logo

logo

logo

logo

logo

رتشاردز (ايفر آرمسترونغ-)

رتشاردز (ايفر ارمسترونغ)

Richards (Ivor Armstrong-) - Richards (Ivor Armstrong-)

رتشاردز (آيفر آرمسترونغ -)

(1893-1979)

 

ولد الناقد الأدبي والشاعر الإنكليزي آيفر آرمسترونغ رتشاردز Ivor Armstrong Richards، والمعروف بالحروف الأولى من اسمه I.A.Richards، في بلدة ساندباتش Sandbach وتوفي في كمبردج. أتم تعليمه في جامعة كمبردج، وصار فيها محاضراً في اللغة الإنكليزية والعلوم الأخلاقية Moral Sciences، إلى أن سافر إلى الصين للعمل أستاذاً زائراً في جامعة تسنغ هوا Tsing Hua في بكين بين عامي 1929 و1930، ومديراً لـ «مؤسسة صحة اللغة» هناك بين أعوام 1936-1938. انتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل رئيساً للّجنة المشكلة لدراسة وضع اللغة الإنكليزية، ثم أستاذاً في جامعة هارفرد بين أعوام 1944-1963 حيث كان التعليم الأساسي اهتمامه الأول، ونُصِّب في عام 1963 أستاذاً فخرياً فيها.

اشترك رتشاردز مع اللغوي الإنكليزي تشارلز كي أوغدن Charles Kay Ogden في إرساء قواعد ما يُعرف باللغة «الإنكليزية الأساسية» Basic English، وهي منظومة مؤلفة من 850 كلمة الأكثر شيوعاً، يمكن استخدامها لغة عالمية على غرار الإسبرانتو[ر: اللغات]، كان رتشاردز يعتقد جازماً بأنها ستيسر التفاهم بين بني البشر، فحاول نشرها في العالم خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، ولهذا الغرض أخذها معه إلى الصين، وترجم إليها كتاب «الجمهورية» لأفلاطون[ر] وكتب أيضاً «الإنكليزية الأساسية واستخداماتها» Basic English and Its Uses عام (1943).

اشترك رتشاردز مع أوغدن أيضاً في نشر أوائل كتبه «أسس علم الجمال» Foundations of Aesthetics عام (1922) وكان التركيز فيه على الدلالات أو المعاني semantics، والكتاب الأهم «معنى المعاني» The Meaning of Meaning  عام (1923) وهو نظرية حول اللغة عالجت المعضلات الفلسفية عن طريق التحليل اللغوي. نشر بعد ذلك كتابيه «مبادئ النقد الأدبي» Principles of Literary Criticism عام (1924)، الذي تُرجم إلى العربية ونشر في مصر في الستينيات من القرن العشرين، و«العلم والشعر» Science and Poetry  عام (1926).

اهتم رتشاردز بعلم نفس السلوكيات، فطرح في كتابه «النقد العملي: دراسـة في التـذوق الأدبي» Practical Criticism: A Study in Literary Judgement  عام    (1929) آراءه التي تشكلت من تجربته العملية في قاعة الدرس، حول الخصائص التي يجب أن يتمتع بها الخطاب speech؛ وهي قول ما له معنى sense، والتعبير عن الإحساس feeling المكون تجاه هذا المعنى، واللهجة tone المعتمدة تجاه المتلقي، وأخيراً نيّة المتكلم intention أو ماهية الكلام والهدف منه. ويُرجع ما يتلو ذلك كله للمتلقي. ومن هنا كانت استنتاجات رتشاردز فيما يتعلق بالاستجابة لقراءة الشعر من الإدراك الشخصي للقارئ، وليس من خلال المعايير التقليدية، وأهمية الصور البلاغية والإشارات والتعقيد، والدور العلاجي للشعر، كونه وسيلة الكاتب والقارئ للوصول إلى السكينة والتوازن النفسي. وصار رتشاردز بذلك من كبار الفاعلين في تطوير قراءة الشعر ممهداً لما يعرف بـ«النقد الجديد» New Criticism[ر.النقد الأدبي]، ومساهماً في تهيئة المناخ الملائم للحداثة[ر].

كان رتشاردز غزير الإنتاج، فقد كتب حول الفلسفة الصينية والفيلسوف مِنغ - تسي Meng-Tse  ت(372- 289ق.م) «مِنغ - تسي والعقل» Mencius on the Mind  عام (1931)، وحول كتابات كـولردج[ر] عن الخيال والإبداع «كولردج والخيال» Coleridge on Imagination  عام (1934)، وحول البلاغة في «فلسفة البلاغة» The Philosophy of Rhetoric عام (1936). وكتب أيضاً مجموعات من المقالات مثل «أدوات تأملية» Speculative Instruments  عام (1955)، و«أشعار» Poetries  عام (1974)، و«تتامّ» Complementarities  عام (1976) وهي مقالات كتبها بين الأعوام 1919-1975.

نشر رتشاردز شعره في ديواني «حوارات داخلية: قصائد ومسرحيات» Internal Colloquies: Poems and Plays عام (1971)، و«قصائد جديدة ومختارة» New and Selected Poems عام (1978)، إلا أن شهرته لا تقوم على ما كتبه من شعر بقدر ما تعتمد على إسهاماته في النقد الأدبي المعاصر الجديد منه خاصة، وعلى كونه أحد أهم النقاد الأدبيين الإنكليز وأوسعهم نفوذاً.

طارق علوش 

مراجع للاستزادة:

- JOHN OLIVER PERRY, Approaches to the Poem (Chandler Publishing Company, San Francisco 1965).

- ORTHROP FRYE, Anatomy of Criticism (Oxford University Press 1957).

- T. S ELIOT, The Use of Poetry and the Use of Criticism (London 1933).

- WILLIAM EMPSON, Seven Types of Ambiguity (New Directions 1957).

 


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 786
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58481042
اليوم : 53556

الموسيقى الشعبية

الموسيقى الشعبية   يمتد تاريخ الأغنية الشعبية إلى فجر الحضارات القديمة جميعها، وقد جبل الإنسان مذ ارتقت أحاسيسه على الرغبة في التعبير عما يحس به ويراه بوسائل من النغم والإيقاع التي اختلفت باختلاف الأوطان والبيئات. وكان للقبائل الجرمانية البدائية منذ فجر المسيحية ما كان لفرسان وعامة الناس في العصور الوسطى من أغانٍ وقصائد، ومثلها للعرب في الجاهلية وصدر الإسلام.
المزيد »