logo

logo

logo

logo

logo

دروزة (محمد عزة-)

دروزه (محمد عزه)

Darouzah (Mohammad Izzat-) - Darouzah (Mohammad Izzat-)

دروزة (محمد عزة -)

(1888-1984م)

 

محمد عزة دروزة أديب ومؤرخ وصحفي وناقد ومترجم وعالم دين فلسطيني. ولد في مدينة نابلس بفلسطين، وتلقى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارسها، وبعد أن تخرج عام 1906 عمل في مصلحة البريد والبرق حتى عام 1918، وحين أُسست مدرسة النجاح في نابلس عين رئيساً لها (1922-1927)، وتنقل إبان الحكم العثماني للبلاد العربية في مدن فلسطينية ولبنانية وسورية، وقد يسرت له وظيفته هذه الاطلاع على الصحف والمجلات المصرية التي كانت تصدر آنذاك مثل المؤيد، والأهرام، والمعتصم، والمقتطف، والهلال، فنمت مداركه، واتسعت ثقافته.

عُين عام 1927 مديراً لأوقاف نابلس، ثم مديراً عاماً للأوقاف الإسلامية في فلسطين (1932-1937)، ولما وضع الإنكليز يدهم على الأوقاف الإسلامية، وعلى المجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين، بداعي اندلاع الثورة الفلسطينية، فصل من عمله.

واكب دروزة السياسة العربية منذ مطلع شبابه، وخاض خضم الحركات الوطنية، وقام بدور قيادي، وتحريك للأحداث، كما شارك في تأسيس ونشاط الجمعيات والأحزاب الاستقلالية في سورية وفلسطين ولنشاطه الحثيث في دعم الثورة الفلسطينية، حاكمته السلطات الفرنسية الحاكمة في دمشق أمام محكمة عسكرية عام 1939، وحكمت عليه بالسجن خمس سنوات، قضى منها ستة عشر شهراً في سجني «المزة» و«قلعة دمشق»، حتى أفرج عنه عام 1940، فغادر دمشق إلى تركية حيث مكث خمسين شهراً وفي عام 1945 عاد إلى دمشق، واستقرَّ فيها.

وفي عام 1948، ألمَّ به مَرض فأجريت له عملية جراحية، وثَقُل سمعه، فاعتزل العمل في السياسة وانصرف إلى النشاط العلمي، وفي عام 1970 نال الجائزة التقديرية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بعد أن أمضى خمسين عاماً من عمره في ميدان الفكر وسخَّر قلمه لخدمة القضية الفلسطينية، وتكشف مذكراته جوانب خفية من القضية الفلسطينية خاصة، والقضايا العربية عامة، وكان شعاره في الحياة تقديس الواجب والتزام الحق ومواجهة أحداث الزمان بالتفاؤل والصبر ومساعدة الإنسان ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، واشتهر بإيمانه بالله والإسلام والعروبة، وبمتانة عقيدته الدينية والقومية.

لم يتح لهذا المفكر العصامي أن يتلقى من العلم أكثر من الدراسة الإعدادية، لكنه انكب على المطالعة والدراسة الشخصية والتثقيف الذاتي، وكانت حصيلة هذه الجهود طائفة من المؤلفات والمخطوطات وعشرات المحاضرات في نوادي فلسطين وسورية ولبنان ومصر. وعشرات الأحاديث في إذاعتي دمشق ومكة المكرمة... ومن حسنات سجنه في دمشق أنه حفظ القرآن الكريم، وكتب أصول كتبه القرآنية، كما ألف في أثناء هجرته إلى تركية كتابيه «أصول التفسير» و«القرآن المجيد»، إضافة إلى أصول كتبه حول الحركة العربية الحديثة، وتركية الحديثة، وبواعث الحرب العالمية الثانية.

كتب في فجر شبابه روايات تمثيلية اقتبس أفكارها من التاريخ الإسلامي، وأسهم وهو في بيروت، في تحرير جريدتي «الحقيقة» و«الإخاء العثماني»، وترجم الكثير من المقالات عن اللغتين التركية والفرنسية، وألف كتباً مدرسية عن تاريخ العرب والإسلام.. ومن أهم أعماله التي بدأ في تأليفها وهو في سجن القلعة بدمشق، الأجزاء الثلاثة من كتابه الموسوعي:

«عصر النبي وبيئته قبل البعثة»، و«سيرة الرسول»، و«الدستور القرآني في شؤون الحياة».

كما تابع التأليف في تاريخ العرب والإسلام، وفي القضية الفلسطينية حتى بلغ عدد كتبه المطبوعة تسعة وثلاثين كتاباً في سبعين مجلداً ناهزت صفحاتها اثنتين وعشرين ألف صفحة.

ومن أهم مؤلفاته أيضاً كتابه «حول الحركة العربية الحديثة» الذي كتب مسوداته وهو في منفاه الاختياري بتركية، وكتابه «التفسير الحديث» الذي صدر في اثني عشر مجلداً عام 1961 وبدءاً من عام 1956 عكف على تأليف موسوعته «تاريخ الجنس العربي في مختلف الأدوار والأقطار»، وقد صدرت قبل عام من وفاته مذكراته التي دون فيها ما شاهده وشارك فيه وتيسر له الاطلاع عليه في حقبة تغطي قرناً من الزمن، وتقع هذه المذكرات في عشرين جزءاً.

وافته المنية في حي الروضة بدمشق.

عيسى فتوح 

مراجع للاستزادة:

ـ يعقوب العودات (البدوي الملثم)، من أعلام الفكر والأدب في فلسطين (عمّان 1976).

ـ حسين عمر حمادة، محمد عزة دروزة (حياته، نشأته، مؤلفاته) (دمشق).

ـ يحيى جبر وأريج دروزة، محمد عزة دروزة (وفاء له في الذكرى العاشرة لرحيله) (دمشق 1994).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 249
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58481354
اليوم : 53868

السكيبيون

السكيبيون   سكيبيو Scipio لقب لأسرة رومانية عريقة تنتمي إلى عشيرة كورنيليا، قدمت عدداً كبيراً من الساسة والقادة في العصر الجمهوري. لقد ظل التاريخ الروماني إلى عهد سلا، سجلاً لأعمال الأُسر لا الأفراد، ولا نرى فيه أسماء ساسة عظام، ولكن يلاحظ جيلاً إثر جيل أسماء بعينها تشغل أعلى مناصب الدولة. فمن بين مئتي قنصل شغلوا هذا المنصب الخطير بين عامي 233-133ق.م، مئة، ينتمون إلى عشر أسر، وكانت أقوى أسرة في ذلك العهد أسرة آل كورنيليوس Cornelius.
المزيد »