logo

logo

logo

logo

logo

زيان (بنو)

زيان (بن)

Zayan - Zayan

زيان (بنو ـ)

(637 ـ 962هـ/1239 ـ 1554م)

 

بنو زِيان أو زَيّان (ويعرفون كذلك ببني عبد الواد) أسرة أمازيغية من نسل طاع الله بن علي من بني عبد الواد، أحد أحياء زناتة، حكمت المغرب الأوسط (الجزائر اليوم) من القرن السابع إلى القرن العاشر للهجرة متخذة من مدينة تلمسان حاضرة لها.

مؤسس الأسرة يغمراسن بن زيان بن ثابت، تولى رئاسة مشيخة بني عبد الواد بعد وفاة أخيه زكراز بن زيان (ت633هـ) الذي كان واليا على تلمسان للموحدين من بني عبد المؤمن[ر]. وقد تمكن يغمراسن بحنكته وقوة عزيمته وحسن سيرته في الرعية من إخضاع أكثر أحياء زناتة وحلفائها من بني هلال وقبائل العرب التي تقطن المغرب الأوسط، وأقام المسالح واستكثر من العسكر من الروم والغز، فقويت شوكته واستقل بالأمر في تلمسان، واتخذ الوزراء والكتاب، ولبس شارة الملك وتسلطن، مكتفياً بالدعاء على المنابر لخليفة الموحدين في مراكش.

اضطر يغمراسن بسبب سياسته هذه وطوال مدة حكمه إلى مواجهة خصوم أشداء من بعض أحياء زناتة المزاحمين له، وخاصة بنو عبد المؤمن[ر] وبنو مرين[ر] في المغرب الأقصى وبنو حفص[ر] في إفريقيا (تونس)، وبنو توجين ومغراوة في المغرب الأوسط وغيرهم، وكانت له معهم أيام ووقائع كثيرة إلا أنه تمكن من التغلب على جلّ خصومه، وفل جموعهم، وتوطيد أركان ملكه حتى وفاته على فراشه في إحدى غزواته على مغراوة سنة 681هـ. وتوالى على الحكم من بعده أربعة ملوك أقوياء من نسله، ابتداء من ابنه أبي سعيد عثمان بن يغمراسن (681ـ703هـ)، وخَلَفه على العرش حفيده أبو زيان محمد بن عثمان (703ـ707هـ)، ثم أبو حمو الأول موسى بن عثمان (707ـ718هـ)، ومن بعده أبو تاشفين عبد الرحمن بن موسى بن عثمان (718ـ737هـ) الذي قتل دفاعاً عن حاضرته تلمسان حين غزاها بنو مرين بقيادة السلطان «أبو الحسن» سلطان مراكش، واستولوا عليها بعد قتال ضارٍ، وكان سقوط المدينة إيذانا بانتهاء الحقبة الأولى من حكم بني زيان أو بني عبد الواد.

ظلت تلمسان في يد بني مرين إلى سنة 749هـ حين استردها الأخوان أبو سعيد عثمان وأخوه أبو ثابت الزعيم ابنا عبد الرحمن بن أبي يحيى بن يغمراسن. وغدا أبو سعيد هو السلطان وأخوه صاحب الأمر والنهي فيها إلى سنة 753هـ؛ حين عاود بنو مرين بقيادة السلطان أبي عنان الكرة على تلمسان وقتلوا السلطان أبا سعيد وأخاه وانتهت بمقتلهما الحقبة الثانية من حكم بني زيان.

استرد بنو زيان عرشهم في تلمسان للمرة الثالثة سنة 760هـ على يد ابن أخي القتيلين أبي حمو موسى الثاني بن يوسف بن عبد الرحمن (760ـ791هـ), وظل خلفاؤه يحكمون البلاد حتى وصول الأتراك العثمانيين إلى الجزائر سنة 962هـ/1554م، وتوالى على الحكم في هذه الحقبة الأخيرة واحد وعشرون حاكما، تحدروا كلهم من صلب الابن الأصغر ليغمراسن المدعو عبد الرحمن بن يحيى.

كان بنو زيان من أصحاب السطوة والمقدرة، ميّالين إلى الإعمار وتحصين البلاد وتشييد الأسوار لكثرة غزواتهم وما لاقوه من الخصومة والمعارضة المسلحة من أحياء زناتة الأخرى ومن خلفاء الموحدين. وكانوا إذا خرجوا إلى مشاتيهم في الصحراء يخلفون أتباعهم وحاشيتهم في التلال لعمارة الأرض وزرعها وجباية الخراج من رعاياهم. وفي عهدهم بلغت تلمسان أوج اتساعها (ينسب بناؤها إلى بني يفرن أحد بطون زناتة) فزادوا في عمرانها، واتخذوها دار ملكهم، واختطوا بها القصور والمنازل الفخمة والمتنزهات الجميلة، وأجروا خلالها المياه وملكوا ضواحيها وبسائطها حتى غدت قاعدة بلاد المغرب الأوسط (الجزائر)، وازدهرت فيها أسواق العلم والصنائع وقصدها الناس من كل مكان، واشتهر فيها أعلام كبار من العلماء والفقهاء حتى ضاهت أمصار بلاد الإسلام الأخرى، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر التلمساني الفقيه المالكي الشاعر (ت690هـ)، وعفيف الدين سليمان بن علي التلمساني الصوفي الشاعر (ت690هـ) الذي انتقل إلى دمشق، وشغل بعض مناصبها ومات فيها، وولده شمس الدين محمد ابن سليمان المعروف بالشاب الظريف الشاعر الماجن (ت688هـ)، وولي الله شعيب بن الحسين الأندلسي الصوفي المعروف باسم سيدي أبو مدين ولي مدينة تلمسان والمدفون بقرية العُبّاد قربها، وقبره يزار إلى اليوم،والجدير بالذكر أن ابن خلدون أمضى فترة من الزمن معتزلاً في قرية العبّاد قرب تلمسان.   

محمد وليد الجلاد

الموضوعات ذات الصلة:

 

 الحفصيون ـ زناتة ـ مرين (بنو ـ) ـ الموحدون.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر (تاريخ ابن خلدون، ج 7 ) (مؤسسة الأعلمي، بيروت 1971).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 472
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1039
الكل : 58491775
اليوم : 64289

كالدرون دي لاباركا (بدرو)

كالدرون دي لاباركا (بدرو ـ) (1600 ـ 1681)   بِدرو كالدِرون دي لا بارْكا Pedro Calderon de la Barca كاتب مسرحي وشاعر إسباني، يُشكّل مع دي بيغا وثربانتس ثالوث الإبداع الأدبي في العصر الذهبي Siglo de oro الإسباني (1570ـ1670)، وقد كان لمسرحياته الدنيوية الكبرى تأثير عالمي واسع مازال ممتداً حتى الوقت الحاضر.
المزيد »