logo

logo

logo

logo

logo

الرياح

رياح

Winds - Vents

الرياح

 

الرياح هي الحركة الأفقية لجزيئات الهواء، وتمثل كمية تتألف من عنصرين يحددان خصائصها، هما الاتجاه والسرعة. اتجاه يشير إلى الجهة القادمة منها الرياح، وتقاس بالدرجات، باتجاه عقارب الساعة ابتداء من الشمال الجغرافي (صفر درجة). أما سرعة الرياح، فهي مقياس للمسافة التي تقطعها جزيئات الهواء المتحركة أفقياً في واحدة الزمن

أسباب نشوء الرياح

إن السبب الأولي لنشوء الرياح هو وجود انحدار في الضغط الجوي، مما يقود الهواء بالتحرك من المكان الأعلى ضغطاً إلى المكان الأقل ضغطاً، مثلما تنساب المياه من المرتفعات إلى المنخفضات متبعة انحدار الأرض، فالضغوط المرتفعة تشكل منابع للرياح، والضغوط المنخفضة أماكن جذب للرياح وتجميع لها. ولايقتصر هبوب الرياح على سطح الأرض وبالقرب منه، حيث تتخذ حركة غير انسيابية لاحتكاكها بسطح الأرض الخشن، مما يجعلها تتقاطع مع خطوط الضغط المتساوية (الايزوبار) بشكل زاوي، موافقة في وجهتها حركة عقارب الساعة، وهي تنطلق من الضغط المرتفع، ومعاكسة في وجهتها لحركة عقارب الساعة وهي منجذبة إلى مركز الضغط المنخفض ومقتربة منه، وذلك في نصف الكرة الشمالي، وتنعكس الوجهة في نصف الكرة الجنوبي. وتهب الرياح أيضاً في مستويات الجو العليا بشكل انسيابي، موازية لسطوح الضغط المتساوية، وهي ما تعرف باسم الرياح الجيو ستروفية، التي تتحكم في حركتها قوتان هما قوة انحدار الضغط وقوة كوريولس (انحراف التيارات الهوائية الجوية أو المائية المحيطية نحو اليمين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ونحو اليسار في النصف الجنوبي بسبب دوران الأرض حول نفسها) ، وتضاف إليهما قوة الاحتكاك عند سطح الأرض. وتزداد سرعة الرياح كلما ازداد انحدار الضغط وقلت كثافة الهواء، وانخفض الاحتكاك بسطح الأرض.

أنواع الرياح

هناك الكثير من الأسس المستخدمة في تصنيف الرياح، فبعضهم يصنفها حسب مستوى هبوبها والقوى المتحكمة فيها (رياح سطحية، رياح علوية، رياح الانحدار، والرياح الحرارية)، وبعضهم الآخر يصنفها بحسب سرعاتها، وهذا ما يتضح في المقياس الذي وضعه بيفورت Beafort عام 1805م، المؤلف من 12درجة لسرعة الرياح إضافة إلى السكون. وبناءً عليه يمكن أن تُدرج في أربع مجموعات: النسيم بدرجاته المختلفة (خفيف، لطيف، معتدل، نشيط، قوي) بسرعة أقل من 13.8م/ثا، والعاصفة (ضعيفة، متوسطة، شديدة) وهي ما كانت بسرعــة 13.8ـ24.5 م/ثا، والزوبعة بدرجتيها (المتوسطة والهوجاء) وهي ما كانت سرعتها بيـــن 24.5ـ32.7 م/ثا، والإعصار ما كانت سرعته أكبر من 32.7م/ثا.

غير أن التصنيف الأكثر شيوعاً لأنواع الرياح، هو الذي يعتمد على ديمومة هبوبها وسعة انتشارها، وتقسم بموجبه إلى أربعة أنواع هي:

ـ الرياح الدائمة، بنماذجها الأربعة المعروفة المتمثلة: بالرياح التجارية (التجاريات الشمالية الشرقية، والجنوبية الشرقية في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي، التي تهب من حجيرات الضغط المرتفع شبه المداري باتجاه المنخفض الاستوائي)، والرياح العكسية (غربيات العروض الوسطى التي تهب من حجيرات الضغط المرتفع شبه المداري باتجاه منطقتي الضغط المنخفض تحت القطبيين)، والشرقيات القطبية التي تهب من منطقتي الضغط المرتفع القطبيتين في نصفي الكرة إلى الضغط المنخفض تحت القطبي، وهناك أيضاً الغربيات الاستوائية، وهي بمثابة رياح تجارية خفيفة السرعة، انحرف مسارها بعد عبورها شمالي خط الاستواء وجنوبه.

ـ الرياح الموسمية، التي توجد في مناطق تداخل كتل اليابس بالماء، كما في جنوبي وجنوب شرقي آسيا، وهي حركة هوائية متناوبة ما بين الصيف والشتاء، تهب في مواسم محددة، ففي الشتاء تكون بمثابة رياح شمالية شرقية في نصف الكرة الشمالية، مصدرها قاري، وفي الصيف جنوبية غربية بحرية رطبة مُرافَقة بأمطار وفيرة.

ـ الرياح المحلية، ويُميز فيها نموذجان: أولهما الرياح المرافقة للمنخفضات الجوية الجبهية، وهي إما أن تهب في مقدمتها مرافقة للمنخفضات المعروفة بالخماسينية، كرياح حارة متربة تعرف بأسماء محلية في مناطق هبوبها (الخماسين في مصر، السموم في سورية، القبلي في ليبيا، السيروكو في الجزائر)، أو تهب في مؤخرة المنخفضات الجبهية، كرياح باردة تكثر في جنوبي أوربا (رياح المسترال والبورا... وغيرها من تسميات)، وثانيهما الرياح الهابطة فوق منحدر جبلي لتصل أسفله جافة شديدة الحرارة، وهي ما تعرف باسم رياح الفوهن، التي تكثر على المنحدرات الشمالية لجبال الآلب.

ـ الرياح اليومية، وهي رياح دورية متناوبة بين الليل والنهار، توجد على سواحل البحار، ممثلة بنسيم البر (ليلاً) ونسيم البحر (نهاراً)، وفي مناطق الوديان والحوضات الجبلية، ممثلة في نسيم الجبل (ليلاً) ونسيم الوادي (نهاراً).

آثار الرياح

تتمثل آثار الرياح في الآتي:

ـ أنها عامل توازن حراري لسطح الأرض وجوها.

ـ عامل نقل بخار الماء من مصادر تبخره إلى مناطق أخرى بعيدة عنها.

ـ قوة تحريك للغيوم المتشكلة في الجو التروبوسفيري.

ـ عامل انتشار أفقي للملوثات الجوية، ما كان منها صلباً أو غازياً، مخففة من شدة تركيزها في مناطقها المصدرية.

ـ عامل مساعد على تلقيح النباتات الزهرية، بنقلها لحبات الطلع وانتشارها في مناطق واسعة.

ـ قوة لتحريك السفن الشراعية، كما كانت عليه قديماً.

ـ قوة تحريك لمياه المسطحات المائية، فهي المولدة للأمواج، والمحركة للأنهار المائية المعروفة باسم التيارات المائية.

ـ قوة تستخدم في استجرار المياه من الآبار الجوفية عبر ما يعرف بدواليب الهواء.

ـ الرياح العاصفة والإعصارية قوة تخريب وتدمير لما يعترض طريقها.

علي موسى

مراجع للاستزادة:

 

ـ علي حسن موسى، أساسيات علم المناخ (دار الفكر، دمشق 1994).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 165
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 58481836
اليوم : 54350

رماية السهام

رماية السهام   رماية السهام هي إحدى أنواع رياضة الرماية التي تحظى باهتمام كبير بعدما دخلت الألعاب الأولمبية ونظمت لها بطولات العالم، وترجع بدايات هذه الرياضة إلى اخترع إنسان ما قبل التاريخ القوس والسهم، فأحدث بذلك ثورة في طرائق الصيد البدائية، بحيث أصبح بمقدوره قتل الحيوانات عن بعد. وكان قدماء المصريين أول من عُرفوا باستخدامهم القوس والسهام على نطاق واسع، إذ يعود ذلك إلى 5000 سنة قبل الميلاد، وتلاهم الآشوريون والفرس.
المزيد »