logo

logo

logo

logo

logo

حتي (فيليب-)

حتي (فيليب)

Hitti (Philip-) - Hitti (Philippe-)

حتي (فيليب -)

(1304- 1399هـ/1886- 1978م)

 

فيليب حتي مؤرخ وباحث وعلامة، وهو أوَّل من أسّس أكبر دائرة للدراسات الشرقية في برنستون في أمريكا، وترجم حضارة الشرق إلى الغرب.

ولد في قرية شملان على سفوح جبل لبنان لأب اسمه اسكندر وأم اسمها سعدة. أتم دراسته الابتدائية في مدرسة القرية، ثم درس لمدة ثلاث سنوات (1903-1906) في المدرسة الإعدادية الأمريكية في مدينة سوق الغرب. حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ بمرتبة الشرف الأولى من الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1908، ودرَّس مادة التاريخ في تلك الجامعة بين عامي (1908-1913).

سافر فيليب حتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية  عام 1913 حيث التحق بجامعة كولومبية، وحصل على درجة الدكتوراه عام1916، وكان موضوع أطروحته دراسة وترجمة لكتاب «فتوح البلدان» للبلاذري. وحاضر في تلك الجامعة في قسم اللغات الشرقية حتى عام 1920. وتزوج  عام 1918 من فتاة أمريكية تدعى ماري واتربوري، ورزق منها ابنة وحيدة.

عاد فيليب حتي عام 1920 إلى الجامعة الأمريكية في بيروت حيث درَّس مادة التاريخ، ثم عُين عام 1926 في وظيفة أستاذ مساعد في جامعة برنستون، وارتقى إلى رتبة الأساتذية فيها عام 1936، وعُهد إليه عام 1944 رئاسة قسم اللغات الشرقية وآدابها في تلك الجامعة. واستمر في هذا المنصب حتى تقاعده عام 1954.

صار قسم اللغات الشرقية وآدابها في جامعة برنستون، بإدارة فيليب حتي، أهم مركز في العالم الغربي، وضم أساتذة أكفّاء في اللغات العربية والفارسية والتركية، وكذلك في التاريخ الإسلامي وحضارته. كما ضم اختصاصيين في اللغات السامية القديمة  واللغات الهندية والصينية. وجمع فيليب حتي في جامعة برنستون أكبر مجموعة من المخطوطات العربية خارج الوطن العربي، وأنشأ في تلك الجامعة في عام 1947 برنامج دراسات الشرق الأدنى الذي التحق به عدد من الطلبة والموظفين الحكوميين الأمريكيين، وغدا هذا المركز أهم مركز من نوعه في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن مؤلفات فيليب حتي المشهورة دراسته وترجمته إلى الإنكليزية لكتاب «فتوح البلدان» للبلاذري، الذي طُبع في مطبعة جامعة كولومبية عام 1916، وكذلك ترجمته لكتاب «الاعتبار» لأسامة بن منقذ، الذي طُبع في المطبعة ذاتها عام 1929، وصدر له في عام 1926 كتاب بالإنكليزية عن «سورية والسوريون من نافذة التاريخ»، وفي عام 1937 صدر له كتابه المشهور «تاريخ العرب»،  وصدرت أول ترجمة لهذا الكتاب إلى العربية في بغداد في ثلاثة مجلدات في عام 1946، وكان فيليب حتي قد أصدر في عام 1943 موجزاً بالإنكليزية لتاريخ العرب أسماه «تاريخ العرب المختصر» وترجم هذا الكتاب إلى العربية عام 1946، وإلى عدد من اللغات الأجنبية.

وصدرت له في عام 1950 عن دار الكشاف في بيروت ترجمة عربية لكتاب تاريخ العرب بعنوان «تاريخ العرب المطول» وأصدر فيليب بالإنكليزية في عام 1951 كتاب «تاريخ سورية ولبنان وفلسطين» الذي تُرجم إلى العربية في عام 1958، وأصدر في عام 1959 كتاباً مختصراً لتاريخ سورية بالإنكليزية، وكان قد خص لبنان كتاباً بالإنكليزية في عام 1957 بعنوان «لبنان في التاريخ منذ أقدم العصور»، وصدرت جميع هذه الكتب في عدة طبعات، وتُرجمت إلى عدد من اللغات الأجنبية، ولفيليب عدد كبير آخر من الكتب والمقالات والبحوث صدرت بالإنكليزية وتُرجم معظمها إلى العربية وإلى لغات أخرى.

انهالت الجوائز والأوسمة على فيليب من مختلف الدول والمؤسسات العلمية، وعُيّن في عدد من اللجان الدولية الثقافية والجمعيات التاريخية في أمريكة وخارجها، وكان عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العربي بدمشق، وعمل مستشاراً للوفد العراقي في اجتماع سان فرانسيسكو عام 1945 الذي أقر إنشاء هيئة جمعية الأمم المتحدة، أسهم في تنظيم الملتقى الإسلامي في جامعة برنستون عام 1954 الذي شارك فيه عدد من  العلماء العرب والمسلمين، ومنهم شفيق جبري ومصطفى الزرقا عن سورية، ومنحته الحكومة السورية وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 1954، لإسهامه في كتابة تاريخ العرب عامة وتاريخ سورية خاصة، ومنحته الحكومة اللبنانية وشاح الأرز من رتبة كوماندور في عام 1956، وكان قد اختير في عام 1947 عضو شرف في الجمعية الثقافية الهندية العربية في بومباي.

وحين اختير فيليب حتي  عام 1957 زميلاً في الأكاديمية الأمريكية لعلماء العصور الوسطى، نوه مُقَدِّمه حين استقباله بأنه أسهم أكثر من  غيره  في جعل علماء العصور الوسطى الأمريكيين يقدرون مدى وعمق أثر العرب في أوربة، فكتابه «تاريخ العرب» ما زال الكتاب الرئيسي في هذا الميدان، وترجمته لكتاب «الاعتبار» لأسامة بن منقذ نقلت ثقافة العرب إلى الجيل تلو الجيل من الطلبة الأمريكيين.

ويجمع الباحثون أن إدخال الدراسات العربية والإسلامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية مرتبط باسم فيليب حتي، ولهذا أطلق عليه لقب عميد الباحثين الأمريكيين المهتمين بتاريخ العرب والإسلام.

توفي فيليب حتي في أمريكة.

عبد الكريم رافق

مراجع للاستزادة:

 

- The orld of Islam, James Kritzeck and R.Bayly Winder (New York; A Division of Arno  Press,1980).

- Philip. S. Khoury, Introduction to Philip K. Hitti’s Book, the Arabs, A Short History (Washington D.C.Gateway 1996).

 

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 43
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1025
الكل : 58480331
اليوم : 52845

المرورية (التربية-)

المرورية (التربية ـ)   التربية المرورية traffic education نهج تربوي لتكوين الوعي المروري من خلال تزويد الفرد بالمعارف والمهارات والاتجاهات التي تنظم سلوكه المروري، وتمكّنه من التقيد بالقوانين والأنظمة والتقاليد المرورية، بما يسهم في حماية نفسه والآخرين من الأخطار. تهدف التربية المرورية إلى مساعدة الأفراد على الشعور بالثقة والطمأنينة في التعامل مع وسائل النقل والمواصلات، وهي تنطلق من ضرورة تطوير المواقف والسلوكات والمفاهيم التي اعتادها هؤلاء الأفراد إزاء أنظمة المرور وآدابه، ليس على أساس الخوف من العقاب القانوني، وإنما بإدراكها وتفهمها والانصياع الذاتي لها واحترامها، بما في ذلك المحافظة على البيئة ومصادرها، وحسن التعامل مع العجزة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وإتباع الأعراف المتعلقة بالإيثار وآداب الطريق. ولاسيما أن الدراسات أكدت أن الحوادث المرورية سبب أساسي للوفاة في الدول النامية، في حين حرصت الدول الصناعية المتقدمة على قيامها بدراسات تناولت فيها المشكلة المرورية وآثارها ودمجها في التربية.
المزيد »