logo

logo

logo

logo

logo

رضا (عباسي-)

رضا (عباسي)

Rida (Abassi-) - Rida (Abassi-)

رضا عباسي

(…- نحو 1050هـ/ … - نحو 1640م)

 

رضا عباسي رسام فارسي يعد واحداً من عباقرة فن التصوير والمنمنمات الإسلامية، وعندما يذكر اسم هذا الرسام يتداعى إلى الذهن العصر الذي عاش فيه ولاسيما عصر الشاه عباس (1587-1628م) في مدينة أصفهان، حيث انتمى رضا إلى مدرسة الفنون التي أنشأها الشاه وحيث تكنى باسمه «عباسي». وكان الشاه عباس قد جعل من عاصمته أصفهان حاضرة ثقافية تزهو بعماراتها وفنونها. لقد شجع على إعادة نسخ وتزيين المخطوطات الفارسية مرحباً بالفنانين والمعماريين الفرس في العهد الذي أنشأه. وكان رضا عمدة التصوير في ذلك العصر.

خلط بعض المؤلفين بين رضا هذا وفنانين آخرين يحملون هذا الاسم مثل رضا علي عباسي الخطاط المعاصر له ومثل أقارضا ومثل مصورين آخرين يحملان اسم محمد رضا.على أن أسلوب رضا عباسي يبقى أكثر إثباتاً على هوية صاحبه على الرغم من أن أسلوبه أصبح سارياً في فن مدرسة أصفهان، إذ وسم فنه طابع عصر الشاه عباس وعصر الشاه صفي من بعده (1629-1642) بل قلده كثير من فناني هذا العصر من أمثال المصور معين ويوسف ومحمد قاسم وإن كان أسلوبهم أقل كفاءة وأصالة من أسلوب أستاذهم.

خلّف رضا عباسي مجموعة كبيرة من الصور والرسوم التي ذيلها بتوقيعه مع بعض الملاحظات، كالتاريخ الدقيق باليوم والشهر وذكر سبب الرسم والمكان والمناسبة، ومَنْ ترأس العمل ولمن أنجز العمل الفني. ولقد قدمت هذه الملاحظات للباحثين والمؤرخين فرصة التوثيق والتدقيق،مما لم يفعله معاصروه مثل بهزاد[ر].

انتشرت أعمال رضا عباسي في جميع أنحاء بلاد فارس، ولكن أكثرها كان مزيفاً مما سبب إحراجات للمؤلفين والمتاحف والهواة. لكن هذه الأعمال كانت على الأقل تدخل في نطاق مدرسة رضا عباسي الفنية مع غيرها من الأعمال التي قدمها فنانون آخرون وبتوقيعهم، ولكنها تحمل أسلوب رضا عباسي في تكويناته وعناصره الفنية وفي المشاهد الطبيعية.

وبدت مدرسة رضا عباسي في التصوير واضحة في الرسوم التي تزين جدران قاعة جيهل ستون وحديقة قصر عالي كابو في أصفهان.

ويمتاز أسلوب رضا عباسي باحتواء العناصر الواقعية ومظاهر الحياة وقد رسمها بدقة بالغة، وبدقة التعبير في الرسوم الشخصية التي أنجزها لكبار شخصيات المجتمع كصورة الأمير ابن ملك جورجيا وهي صورة مشهورة.

كما يتمّيز أسلوب رضا عباسي بحسن اختياره لموضوعاته، واهتمامه بنقل التفاصيل كطيات القماش وزخارف الأحزمة، مما يضفي على عمله جمالاً فنياً، يتجلى بوضوح في خلفيات رسومه التي يختلط فيها رسم النباتات والفواكه مع السحب والأغصان.

ويختار رضا موضوعاته من الطبيعة والوجوه ومن حياة اللهو ومشاهد العشق والراقصات، إلى جانب رسم الدراويش والجوالين.

وفي بداية حياته، كان رضا مقبلاً على رسم الموضوعات التوضيحية المستقلة عن المخطوطات، ولكنه ما إن اتصل بالشاه عباس حتى بدأ بتصوير المخطوطات، واشتهر رساماً معلماً غزير الإنتاج له تأثير واسع في رسامي عصره. وكانت أكثر المخطوطات تتعلق بدواوين الشعر الفارسي، ولكنه اختص دون غيره برسم الوجوه والموضوعات المستقلة في أوراق مستقلة تحمل كتابات بخط المشاهير من خطاطي البلاط، ولقد ألصقت هذه الرسوم على ورق مقوى وجمعت في مصنفات جامعة، انتشرت مع نظائرها في القرن الخامس عشر. وتحمل كل صورة موضوعاً محدداً كرسم فلاح يجذب حزمة من الحطب فوق صورة حصان هزيل، أو صورة امرأة نائمة، أو درويشٍ جالسٍ تحت شجرة وأمامه زجاجة ماء وبعض التفاح. وفي متحف ميترو بوليتان في نيويورك مخطوطتان من الشاهنامه للفردوسي. الأولى تحوي أربعين صفحة مصورة لرضا عباسي والأخرى تحوي خمساً وثمانين صفحة مصورة. إلى جانب مجموعة من الصور المستقلة يمثل أحدها رجلاً يحيك ثوباً وأخرى تمثل شاباً يحمل كأسا ًوزجاجة خمر، وأخرى تمثل كهلاً يتوكأ على عصاه. وانتشرت أعماله خارج أصفهان بما فيها الأعمال التي كان ابنه محمد شافي يحاكي فيها بدقة بالغة أسلوب أبيه، أو الأعمال التي قام بتقليدها وتزوير توقيعها كثير من رسامي العصر والتي ما زالت موضع دراسة وتوثيق، وتفخر المتاحف والمكتبات الكبرى باقتناء أعمال رضا عباسي الأصلية أو المزيفة.

لقد امتاز أسلوب رضا عباسي بإنتاج الرسوم والصور التي تمثل المناظر والدراويش والأمراء بصورة مفردة بثياب أنيقة وعمائم كبيرة ذات الريش والأزهار. مع قليل من الرسوم الإيضاحية في المخطوطات التي أصبحت نادرة مثل مخطوطة شاهنامه الفردوسي. ومع أن تاريخ رضا عباسي ليس موثقاً بدقة، فإن استقراء أعماله وملاحظاته على هذه الأعمال تبين أن هذا الفنان قد نشط في المدة بين عامي 1590م إلى 1640م وأنه بلغ شأناً عالياً في نشاطه الفني سواء في الرسم أو في فنون أخرى كالخط العربي والزخرفة، ولقد أثارت شخصيته ورسومه كثيراً من النقاش بين المؤرخين وعلماء الآثار والفنون. ولعله توفي بعيد عام 1640م من دون أن يُعرف تماماً تاريخ مولده.

 عفيف بهنسي

 

التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 862
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1061
الكل : 58492256
اليوم : 64770

أحمد بن محمد بن إبراهيم

أحمد بن محمد بن إبراهيم (1083-1149هـ /1673-1736م)   السلطان العثماني الثالث والعشرون(1115-1143هـ /1703-1730م) ويعرف بالسلطان أحمد الثالث. خلف أخاه مصطفى الثاني في الحكم في 10 ربيع الثاني/ 21 آب إثر تخلي مصطفى عن الحكم في أعقاب ثورة الجيش الانكشاري. بدأ السلطان أحمد حكمه بالقضاء على زعماء الثورة ومعاقبة مؤيديهم, وبالعودة إلى نظام «الدفشرمة» (وهو نظام تجنيد الشبان من البلقان, وكان قد تم التخلي عنه من قبل, وتجنيد المسلمين الأحرار, وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي طبقت فيها الدفشرمة).
المزيد »