logo

logo

logo

logo

logo

الدارمي (السمرقندي-)

دارمي (سمرقندي)

Al-Darmi (Al-Samarkandi-) - Al-Darmi (Al-Samarkandi-)

الدارمي السمرقندي

(181 ـ 255هـ/797 ـ 868م)

 

أبو محمد، عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضّل بن بهرام بن عبد الصمد الدارمي، التميمي، السمرقندي، الحافظ الإمام، المُفَسِّر، المُحدِّث، الفقيه، شيخ الإسلام بسمرقند، علم من أعلام الحديث النبوي الشريف، وقطب من أقطاب الدين الحنيف، يعود بنسبه إلى بني دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد بن مناة بن تميم.

وُلِدَ ونشأ بمدينة سمرقند، رحل في طلب العلم إلى عدد من الحواضر الإسلامية المشهورة وقتذاك بمعاهدها العلمية، ورجالاتها الأعلام، فزار خراسان، وبلاد الشام، والعراق، ومصر، والحجاز، وغيرها، التقى فيها بالمئات من العلماء، وتلقى العلم على يد جمهرة كبيرة منهم، وقضى زمناً طويلاً في رحلاته العلمية وأسفاره تلك، باحثاً، وجامعاً، ومستفيداً من أهل العلم الثقات، وروى عن عدد كبير من أولئك الأعلام منهم: النضر بن شمي، وهب بن جرير، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، وغيرهم كثيرٌ جداً.

برع الدارمي في عددِ من العلوم، وأصبح واحداً من أشهر الحُفاظ في عصره، وأحد أبرز الرحالة الساعين لطلب الحديث والبحث عن رجاله المشهورين، ومن ثم غدا علماً من أعلام الحديث حفظاً، وجمعاً، وإتقاناً له، وهكذا كان مقصداً ومحجاً لجموع الطلبة من شتى الديار والأمصار، وتتلمذ على يديه عدد كبير ممن أصبحوا علماء بارزين، منهم: الإمام مسلم بن الحجّاج، الترمذي، أبو داود، الحسن ابن الصباح البزّار، أبو زُرعة، أبو حاتم، بقيُّ بن مخلد، عبد الله بن أحمد بن حنبل، عيسى بن عمر بن العبّاس السمرقندي، راوي مسنده، وغيرهم كثير.

استُقضي على سمرقند، فقضى قضية واحدة، واستعفى فأُعفي، كان على غاية من العقل، ونهاية الفضل، يُضرب به المثل في الديانة، والحلم والرزانة، والاجتهاد والعبادة، والتقلل والزهد، قيل عنه الكثير، وكان من أشهر العلماء الأعلام الذين كان هناك شبه إجماع على علو كعبه في الحديث، وإمامته ورجاحته، وأثنى عليه الكثير من العلماء الأعلام.

نوّه عدد كبير من العلماء بفضله وعلمه، وأنه كان حسن المعرفة، دوّن المسند والتفسير، وذكر أبو حاتم بن حبّان بعضاً من ذلك فقال: «كان من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين، فقد حفظ وجمع، وتفقّه، وصنّف، وحدّث، وأظهر السنّة في بلده، ودعا إليها وذبَّ عن حرمها، وقمع من خالفها»، وأما الخطيب البغدادي فقد كتب عنه: «كان أحد الرحالين في طلب الحديث، والموصوفين بحفظه وجمعه، والإتقان له، مع الثقة والصدق، والورع والزهد». وقال رجاء بن مرجى: «ما أعلم أحداً أعلم بالحديث منه، وما رأيت أحفظ من عبد الله الدارمي»، وأشار الحاكم أبو عبد الله إلى أنه كان من حُفاظ الحديث المبرزين. وتحدث عنه الكثير من العلماء المشهود لهم بالعلم، والدقة والتحري، منوهين لما كان يتمتع به الدارمي من عقل وديانة، وممن يُضرب به المثل في الحلم والدراية، والحفظ والعبادة والزهد، وأسهم في إظهار علم الحديث والآثار في مدينة سمرقند، ودافع عنها ضد الغلاة والمعارضين، وكان مفسراً كاملاً، وعاماً.

ذكر إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري أنهم كانوا عند الإمام البخاري، فورد عليه كتاب فيه نعي عبد الله بن عبد الرحمن، فنكس رأسه، ثم رفع واسترجع وجعل الدمع يسيل على خديه، ثم أنشأ يقول:

إن تبقّ تُفجع بالأحبة كُلهم

وفناء نفسك لا أبالكَ أفجعُ

وضع الدارمي عدداً من المؤلفات منها: «تفسير القرآن الكريم»، و«سنن الدارمي»، و«المسند»، و«الجامع الصحيح»، طبعت السنن أكثر من مرة، الأولى بتحقيق محمد أحمد دهمان في بيروت، والثانية بتحقيق فواز أحمد إزمرلي وخالد السبع بالقاهرة في جزأين، والثالثة بتحقيق هاشم اليماني في الهند عام 1404هـ-1981م. ويضم المسند مجموعة من الأحاديث صنفها الدارمي لينتفع بها الناس في معاشهم، وقد تم ترتيبها وفقاً للأبواب الفقهية المعروفة، وطبع الكتاب في كوينور عام (1293هـ/1876م). ذاعت شهرة الدارمي من المسند الذي وضعه كما قال العراقي، لكون أحاديثه مُسندة، وأشار الصنعاني إلى أنه ينبغي أنه يُجعل المسند سادساً للخمسة بدل ابن ماجه، فإنه قليل الرجال الضعفاء، نادر الأحاديث المنكرة والشاذة، وإن كان فيه أحاديث مرسلة وموقوفة، فهو مع ذلك أولى من سنن ابن ماجه، وأشار الشيخ العلائي إلى المعنى نفسه.

تُوفي الدارمي في مسقط رأسه، وهو ابن سبعِ وسبعين عاماً، يوم التروية، ودُفن يوم الجمعة، يوم عرفة.

عبد الله محمود حسين 

مراجع للاستزادة:

ـ الدارمي السمرقندي، سنن الدارمي، تحقيق فواز أحمد إزمرلي وخالد السبع (دار الريان للتراث، القاهرة 1407هـ/1987م).

ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط (مؤسسة الرسالة، بيروت 1401هـ/1981م) .

ـ المِزّي، تهذيب الكمال في تراجم الرجال، تحقيق بشار عواد معروف (مؤسسة الرسالة، بيروت 1408هـ/1988م).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 133
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1040
الكل : 58480595
اليوم : 53109

الحسم وإعادة الحسم

الحسم وإعادة الحسم   الحسم éscompte أسلوب في التسليف، يقوم على شراء أحد المصارف للأسناد التجارية المسحوبة لمدة قصيرة قبل موعد استحقاقها ودفع بدلها نقداً بقيمتها المحسوبة بعد تنزيل مبلغ الحسم المترتب عليها. وهكذا يكون المصرف قد أقرض حامل السند قيمته الاسمية مخفضة بالحسم الذي يمثل بدل الفائدة المستحقة عن المدة المتبقية من عمر السند. وعند استحقاق السند يقوم المصرف بتحصيل قيمته من الشخص المسحوب عليه السند، إذا لم يكن المصرف قد أعاد حسمه.
المزيد »