logo

logo

logo

logo

logo

الدكن

دكن

Deccan - Deccan

الدكن

 

   
 
   

الدكن باللغة السنسكريتية «الدكشينا»، ومعناها الجنوب، وهذه التسمية مستمدة من موقعها الجنوبي في شبه القارة الهندية.

تشغل الدكن الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الهندية، ممتدة بين نهر ناربادا (نارمادا) في الشمال ونهر كريشنا (كيستنا) في الجنوب، وهذا يعني أنها لا تشغل كامل جنوب الهند، وإنما الأرض المرتفعة الباردة نسبياً فقط.

وكثيراً ما يضم إلى هضبة الدكن هضبة ميسور، امتدادها الجنوبي، لتصل بذلك جنوباً إلى نهر غوفري. وتحاط الدكن بجبال الغات الغربية من الغرب، والغات الشرقية من الشرق وتلال نيلجيري من الجنوب، ومن الشمال سلسلة جبال ساتبورا التي تشرف على نهر ناربادا من الجنوب. وتتوزع أراضي الدكن على الولايات الهندية الآتية: ماهراشترا، ومادهيا براديش، واندهرابراديش، وميسور، والأجزاء الغربية من ولاية أوريسا. وظهيرها الجغرافي الشمالي هو سهل الغانج، بينما يشكل سهل مليار والمحيط الهندي ظهيرها الغربي، أما سهل كرومندل وجبال الغات الشرقية وخليج البنغال فتشكل ظهيرها الشرقي، وولاية تاميل نادو ظهيرها الجنوبي، وتشغل الدكن مساحة تقرب من 40% من مساحة الهند، أي نحو 1.3 مليون كم2.

الدكن هضبة بركانية مرتفعة، يبلغ متوسط ارتفاعها نحو 750م، وانحدارها عموماً من الغرب باتجاه الشرق متدرجاً من 1300م تقريباً في الغرب إلى 600م تقريباً في الشرق، كما أنها أكثر ارتفاعاً في الجنوب من الشمال، وهي ذات سطح غير منبسط، لتقطعها بالأودية النهرية العديدة، ولبروز العديد من التلال فيما بين الأحواض النهرية.

   
 
 

الدكن: إقليم غوا

يسود هضبة الدكن مناخٌ موسميٌ، إذ يهطل نحو 80% من الأمطار السنوية في نصف السنة الصيفي (أيار - تشرين الأول) و تسود في تلك المدة الرياح الجنوبية الغربية الموسمية الرطبة التي تفرغ جزءاً من حمولتها فوق جبال الغات الغربية، وتراوح كمية الأمطار السنوية بين 400-1000مم، وقد تتعدى 1000مم في الأجزاء الشمالية الشرقية التي تتلقى ما لا يقل عن 25% من أمطارها في فصل الشتاء، من الموسميات الشمالية الشرقية العابرة خليج البنغال، والمتوسط الحراري يراوح بين 18-24 ْ في فصل الشتاء، وبين 30-33 ْ في فصل الصيف.

وتسود في أجزاء الهضبة الشمالية الشرقية والغربية الغابات الموسمية (أشجار الساج والسال.... وغيرها) كما تنتشر في أواسطها ذات الأمطار التي تراوح بين 500-750مم، الغابات الشوكية المختلطة مع الحشائش.

وتنصرف مياه الهضبة عبر مجموعة من الأنهار، ينبع معظمها من المنحدرات الشرقية لجبال الغات الغربية وتصب في خليج البنغال أنهار غوادفري، كريشنا، بينر، غوفري، والنهران الشماليان (نهر تاربادا، ونهر تابيتي) اللذان ينحدران غربا،ً ليصبا في خليج كامبهات ببحر العرب.

يقطن هضبة الدكن نحو ربع سكان الهند، أي نحو 250 مليون نسمة، بمتوسط كثافة 170 نسمة/كم2. ويزداد السكان كثافة في مناطق الوديان النهرية الخصبة والمروية، ويقلون نسبياً في المناطق شبه الجافة الواقعة بين الوديان النهرية، ويتوزع سكانها على مجموعتين بشريتين هما: الدرافيديون في نصفها الجنوبي، والقوقازيون في نصفها الشمالي. ويتكلم سكانها عدة لغات منها: الماراثية والدرافيدية بتنوعاتها والهندية ويدين الغالبية العظمى من سكانها بالهندوسية، وقليل منهم بالإسلام.

ومن أهم مدن الهضبة: حيدر أباد، ناغبور، شولايور، أمرفاتي، بنغالور، ميسور، سالم.

ولوفرة الأنهار في الهضبة، انتشرت على جوانبها وقريباً منها المزروعات المروية، وخاصة القطن والذرة. وقد أسهمت وفرة الأمطار في أجزائها الغربية والشمالية الشرقية في نجاح العديد من محاصيل الزراعات البعلية، كالقمح وغيره، ومما ساعد على ذلك أيضاً التربة البركانية الخصبة، وخاصة في الشمال، ومن أهم المحاصيل الزراعية: القطن في وسطها وشمالها الغربي، والذرة، والحبوب الزيتية. وتنتشر زراعة الشاي والبن في جزئها الجنوبي، وتشتهر الهضبة بتربية الأغنام بجانب الأبقار والماعز.

ويستخرج من أراضيها بعض المعادن، ومن أهمها المنغنيز، إضافة إلى كميات لا بأس بها من الحديد والنحاس والكروميت. وفيها العديد من الصناعات، كما في صناعة الحديد والصلب في مدينتي بهادرفاتي وسالم، والصناعات الميكانيكية في بنغالور، وكذلك الصناعات الكيميائية والإسمنت والمنسوجات في مدنها الكبرى.

لمحة تاريخية

التاريخ القديم للمنطقة يكاد أن يكون مجهولاً، على الرغم مما عثر فيها من بقايا من العصور الحجرية وعصر الحديد والبرونز، إلا أنها بقيت لفترة طويلة منطقة نزاع بين الدرافيديين في الجنوب والآريين في الشمال. ومع أن الدكن كانت لفترات تحت حكم واحد، إلا أنها كانت مقسمة عادة إلى ولايات صغيرة، وفي أحد العصور كانت محتلة من قبل ملوك اندهرا، وفي القرن الثالث عشر الميلادي دخلها المسلمون، وأصبحت عبارة عن سلطنات وممالك. وبقيت مدينة حيدر أباد مركزاً للهضبة حتى عام 1948، وهي أكبر مدن الدكن بنسبة سكانها المسلمين.

علي موسى

مراجع للاستزادة:

 ـ علي موسى ومحمد الحمادي، جغرافية القارات (دار الفكر، دمشق 1998).

- H.Robinson, Monsoon Asia (Macdonald and Evans, Plymouth 1976).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 309
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1037
الكل : 58492903
اليوم : 65417

السطحية (حق-)

السطحية (حق ـ)   عرفت المادة (994) من القانون المدني[ر] حق السطحية بأنه: «حق المالك في أبنية أو منشآت أو أغراس قائمة على أرض هي لشخص آخر». فحق السطحية إذن هو ملكية أبنية أو أغراس عائدة لشخص مستقلة عن ملكية الأرض العائدة لشخص آخر. ويفترق حق السطحية عن الحق المترتب على سطح البناء، فحق السطحية حق ملكية مستقل على سطح الأرض، أما الحقوق المترتبة على سطح البناء فتُعد من الحقوق المتعلقة بملكية الطبقات، أي إنها ملكية مشتركة معدّة لاستعمال جميع ملاك الطبقات أو الشقق التي يتألف منها البناء كالمداخل والمصاعد والممرات والأسطح وغير ذلك.
المزيد »