logo

logo

logo

logo

logo

ديار بكر

ديار بكر

Diyarbakir - Diyarbakir

ديار بكر

 

   
 
   

ديار بكر أكبر مدينة في الجنوب الشرقي من تركيا، تتوسط بموقعها سهولاً واسعة تمتد على الضفة اليمنى لنهر دجلة، وتعد عاصمة مقاطعة ديار بكر التي تشغل بمساحتها الواسعة القسم الأكبر من الجزيرة العليا. تمتد أراضيها من حدود منطقة الأناضول الشرقية إلى جبال طوروس في الشمال، ومن سهول ما بين النهرين إلى هضبة ماردين في الجنوب، أما من الغرب فتحدها جبال كاراساداج التي يقطعها نهر دجلة.

تشغل مساحة واسعة تقدر بـنحو 15400كم2، وهي بذلك تشكل أكبر مقاطعة من حيث المساحة في الجزيرة العليا.

وتعني كلمة ديار بكر تاريخياً: ديار (مقاطعة)، بكر (وهي إحدى قبائل عرب اليمن الثلاث المعروفة: بكر، ربيعة، مضر، كما ذكر بعض المؤرخين). وهاجرت من اليمن باتجاه شمال ما بين النهرين دجلة والفرات، بعد حادثة سيل العرم، وسميت كل منطقة منها باسم القبيلة التي سكنتها، فقبيلة بكر سكنت المنطقة المحددة أعلاه وعرفت بمقاطعة آل بكر، أما ربيعة فقد سكنت السهول الواقعة بين الموصل ورأس العين ونصيبين، ودنيسر والخابور وعرفت باسم مقاطعة آل ربيعة، بينما سكنت قبيلة مضر السهول الواقعة شرقي الفرات باتجاه حران والرقة وشمشاط وشروج وتل موزان، وعرفت باسم مقاطعة آل مضر.

وقد تميزت أراضي هذه المناطق بكثرة مراعيها وخصوبة تربتها ووفرة مياهها وجمال طبيعتها، ولهذا فقد اختارتها هذه القبائل مرتعا لمواشيها ومكانا لسكناها.

تتصف مدينة ديار بكر بعمق جذورها التاريخية، فقد سُكنت في أوائل العهد الآشوري، وكانت تعرف باسم مدينة آمد (أميدا) وظلت كذلك حتى بداية القرن العشرين، عندما بدل اسمها وأصبح ديار بكر.

تشغل هذه المدينة موقعاً جغرافياً ممتازاً أكسبها أهمية استراتيجية عسكرية وتجارية وثقافية منذ القديم، فقد شكلت نقطة التقاء لقنوات اتصال المجموعات الآسيوية مع المناطق المجاورة لها، كما أن موقعها بالقرب من الجبهة الفارسية جعلها تصبح قاعدة دفاعية مهمة لحماية الجيوش الفارسية من الرومان والبيزنطيين.

حكمها الرومان في القرن الثالث قبل الميلاد، وبلغت أوج قوتها وتوسعها في عهد الامبراطور قسطنطين الثاني، الذي يعود إليه الفضل في بناء سور من حجر البازلت الأسود يحيط بالمدينة من كل جوانبها ويغلقها أمام الغزو الخارجي، ولهذا عرفت باسم قارة (وتعني بالتركية السوداء)، أي مدينة أميدا السوداء وكان ذلك في عام 349 قبل الميلاد.

وبعد حصار دام فترة زمنية طويلة استطاع الفرس الاستيلاء عليها عام 359ق.م، ثم تعاقب عليها حكم الرومان والفرس في أثناء المعارك الأخيرة حتى وقعت بأيدي البيزنطيين الذين استمر حكمهم حتى فتحها العرب عام 18هـ/639م. ومع بداية ضعف السيطرة العباسية على المنطقة، خضعت لحكم الحمدانيين حتى سقطت بيد السلطان العثماني سليم الأول في عام 1516م.

وهكذا شهدت مدينة آمد تعاقب العديد من السلالات الحاكمة (الرومانية، الفارسية، المغولية، العربية، التركية). وفي مرحلة السيطرة العثمانية، أصبحت مدينة ديار بكر عاصمة أكبر وأهم مقاطعة في الجزيرة العليا،وأعيد لها رخاؤها الاقتصادي واستمرت في تطورها إلى اليوم .

وبقيت المدينة القديمة محاطة بالجدران البازلتية السوداء، والتي تّم دعمها من الناحية البنائية وفق الطراز العربي والتركي، فأخذت شكل جدران مضاعفة أصبحت مثالاَ حياً على فن التصميم والبناء العسكري الشرقي الذي انتشر واسعاً في العهدين العربي والتركي، وقد امتد بناؤها على طول 5كم، وفيها أبراج ضخمة وقلعة قديمة،من المرجح أنها تعود بتاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد.

أما اليوم فهي قاعدة كبيرة للتجهيزات العسكرية التي تعود ملكيتها إلى تركيا ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وبحكم موقعها ومكانتها المهمة في منطقة الجزيرة العليا، فقد أصبحت قطب جذب سكاني كبير، مما جعلها تشكل أكبر تجمع بشري فيها، فقد بلغ عدد سكانها 479884 نسمة لعام 1997، من مجموع سكان المقاطعة البالغ عددهم 855900 نسمة لعام 1980، ويشكل الأكراد غالبية سكانها.

أسهم موقعها الجغرافي الممتاز والسهول الزراعية الواسعة المحيطة بها في جعلها مركزاً زراعياً وصناعياً وثقافياً أساسياً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، فسهولها الواسعة ذات التربة الخصبة وملاءمة مناخها ووفرة مياهها جعلتها منطقة زراعية من الدرجة الأولى، وتعد الحبوب والقطن والتبغ والفواكه والبطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر إلى جانب منتجات أخرى، أهم محاصيلها الزراعية.

كما أن امتلاكها لثروة معدنية مهمة، أهمها القصدير إلى جانب مصادر الطاقة المختلفة كالفحم والبترول، جعلها مركزاً صناعياً مهماً، يشتهر بصناعة المنسوجات القطنية والصوفية والمنتجات النحاسية وصياغة الذهب والفضة إضافة إلى تصنيع الطحين والخمر. كما تعد مركزاً ثقافياً مهماً يتمثل بجامعتها العريقة التي أُسست عام 1966، وكانت فرعاً تابعاً لجامعة أنقرة، إلى أن حصلت على استقلاليتها عام 1973، وتعرف اليوم بجامعـة تايغرز (دجلة).

 وتمثل كذلك عقدة مواصلات مهمة، إذ ترتبط مع أنقرة بخطوط جوية وبسكة حديدية حديثة كما ترتبط كذلك بشبكة طرق رئيسة حديثة ومتطورة مع المدن التركية الأخرى، وحتى حلب في سورية والموصل في العراق.

أديب الخليل 

مراجع للاستزادة:

ـ مسعود الخوند، الموسوعة الجغرافية ـ التاريخية (1994).

ـ ياقوت الحموي، معجم البلدان (دار صادر، بيروت 1977).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 492
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1053
الكل : 58492575
اليوم : 65089

لي (يو)

لي يو (نحو1591ـ 1671م)   لي يو Li Yu، كاتب مسرحي صيني مخضرم، عاش في أواخر عهد سلالة مينغ Ming (1368-1644) ومطلع أسرة تشينغ Qing (1644-1911)، كنيته شوان يو Xuan yu ويوان يو Yuan yu، من مواليد مدينة سو تشو Su Zhou في مقاطعة جيانغ سو Jiang Su. يكتنف حياته كثير من الغموض، والمراجع التي تأتي على ذكرها قليلة جداً. وهو من أصول بسيطة، لم ينل وظيفة طوال حياته، وبعد انهيار حكم سلالة مينغ صرف كل جهده للكتابة المسرحية، فكتب نحو أربعين نصاً مسرحياً، بقي منها عشرون.
المزيد »