً الأبواغ الأيسية aeciospores ـ الطور اليوريدي مكوناً الأبواغ الشقرانية، اليوريدية uredospores ـ والطور التيلي مكوناً الأبواغ النهائية التيلية teleospores. ومن الأصداء ما تختزل دورة حياتها بغياب واحدة أو أكثر من أطوارها البوغية كما في صدأ الذُّرة.

من الأصداء ما تكون ذاتية المضيف autoecious، ومثلها أصداء الفول والنعناع والثوم والتي تقضي كامل دورتها الحيوية متطفّلة على مضيف واحد. ومن الأصداء ما تكون متباينة المضيف heteroecious والتي تقضي كامل دورتها الحيوية متطفّلة على مضيفين مختلفين عن بعضهما من الناحية التصنيفية، حيث يسمى الأول المضيف الرئيس والثاني المضيف المناوب كما في صدأ القمح حيث يمثل القمح مضيفه الرئيسي مكوناً عليه الأبواغ اليوريدية الوحيدة القادرة على إعادة إصابة القمح والأبواغ التيلية العاجزة عن إصابة القمح. ويمثل البربريس مضيفه المناوب الذي يستقبل الأبواغ البازيدية من الأبواغ التيلية مكوناً الأبواغ البكنية والأبواغ الأيسية والتي بدورها عاجزة عن إصابة البربريس والمعدَّة لإصابة القمح.

تتمثل أخطار الأصداء بالصفات الآتية: في تمكنها من الانتشار إلى مسافات بعيدة، وفي غزارة عدد أبواغها، وفي تعدد أنماطها المرضية، إذ تنقل الأبواغ اليوريدية المحمولة بالهواء بعيداً آلاف الكيلومترات عن مواطن نشأتها مسببة الجائحات الاقتصادية. فصدأ القمح قادر على الانتشار من أمريكا الوسطى إلى أمريكا الشمالية وكندا. كذلك تحمل الأبواغ ضمن ملوثات البذار أو بوسائط أخرى لتصل إلى قارات بعيدة لم يكن الصدأ معروفاً فيها لتستوطن وتنتشر بشكل وبائي كما هو الحال في انتقال صدأ القهوة من وسط إفريقيا إلى البرازيل وصدأ القمح الأصفر من أوربا إلى أستراليا. وغزارة عدد أبواغ الأصداء تتمثل في قصر دورة حياة الطور اليوريدي الذي يستغرق من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع مكوناً ما بين أربعة إلى خمسة أجيال من الأبواغ اليوريدية في فترة نمو المضيف. كما أن الأصداء قادرة على تكوين أنماط مرضية جديدة، عن طريق الطور الجنسي أو عن طريق نشوء طفرات، تتمكن من كسر مقاومة أصناف المضيف الجديدة.

 

تضم الشقرانيات عدداً كبيراً من الأصداء أبرزها: أصداء الحبوب من قمح وشعير وشوفان وذرة، أصداء القرنيات كالفول والفاصولياء واللوبياء والنفل والحمص، أصداء الزنبقيات كالزنبق والبصل والثوم والبراصيا، أصداء الخيميات كالجزر واليانسون، أصداء الخبازيات كالخبيزة والختمية، وأصداء القرنفل والحمّاض والشوندر والفستق والموز والقهوة والهليون والصنوبر والتفاح، وتعد أصداء القمح الثلاثة: صدأ النجيل (صدأ الساق Puccinia graminis) والصدأ المبهم، (صدأ الورقة) (P.recondita) والصدأ المحزَّز الشكل، (الصدأ الأصفر أو المخطط P.striiformis) من أهم أمراض المحاصيل الزراعية في العالم التي خلَّفت جائحاتها خسائر اقتصادية كبيرة استدعت استنباط أصناف من القمح مقاومة للأصداء وإلى رش واسع للمبيدات الفطرية في كثير من بقاع العالم. وتتمثل وسائل مكافحة أصداء القمح في استئصال المضيف المناوب حيثما وجد في جوار حقول القمح وفي استعمال أصناف القمح المقاومة.

عمر فاروق المملوك

 

 مراجع للاستزادة:

 

- C.J.Alexopolus, Introductory My­cology (John Wiley & Sons, Inc., New York 1962. London.Toppan Company. LTD., Tokyo, Japan). -J.Webster, Introduction to Fungi (Cam­bridge University Press, Cambridge.London. New York. Mel­bourne 1977).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 731
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1046
الكل : 58492767
اليوم : 65281

إدارة الأفراد

إدارة الأفراد   تعد إدارة الأفراد gestion du personnel  بوصفها أحد ميادين إدارة الأعمال [ر] الرئيسة، علماً حديث العهد نسبياً. ويكاد نشوء هذا العلم يقترن بنشوء حركة الإدارة العلمية التي تزعمها فريدريك تايلور في مطلع القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان للنتائج التي توصل إليها تايلور حول استخدام مقاييس الحركة والزمن أداة رئيسة في زيادة الإنتاج وأسلوباً يحقق العدالة في احتساب أجور العاملين، أهمية كبرى في اعتمادها من رجال الأعمال عامة، والإدارة الصناعية بوجه خاص، لتحسين مستوى الأداء وتخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة ريعية المشروعات. إلا أن حركة الإدارة العلمية لم تستطع أن تقرن نتائج دراساتها بالاهتمام اللازم بالجانب الإنساني بوصفه أحد العوامل الأساسية لزيادة مستوى الإنتاج وتحسين نوعيته لأنها ارتكزت على ركائز مادية بحتة.
المزيد »