ابن رشيق القيرواني
رشيق قيرواني
Rashiq al-Qayrawani (Ibn-) - Rashiq al-Qayrawani (Ibn-)
ابن رشيق القيرواني
(390-463هـ/1000-1071م)
أبو علي حسين بن رشيق القيرواني، أحد البلغاء الأفاضل الشعراء، ولادته بالمَسِيلة (شرقي تونس اليوم، والمعروفة باسم المحمدية)، أبوه مملوك رومي، من موالي الأزد كانت صنعته الصياغة، فعلّم ابنه صنعته. قرأ الأدب بالمحمدية، وقال الشعر، وتاقت نفسه إلى المزيد، فرحل إلى القيروان، واشتهر بها ونسب إليها، فأخذ العلم عن محمد بن جعفر القزاز القيرواني ومحمد بن عبد العزيز بن أبي سهل الضرير وأبي إسحاق الحصري القيرواني.
مدح الشاعر صاحبَ القيروان المعز ابن باديس بن المنصور، كما عمّق صلته بالكاتب الشاعر أبي الحسن علي بن أبي الرجال، وتجلّى هذا في أنّ ابن رشيق رفع كتاب «العمدة» إلى ابن أبي الرجال، فأثنى عليه في مقدمة كتابه بقوله «باني المكارم وآبي المظالم، رجل الخْطب، وفارس الكتب... زعيم الكرم، وواحد الفَهَم». وظلّ حاله على هدأة واستقرار إلى أن دبّ الخراب والدمار بالقيروان نتيجة الفتنة؛ فرحل مع المعز إلى المهدية، ثم إلى صقلية (نحو 453هـ أو 454هـ)، فتصدر بمازر وهي قرية بجزيرة صقلية، فدرّس كتبه فيها.
كان بين ابن رشيق القيرواني وبين ابن شرف القيرواني مناقضات ومهاجاة، وصنّف عدّة رسائل في الرد عليه. منها «ساجور الكلب»، و«نجح الطلب»، و«قطع الأنفاس»، و«نقض الرسالة الشعوذية». وله من المصنفات «قراضة الذهب» وهو كتاب في النقد، وديوان شعر، و«أنموذج الزمان في شعراء القيروان»، و«ميزان العمل في تاريخ الدول»، و«شرح موطأ مالك»، و«الروضة الموشية في شعراء المهدية»، و«تاريخ القيروان»، و«كتاب المساوي» وهو في السرقات الشعرية، وكتاب «الشذوذ في اللغة».
قال الصفدي في كتابه «الوافي بالوفيات»: «وقد وقفت على هذه المصنفات والرسائل المذكورة جميعها فوجدتها تدل على تبحره في الأدب واطّلاعه على كلام الناس، ونقله لمواد هذا الفن وتبحره في النقد».
من أهم كتب القيرواني كتاب «العمدة في صناعة الشعر ونقده» وقد جعله في سبعة أبواب ومئة، منها تسعة وخمسون باباً لها صلة واضحة بدراسة الشعر ونقده، وهناك تسعة وثلاثون باباً تتصل بعلوم البلاغة. وهذا الكتاب متنوع وخصب في محتواه مما جعله كتاباً جامعاً لا يستغني عنه أي باحث مهتم بالأدب. وقد أثنى عليه ابن خلدون[ر] في مقدمته بقوله: «فهو الذي انفرد بصناعة الشعر وإعطاء حقها، ولم يكتب فيها أحد قبله ولا بعده مثله». ولأهمية هذا الكتاب اختصره عدد من أهل العلم مثل أبي بكر محمد بن عبد الملك الشنتريني (ت 549هـ) باسم «جواهر الآداب وذخائر الشعراء والكتاب»، وكذلك عثمان ابن علي الأنصاري الخزرجي في كتاب «العُدّة في اختصار العمدة».
محمد موعد
مراجع للاستزادة: |
ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، تحقيق عمر فاروق الطباع (مؤسسة المعارف، بيروت لبنان 1999م).
ـ ابن خلكان، أبو العباس، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر لبنان، بيروت).
ـ محمد سلامة يوسف رحمة، ابن رشيق القيرواني وآراؤه البيانية والنقدية (مصر 1972م).
التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 854
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 58491243
اليوم : 63757
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون