logo

logo

logo

logo

logo

رضا (محمد رشيد-)

رضا (محمد رشيد)

Rida (Mohammad Rashid-) - Rida (Mohammad Rashid-)

رضا (محمد رشيد -)

(1282-1354هـ/1865-1935م)

 

محمد رشيد بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني، البغدادي الأصل، الحسيني النسب. أحد رجال الإصلاح الإسلامي. من الكتّاب، العلماء بالحديث والأدب والتاريخ والتفسير.

ولد بقرية القلمون على شاطئ المتوسط، وهي تبعد عن مدينة طرابلس الشام بنحو خمسة كيلومترات، في بيت اشتهر أهله بالعلم والفضائل الكريمة، وفي قريته تعلّم قراءة القرآن والخط ومبادئ الحساب، ثم انتقل إلى مدرسة الرشدية في طرابلس، وكانت مدرسة ابتدائية والتعليم فيها كان بالتركية، ومكث فيها قرابة سنة ثم تركها وانتقل إلى المدرسة الوطنية الإسلامية، وكان التعليم فيها بالعربية، ومنشؤها هو الشيخ حسين الجسر الأزهري، وتركها أيضاً لأنه لم يكن معترفاً بشهادتها لدى الدولة، التي كانت تعفي خريجي المدارس الدينية المعترف بها من الخدمة العسكرية، والتحق بعدها بمدارس دينية أخرى معترف بها في طرابلس الشام.

والشيخ حسين الجسر هو أول من زرع في نفس محمد رشيد فكرة الإصلاح والتجديد الديني والاجتماعي، والذي كان يرى أنه لا يمكن أن ترقى الأمة الإسلامية، إلا بالجمع بين علوم الدين والدنيا على الطريقة الأوربية، وكان هو أستاذه في العلوم العربية والشرعية.

وفي أثناء دراسته كان يقرأ كثيراً، وكان مما قرأه كتاب «الإحياء» للغزالي، وقد مال إلى التصوّف تأثراً به، بل ومارس بعض الرياضات الصوفية أيضا. وكان يتابع من خلال ذلك أخبار الدعوة إلى الإصلاح، التي أطلقها جمال الدين الأفغاني والشيخ مجمد عبده، ويقرأ ما يكتبان في مجلة «العروة الوثقى»، وقد التقى الشيخ محمد عبده مرتين أثناء زيارته لطرابلس الشام.

وبعدما نال شهادة التدريس من شيوخه في طرابلس، سافر إلى مصر عام 1898م والتقى هناك الشيخ محمد عبده، وأصبح من تلاميذه المقرّبين، ومن الذين كان الشيخ يحاورهم ويتبادل معهم الأحاديث والآراء في المسائل الإصلاحية، وهي التي هاجر محمد رشيد إلى مصر من أجلها.      

وبعدما توقّفت مجلة «العروة الوثقى» رأى محمد رشيد أن يصدر مجلة تقوم مقامها في الدعوة إلى الإصلاح والتجديد، وبعد مشاورات مع أستاذه الشيخ محمد عبده، أصدر مجلة «المنار» التي استمرت في الصدور حتى وفاته. وكانت مدة صدورها الطويلة، منبرا للأصوات الداعية إلى الإصلاح، ومرجعاً للفتيا في التأليف بين الشريعة والأوضاع العصرية الجديدة. وقد أصدر منها 34 مجلداً.

وكان ميالاً في حياته للعمل السياسي وقد نهاه شيخه عنه، ولكنه استمر يمارسه سراً، وقال في ذلك «سالمنا السياسة فساورت وواثبت، وأسلسنا لها فجمحت وتقحّمت، وكنا نهمّ بها بعض الأحيان، فيصدف بها عنّا الأستاذ الإمام، ولم ننل منها ما نهواه، إلا بعد أن اصطفاه الله».

وفي عام 1326هـ/1908م وبعد إعلان الدولة العثمانية دستورا للدولة، زار بلاد الشام، وتنقّل بين مدنها داعيا للإصلاح والتجديد، ظانّا أن أحلامه ستتحقق، ولكنه أصيب بخيبة أمل كبيرة، حين اعترضه أحد أعداء الإصلاح وهو يخطب فوق منبر الجامع الأموي، وكادت تحدث فتنة كبيرة بين أعداء الإصلاح وأنصاره، ووأداً للفتنة عاد إلى مصر وفتح مدرسة سمّاها «الدعوة والإرشاد» متابعا رسالته التي نذر نفسه لها.

عاد محمد رشيد إلى دمشق حين خرج العثمانيون من سورية بعد الحرب العالمية الأولى، وحضر المؤتمر السوري الأول وانتخب رئيساً له، ثم غادرها بعد دخول القوات الفرنسية دمشق عام 1920م، عائداً إلى مصر من دون أن تفارقه روح السياسة. ومن مصر قام بجولة واسعة في العالم، زار في أثنائها الهند والحجاز وأوربة ليعود ويستقرّ في مصر نهائياً، ودفن في القاهرة بعد وفاته إثر حادث وقع للسيارة التي كانت تقلّه من السويس إلى القاهرة.

ومن أشهر آثاره المطبوعة: تفسير القرآن الكريم وهو المعروف بـ «تفسير المنار» وقد أصدره في 12 مجلداً ولم يكمله لوفاته، وقد كتب كلمة في صفحته الأولى يوضّح بها منهجه في التفسير فقال: «هذا هو التفسير الوحيد الجامع بين سنن المأثور وصريح المعقول، الذي يبين حكم التشريع، وسنن الله في الإنسان، وكون القرآن هداية للبشر في كل زمان ومكان، ويوازن بين هدايته وما عليه المسلمون في هذا العصر وقد أعرضوا عنها، وما كان عليه سلفهم المعتصمون بحبلها، مراعياً فيه السهولة في التعبير، مجتنبا مزج الكلام باصطلاحات العلوم والفنون، بحيث يفهمه العامّة، ولا يستغني عنه الخاصّة، وهذه هي الطريقة التي جرى عليها في دروسه في الأزهر، حكيم الإسلام الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده»، ومن آثاره أيضاً «تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده» ثلاثة مجلدات، و«الوحي المحمدي»، و«يسر الإسلام وأصول التشريع العام»، و«الخلافة»، و«الوهّابيون والحجاز»، و«محاورات المصلح والمقلّد»، و«ذكر المولد النبوي الشريف»، و«شبهات النصارى وحجج الإسلام».

وقد أصدر الأمير شكيب أرسلان كتاباً في سيرته سمّاه «السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة».

عبدو محمد 

مراجع للاستزادة:

ـ عبد الرحمن عاصم، «محمد رشيد رضا»، مجلة الهدى النبوي (جمادى الآخرة 1358هـ).

ـ محمد بهجت البيطار، «محمد رشيد رضا»، مجلة المجمع العلمي العربي (العدد 15/365 و474).

ـ عبد المتعال صعيدي، المجددون في الإسلام من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر الهجري.    

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 861
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1053
الكل : 58492135
اليوم : 64649

غورفيتش (جورج-)

غورفيتش (جورج -) (1894-1965)   ولد جورج غورفيتش Georges Gurvitch في نوفوروسيسك Novorossisk بروسيا لعائلة يهودية، وخصَّص السنوات الأولى في دراساته العليا للدراسات الحقوقية والقراءة عن المؤسسين الأوائل للمذاهب السياسية. حصل في عام 1915 على الميدالية الذهبية في مسابقة جامعية تتناول المذهب السياسي لتيوفان بروكوفيتش Theophan Prokovitch ومشاربه الأوربية، وقد حددت هذه الجائزة مجرى حياته المهنية فيما بعد وجعلتها في إطار الفلسفة الاجتماعية، التي تجمع الفلسفة بالقانون وعلم الاجتماع.
المزيد »