logo

logo

logo

logo

logo

ديونيسيوس المجهول (المنتحل)

ديونيسيوس مجهول (منتحل)

Pseudo-Dionysius the Areopagite - Pseudo-Denys l'Aréopagite

ديونيسيوس المجهول (المنتحل)

 

ديونيسيوس المجهول (الأريوباغي) Pseud-Dionysius the Areopagite، فيلسوف مجهول الشخصية، والأرجح أنه أسقف سوري، يقدم نفسه بأنه تلميذ بولس الرسول، المذكور في (34:17) سفر الأعمال.

وهو صاحب المصنفات الأربعة، التي ذاعت عنه، وتصدت لها الكنيسة بالنقل والشرح: «الأسماء الإلهية»، «اللاهوت الصوفي»، «المراتب الكنسية»، «المراتب السماوية أو الملائكة». وهي مهداة إلى تيموتاوس تلميذ بولس. يضاف إليها عشر رسائل موجهة إلى أشخاص من أهل القرن الأول، منهم يوحنا الإنجيلي، وموضوعاتها مماثلة لموضوعات الكتب.

وقد أثارت كتب ديونيسيوس الانتباه لأول مرة في بداية القرن السادس، وذاع صيتها لأن كاتبها هو أريوس باغوس، عضو المحكمة العليا بأثينا، الذي ردّه بولس الرسول من الوثنية إلى المسيحية، ونصّبه أسقفاً على المدينة.

وقد أظهرت دراسة هذه المصنفات أن مؤلفها على علم بأفلاطونية الآباء الأوائل للكنيسة، وعلى اتصال بآخر أشكال الأفلوطينية الأثينية المحدثة، كما يمثلها ابروقلس Proclus فكانت مؤلفاته الأربعة موضع تقدير كبير في بيزنطة؛ فقد أرسلت في القرن التاسع إلى الغرب ونقلت إلى اللاتينية، ثم أعيد نقلها، وشرحت مراراً عديدة.

أفاد ديونيسيوس من ابروقلس وأفلوطين كثيراً، فقد أخذ منهما الكثير من المصطلحات والعبارات والآراء الجزئية، بعضها يتفق مع المسيحية، ولا يخالفها، حيث يرجع وجود العالم إلى الخلق من عدم، معتقداً أن الله محب للبشر، وأنه خلاص الموجودات وفداؤها، وأن الاتحاد به نعمة مجانية، تسبقها وتهيئ لها نعم مجانية أيضاً.

كما أفاد ديونيسيوس من آباء الكنيسة في نظريته عن معرفة الله ومنهجه في اللاهوت الصوفي الموجب والسالب، لكنه ترك بعض الآراء الأفلوطينية الجديدة المعارضة للمسيحية صراحة، مثل وحدة الوجود ولا شخصية الله.

أفكاره الفلسفية واللاهوتية

يتناول ديونيسيوس في مؤلفه «الأسماء الإلهية» أسماء الله الحسنى وصفاته التي تذكرها الكتب المقدسة، فيصنفها في زمرتين: زمرة الصفات الثبوتية، تلك التي تطلق على الله كعلة لا متناهية، وأولها صفة الخيرية، تليها الحكمة والحياة والحق والجمال والعدالة والمحبة والعلم والقدرة؛ وزمرة الصفات السلبية، تلك التي تطلق على الله بدرجة لا تلائمه تماماً من حيث الطبيعة بل تلائم المخلوقات المتناهية. لهذا يرى ديونيسيوس أنه لا يوجد اسم يدل على الله عز وجلّ تمام الدلالة، فالله فوق كل شيء، فوق كل اسم سالب وكل اسم موجب.

كما يشرح ديونيسيوس الأسماء المجازية التي تمجد الله في الكتاب المقدس، كالكبر والعظمة، والقدم، والسلام والنظام، فيدعوه القدوس لكماله وملك الملوك.

ويعد ديونيسيوس أول من أفرد للملائكة كتاباً خاصاً، جمع فيه أسماء طوائف الملائكة الواردة في الكتب المقدسة، ورتبها في ثلاث مراتب، في كل مرتبة ثلاث طغمات، بعضها فوق بعض بحسب كمالها ومكانها من الله:

1- السروفيون، الكروبيون، الأعراش؛ 2- السيادات، القوات، السلاطين؛ 3- الرياسات، الملائكة، رؤساء الملائكة. وبرأيه أن الله خلق الملائكة أرواحاً صرفة، عاقلة ومعقولة، بسيطة، لا شكل لهم. لكل منهم وظيفة، وعددهم يصعب تقديره.

ويرى ديونيسيوس أن الكنيسة تحتذي حذو المراتب السماوية - الملائكة- فالبابا قمة الكنيسة، والرهبان والكافة والمتلقون أدناها.

ويعد مصنفه «اللاهوت الصوفي» بحثاً في التصوف، موضوعه العلم بالله علماً ذوقيا،ً أي تجريبياً شعورياً حدسياً ممنوحاً من الله، يفوق بموضوعه وبوسائله الطبيعة. لهذا لا يمكن للإنسان أن يبلغ الله بقدراته الطبيعية-العقلية، فالله هو الذي يجذب الإنسان إليه ويرفعه ليتحد قلبه بالله، فيحدث التأمل الصوفي. وخير الطرق لمعرفة الله هو المنهج السالب.

كان لديونيسيوس تأثير كبير على الفلاسسفة واللاهوتيين والمتصوفين والشعراء اللاحقين، وكان يوحنا الدمشقي وتوما الأكويني من بين الذين طبعهم ديونيسيوس بطابعه، واعترف بفضله بطرس اللومباردي وروبرت جروستيست وألبرت الكبير، ونسج دانتي وميلتون تصورهما لمراتب الملائكة على تصوره.

سوسن بيطار 

الموضوعات ذات الصلة:

توما الأكويني ـ التصوف ـ اللاهوت ـ آباء الكنيسة.

مراجع للاستزادة:

 ـ يوسف كرم، تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط، دار القلم (بيروت 1979).

- Colm Luibheid (trans.), Pseudo- Dionysius: The Complete Works (Paulist Press, Classics of Western Spirituality, New York 1987).

- J.Dominic O’Leary, NeoPlatonism and Christtian Thought (State University Press, New York 1982).

 

 


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 586
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1055
الكل : 58492140
اليوم : 64654

لندغرين (إريك-)

لندِغرين (إريك ـ) (1910 ـ 1968)   إريك لندِغرين Erik Lindegren  شاعر وناقد ومترجم سويدي، ولد في مدينة لوليو Luleå شمالي البلاد لعائلة متواضعة، إذ عمل والده في سكة الحديد، وكان جده معلم موسيقى كنسية. اضطر ـ بسبب عمل والده ـ إلى التنقل في أرجاء السويد المترامية، فبدأ الدراسة في أقصى الجنوب، وتابعها في أقصى الشمال ثم في الوسط، وأنهاها في جامعة ستوكهولم حيث درس الفلسفة وتاريخ الأدب، مما جعل الشعور بالغربة وعدم الاستقرار يسيطران على حياته وأدبه. وقد أثرّت هذه المشاعر في أدب أغلب كتّاب الجيل الذي نشأ ونشط فيما بين وبعد الحربين العالميتين، وأطلقت عليه تسمية «جيل الأربعينيات» fyrtiotalisterna. كتب في الصحافة وترأس تحرير دوريتي «الأربعينيات» 40- tal و«بريزما» Prisma التي كانت لسان حال هذا الجيل. وكان عضواً في الأكاديمية السويدية منذ عام 1962 حتى وفاته في ستوكهولم.
المزيد »