logo

logo

logo

logo

logo

ذات الهمة (سيرة-)

ذات همه (سيره)

Dhat al-Himmah - Dhat al-Himmah

ذات الهمة (سيرة -)

 

ذات الهمة أميرة عربية نسجت حولها سيرة من أطول السير العربية تعرف باسم سيرة ذات الهمة. تقع السيرة في سبعين جزءاً، ويزيد عدد صفحاتها على ستة آلاف صفحة. طبعت عدة طبعات، لعل أفضلها السيرة التي نشرها شوقي عبد الحكيم في القاهرة (1996)، وقد قام بتجميعها من ثلاثة مخطوطات: مخطوط المكتبة الشرقية في بيروت، ومخطوط المتحف البريطاني، ومخطوط جامعة كوبنجن (ألمانيا).

مؤلف السيرة قاص شعبي غير معروف، مثلها في ذلك مثل غيرها من السير الشعبية العربية الأخرى كسيرة عنترة بن شداد وسيرة الزير سالم. تبدأ السيرة تاريخياَ في عصر عبد الملك بن مروان (65-86هـ)، أزهى عصور الخلافة الأموية، وتستمر حتى نهاية عهد الخليفة العباسي الواثق بالله (227-232هـ). وهي تؤرخ تأريخاً شعبياَ للصراع الذي دار بين العرب والروم، الذي عرف باسم حرب الثغور على حدود الدولتين.

تعد سيرة ذات الهمة بحق ملحمة أدبية عربية، وهي أول ملحمة تعهد ببطولتها لامرأة، هي فاطمة بنت مظلوم بن الصحصاح بن جندبة بن الحارث الكلابي، المعروفة بذات الهمة. ولا يعرف، بالضبط، متى كتبت هذه السيرة، التي كانت تروى شفاهة، وتستغرق روايتها عاماً كاملاً. أما دوافع كتابتها فتتمثل بالدفاع عن أرض العرب والمسلمين ضد المد الاستعماري الغربي وضرورة توحيد الصف وجمع الكلمة والحرص على سلامة الأمة من الداخل، كما أنها دعوة جريئة وصادقة إلى إعطاء المرأة العربية حقوقها ورفع الضيم عنها والإفساح في المجال لها لتقوم بدورها الإيجابي في المجتمع.

ترجع أهمية هذه السيرة في الأدب الشعبي العربي إلى أنها تعد بحق وثيقة أدبية فنية تثبت حق المرأة بالمساواة في المجتمع، وهي سيرة رائدة ليس في الأدب الملحمي العربي فحسب بل وفي الآداب الملحمية العالمية المعروفة. إنها نمط من «البطولة النسوية»، وقد عالج القاص الشعبي هذه القضية على محورين أساسيين مترابطين: الأول هو المحور الأخلاقي المرتبط بالمرأة والمتمثل في ثلاث خصال أساسية هي : العفة والوفاء والأمومة. أما الثاني فهو محور الجهاد والتحرير، حيث ترقى الملحمة بالمرأة إلى درجة مساواتها للرجل فيما يعتز به من فضائل ومآثر رجولية كالفروسية والشجاعة والإقدام.

تلتحم في هذه السيرة الأحداث التاريخية التي كانت تمر بها الدولة العربية الإسلامية والمفعمة بالأخطار الخارجية التي تتهددها، بالأحداث التي كانت تجري في قبيلة بني كلاب، التي تحمل رجالها عبء الدفاع الخارجي والذود عن العرب والمسلمين في حرب الثغور، والتي كانت تمزقها الخلافات على زعامة القبيلة.

وقد نجح مؤلف السيرة أيما نجاح عندما سجل لنا تاريخ الدولة العربية الإسلامية في هذا العصر المليء بالأحداث والأخطار من خلال تاريخ هذه القبيلة أو بالأحرى تاريخ أبطالها وعلى رأسهم الأميرة ذات الهمة التي كان لها شرف توحيد القبيلة والذود عن الأرض العربية وقيادة الجيش العربي الإسلامي إلى النصر على الروم، وعانت في ذلك الكثير وأسرت عدة مرات.

ويعد موضوع الدفاع عن المرأة والاعتراف بحقها في المساواة مع الرجل موضوعا رئيسا من موضوعات الملحمة. وقد عبر القاص الشعبي - مؤلف السيرة - عن موقفه الرافض لواقع المرأة الاجتماعي الجائر. وما البطولات التي تحققها ذات الهمة إلا دلالة على هذا الحق وإثبات له.

نزار عيون السود 

الموضوعات ذات الصلة:

الأدب الشعبي.

مراجع للاستزادة:

 ـ نبيلة إبراهيم، سيرة الأميرة ذات الهمة، دراسة مقارنة (دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة).

ـ شوقي عبد الحكيم، الأميرة ذات الهمة (الدار المصرية ـ اللبنانية، القاهرة 1996).

ـ فاروق خورشيد، «أضواء على السير الشعبية»، المكتبة الثقافية، العدد 101 (القاهرة 1964).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 602
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1044
الكل : 58480876
اليوم : 53390

المعيار والمقاييس في الفن

المعيار والمقياس في الفن   بدأ الفن والعمارة منذ ما قبل التاريخ تلبية لحاجات معاشية أو اجتماعية متصلة بثقافة الإنسان البدائية وبتقاليده وإحساساته الفطرية، وكان هذا الهدف هو المعيار الأساسي critère الذي يكشف عن سمات ذلك الفن وتلك العمارة، وتمثَّل هذا المقياس échelle بالتناسب الذي ولّد مفهوم الجميل والرائع. منذ بداية التاريخ ابتدأ العقل في التدخل على حساب الإحساس الفطري، لكن هذا التدخل استمر وئيداً حتى عهد الأسرات في مصر، حينما أصبح للفن والعمارة قواعد ثابتة استمرت على امتداد الحضارة المصرية. على أن هذا التدخل كان يستند إلى عقائد مصرية قديمة أهمها بعث الحياة بعد الموت، وأبدية الحياة لمن هم في قمة المجتمع. وهذه العقيدة كانت سبب أبدية العمارة. فجميع الروائع المعمارية؛ الأهرامات والقبور والمعابد وما فيها من أعمدة وصروح ومسلات ترمز إلى هذه الأبدية. وفي مجال التصوير فإن جميع الآثار المكتشفة على جدران هذه الأوابد تشير إلى تأكيد الحياة بعد الموت.
المزيد »