logo

logo

logo

logo

logo

ابن خلَكان

خلكان

Ibn Khallikan - Ibn Khallikan

ابن خَلِّكان

(608-681هـ/1211-1281م)

 

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان، مؤرخ وأديب ينتهي نسبه إلى جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي.

ولد في أربيل وكان والده يعمل مدرساً في المدرسة المظفرية وقد فارق الحياة وابنه أحمد لم يبلغ الثانية من عمره.

بعد وفاة والده، أشرف على رعايته صديق والده مظفر الدين كوكبوري صاحب أربيل الذي دفعه للتعلم على أيدي شيوخ بلده، حتى أصبح أديباً وفقيهاً ومؤرخاً.

وحينما بلغ الثامنة عشرة من عمره شد رحاله إلى الموصل، وهناك درس الفقه على يد كمال الدين بن يونس (ت639هـ)، بعدها رحــل إلى حلب عـام 626هـ/1229م، وأمضى فيها مدة عامين تلقى فيهما العلم على أيدي شيوخ أكارم ومنهم القاضي عز الدين بن شداد (ت684هـ)، ودرس النحو في رحاب أبي البقاء يعيش بن علي النحوي (ت643هـ) ثم رحل إلى دمشق وبقي فيها عاماً كاملاً، ومنها اتجه إلى حلب ثم مصر سنة 636هـ/1239م، وحط رحاله في الإسكندرية ما يقارب نصف عام، ومنها إلى القاهرة. فنشأت بينه وبين البهاء زهير (ت656هـ) وابن مطروح (ت649هـ) وقاضي القضاة بدر الدين السنجاري، علاقة طيبة وثيقة، ويعود الفضل للأخير في تعيينه في نيابة القضاء سنة 651هـ/1250م والتدريس في معاهد القاهرة.

وفي عهد حكم الظاهر بيبرس عام 659هـ/1258م، كلف مهمة قاضي القضاة في الشام ونجح في إدارتها ونظرت إليه الرعية بعين الرضى بعد أن حظيت منه بالبشائر. وبسبب دماثة خلقه وبعد نظره وحسن سجاياه وخصاله. أقام أفضل العلاقات وأوثقها مع الوجهاء وكبار المسؤولين وأعيان المجتمع.

 اتخذ من المدرسة العادلية مسكناً له، واستمر في التدريس في مدارس عدة (العادلية، الناصرية، العذراوية، الفلكية، الركنية، الإقبالية، البهنستية). وإلى جانب مهمته قاضي القضاة تبوأ منصباً جديداً ينطوي على مسؤولية كبيرة، وهو نظر الأوقاف والجامع الأموي والبيمارستان، وبعد عشرة أعوام من العمل والخدمة تم عزله وإبعاده، إذ أصدر السلطان الظاهر بيبرس نفسه أمراً بإقصائه من وظائفه وأغلب الظن إثر وشاية تناهت إلى مسامعه وانتهت إلى ما آلت إليه.

أصيب ابن خلكان بخيبة أمل، وعلى إثر ذلك الإجراء عاد إلى القاهرة منكسراً، حزيناً، وأمضى فيها سبعة أعوام عصيبة عانى فيها شظف العيش والعوز، حتى تناقلت الأنباء أن الظاهر بيبرس قضى نحبه وخلفه ابنه السلطان سعيد الذي أنصف ابن خلكان وعوضه عما لحق به من غبن وإجحاف وجحود، فأعاد تعيينه بمنصبه السابق، لإدارة شؤون القضاء في دمشق وأعمالها من العريش إلى السلمية. لقي هذا الإجراء صدى حسناً في أوساط الأدباء والعلماء ومحبيه واستقبل بحفاوة بالغة، واستمر في منصبه ثلاثة أعوام عزل بعدها عن قضاء دمشق، ثم أعاده المنصور قلاوون (ت689هـ) إلى منصبه مضيفاً إليه منطقة حلب.

ثم عزل من جديد وقبل أن يكمل الشهرين في منصبه، تولى التدريس في المدارس التابعة لقاضي القضاة. واكتفى في أعوامه الأخيرة بالتدريس في المدارس الأمينية ثم النجيبية. توفي في دمشق ودفن في سفح قاسيون.

كان بسيطاً ومتواضعاً، طيب القلب، متفتح الذهن، عارفاً بالفقه وبصورة خاصة المذهب الشافعي متمكناً من اللغة العربية، وعلامة في الأدب والنحو الشعر، وقد نظم شعراً اتسم بحلاوته ورقته وعذوبته وصدق عاطفته، ويقال إنه ذو ذاكرة قوية بدليل حفظه سبعة عشر ديواناً.

كان واسع الاطلاع، زاهداً، يذكر أنه حينما توفي لم يخلف ديناراً واحداً، وقد بيعت كتبه وآثاره لسد ما كان بذمته إزاء دائنيه.

يقول ابن كثير «كان إماماً عالماً محققاً، مجموع الفضائل، عالي الهمة، كبير النفس، عنده صبر واحتمال».

وقد تأثر بمعاصريه من الأعلام كابن الأثير (ت630هـ) وكان مؤرخاً، والبهاء أبي شداد (ت632هـ) وكان محدثاً فقيهاً مؤرخاً، والتقي ابن الصلاح

(ت 643هـ) وكان فقيهاً ومحدثاً عالماً بأسماء الرجال، والموفق بن الصايغ (ت643هـ) وكان نحوياً أديباً.

هذه التأثيرات وما انكب عليه من متابعة ومطالعة ورصد لأيام الناس والعرب وأخبارهم ووقائعهم، جعلت منه مؤرخاً متميزاً، وقد أفاد كثيراً من ثقافته التي استندت في كثير منها إلى الأدب والتاريخ.

وضع كتابه المشهور «وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان مما ثبت بالنقل أو السماع أو أثبته العيان» وأمضى في تأليفه مدة طويلة، إذ كان مخطوطاً فأعاد النظر فيه عام 654هـ، حين كان يشغل منصب نائب القضاة في مصر، ولما عهد له القضاء في الشام عام 659هـ، لم يكن قد انتهى منه، وعلى حد قوله: «حتى إذا ما بلغنا الاثنين والعشرين من جمادى الآخرة عام 672هـ، وفي القاهرة وإذا به ينجز الكتاب». يعد هذا الكتاب حدثاً مهماً وسفراً فريداً فقد حوى 846 ترجمة للشخصيات الأدبية والأعيان منذ فجر الإسلام حتى أواخر القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، إضافة إلى مقدمة موجزة تناول فيها الدوافع التي دفعته لإنجاز هذا الكتاب، والأسلوب الذي اتبعه في جمع المعلومات والمعطيات.

اعتمد كتاب «وفيات الأعيان» على ترتيب الأسماء وفق حروف المعجم وبدقة متناهية، بدءاً من الكلمة الأولى فالثانية إلى أن ينتهي الاسم ويجري تثبيت المعلومات الآتية: تاريخ ولادة المترجم له، ووفاته، ومن بعد يحقق نسب كل واحد منهم مع ضبط الأماكن، كذلك رتب الأعلام على أسماء أصحابها، وإن لم يشتهروا بها، وقيد من الألفاظ ما لا يؤمن تصحيفه، مع ذكر محاسن كل شخص وما يليق به من مكرمة، أو نادرة، أو شعر أو رسالة.

خيال الجواهري 

مراجع للاستزادة:

 

ـ حسن شميساني، شمس الدين ابن خلكان (دار الكتب العلمية، بيروت 1990).

ـ عبد السلام محمد هارون، معجم مقيدات ابن خلكان (مكتبة الخانجي، القاهرة 1987).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 885
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1046
الكل : 58480989
اليوم : 53503

غومبروفيتش (فيتولد-)

غومبروڤيتش (ڤيتولد -) (1904-1969)   يعد ڤيتولد غومبروڤيتش Vitold Gombrovicz واحداً من أبرز الأدباء البولونيين في القرن العشرين. ولد في بلدة تارنوبِرتِسغ Tarnoberzeg جنوبي العاصمة وارسو وتوفي في بلدة ڤانس Vence قرب نيس في فرنسا، سليل عائلة أرستقراطية ثرية. درس الحقوق في وارسو، لكنه لم يمتهن المحاماة، بل التفت إلى اهتماماته الأدبية، وإلى صياغاته النقدية اللاذعة التي كان يعري بها زيف الأوساط الأرستقراطية وجهلها وادعاءها.
المزيد »