logo

logo

logo

logo

logo

برغمن (يالمر-)

برغمن (يالمر)

Bergman (Hjalmar-) - Bergman (Hjalmar-)

برغمن (يالمر ـ)

(1883 ـ 1931)

 

يالمر برغمن (بَريمان) Hjalmar Bergman مسرحي وروائي وكاتب سيناريو سويدي. ولد في مدينة أُربرو Orebro في وسط السويد. كان والده صاحب بنك ثري، وقد أهمله في طفولته، لضعف شخصيته وحساسيته المرهفة وسمنته المفرطة، ولكن لما أدرك الأب سعة مخيلة ولده ونباهته ضمه إلى كنفه واحتضنه إلى درجة الاستبداد وجعله يرافقه في حله وترحاله. درس برغمن في جامعة أُبسالا Uppsala ثم تنقل مدة ثماني سنوات في جنوبي أوربة وخاصة في إيطالية مما هيأ له الاطلاع على بلاد وثقافات مختلفة. وكان لبيئته ونشأته ومظهره الخارجي وضعف نظره الأثر في بروز الصعوبات التي واجهته في حياته وفي نزعته إلى الحياة الانطوائية. تزوج عام1907 وظل متنقلاً بين السويد وإيطالية (فلورنسة)، وأقام مدة قصيرة في هوليود، وتوفي في برلين.

ظهر تأثير المسرحي النروجي إبسن[ر] في أول أعمال برغمن المسرحية «مريم أم يسوع» (1905) Maria, Jesu moder في تحليله النفسي لشخصيتي السيد المسيح والسيدة العذراء. ونشر عام 1917 رباعيته «مسرحيات الدمى» Marionettespel فكانت جديدة في محتواها وبداية لمسرح برغمن التعبيري الذي رأى في الإنسان دمية تتحكم بها قوى خارجة عن إرادته تسلبه قيَمَه وروحه، ولعله سبق بذلك إليوت[ر] الذي كتب قصيدة «الرجال الجوف» The Hollow Men التي تطرقت إلى الموضوعات ذاتها. كذلك أظهرت هذه الرباعية النظرة السوداوية التي تميزت بها أغلب مؤلفاته. وعلى النقيض من ذلك، ركز الكاتب فيما بعد على العوامل النفسية الداخلية وأثرها في الإنسان، وعرض الظروف الوجودية والاجتماعية بمزيج من الجدية والفكاهة. وبدا ذلك جلياً في مسرحيته الفكاهية «سويدنيلمز» (1925) Swedenhielms التي كانت من أنجح مسرحياته.

أما في الرواية فقد اعتمد برغمن على مشاهداته في البيئة التي نشأ وترعرع فيها، فأبدع عالماً خيالياً خاصاً به كما في أول رواياته «وصية صاحب السعادة» (1910)Hans nådes testamente  ، وفي «مذكرات شخص ميت» (1918) En döds memoarer مما دلَّ على موهبته في هذا النوع من الكتابة. أما روايته «عائلة مركوريل في فادشوبنغ» (1919) Markurells i Wadköping  فتملؤها روح الفكاهة في تشخيصها الساخر للأفراد والأحداث، ويشبه أسلوبه فيها إلى حد كبير أسلوب ديكنز[ر]، فقد عالجت الرواية موضوعات غاية في الجدية مثل مصير الإنسان القوي المتسلط الذي يقع في شر أعماله، كما ظهر في كتابات أونيل[ر] لاحقاً، وكذلك الأمر في رواية «السيد فون هنكن» (1920) Herr von Hancken الذي تتصارع في داخله قوى وقيم متضاربة ويحاول، بوحي من شعارات الثورة الفرنسية، القيام بانقلاب ضد الملك في مكان وزمان خياليين. ولعل فيرجينيا وولف[ر] كانت على حق حين كتبت أن شيئاً قد طرأ على الفكر الأوربي، وربما الإنساني، نحو عام 1910 حين تواردت الخواطر لدى العديد من المفكرين والكتّاب. فهاهو برغمن وهسّه[ر] Hesse وإليوت وبروخ[ر] وأونيل وأورويل[ر] وغيرهم، يرون كيف يتبادل المجرم والضحية الأدوار مِن سلبية الإنسان في مواجهة الاستبداد ويشهدون تهافت الحضارة.

حين وصل برغمن إلى مرحلة النضج في حياته الأدبية واتخذ أسلوبه منحى واقعياً، تمكن جذب القرّاء والنقاد معاً إلى كتاباته. وكان ذلك مع آخر رواياته «المهرج جاك» (1930) Clownen Jac التي عالج فيها معضلة الكاتب ـ الفنان ـ المهرج، التي يدرك فيها الفنان جاك تراكباك Jac Tracbac أنه قد يكون ناجحاً فناناً إلا أنه مخفق بوصفه إنساناً، وهاجم الكاتب بذلك الفن التجاري.

ركز برغمن في رواياته على التصوير والحركة مما سهل عليه تحويلها إلى مسرحيات كما فعل في «عائلة مركوريل» و«وصية  صاحب السعادة» و«المهرج جاك»، كما ساعده ذلك في دخول عالم الإذاعة والسينما وكتابة السيناريو في العشرينات من القرن الماضي. وكانت شخصياته، كما كان الحال عند بلزاك[ر]، تتنقل من عمل إلى آخر لتظهر في أدوار مختلفة، فتجعل من هذه المؤلفات كلاً عضوياً لا يتجزأ. وكان تحليله لهذه الشخصيات متأثراً بفرويد[ر]، وقد مثّل في مؤلفاته روح التمرد والثورة على الاستبداد بأشكاله كلها. وكان برغمن تجريبياً لم يفهمه معاصروه في بداياته، إلا أنه أصبح من أول وأبرز ممثلي الحداثة في الأدب السويدي.

 

طارق علوش

 

مراجع للاستزادة:

 

- G.HÄGG. Svensk Litteraturhistoria (Stokholm 1993).

- SÖDERBLOM-EDQVIST, Litteraturhistoria, Natur och Kultur (Örebro (1998).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 869
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1044
الكل : 58480987
اليوم : 53501

العلِْم (إنسانياً)

العِلْم   معنى العلم  العلم science هو نشاط إنساني معرفي مضبوط منهجياً، بهدف الكشف عن الصفات والعلاقات والقانونيات التي تخضع لها الظواهر والأشياء والعمليات الجارية في مجالات الوجود المختلفة وتفسيرها والتنبؤ بمستقبلها. والعلم كظاهرة اجتماعية يشير إلى تلك الشروط والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي أسهمت تاريخياً في نشوئه وتطوره من جهة، وإلى الدور الذي يقوم به اليوم في عملية التطور الاجتماعي، وخاصةً في ظل الثورة العلمية ـ التقانية المعاصرة من جهة ثانية.
المزيد »