logo

logo

logo

logo

logo

خفرع

خفرع

Khafra - Khafra

خفرع

 

يُعد خفرع (2625-2600ق.م) من الملوك العظام الذين حكموا مصر في أثناء عصر الأسرة الملكية الرابعة. تولى حكم مصر بعد أخيه الملك «جدف  رع»، وكلاهما من أبناء خوفو. أعاد للهضبة الليبية أهميتها؛ حيث بنى هرمه عليها، وكان أخوه «جدف رع» قد نقل الجبانة الملكية إلى منطقة «أبو رواش» على مسافة سبعة كيلومترات إلى الشمال من الجيزة. نعمت مصر في عهده بالسلام والازدهار الاقتصادي، مما أتاح له إنجاز الكثير من المظاهر الحضارية الكبيرة، التي ما تزال شاهداً على عهده، من أهمها بناء الهرم الثاني على هضبة الجيزة، فقد اختار المهندسون موقعاً إلى الجنوب من هرم خوفو، وبنوا هرماً للملك خفرع، والناظر إليه يجده أكثر ارتفاعاً من هرم أبيه، ولكن الحقيقة أن المكان الذي شُيّد عليه، كان أكثر ارتفاعاً من هرم أبيه. ويمتاز هرم خفرع أيضاً، بأنه مازال يحتفظ بالكسوة في قمته. وألحق بالهرم طريق صاعد، يصل بين المعبد الجنزي، الذي يعد من أجمل المعابد الجنزية بمصر، ومعبد الوادي، الذي يُعد من أكمل ما شُيّد من معابد تلك الفترة.

وقد عثر الباحثون على عدد من تماثيل الملك، منحوتة من أحجار مختلفة، يعد تمثاله المنحوت من حجر الديوريت، والمحفوظ بالمتحف المصري بالقاهرة، من أروع التماثيل التي نحتت في عصر الدولة المصرية القديمة؛ فقد نُحت تمثال الملك بوضعية الجلوس، ونحت الإله حورس خلف رأس الملك بشكل متوازن ودقيق، وبوضعية منسجمة مع التمثال، فلم يكن يعلو هام الملك، فيخطف نظر المشاهد عن الملك، ولم يكن في موضع تحت هام الملك. ويعد تمثال أبي الهول من الآثار العظيمة الدالة على ازدهار مصر في عهد الملك خفرع، والتمثال له جسم أسد رابض، ورأس آدمي مرفوع، وقد وفق الفنان المصري في إبداع هذا التناغم والانسجام بينهما، بشكل يثير إعجاب المشاهد. وتتفق معظم آراء الباحثين أن رأس التمثال، يمثل رأس الملك خفرع نفسه، والدليل على هذا شارات الملك التي تزين رأس أبي الهول، من أهمها، عصابة الرأس العريضة المخططة، التي كان يلبسها ملوك مصر وتسمى النمس. وكانت تصنع من قماش مقوى لتغطي الرأس ومؤخرته، إضافة إلى حية منحوتة على الجبين بشكل بارز. وقد أراد الفنان في هذا، أن يعبر عن مثالية وتفرد الملك عن البشر، فهو يملك فضيلتين، القوة الممثلة بجسم الأسد الرابض، والعقل العظيم، الذي يمثله الرأس. وقد نجح في هذا نجاحاً باهراً، حيث أصبح هذا الأسلوب شائعاً في الوحدات الزخرفية في العالم القديم أجمع.

وصف هيرودوت خفرع بالقسوة وعدم التقوى، شأنه في هذا شأن أبيه خوفو، ومن المحتمل، أن هذه النعوت، قد سمعها هيرودوت من كهان مصر، الذين كانوا يكرهون هذين الملكين، لأنهما حاولا الحد من سلطة الكهنة ومن تدخلهم في شؤون الدولة، وقد وجدوا المسوغ بضخامة الأعمال التي أنجزها كل من خوفو وخفرع، والتي فُرضت على رعاياهم من المصريين.

وفي نهاية الحديث عن خفرع، لابد من الإشارة إلى أنه أضاف إلى الألقاب الملكية لقب «سارع» أي ابن الإله رع. ولعلها المرة الأولى التي يصرح بها ملك مصري في الدولة القديمة ببنوته للإله رع، وفي هذا دليل على ازدياد نفوذ كهنة الإله رع في مصر. وقد بلغ نفوذهم الذروة في نهاية عصر الأسرة الرابعة، فاستولوا على الحكم، وتوجوا كبيرهم ملكاً على مصر. ومهما يكن من أمر هذه الفرضية، فإن الباحثين، يعدون الملك خفرع من ملوك مصر العظام، الذين حافظوا على ملكهم قوياً مزدهراً، وأبدعوا أعظم الآثار.

محمود عبد الحميد أحمد 

مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد العزيز صالح، حضارة مصر القديمة وآثارها، الجزء الأول (الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة 1962).

ـ أحمد فخري، الأهرامات المصرية (مكتبة الأنغلو مصرية، القاهرة 1963).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 864
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1042
الكل : 58480888
اليوم : 53402

ستانيسلاس (الملك-)

ستانيسلاس (الملك)   ستانيسلاس الأول ليتشنسكي Stanislas I Leszcynski، ملك بولندا لفترتين (1704ـ1709و1733ـ1735)، سليل عائلة إقطاعية، حكمت بولندا مدة طويلة في العصور الأوربية الحديثة. وصل إلى العرش البولندي بمساعدة ملك السويد كارل الثاني عشر الذي غزا بولندا عام 1704، بعد إجبار ملكها أوغسطس الثاني الملقب بـ (القوي) على التنازل عن حكم بولندا.
المزيد »