logo

logo

logo

logo

logo

دورر (ألبرخت-)

دورر (البرخت)

Dürer (Albrecht-) - Dürer (Albrecht-)

دورر (ألبرخت -)

(1471-1528م)

 

ألبرخت دورر Albrecht Dürer فنان تشكيلي ألماني، ولد في مدينة نورمبورغ Nürmberg لأم تعمل ربة منزل وأب من أصل مجري يعمل في صياغة الذهب، وهي مهنة كانت صعبة ومُحاربة دينياً واجتماعياً في ذلك الوقت، مما جعل حياة الأب شاقة وقاسية، لا يكاد يجمع ما يسد به رمق أسرته.

عاش دورر في زمن التحولات الثورية في ألمانيا التي بلغت ذروتها مع المصلح مارتن لوثر، وانتهت بحرب الفلاحين عام 1525، ثم بروز الرأسمالية الصغيرة وصراعها مع الإقطاعيين.

في خضم تلك الأجواء المضطربة، ترعرع دورر معتداً بنفسه، عاشقاً لها، ولشدة نرجسيته، عكف على وضع جملة من اللوحات الوجهيّة له، بلغ فيها قمة الإتقان والروعة الفذيّة والتعبيرية. بل لقد ذهب في إحدى لوحاته الوجهية إلى تصوير نفسه بوصفه السيد المسيح، مما دفع المغرضين إلى اتهامه بالهرطقة، ودفع المعجبين به إلى تبرير ذلك، بما حباه الله من عبقرية تجلت بشكلها الأمثل، في خطوطه القوية المتمكنة التي حملتها محفوراته المنفذة والمطبوعة بوساطة الخشب والمعدن وتقانات أخرى، مما جعل بعضهم يعدّه في طليعة  رواد فن الحفر المطبوع في العالم، إضافة إلى صفة الرسام والمصور أو الملون. له عدة مؤلفات، ومن أبرز صفاته: الخيال، والابتكار، والذكاء الحاد، والاعتداد بالنفس.

فمنذ البداية، اقتحم دورر صفوف الطبقات القيادية الرائدة لما يُسمى بـ «الإنسانيين»، ثم عكف على الاهتمام بكل ما هو غريب ونادر، وفك طلاسم النفس البشرية الغامضة، وسبر أغوارها، ولعل هذا هو السبب الذي قاده إلى شغفه بنفسه، وعشقه لذاته، والتعبير عن ذلك بإكثاره من رسم نفسه، ضمن وضعيات مختلفة.

ومن جانب آخر، يعد دورر من أوائل الفنانين الألمان الذين اهتموا برسم الجسد الإنساني العاري، خاصة الأنثوي الذي وجد فيه موضوعاً قائماً بذاته. ولعل هذا ما دفعه للاهتمام برسوم الفنان الإيطالي ميكلانجلو[ر] المبكرة، ثم بلوحات أساتذة الفن العاري في إيطالية أمثال بولايولو ومانتينا. ولأن دورر كان يؤمن بأن الجسد الكلاسيكي العاري ينطوي على جملة من الأسرار الغامضة، اتجه إلى القيام بعملية تحليل هندسي له استغرق كل حياته، استخدم فيها المسطرة والفرجار، وقام بترتيب أجزائه وفق حسابات عديدة، للوصول إلى بنية جديدة له، تتميز بنسب تجريدية صافية، كما حاول تطبيق النسبة الذهبية في رسومه.

هذه الاهتمامات والنزوعات قادت دورر الذي كان أسير النظريات الهندسية السائدة، إلى تشكيل الجسم الإنساني في الدوائر والمربعات والمثلثات المتشابكة والمتداخلة.

ولم يقتصر اهتمامه على الجسم الإنساني، بل تعداه إلى الطبيعة فمزج في رسمها بين الواقع والخيال.

يمكن عد فن دورر مزيجاً متداخلاً من موهبته الفذة، وخبرته الكبيرة التي تماهت فيها التأثيرات الإيطالية والألمانية والهولندية. وقد وضع دورر ثلاثة كتب. الأول حول المقاييس أو المنظور، والثاني حول التحصينات وتشييد المدن، والثالث حول نسب الإنسان. ومن أشهر أعماله الفنية سلسلة لوحاته الوجهية الذاتية الموزعة على أكثر من متحف في العالم منها: متحف برادو في مدريد، واللوڤر في باريس، وصالة اللوحات للمعلمين القدماء في درسدن بألمانيا. أما أعماله الأخرى في الرسم والتصوير والحفر المطبوع، فتتوزعها متاحف عدة أخرى منها المتحف البريطاني، ومتحف ڤيينا بالنمسا وغيرهما.

ومن أعماله البارزة «قطعة العشب الكبيرة» المنفذة عام 1503 بالألوان المائية والزيتية بأبعاد 41×31.5سم وهي موجودة في متحف ڤيينا - ألبرتينا. ولا تعد هذه اللوحة دراسة عادية مأخوذة عن الطبيعة، وإنما عملاً فنياً وبحثاً تشكيلياً قائماً بذاته، يظهر بوضوح كيف كان دورر قادراً على تصوير الطبيعة تصويراً دقيقاً، حتى ليتخيل المتلقي معها بأن هذه المروج مفتوحة على مصاريعها وتناديه للمشي فوقها.

ومن أعماله «آدم وحواء» المنفذة عام 1507 بطريقة الحفر المطبوع بوساطة الخشب، وهي بقياس 209×80سم، وموجودة في متحف مدريد، وثمة لوحة أخرى تحمل الاسم نفسه منفذة بالتقانة نفسها والقياس نفسه، رسمها عقب عودته من إيطاليا. ومن أعماله مجموعة دراسات لوجوه أطفال، تمتاز بالدقة وقوة الرسم، ومجموعة محفورات مطبوعة بوساطة الخشب والمعدن منها «القديس جيروم»، و«الفارس والموت والشيطان»، و«سفر الرؤيا»، و«أبوللو»، و«الساحرات الميتربونات العاريات الأربع»، و«حمام النساء»، وغيرها.

ضاهى دورر في بعض رسومه لوحات الفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي، وكانت له صفات عدة تماثل تلك التي تفرد بها دافنشي، كالشغف الشديد بالمعرفة، ولعل هذا ما تحقق بوضوح في رسومه التي تناول فيها الطبيعة بما تضم من إنسان وطير وحيوان وزهر وأعشاب.

محمود شاهين

 

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 428
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1043
الكل : 58491298
اليوم : 63812

الأكدية (اللغة-)

الأَكَّديّة (اللغة ـ)   تنتمي اللغة الأَكَّدية Akkadian language إلى أسرة اللغات المسماة «الساميّة»، وتمثّل ـ بحسب التقسيم الجغرافي الشائع لها ـ المجموعة الشرقية منها. شاعت في بلاد الرافدين Mesopotamia منذ منتصف الألف الثالث ق.م، واستمر استخدامها حتى القرن الأول الميلادي. سميت بالأَكَّديّة نسبة إلى مدينة أَكَّد أو أَكّاد عاصمة أقدم مملكة ساميّة في بلاد الرافدين.
المزيد »