logo

logo

logo

logo

logo

الخوارزمي (القاسم بن الحسين-)

خوارزمي (قاسم حسين)

Al-Khwarezmi (Al-Kassem ibn al-Hussein-) - Al-Khwarezmi (Al-Kassem ibn al-Hussein-)

الخوارزمي (القاسم بن الحسين -)

(555-617هـ/1160-1220م)

 

أبو محمد، مجد الدين القاسم بن الحسين بن محمد الخوارزمي. ونِسبته إلى خُوارِزْم وهي ولاية واسعة على نهر جَيْحون يُنسب إليها عدد كبير من العلماء الأعلام. وجمهرة أهلها من المعتزلة.

كان الخوارزمي نحوياً، عالماً بالعربية، أديباً ناثراً، وشاعراً خطيباً جليل القدر، كما كان سنّياً من فقهاء الحنفية، ولم يكن معتزلياً.

ولد بخوارزم في الليلة التاسعة من شعبان، وفي نشأته لازم حلقات العلم هناك، ثم سافر إلى بُخارى وسمرقند وغيرهما للقراءة على الشيوخ والعلماء، وكان من أساتذته برهان الدين، أبو المظفر ناصر بن المطرزي، وأمضى بقية حياته في خوارزم.

 لم يكن الخوارزمي ميسور الحال، وقد خلّف له والده «قدراً يسيراً لا يقنع بمثله إلا أصحاب الزوايا»، فكان ينفقه على مهل، ويرضى بالكفاف من الرزق، ويتلذذ بالغنى عن الناس، لما عُرف به من العفّة وإباء النفس، والإعراض عن المناصب التي أغري بها. اجتمع به ياقوت الحموي في خُوارِزم، وكانت بينهما علاقة وثيقة، وترجم له في «معجم الأدباء» ومما قاله فيه: «رأيت منه صدراً يملأ الصدر، ذا بهجة سنيّة، وأخلاق هنيّة، وبِشْرٍ طَلْق، ولسان ذَلِق، فملأ قلبي وصدري، وأعجز وصفُه نظمي ونثري... ورأيته شيخاً بهي المنظر، حسن الشيبة كبيرها، سميناً بديناً عاجزاً عن الحركة».

وقد علتْ شهرة الخوارزمي في عصره، وقصده أصحاب العلم والأدب، وأفادوا منه كثيراً، فكان، كما قال فيه ياقوت أيضاً: «صدر الأفاضل حقاً، وواحد الدهر في العربية صدقاً... فهو إنسان عين الزمان، وغُرّة جبهة هذا الأوان».

ومدحه بعض الفضلاء في حياته، وربما غالَوا في ذلك كقول بعض أصحابه: 

يقولـون: إن الأصمعيّ لبـارعٌ،

وبالنحو، والآداب والشعر،عـالم

كذا ابن دُريدٍ، والخليل، وجاحظٌ

وكـلٌّ لِـدُرّ العلم والفضل نـاظم

فقلتُ: أجل، قد جلَّ في الناس شأنهم

وأفضلُ منهم صدرُ خُوارِزْمَ قاسـمُ

مات الخوارزمي شهيداً  على يد التتار الذين اجتاحوا خوارزم في ذلك الحين، ولم يعش أكثر من اثنين وستين عاماً.

وقد ألّف في حياته بضعة عشر كتاباً، لم يُطبع منها حتى اليوم سوى كتاب واحد وهو شرحه لديوان أبي العلاء المعري، الأول، وهو «سِقْط الزند» وسمى شرحه هذا «ضِرام السِّقط»، وفرغ من تأليفه - وهو بسمرقَنْد - سنة 587هـ وكان الخُوارزمي يومئذ في الثانية والثلاثين من عمره. وقد قرأ ديوان المعري ذاك - من قبل - على أستاذه أبي المظفر بن المطرزي، الذي سبق ذكره.

ولسقْط الزند - الذي نظمه المعري في الطور الأول من حياته العلمية والأدبية - شروح كثيرة، ولعل شرح الخوارزمي «ضوء السّقْط» يأتي في مقدمتها، لما يمتاز به من نزعة أدبية جليّة، وذائقة نقدية عالية، واستنباطات فكرية دقيقة، فضلاً عن الغوص على أسرار معاني أبي العلاء المعري، ومقاصد أفكاره في «السقط» بكلام مختصر، وإيجاز لماح.

يضاف إلى ذلك ما حواه ذلك الشرح من الإشارات التاريخية والأحاديث النبوية، والموازنات بين شعر المعري وأشعار غيره، ولاسيما شعر الأبيوردي         (ت557هـ)، كما عُني الخوارزمي في مطاوي شرحه ببيان ما في شعر أبي العلاء من محسنات بديعية كالتجنيس والمقابلة والإيهام (التورية)، وكان اعتماده - في بيان المعاني والمجازات اللغوية - على «أساس البلاغة» للزمخشري، فتراه يسوق كثيراً من عباراته وفقراته، وقد يعرّج على مسائل من الإعراب والتصريف، والعروض والقوافي، وأنساب العرب، والأنواء، وغير ذلك.

وقد طبع شرح الخوارزمي هذا مع شرحَي التبريزي (ت502هـ) وابن السِّيد البَطَلْيَوْسيّ (ت521هـ) في خمسة أجزاء ضخمة تضم الشروح الثلاثة وتحمل عنوان: «شروح سقْط الزَّند».

أما كتب الخُوارزمي الأخرى، فقد سلم واحد منها، ولكنه مازال مخطوطاً لم يطبع وهو «بدائع المُلَح». وباقي مصنفاته مفقود، ولا يُعرف عنها إلا عنواناتها، مثل: «شرح المفصل للزمخشري» في النحو، و«التوضيح» في شرح مقامات الحريري، و«الزوايا والخبايا» في النحو، و«خَلْوة الرياحي» في المحاضرات، وشرح «الأنموذج» و«الأحاجي النحوية» وكلاهما للزمخشري أيضاً. وللخُوارزمي شعر قليل، أورد منه ياقوت جملة صالحة في كتابه «معجم الأدباء»، ومعظمها في المديح والغزل. على أنه - كما قال - لم يمدح أحداً قط، وإنما كان ذلك منه على سبيل المران، تطرُّباً لا تكسُّباً. ولاشك أنه تأثر - في ذلك - بالمعري الذي سنّ هذه السنة قبله في سقط الزند.

محمود فاخوري 

مراجع للاستزادة:

ـ جلال الدين السيوطي، بغية الوعاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة 1384هـ /1965م)

ـ عبد القادر القرشي، الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ( حيدر آباد 1332هـ ).

ـ التبريزي والبَطْليَوسي والخوارزمي، شروح سقط الزند، تحقيق مصطفى السقا وآخرين (القاهرة 1383هـ/1964م).

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء ( دار المستشرق، بيروت).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 36
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1053
الكل : 58481577
اليوم : 54091

إدارة الأفراد

إدارة الأفراد   تعد إدارة الأفراد gestion du personnel  بوصفها أحد ميادين إدارة الأعمال [ر] الرئيسة، علماً حديث العهد نسبياً. ويكاد نشوء هذا العلم يقترن بنشوء حركة الإدارة العلمية التي تزعمها فريدريك تايلور في مطلع القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان للنتائج التي توصل إليها تايلور حول استخدام مقاييس الحركة والزمن أداة رئيسة في زيادة الإنتاج وأسلوباً يحقق العدالة في احتساب أجور العاملين، أهمية كبرى في اعتمادها من رجال الأعمال عامة، والإدارة الصناعية بوجه خاص، لتحسين مستوى الأداء وتخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة ريعية المشروعات. إلا أن حركة الإدارة العلمية لم تستطع أن تقرن نتائج دراساتها بالاهتمام اللازم بالجانب الإنساني بوصفه أحد العوامل الأساسية لزيادة مستوى الإنتاج وتحسين نوعيته لأنها ارتكزت على ركائز مادية بحتة.
المزيد »