logo

logo

logo

logo

logo

الخوري (بشارة-)

خوري (بشاره)

Al-KhuriI (Bishara-) - Al-KhuriI (Bishara-)

الخوري (بشارة -)

(1890-1964م)

 

الشيخ بشارة الخوري، سياسي ورجل دولة، عمل من أجل استقلال لبنان بوجه عربي. ولد في بيروت ودرس الحقوق ونال الإجازة فيها سنة 1912 وعمل بالمحاماة، هرب إلى مصر سنة 1915 بعد اكتشاف الأتراك وثيقة وقع عليها مع آخرين تطالب باستقلال لبنان عن الدولة العثمانية، وعاد بعد الحرب العالمية الأولى  للعمل في المحاماة، وشارك في تأسيس حزب التقدم الذي لم يعمر طويلاً. بعد إلحاح من شارل دباس[ر] والحاكم الفرنسي «لابرو» قبل بمنصب الأمين العام لحكومة لبنان في أول شباط 1920، وانتقد اعتقال السلطة الفرنسية لمجلس إدارة لبنان سنة 1920. عمل في سلك القضاء، ثم رئيساً لمحكمة الاستئناف، ثم عين وزيراً للداخلية عام 1930 بعد أن أصبح الدباس رئيساً للجمهورية، فاشترط ألا يتدخل الفرنسيون في عمله. شارك في تأليف «الكتلة الدستورية» سنة 1933 بعد خلافه مع  الرئيس شارل دباس الذي كان يعتمد على دعم المفوض الفرنسي، وتابع نشاطه السياسي في عهد الرئيسين إميل إدة وألفرد نقاش، ثم انتخب رئيساً للجمهورية في أيلول 1943، وظل في الرئاسة حتى 1952، ثم استقال تحت ضغط المعارضة، واعتزل الحياة السياسية حتى وفاته.

كان أهم هدف في اتجاه بشارة الخوري السياسي والقومي هو استقلال لبنان، ولذلك عرف بأبي الاستقلال، فقد سار مع الوطنيين للاحتجاج على محاولات فرنسا العودة إلى التسلط على لبنان سنة 1943 عندما أصبح رئيساً للجمهورية. وعدّ نفسه ممثلاً للشعب اللبناني بطوائفه المختلفة من مسيحيين ومسلمين، وهو بهذا يرضي الطرفين الغرب، وخاصة فرنسا، والشرق، العرب والمسلمين. وكان يريد أن  يخرج لبنان من عزلته المحلية ويكسب دعم العرب له، عندما نادى بأن لبنان عربي الوجه، ويقصد اللغة العربية، واتفق مع رياض الصلح (عضو الحركة العربية في سورية) على هذا الحل  ليكون رئيس وزارته، فأصبح الخوري (الماروني) أكثر إسلامية من رياض الصلح، وأصبح هذا أكثر  مسيحية من الخوري. وهكذا تم الاتفاق بين الزعيمين على ما عرف باسم «الميثاق الوطني»، وهو ميثاق غير مكتوب يقول بشارة الخوري عن مضمونه: «وما الميثاق الوطني سوى اتفاق العنصرين اللذين يتألف منهما الوطن اللبناني على انصهار نزعاتهما في عقيدة واحدة: استقلال لبنان التام الناجز من دون الالتجاء إلى حماية من الغرب، ولا إلى وحدة أو اتحاد مع الشرق»، وبذلك تم تقديس فكرة أو مفهوم لبنان، ليكون وطن كل الطوائف على اختلاف توجهاتهم وعقائدهم. وهكذا قامت دولة لبنان المستقل، وتجذرت الطائفية فيها، وهذا ما أكده كمال جنبلاط[ر] رئيس طائفة الدروز ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي عندما قال: «إن أسس لبنان قامت على جذور طائفية أصبح مستحيلاً الاستعاضة عنها».

وجدير بالذكر أن بشارة الخوري كان ضد فيصل بن الحسين، ومطالبة المؤتمر السوري بضم لبنان إلى سورية كجزء منها، وقد هتف مع المتظاهرين، منادياً باستقلال لبنان: «وجه عربي مقبول، جزء من بلاد العرب؛ لا» كما أنه غلّب الاتجاه اللبناني على الاتجاه القومي السوري الذي كان قائماً بين رجال الأحزاب، وخاصة المسيحية الداعية إلى دولة سورية، مقابل أحزاب تطالب بلبنان فقط، وكان اللبنانيون فيه منقسمين إلى استقلاليين وانتدابيين في أثناء الحكم الفرنسي.

ومن أجل سياسته هذه، عدّل الدستور اللبناني ليكون لبنان مستقلاً، فرفضت فرنسا ذلك وطلبت إلغاء القرار وحل المجلس النيابي وتعليق الدستور وحكم لبنان رئاسة وحكومة بشخص واحد، فرفض مع وزرائه برئاسة رياض الصلح الأمر الفرنسي الذي أصدره هللو مندوب المفوض السامي، فما كان منه إلا أن سجن الخوري رئيس الجمهورية ووزراءه في قلعة راشـيا في 10/11 تشرين الثاني عام 1943، وظل بالسجن أحد عشر يوماً، حتى جاء الجنرال كاترو مندوب الجنرال دوغول[ر] رئيس فرنسا الحرة وأطلق سراحه وعزل «هللو» واعترف باستقلال لبنان، وبهذا أصبح بشارة الخوري أول رئيس في عهد الاستقلال. وكان اللبنانيون قد ثاروا ضد سجنه  مع حكومته، كما وقفت الحكومة السورية برئاسة شكري القوتلي والحركة الوطنية في سورية معه ضد فرنسا، كما دعمه القوتلي، ومن قبله الشيخ تاج الدين الحسني في توجهه العربي، وكان هذا مكسباً سعى إليه الخوري، بالتعاون والتحالف مع العرب.

ظل الخوري رئيساً حتى سنة 1952، وحدث في آخر عهده حادثان هزا ثقة الشعب فيه، كان الأول إعدام أنطون سعادة، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي بتهمة التآمر ضد لبنان. وفسر بعضهم أن الخوري كان ضد الاتجاهات العربية وحتى السورية، كما ينادي سعادة، فعجل بإعدامه، الذي أنكره عليه بعض الساسة اللبنانيين، نتيجة محاكمة شكلية. والسبب الثاني هو اغتيال رياض الصلح سنة 1951 بسبب هذه المحاكمة، وكانت هذه هي النهاية الحقيقية لحكم بشارة الخوري، لأنه فقد باغتيال رياض الصلح العمود الفقري للحكم.

علي سلطان

مراجع للاستزادة:

 ـ بشارة الخوري، حقائق لبنانية (منشورات أوراق لبنانية، بيروت 1960).

ـ مسعود ضاهر، لبنان، الاستقلال، الميثاق والصيغة (معهد الإنماء العربي، بيروت 1977).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 45
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1052
الكل : 58481447
اليوم : 53961

لنون (جون-)

لِنون (جون ـ) (1940ـ 1980)   جون لِنون John Lennon مغنٍّ ومؤلف أغنيات وعازف غيتار [ر. القيثارة] منفرد بريطاني، ولد في مدينة ليفربول وتوفي في مدينة نيويورك. وهو أحد أهم أعضاء فرقة «الخنافس» (البيتلز) [ر] Beatles وأعمالها الفنية الخلاقة، وكان داعية سلام، أثر بشدة في تطور موسيقى الروك[ر. الجاز] باتجاه ابتكار توزيع أكثر تطوراً من ناحية تعدد الأصوات (الهارموني) [ر. الانسجام] ونضج العاطفة الغنائية والانتقائية الموسيقية.
المزيد »