logo

logo

logo

logo

logo

الخُرمية

خرميه

Khorramiyyeh - Khorramiyyeh

الخرَّمية

 

طائفة دينية سياسية فارسية ظهرت في أقاليم عدة شرقي العراق مركز الخلافة العباسية وفي أوقات مختلفة في العصر العباسي، وحملت أسماء متنوعة منها: الخداشية والراوندية والمُحمَّرة والمبيضة، والبابكية والمازيارية وعرفت بالمسلمية القائلين بإمامة أبي مسلم الخراساني[ر]، وقد اشتد أمرها بعد مقتل أبي مسلم الخراساني 137هـ/775م. الذي يشغل في عقيدة مجموعاتها موقعاً محورياً مقدساً يتراجح بين من أنكروا موت أبي مسلم وعدوه تجسيداً للروح المقدسة وقالوا برجعته لينشر العدل في الدنيا، وبين من أقروا بموته وقدسوه ونسبوا إليه أعمالاً خارقة واعترفوا بإمامة ابنته فاطمة وعرفوا بالفاطمية.

وقد اختلف في معنى الخرَّمية ودلالتها، فقائل يرى أنها ترجع إلى اسم «خرّم» وهي قرية قرب أردبيل من إقليم أذربيجان. وقائل يرجع الكلمة إلى «خورامة» زوجة مزدك، وثالث يربط المصطلح باسم النار في الفارسية والأرمنية، ورابع يربط المصطلح باصطلاح «خرّم دين أو خرّمدينية» وهو تعبير فارسي أطلقه أتباعها على أنفسهم وزعموا أنهم أتباع «الدين الممتع» أي دين الانشراح واللذة والفرح، أو بالمجون والاستهتار والتحرر من القيم الاجتماعية على رأي بعض المؤرخين. بيد أن الروايات عن عقيدة الخرّمية قليلة وبعضها متناقض وثمة من يعدها خليفة «المزدكية» التي ظهرت في فارس زمن الملك الفارسي قباذ بن فيروز (488-531م) وقضى عليها ابنه كسرى أنو شروان (531-579م) ورجال الدين الزرادشت، وكانت عقيدة تقول بالكونين والأصلين، وبمرور الزمن غدت الخرمية المعروفة في العصر العباسي، وآخرون يرون أن اتصال أتباعها بالإسلام جعلها تتبرقع ببرقع إسلامي قصد التمويه. وترتكز العقيدة الدينية للخرّمية على أمور هي: إباحة النساء بدليل اجتماع الأتباع في ليلة عيدهم على الخمر والزمر، وتطفأ السراج ويثب الرجال على النساء بمعنى استحلال المحرمات. اغتصاب الأملاك وربما الاشتراك بالأموال. الحلول والتناسخ «حلول الله في آدم ونوح وهلم جرا إلى أبي مسلم». الثنوية فالنور يعمل بالقصد والاختيار والظلمة تعمل بالخبط والاتفاق. تجنب الدماء إلا عند عقد راية الخلاف. إلا أن البابكية والمازيارية المتأخرتين أحدثتا في العقيدة القتل والحروب والمثلة وأوجدتا تطوراً ملحوظاً في اتباع أسلوب العنف.

وكان أتباع الخرّمية في منتصف القرن الرابع الهجري منتشرين في مناطق من خراسان والري وأصبهان وأذربيجان والكرج وماسبذان.

وبعد مقتل أبي مسلم الخراساني بأشهر اجتمعت الخرّمية في خراسان سنة 137هـ/755م حول رجل اسمه «بنسنفاد» أو «سنفذ» من نيسابور، وخرج بهم مطالباً بدم أبي مسلم وغلب على الرَّي (قصبة بلاد الجبال، ميديا القديمة، منطقة شمال غربي إيران) وقومس (كورة واسعة تقع جنوب جبال طبرستان)، وكثرت جموعه من أهل الجبال والطبرستان (إقليم في الجنوب من بحر قزوين)، فأرسل المنصور إليه «جمهور بن مرار العجلي» في جيش، وقتل بسنفاد وكثير من أصحابه وسبي منهم كثير وتشتت الباقون وقضي على التمرد في سبعين يوماً.

ثم ظهرت بعدئذ في مدد متباعدة تحركات عدة للخرّمية خُنِقَت في حينها إلى أن كانت سنة 201هـ/816م زمن المأمون عندئذ عادت الخرّمية إلى التمرد وتحرك بابك الخرّمي[ر] بالجاويدانية أصحاب «جاويذان بن شهرك» رئيس الخرمية في الـ «بذّ» من قرى أذربيجان والرّان، وادعى أن روح جاويذان دخلت فيه، وأفشى العبث والفساد واستباح المحرمات ونادى بالتناسخ واستفحل أمره وهزم قادة عدة أرسلوا لقتاله في مدة عشرين عاماً، حتى قضى الأفشين[ر] عليه وعلى ثورته في عهد المعتصم سنة 223هـ.

ثم إن عامل طبرستان «المازيار بن قارن بن يزداهرمز» خرج سنة 224هـ/839م. في آمل بطبرستان وكان يمانع في دفع الجزية إلى عبد الله بن طاهر والي خراسان ثم أظهر المخالفة للمعتصم. وكان يكاتب بابك ويعده بالنصر، وقيل إن الأفشين كان يقويه ليظهر عجز ابن طاهر عن القضاء على حركته، ولكي تؤول إليه بعدئذ ولاية خراسان، فأرسل المعتصم لحربه محمد بن إبراهيم بن مصعب في جيش قضى على حركته وأُسِر المازيار واعترف بممالأة الأفشين له، فقتل وصلب إلى جانب بابك، وتبع ذلك خروج «منكجور الأشروسني» من أقرباء الأفشين بأذربيجان، وخلع الطاعة، وكان الأفشين قد استنابه على أذربيجان بعد الفراغ من بابك، ولكن جيشاً قاده بغا الكبير حاربه وأخذه. حينئذ اتهم منكجور الأفشين في أمره، وفي سنة 225هـ/840م قبض على الأفشين وجرت مقاضاته بتهم كثيرة ومات في حبسه سنة 226هـ/841 فصلب وأحرق وصودِر.

والروابط بين تحركات الخرّمية ولاسيما منها البابكية والمازيارية أنها كانت معادية للعروبة والإسلام، وتستهدف إسقاط دولة العرب وإقامة دولة الفرس وإحياء مذاهب الثنوية والمجوس، واتخذت صورة التمرد الفوضوي الدموي الفاقد لأي برامج اقتصادية واجتماعية.

يوسف الأمير علي 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد بن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك (دار سويدان، بيروت).

ـ الشهرستاني، الملل والنحل (دار المعرفة، بيروت).

ـ البغدادي، الفَرق بين الفِرق (دار الآفاق الجديدة، بيروت 1982).


التصنيف : التاريخ
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 787
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1035
الكل : 58480942
اليوم : 53456

الأقزام

الأقزام   الأقزام pygmies من الناحية الأنتروبولوجية هم الأفراد الذين لا يزيد طول قامة الذكر البالغ فيهم على 130سم، والمرأة البالغة على121سم. والقزمية (القماءة) حالة مرضيّة نوعيّة ناتجة عن قصور الهرمونات التي تفرزها إحدى الغدتين، الدرقية أو النخامية، وتترافق القزمية عادة بظواهر واضطرابات مرضيّة كالبلادة والغباء وسرعة التعب والشيخوخة المبكرة، وعدم تناسب أعضاء الجسم، وقد تستمر طبائع الطفولة لدى القزم حتى بعد سن البلوغ، إذا كانت قزميته ناجمة عن قصور غدته النخامية خاصة، وأكثر الأقزام شهرة نيكولاس فيري Nicolas Ferry الشهير بالطفل (21سم عند الولادة و90سم عند سن البلوغ)، والأميرة فلو (Floh  80سم)، وبورفيلافسكي Borwilawesky  (78سم).
المزيد »