logo

logo

logo

logo

logo

زينب بنت جحش الأسدية

زينب جحش اسديه

Zaynab bint Djahish al-Assadiyah - Zaynab bint Djahish al-Assadiyah

زينب بنت جحش الأسدية

(نحو 33ق.هـ ـ 20هـ/590 ـ 641م)

 

إحدى شهيرات النساء في صدر الإسلام ومن المهاجرات الأول، أم المؤمنين زوج النبيr [ر]، الخاشعة الراضية الأواهة الداعية، زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد ابن خزيمة[ر].

كان اسمها بَرّة، وحينما تزوجها رسول اللهr سماها زينب، وتكنى أم الحكم. وكان يقال لها: أم المساكين. لكثرة إنفاقها عليهم. وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول اللهr.

كان إخوتها ممن أسلم في أول الإسلام وهاجر جميع بني جحش إلى الحبشة حتى أصبحت دارهم بمكة خالية.

زوجها رسول اللهr من زيد بن حارثة مولاه[ر] فكانت تتعالى عليه وتأخذه بلسانها، فيشكوها إلى رسول اللهr فكان يقول له: «أمسك عليك زوجك واتق الله»، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: )وإذْ تَقولُ للَّذي أَنْعَمَ اللَّهُ عَليه وأَنْعَمْتَ عَلَيهِ أَمْسِكْ عَلَيكَ زَوجَكَ واتَّقِ اللَّه، وتُخْفِي فِي نَفْسِكَ ما اللَّهُ مُبْديه وتَخٌشَى النَّاسَ واللَّهُ أحقُّ أن تَخْشَاهُ، فَلَمّا قَضى زَيدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكي لايَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِين حَرَجٌ في أَزواجِ أَدْعِيائِهمْ إذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وكانَ أمرُ اللَّهِ مَفْعُولاً( (الأحزاب 37-38). وكان العرب يعتقدون أن الذي يتبنى غيره يصير ابنه بحيث يتوارثان، فلما تزوج رسول اللهr زينب بنت جحش انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه.

زوَّج الله تعالى نبيه بنص كتابه بلا ولي ولاشاهد. فكانت تفتخر بذلك على أمهات المؤمنين وتقول: «زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق عرشه».   

كانت زينب صالحة دينة ورعة عابدة صوامة قوامة. وهي التي كانت تسامي عائشة بنت الصديق في الجمال والحظوة عند رسول اللهr، باعتراف عائشة نفسها التي بكتها عند وفاتها. وقالت: «ما رأيت امرأة قط خيراً في الدين وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم أمانة وصدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب إلى الله عز وجل من زينب بنت جحش. ما عدا سَوْرة من حِدَّة كانت فيها».

وقال رسول اللهr يوماً وهو جالس مع نسائه: «أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً». فكن يتطاولن إلى الشيء وإنما عنى رسول اللهr بذلك الصدقة. وكانت زينب تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله. فكانت أسرع نسائه لحوقاً به. ولم تحج بعد حجة الوداع لا هي ولا سودة وقالتا: «والله لا تحركنا بعده دابة».

كان عطاؤها الذي فرضه لها عمر اثني عشر ألف درهم، لم تأخذه إلا عاماً واحداً. فجعلت تقول: «اللهم لا يدركني هذا المال من قابل، فإنه فتنة». ثم قسمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجة، فبلغ عمر، فقال: «هذه امرأة يراد بها خير». فوقف عليها، وأرسل بسلام، وقال: «بلغني ما فرقت». فأرسل بألف درهم تستبقيها، فسلكت به ذلك المسلك.

وقد روت زينب عن رسول اللهr أحد عشر حديثاً هي في الكتب الستة، واثنان منها متفق عليهما. وروى عنها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش، وأم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، وزينب بنت أبي سلمة، وكلثوم بنت المصطلق، ومذكور مولاها وغيرهم، وروى عنها مرسلاً القاسم بن محمد.

فكانت أولى أمهات المؤمنين وفاة. وحين حضرتها الوفاة قالت: «إني قد أعددت كفني وإن عمر سيبعث إلي بكفن فتصدقوا بأحدهما».

وهي أول من حُمل بالنعش من موتى العرب، وذلك أنها حين ماتت أمر عمر منادياً فنادى ألا لا يخرج على زينب إلا ذو رحم من أهلها. فقالت بنت عميس: «يا أمير المؤمنين ألا أريك شيئاً رأيت الحبشة تصنعه لنسائهم». فجعلت نعشاً، وغشته ثوباً، فلما نظر إليه قال: «ما أحسن هذا ما أستر هذا. نعم خباء الظعينة». فأمر منادياً فنادى أن اخرجوا على أمكم. وصلى عليها عمر؛ وأمر بفسطاط ـ أي خيمة ـ فضرب على قبرها لشدة الحر يومئذ فكان أول فسطاط ضرب على قبر بالبقيع. وأمر عمر ذوي المحرم منها وهم محمد بن عبد الله بن جحش وأسامة بن زيد وعبد الله بن أبي أحمد ابن جحش ومحمد بن طلحة بن عبيد الله فنزلوا في قبرها.

حسان القاري

الموضوعات ذات الصلة:

 

زيد بن حارثة ـــ النبيr.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن هشام،السيرة النبوية (مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر 1355هـ/1936).

ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء،تحقيق شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي (مؤسسة الرسالة؛ بيروت)

ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى (دار صادر، بيروت).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 514
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1057
الكل : 58492297
اليوم : 64811

دار الحرب

دار الحرب   نشأت هذه الفكرة بسبب حالة الحرب أو العداء بين المسلمين وغيرهم، بعد الهجرة النبوية، من مكة إلى المدينة، سواء من المشركين الوثنيين داخل الجزيرة العربية، أو خارجها مع الفرس والرومان. وليس في ذلك نص تشريعي يقرر هذا الوصف، إلا ما جاء في الأثر عن الإمام جعفر الصادق منسوباً إلى النبي r: «ألا إنني بريء من كل مسلم ترك مع مشرك في دار الحرب»، وفي لفظ آخر: «إنما الغريب الذي يكون في دار الشرك».
المزيد »