logo

logo

logo

logo

logo

أمراض الحيوانات

امراض حيوانات

Animal diseases - Maladies des animaux

أمراض الحيوانات

 

يرجع الاهتمام بأمراض الحيوانات animal diseases إلى العصور الغابرة عندما تعرّف الإنسان الحيوانات وارتبط بها من ممارسته السحر واعتناقه الديانات البدائية. وللبحث في أمراض الحيوانات أهمية كبرى في الوقت الحاضر للسببين التاليين: الخسائر الاقتصادية التي تسببها تلك الأمراض، واحتمال انتقال العوامل المرضية المسببة لها إلى الإنسان. والعلوم الطبية البيطرية هي التي تتناول دراسة أمراض الحيوانات ووصفها وعلاجها وإيجاد الوسائل اللازمة للوقاية منها ولمنع انتشارها في الحيوانات الأليفة وحيوانات المزرعة والحيوانات البرية والحيوانات المخبرية المستخدمة في البحوث العلمية.

وإن معالجة هذه الأمراض ومنع انتشارها واستئصالها عند الحيوانات ذات الأهمية الاقتصادية هي من اختصاص المؤسسات الزراعية، أما دراسة الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان والتي تدعى بالأمراض المشتركة zoonoses فإنها تدخل ضمن اختصاص المؤسسات الصحية وبرامجها. وتتضافر جهود كل من منظمة الأغذية والزراعة FAO ومنظمة الصحة العالمية WHO، لحل مشكلات النقص العالمي في البروتينات الحيوانية (المتوافرة في اللحوم والألبان والسمك والبيض) الذي يعانيه المجتمع العالمي نتيجة التضخم المستمر في عدد السكان، وخاصة في البلدان النامية.

لمحة تاريخية

تشير الوثائق التاريخية إلى أن الاهتمام بأمراض الحيوانات كان نتيجة حاجة الفلاحين والرعاة إلى الحيوانات. ويبدو أن مهنة معالجة الحيوانات كانت موجودة في كثير من المناطق في آسيا وإفريقية، ويرجع ذلك إلى أكثر من 2000 عام قبل الميلاد. وتشير آثار الفراعنة القدامى إلى الكثير من أمراض الإنسان والحيوانات.

وقد تطور فن مداواة الإنسان والحيوان في وقت واحد، والدليل على ذلك ما كتبه كل من أبقراط Hippocrates وأرسطو Aristotle في وصف بعض الأمراض والطرائق المستخدمة في علاجها. وقد لاحظ علماء الإغريق تشابهاً بين بعض أمراض الحيوانات والأمراض التي تصيب الإنسان، لذلك كانوا يُعلِّمون كلاً من الطب البيطري والبشري في آن واحد. وفي أواخر القرن الرابع قبل الميلاد وفي عهد الاسكندر الكبير، تم إعداد برامج خاصة لدراسة الحيوانات من جوانبها كافة. وتبين الكتابات الطبية الرومانية أن أهم الدراسات المتعلقة بتاريخ الأمراض الطبيعي قد وضعها علماء الزراعة، خصوصاً فيما يتعلق بالحيوانات الأليفة وحيوانات المزرعة. والمثير للاهتمام هو أن الكتابات المبكرة حول علاقة صحة الإنسان بأمراض الحيوانات، كانت تربط بين هذه الأمراض وبين الشعوذة وممارسة الطقوس الدينية. فعلى سبيل المثال يعود سر اهتمام الهندوس بصحة حيواناتهم إلى اعتقادهم الديني بالتناسخ، أي أن الإنسان قد يتحول إلى حيوان بعد موته. ومنذ العصور القديمة وحتى القرن الخامس عشر تقريباً لم يكن هناك تفريق واضح بين معالجة الإنسان ومعالجة الحيوان. فالطبيب المعالج للحيوانات كان في كثير من الأحوال يعالج الإنسان، خصوصاً فيما يتعلق بالولادة وتجبير الكسور. وأدرك الناس فيما بعد أن الممارسة العملية في معالجة الحيوانات غير كافية لممارسة الطب البشري، فتم الانفصال بين طب الإنسان وطب الحيوان.

ومنذ زمن بعيد أدرك الإغريق والرومان أن بعض الأمراض تنتقل من حيوان إلى آخر ضمن القطيع الواحد عن طريق العدوى، لذلك أوجدوا الحجر الصحي للتحكم في مثل هذه الأمراض.

ولقد جمع الرومان والبيزنطيون كل ما كتبه علماء اليونان حول أمراض الحيوانات وأضافوا الكثير إليها. وجاءت العصور الوسطى وأُهمل كل شيء عن هذا الموضوع، وبعد سقوط بيزنطة قام العرب بجمع كل المخطوطات التي تركها الرومان، والتي كانت تعد حتى ذلك الحين في حكم الضائعة. ومن المخطوطات العربية التي كتبها العلماء العرب والمسلمون في إسبانية وإيطالية، استطاع الأوربيون في عصر النهضة استعادة كل المعارف العلمية القديمة، اليونانية منها واللاتينية في الفيزياء والكيمياء والرياضيات وفي الطب البشري والبيطري.

وقد اهتم العرب كثيراً بأمراض الحيوانات وصحتها، ولاسيما أمراض الحصان. وأشهر المؤلفات العربية في هذا الموضوع هو كتاب الفلاحة لمؤلفه أبي زكريا بن العوَّام[ر] الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي (ت580هـ /1185م). وقد خصص المؤلف خمسة وثلاثين جزءاً من كتابه الزراعي هذا لمناقشة الأمور المتعلقة بتربية الحيوانات وصحتها وأمراضها. وشملت المعلومات معظم الحيوانات الأليفة كالخيول والحمير والبغال والجمال المستخدمة للركوب والعمل، والحيوانات الاقتصادية، كالأبقار والضأن والمعز المنتجة للمواد الغذائية الأولية. ويعد هذا الكتاب نقطة تحول مهمة في تاريخ الطب البيطري، لأنه ضم خلاصة العلوم البيطرية القديمة، اليونانية منها واللاتينية إضافةً إلى ما عرفه علماء الفرس والهند في هذه العلوم. ولم يتمكن أي عالم قبل ابن العوام من أن يخط كتاباً كاملاً شاملاً مثل كتاب الفلاحة. وتكمن أهمية هذا الكتاب في كونه جامعاً للمعلومات الزراعية كافة ومنها العلوم البيطرية.

ولما كان الحصانُ الرفيق الدائم والصديق الوفي للفارس العربي فقد تفوق العرب كثيراً في علومه. وأهم ما كتب قديماً عن الحصان وأمراضه هو ما كتبه أبو بكر بن بدر في كتابه (الناصري). وكان أبو بكر الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي طبيباً بيطرياً عند سلطان مصر محمد الناصر. وشمل الكتاب كل ما يتعلق بالخيول وأمراضها.

ويعد مرض الطاعون البقري rinderpest من أهم أمراض الحيوانات منذ القرن الخامس الميلادي حتى عهد قريب. وقد تطورت وسائل السيطرة عليه والحد من انتشاره وذلك باستخدام اللقاحات الخاصة به. ونتيجة للخسائر الاقتصادية الفادحة التي أدى إليها انتشار هذا المرض في أوربة، فقد تم افتتاح أول مدرسة لدراسة فن تشخيص أمراض الحيوانات ومداواتها، وهي المدرسة الوطنية البيطرية في مدينة ليون في فرنسة عام 1762م. ومنذ مطلع الأربعينات في القرن العشرين أصبح التوجه العام هو استئصال أمراض الحيوانات وحصرها ومنع انتشارها عوضاً عن معالجتها، وأدى هذا الاتجاه إلى التعمق في البحث العلمي المتخصص، لإيجاد الوسائل الناجعة للحفاظ على الحيوانات، خصوصاً الاقتصادية منها، وتحسين حالتها الصحية وتحسين كفايتها الإنتاجية.

الخصائص العامة لأمراض الحيوانات

وهي تشمل أهمية أمراض الحيوانات وعلاقة البيئة بهذه الأمراض.

 1ـ أهمية أمراض الحيوانات: تتناول الخسائر الناجمة عن انتشارها، وعلاقتها بصحة الإنسان ودورها في خدمة البحث العلمي.

أ ـ الخسائر الناجمة عن انتشار أمراض الحيوانات: يعاني أكثر من نصف سكان العالم الجوع اليوم أو يعانون أمراض سوء التغذية، ويموت منهم بضعة آلاف يومياً. وإذا علمنا أن عدد سكان العالم قارَب سبعة مليارات نسمة في عام 2000، فإننا ندرك مدى الحاجة الماسة إلى زيادة أعداد الثروة الحيوانية للحصول على الاحتياجات اللازمة من المنتجات الحيوانية وأهمها اللحوم والألبان ومشتقاتها. وأهم الوسائل التي يجب اتباعها لزيادة هذه الأعداد هو القضاء على أمراض الحيوانات التي تسبب خسائر فادحة للدول النامية خاصةً. وإن معظم المعلومات العلمية المتوافرة عن أمراض الحيوانات هي عن الخنازير والأبقار والضأن والدواجن. أما أمراض الحيوانات الأخرى كالمعز والجواميس والجمال والفيلة واللاما، فالمعلومات عنها شحيحة ـ مع أهميتها الاقتصادية في كثير من بلدان العالم النامي ـ لذا يجب أن تبذل الجهود في هذه المناطق من العالم لدراسة الأمراض التي تصيب مثل هذه الحيوانات وحصرها واستئصالها. ومع تطور الوسائل المختلفة والفعالة للسيطرة على الكثير من أمراض الحيوانات والقضاء عليها فما يزال هناك كميات كبيرة من اللحوم والألبان تفقد سنوياً في أنحاء العالم كافة نتيجة انتشار هذه الأمراض، فالملايين من الأبقار والضأن والمعز والجواميس والجمال وحيوانات الفصيلة الخيلية كالخيول والحمير والبغال إلى جانب أكثر من مليار طير داجن، تُفقد نتيجة إصابتها بالأمراض المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أن الخسائر في بعض البلدان النامية، حيث السيطرة على الأمراض واستئصالها ما يزالان في أول عهدهما، تراوح بين 30 و40% من مجمل أعداد الثروة الحيوانية فيها. وإضافة إلى ما سبق، هناك الخسائر الناجمة عن عدم تطبيق الوسائل الحديثة في تربية الحيوان وتغذيته أو عن سوء هذا التطبيق. فعلى سبيل المثال يصل إنتاج رأس البقر الواحد من اللحم إلى نحو 270 كغ وسطياً في بعض الدول المتطورة، في حين لا يصل إلى أكثر من 150 كغ وسطياً في كثير من البلدان الإفريقية النامية. وكذلك الأمر مع دجاج اللحم، فقد يصل وزن الطائر الحي في عمر سبعة أسابيع إلى نحو 2كغ وأكثر في الدول المتطورة، في حين لا يتجاوز وزن الطائر الحي من العمر نفسه 1.5 كغ في كثير من دول العالم النامي.

ب ـ علاقة أمراض الحيوانات بصحة الإنسان: يعاني الإنسان منذ زمن طويل الخدوش والجروح والرضوض والكسور الناجمة عن نقرة ديك، أو عضة كلب، أو رفسة حمار. كما أن كثيراً من الناس يقعون فرائس للمرض، أو الموت في بعض الأحيان، نتيجة تناول بعض اللحوم الفاسدة. وكذلك فقد عرف الإنسان أن عدداً كبيراً من الحيوانات اللافقارية (الحشرات على سبيل المثال) قادر على نقل العوامل المسببة للمرض من إنسان إلى آخر أو من حيوان إلى إنسان. ولمثل هذه الحيوانات دور مهم في نشر الأمراض بين الناس. إن نحو ثلاثة أرباع الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان لها علاقة مباشرة بالحيوانات الأليفة ومنها القوارض. وقد عرَّفت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية الأمراض المشتركة بأنها الأمراض التي تنتقل انتقالاً طبيعياً بين الفقاريات والإنسان، إلا أن تعريف هذه الأمراض بمعناها الواسع يشتمل، إضافة إلى العدوى التي تصيب الإنسان من الحيوان، على الأمراض التي تنشأ نتيجة لعوامل غير معدية كالذيفانات التي تفرزها الجراثيم وذيفانات الأسماك السامة، وعلى الأمراض المعدية التي يكتسبها الحيوان من الإنسان ثم يعود الحيوان وينقلها مرة أخرى إلى الإنسان.

ومع أن دور الحيوانات الأليفة في نشر معظم الأمراض المشتركة أصبح اليوم معروفاً، فما يزال دور الحيوانات البرية في هذا الأمر موضع الاهتمام.

وإن بعض الأمراض كالحمى الصفراء yellow fever والطاعون plague وكثيراً من الأمراض الأخرى الخطيرة التي تصيب الإنسان، موجودة أصلاً في بيئة الحيوانات البرية، مستقلة تماماً عن الإنسان وبيئته الحضارية. ولهذا الاكتشاف أهمية خاصة، فقد دفع بالباحثين إلى التعمق في دراسة طبيعة الأمراض المنتشرة في البيئة البرية.

والجدول 1 يضم بعض الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوانات والعوامل المسببة لها والحيوانات ذات الصلة بها.

 

الجدول (1) بعض الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوانات

 

أولاً ـ الأمراض التي تسببها الحمات (الفيروسات):

 

 اسم المرض

العامل المسبب للمرض

المضيف الحيواني الرئيسي

طبيعة الإصابة عند الإنسان

1ـ العدوى بالحمات التي تنتقل بوخز مفصليات الأرجل

Arbovirus infections

أنواع من هذه الحُمات

Arbo viruses

القوارض، الطيور، الخيول، الضأن، المعز، القرود، الخنازير

تختلف وفقاً لنوع الحمة

2ـ التهاب الدماغ وعضلة القلب Encephalomyocarditis

حمة التهاب الدماغ وعضلة القلب

  virus Encephalomyocarditis

القوارض

خطرة

3ـ مرض شبه طاعون الدجاج

disease Newcastle

حمة شبه طاعون الدجاج

Newcastle disease virus

الدجاج والدجاج الحبشي والطيور البرية

طفيفة

4ـ داء الكَلَب Rabies

الحمات الرَبْدية

Rhabdo viruses

اللواحم (الكلاب، الثعالب، الذئاب) وكثير من الحيوانات الأليفة

قاتلة

5ـ الحمى القلاعية

Foot and mouth disease

حمة من مجموعة الحمات البيكورناوية Picorna viruses

الأبقار، الأغنام، الخنازير

طفيفة

6ـ جدري الأبقار

 Cowpox

حمة جدري الأبقار

Cowpox virus

الأبقار

طفيفة

7ـ جدري الجمال

Camelpox

حُمة جدري الجمال

Camelpox virus

الجمال

طفيفة

8ـ التهاب سنجابية النخاع Poliomyelitis

حمّة السنجابية

Polio virus

القرود

عادة طفيفة

9ـ الداء الببغائي

Psittacosis  ornithosis

حمة بدسونية

Bedsonia virus

الطيور البرية وطيور الزينة

عادة طفيفة، قاتلة في بعض الأحيان

 

 

ثانياً ـ الأمراض الجرثومية Bacterial diseases:

 

اسم المرض

العامل المسبب للمرض

المضيف الحيواني الرئيسي

طبيعة الإصابة عند الإنسان

1ـ الجمرة الخبيثة

Anthrax

عصيات الجمرة الخبيثة

Bacillus anthracis

الأبقار، الأغنام، الخيول، الخنازير

خطرة

2ـ داء البُرُوسيلات

Brucellosis

البروسيلة المُجْهِضَة Brucella abortus

البروسيلة المالطية

Brucella melitensi

البروسيلة الخنزيرية   Brucella suis

الأبقار، الضأن، المعز، الخنازير

خطرة

 

 

 

 

3ـ داء السَّلْمُونيلاَّت

Salmonellosis        

(التيفوئيد ونظير التيفوئيد)

أنواع مختلفة من جراثيم السَلمونيلة

Salmonella spp

الدواجن، القوارض، الخنازير، الحيوانات ذات الدم البارد

خطرة

4ـ داء الجراثيم العنقودية

Staphylococcosis

أنواع مختلفة من الجراثيم العنقودية

Staphylococcus spp

الكلاب والحيوانات الأليفة الأخرى

خطرة

5ـ داء الجراثيم العِقْدية

Streptococcosis

أنواع مختلفة من الجراثيم العِقْدية Streptococcus spp

الكلاب والأبقار والثدييات الأخرى

خطرة

6ـ داء العصيات القولونية

Colibacillosis

أنواع مختلفة من العصيات القولونية Escherichia spp

الأبقار والخنازير والدواجن والحيوانات الأليفة الأخرى

من طفيفة إلى خطرة

7ـ داء البَرِيِمِيَّات

Leptospirosis

أنواع مختلفة من البريميات

Leptispira spp

الكلاب، الأبقار، القوارض

خطرة

8ـ داء اللِسْترِيات

Listeriosis

اللِسْترِية Listeria

monocytogenes

الأبقار،الأغنام، الدواجن

قاتلة

 

9ـ داء البَسْتُورِيلات

    Pasteurellosis

البستورية المتعددة السمية

Pasteurella multocid

الأبقار، الأغنام، الخيول، الكلاب، القطط

خطرة

10ـ الرُعام Glanders

العصيات الشُّعِّيَّة الرعامية

Actinobacillus mallei

الخيول

خطرة

11ـ حمى عضة الجرذ Rat-bite fever

الحُلَيْزينة الصغيرة

Spirillum minus

القوارض

خطرة

 


 

12ـ داء السل Tuberculosis           

عصيات السل البقرية (المتفطرة السلية البقرية) Mycobacterium tuberculosis bovis

الأبقار

خطرة

13ـ داء الضَمَّات Vibriosis     

الضَّمة الجنينية

Vibrio fetus

الأبقار

خطرة

14ـ الكزاز Tetanus

المِطَثِّيَّة الكزازية Clostridium tetani

الخيول

قاتلة

15ـالطاعون Plague

بستوريلة الطاعون Pasteurella pestis

القوارض

قاتلة

 

 

ثالثاً ـ الأمراض الفطرية:

 

1ـ القرع Ringworm

أنواع مختلفة من البُوَيغَاءُ Microsporum spp

الكلاب، القطط

خطرة

2ـ داء المُبْيضَّات Candidiasis

المُبْيضَّة البيضاء

candida albicans  

الدواجن

خطرة

 

 

 

رابعاً ـ الأمراض الطفيلية:

 

أ ـ الأمراض التي تسببها الحيوانات الأوالي Protozoal diseases: 

 

اسم المرض

العامل المسبب للمرض

المضيف الحيواني الرئيسي

طبيعة الإصابة عند الإنسان

1ـ داء الأميبات Amebiasis

المتحولة الحَالَّة للنسج Entamoeba histolytica

الكلاب، القرود

عادة طفيفة، خطرة أحياناً

2ـ داء المقَوَّسات Toxoplasmosis

المقوسة الغندِيَّة Toxoplasma gondii

الثدييات

عادة طفيفة، خطرة أحياناً

3ـ داء الجِيَاردَّيات Giardiasis

الجيَاردَّيةُ اللَّمِبْليَّة Giardia lamblia

القرود

عادة طفيفة، خطرة أحياناً

4ـ داء اللشمانيات Leishmaniasis       

 

 

 

       ـ كالاآزار (المرض الأسود) Kala azar

الليْشُمَانِيَّة الدُوُنُوفانِيَّة Leishmania donovani

الكلاب، القوارض

خطرة

 ـ القرحة المدارية (حبة حلب) Tropical sore

الليشمانية المدارية Leishmania tropica

الكلاب، القوارض

خطرة

ـ داء اللشمانية البرازيلية Brazilia

 leishmaniasis

الليشمانية البرازيلية Leishmania braziliasis

الكلاب، القوارض

خطرة

 

ب ـ الإصابة بالديدان الشريطية:

 

1ـ داء الشريطيات Taeniasis  

1) ـ الإصابة بالشريطية الوحيدة

Taenia solium infestation            

 

 

الشريطية الوحيدة

Taenia soluim

 

 

الخنازير

 

 

طفيفة

2) ـ الإصابة بالشريطية العزلاء

Taenia saginata infestation

الشريطية العزلاء

Taenia saginata

الأبقار

طفيفة

3) ـ مرض الكيْسَة العُدارية (المائية)

Hydatid disease

المُشْوِكَةُ الحُبَيبيَّة

Echinococcus granulosus

الكلاب، الأغنام، الأبقار، الخيول، الخنازير

خطرة

 

 

ج ـ الإصابة بالديدان المدورة Nematode infestation:

 

1ـ داء الشَعْرِنيات Trichinosis

الشَعْرنيَة الحلزونية Trichinella spiralis

 الخنازير، القوارض، الكلاب، بعض الحيوانات البرية

خطرة

2ـ داء الخيطيات

 (داء الفيلاريا) Filariasis

بعض أنواع الديروفيلاريا

Dirofilaria spp

الكلاب، ثدييات أخرى

خطرة أحياناً

 

 

د ـ الأمراض التي تسببها مفصليات الأرجل:

 

1ـ الجرب Scabies

حَلمُ الجرب Sarcoptes   scabiei

الخيل

خطرة أحياناً

 


 

الجدول (2) بعض أمراض الحيوانات المحصور انتشارها في بعض مناطق العالم

 

اسم المرض

المضيف الأساسي

العامل المسبب للمرض

مناطق انتشار المرض

طبيعة المرض وخصائصه

1ـ مرض الخيل الإفريقي (طاعون الخيل) African horse sickness

الخيول، البغال، الحمير

حُمة مرض الخيل الإفريقي

African horse sickness virus

إفريقية، الشرق الأوسط، نادراً في الهند والباكستان

مرض موسمي يظهر في أواخر الصيف قد يسبب نوعه الحاد نفوق الحيوان في خمسة أيام

2ـ ذات الجنب والرئة المعدية Contagious pleuropneumonia

الأبقار، الضأن، المعز

المفطورة الفطرية Mycoplasma mycoides

إفريقية، أسترالية، آسيا، أوربة

تنتقل العدوى من حيوان إلى آخر بالاتصال المباشر واستنشاق الهواء الملوث. مرض حاد يسبب التهاباً رئوياً. لايفيد التحصين في حماية الحيوان من المرض.

3ـ الحمى      القلاعية

Foot and mouth disease

الأبقار، الضأن، الخنازير، المعز

حمة الحمى القلاعية

Foot and mouth disease virus

أنحاء العالم باستثناء أمريكة الشمالية والوسطى ونيوزيلندة

يتصف المرض بارتفاع في درجة الحرارة، وجود تقرحات وحبيبات في الفم وعلى سطح اللسان ويصاب الحيوان بالعرج. يفيد التحصين في حماية الحيوانات من المرض

4ـ شبه طاعون الدجاج

Newcastle disease

الطيور الدواجن وبعض الطيور الأخرى

حمة شبه طاعون الدجاج Newcastle disease virus

أوربة، الشرقان الأوسط والأقصى، الأرجنتين، واليابان

قد يظهر المرض فجأة بلا أعراض ظاهرة ويسبب خسائر فادحة إذ يصل النفوق في بعض الأحيان إلى أكثر من70٪.  يفيد التحصين في وقاية الطيور من الإصابة بالمرض

5ـ مرض الوثب Louping ill

الأغنامK وأحياناً الأبقار

حمة مرض الوثب Louping ill virus

تشيكوسلوفاكية سابقاً، الاتحاد السوفيتي (سابقاً)

الجزر البريطانية

ينتقل المرض عن طريق عضة قراد الغنم، من أعراضه التهاب السحايا والدماغ وارتفاع درجة الحرارة، تهيج وتقلصات عضلية وقد يؤدي المرض إلى موت الحيوان

6ـ داء المثقبيات Trypanosomiasis

معظم الحيوانات الأليفة

أنواع متعددة من المثقبيات Trypanosomasis spp

إفريقية

ينتقل العامل المسبب للمرض عن طريق ذبابة تسي تسي، يسبب فقر الدم نتيجة تلف كريات الدم الحمر، يسبب خسائر فادحة في منطقة غرب إفريقية

7ـ حمى الوادي الانهدامي

 valley fever Rift

الأبقارK الأغنام

فيروس حمة الوادي الانهدامي

Rift valley

fever virus

إفريقية الوسطى والجنوبية

ينتقل المرض عن طريق الحشرات الماصة للدماء، ومن أعراضه آلام في البطن نتيجة تلف الكبد. قد يسبب الموت للحيوانات غير البالغة

8ـ الطاعون البقري Rinderpest

الأبقار، الضأن، المعز، والمجترات البرية كالغزال

حمة الطاعون البقري Rinderpest virus

آسيا، إفريقية، الفيليبين، نادراً في أوربة

مرض خطير يسبب موت الحيوان، يصاب الحيوان بالتجفاف نتيجة إسهالات شديدة

9ـ الجُفار Surra

الجمال والخيول

مثقبية الجمال Trypanosoma evansi

إيران، الصين، الهند وإفريقية الشمالية

ينتقل عن طريق الذباب الماص للدماء والبعوض. يتصف الحيوان المصاب بفقر الدم والنحول وتورم القوائم والبطن والأعضاء التناسلية. يؤدي إلى نفوق الحيوان في الحالات الحادة

 

  الجدول (3) بعض الأمراض المعدية عند الحيوانات الموجودة في سورية   أولاً ـ الأمراض الجرثومية:

 

اسم المرض

المضيف الرئيسي

العامل المسبب للمرض

بعض خصائص المرض

1ـ الجمرة الخبيثة (الحمى الفحمية) Anthrax         

الأبقار، الضأن، الخيول، البغال، المعز

عصيات الجمرة الخبيثة Bacillus anthracis

توجد الجراثيم بشكل أبواغ منتشرة في التربة، تنتقل عن طريق الحشرات أو العلف أو الماء. يخرج دم أسود من الجثة بعد نفوق الحيوان المصاب.

2ـ الوذمة الخبيثة Malignant edema

الأبقار، الأغنام، الخيول،البغال، الخنازير

المطثية الإنتانية Clostridium septicum

تدخل أنواع الجراثيم الجروح وتسبب موات النسيج Gangarene  ويلاحظ توذم المنطقة المصابة

3ـ الكزاز Tetanus

الخيول، البغال، الحمير، الأبقار، الأغنام، الخنازير

ذيفانات تفرزها المطثية الكزازية

Clostridium tetani 

تدخل الجراثيم عبر الجروح لتفرز ذيفانات في النسج المنخورة. يتخشب الحيوان المصاب ويموت نتيجة الاختناق

4ـ الإجهاض الساري Contagious

abortion      (Brucellosis)

الأبقار، الضأن، المعز، الخنازير

البروسيلة المجهضة Brucella abortus  البروسيلة المالطية melitensis Brucella البروسيلة الخنزيرية Brucella suis

تصاب الأعضاء التناسلية أولاً سواء عند الذكر أو الأنثى. يسبب المرض إجهاض الحيوانات الحوامل وقد يسبب العقم وبعض الإصابات الموضعية في النسج المختلفة. تعقيم الحليب ومشتقاته يحمي الإنسان من الإصابة بداء البروسيلات.

5ـ الرُّعام Glanders

الخيول، البغال، الحمير

العصيات الشعاعية الرعامية Malleomyces mallei (Actinobacillus mallei)

تدخل الجراثيم عن طريق الجهاز الهضمي، لتصل عبر الدم إلى الرئتين ثم إلى الجلد لتشكل قروحاً مختلفة. النوع الحاد للمرض قاتل أما النوع المزمن فقد يبقى لسنوات

6ـ الإنتان الدموي النزفي (حمى الشحن) Shipping fever

الأبقار، الأغنام، الخنازير

عدة أنواع من الباستوريلة

 spp Pasteurella

 

يسبب خسائر اقتصادية فادحة في أنحاء العالم كافة. أهم الأعراض تظهر في الجهاز التنفسي

7ـ السقاوة

(خناق الخيل) Strangles

الخيول، البغال، الحمير

المكورات العِقدية الخيلية

Streptococcus   equi

يصيب الحيوانات الصغيرة السيئة التغذية التي تعيش في الاسطبلات. أهم أعراضه انتفاخ الغدد البلغمية وتمزقها لتنضح صديداً أصفر وخاصة في منطقة الرقبة

8ـ داء السل Tuberculosis

الأبقار، الدجاج

المتفطرة السلية Mycobacterium tuberculosis

مرض مزمن يتصف بوجود إصابات بالرئتين والعقد البلغمية وبعض الأعضاء الأخرى

9-داء السلمونيلات Salmonellosis

الأبقار، الأغنام، الخيول، الخنازير، الدجاج

أنواع كثيرة من السلمونيلات

 Salmonella spp

يظهر بشكلين حاد أو مزمن يتصف الحيوان المصاب بنقصان الوزن مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية

10ـ مرض الفك المتورم Actinomycosis

الأبقار، الخنازير

العصيات الشُّعِّيَّة البقرية

Actinomyces bovis

يتصف بالتهاب عظام الجمجمة. تحدث العدوى عن طريق الجروح والخدوش في الفم

11ـ إجهاض الأغنام المستوطن Enzootic Abrotion of ewes

الأبقار الحوامل والنعاج الحوامل

المُتَدَثرة الببغائية Chlamydia psittaci

يتصف المرض بالسيلانات المهبلية قبل حدوث الإجهاض

12ـ مرض الرشح المزمن Chronic respiratory disease

الدواجن

المفطورة الدجاجية الإنتانية

Mycoplasma     

gallisepticum   

مرض مزمن يصيب الدجاج في مختلف مراحل حياته يؤدي لظهور أعراض تنفسية. يسبب خسائر فادحة في الكثير من بلدان العالم نتيجة انخفاض الوزن في فراخ اللحم وانخفاض إنتاج البيض في الدجاج

 

ثانياً ـ الأمراض الفطرية

 

اسم المرض

المضيف الرئيسي

العامل المسبب للمرض

بعض خصائص المرض

القرع Ringworm

الأبقار، الأغنام، الخيول، الكلاب، القطط

أنواع كثيرة من الفطور الشعرية

Trichophyton spp

تنتقل العدوى عن طريق اللمس المباشر سواء لمس الحيوان المصاب أو لمس المواد الملوثة كالعلف والماء. يتساقط الشعر في المنطقة المصابة

 

ثالثاً ـ الأمراض الحموية (الفيروسية)

 

اسم المرض

المضيف الرئيسي

العامل المسبب للمرض

بعض خصائص المرض

1ـ الحمى القلاعية (أبولسان)

 mouth and Foot

 disease       

الأبقار، الضأن، المعز

حمة الحمى القلاعية Foot and mouth disease virus

مرض مستوطن في معظم بلاد العالم، يتصف بارتفاع درجة الحرارة مع سيلانات من الفم. وجود تقرحات في الفم وعلى اللسان. يسبب المرض خسائر اقتصادية مهمة

2ـ الطاعون البقري (أبو هدلان) Rinderpest

الأبقار، الضأن، المعز، المجترات البرية

حمة الطاعون البقري Rinderpest virus

مرض قاتل، إسهالات شديدة تصاحب المرض مما يسبب فقدان كميات كبيرة من السوائل، التحصين يحمي الحيوانات من الإصابة

3ـ الحمى الرشحية الخبيثة Malignant  catarrhal fever    

الأبقار والجواميس

حمة الحمى الرشحية الخبيثة Malignant catarrhal fever virus

يُصاحب المرض نقصان في الوزن وسيلانات أنفية، وآفات في العين وتقلص العضلات. يكون المرض قاتلاً في العادة

4ـ التهاب الأنف والرغامى المعدي في الأبقار Infectious bovine rhinotracheitis

الأبقار

حمة التهاب الأنف والرغامى المعدي في الأبقار Infectious

 bovine rhinotracheitis virus

تكون الإصابة حادة تصاحبها في الغالب إصابات جرثومية ثانوية في الرئتين والأعضاء التناسلية. يتورم الأنف ويصبح أحمر اللون

5ـ داء الكَلَب Rabies

الكلاب ومعظم الثدييات

حمة داء الكَلَب

 Rabies virus

ينتقل المرض عن طريق عضة حيوان مصاب. كثير من الحيوانات يشكل مخزناً للمرض، أهم الأعراض تكون عصبية يتبعها شلل كلي ومن ثم موت الحيوان المصاب.

6ـ شبه طاعون الدجاج

 Newcastle disease

الدجاج والدجاج الحبشي

حمة شبه طاعون الدجاج

 Newcastle disease virus

يسبب المرض خسائر فادحة، أهم الأعراض تنفسية وعصبية إن وجدت. نسبة النفوق مرتفعة. التحصين يحمي الطيور من المرض

7ـ مرض حداثة السن

 Canine distemper

الكلاب

حمة من مجموعة نظيرة المخاطية Paramyxo viruses

يصيب الكلاب صغيرة السن غير المحصنة، يتميز بفقدان الشهية وارتفاع درجة الحرارة. يموت الحيوان عادة نتيجة التهاب في الدماغ

8ـ جدري الأغنام Sheeppox

الأغنام

حمة جدري الأغنام Sheeppox virus

مرض سارٍ حاد يتصف بظهور حبيبات صغيرة مملوءة بالسوائل على الجلد خصوصاً تحت الذيل وعلى الضرع. نسبة النفوق منخفضة (5٪ تقريباً)

9ـ داء الأورام الحُلَيْميَّة Papillomatosis

الأبقار، الخيول ومعظم الثدييات الأخرى

حمة من مجموعة البابافو Papavo viruses

يتصف بظهور حليمات ذات أشكال وأحجام مختلفة في جميع أنحاء الجسم. يصيب الحيوانات الصغيرة المرباة في الحظائر

 

رابعاً ـ الأمراض الطفيلية:

 

اسم المرض

المضيف الرئيسي

العامل المسبب للمرض

بعض خصائص المرض

1ـ داء البابيسية (حمى القراد) Babesiasis         

الأبقار، الأغنام

أنواع مختلفة من البابيسية Babesia spp

ينتقل الطفيلي بوساطة القراد ويدخل دم الحيوان ويتلف الكريات الحمر. يسبب المرض فقر دم شديداً

2ـ داء الحُزَيْزيَّات Coccidiosis       

معظم الدواجن

عدة أنواع من إيمرية Eimeris spp          

تتوضع الإصابة في الأمعاء عادة ويؤدي وجود الطفيليات إلى نزف دموي داخلي وقد تصل نسبة النفوق إلى نحو 50 ٪ نتيجة بعض الإصابات الحادة

3ـ الإصابة بالديدان الكبدية Hepatic fasciolasis

الأبقار، الضأن، المعز

الوريقة الكبدية Fasciola hepatica

والوريقة العملاقة

Fasciola gigantica

تحدث العدوى نتيجة ابتلاع المذبنة المتحوصلة مع الحشائش. يؤدي وجود هذه الديدان في القنوات الصفراوية إلى التهابها وقد يحدث انسداد فيها

4ـ الإصابة بالديدان الشريطية Tapeworm  infestation       

معظم الحيوانات الأليفة

أنواع متعددة من الديدان الشريطية Tapeworm spp

يسبب وجود هذه الديدان ضعفاً في النمو واضطرابات هضمية مختلفة

5ـ الإصابة بالديدان الاسطوانية Roundworm  infestation       

معظم الحيوانات الأليفة

أنواع متعددة من الديدان الاسطوانية، ولاسيما الصَفَريَّات Ascaridia spp      

يعيش بعضها في الأمعاء وبعضها الآخر في الرئتين أو الكليتين وتختلف الأعراض وفقاً لنوع الديدان، وتسبب اضطرابات مختلفة

6ـ الإصابة بنغف نِبْر الخيل Gastrophilus infestation

الخيول، البغال، الحمير

يرقة (نغف) نبرية الخيل Gastrophilus larva

تتوضع اليرقات في معدة الخيول وتسبب التهابات مزمنة قد تؤدي إلى ثقب المعدة. تسبب ضعف النمو واضطرابات هضمية مختلفة

7ـ الإصابة بنغف نبر الضأن Oestrus ovis infestation

الضأن، المعز

يرقة (نغف) نِبرْ الضأن Oestrus ovis larva

 

تتوضع اليرقات في الأنف وتسبب التهاب الجيوب المزمن وسيلانات أنفية وصعوبة في التنفس

8ـ الإصابة بنغف نبرْ البقر Hypoderma infestation

الأبقار، الضأن، المعز

أنواع مختلفة من يرقات (نغف) نِبر البقر Hypoderma larva spp

تسبب اليرقات تلفاً كبيراً لجلد الحيوان المصاب مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية نتيجة تردي نوع الجلد. تسبب الإصابة ذعراً للحيوانات مما يؤدي إلى نقص إنتاجها ونقص في وزنها

9ـ الجرب    Scabies (mange)  

معظم الحيوانات

أنواع كثيرة من الحَلَم أهمها الحَلَم الساركوبتي Sarcoptic mange

مرض جلدي معدٍ، ينتقل من مكان إلى آخر وأهم أعراضه الحكة الشديدة

 

 

ج ـ الحيوانات وأمراضها في خدمة البحث العلمي: يعد استخدام حيوانات التجارب من الأساسيات التي لا يمكن الاستغناء عنها في البحوث الطبية والعلمية. فالكلاب والقطط والفئران والقرود وغيرها تستخدم في كثير من البحوث العلمية والطبية. فبعض البحوث المتعلقة ببعض الأمراض الوراثية والمزمنة لا يمكن إجراؤها مباشرة على الإنسان، فتستخدم الحيوانات بديلاً منه. كما أن حيوانات التجارب تستخدم لدراسة الأدوية وآثارها السمية، إن وجدت، وردود الفعل الناتجة من تناولها قبل أن تجرب على الإنسان، وكذلك الأمر في تطوير الأساليب الجراحية المعروفة. وأهم قيمة لحيوانات التجارب تتجلى عند استخدامها في البحوث الخاصة بالأمراض المزمنة عند الإنسان، كالأمراض السرطانية وأمراض الدورة الدموية، إذ يمكن إحداث مثل هذه الأمراض تجريبياً في الحيوانات ومن ثم دراسة سير المرض والطرائق المختلفة لمعالجته والقضاء عليه. ولما كان الكثير من أمراض الحيوانات يتشابه مع الأمراض التي تصيب الإنسان، فإنه يمكن دراسة هذه الأمراض دراسة مفصّلة وإجراء التجارب لإيجاد علاج لها في الحيوان أولاً ولتطبيق النتائج على الإنسان فيما بعد. والأمثلة على مثل هذه الأمراض المتشابهة عند الإنسان والحيوانات كثيرة، نذكر منها: ابيضاض الدم leukemia وهو نوع من أنواع السرطانات الدموية يصيب الأبقار والقطط، وضمور العضلات muscular dystrophies عند الدجاج، وتصلب الشرايين atherosclerosis أو arteriosclerosis  عند الخنازير والحمام، والتهاب الكلية nephritis عند الكلاب، ووجود الحصى الصفراوية gallstones عند الأرانب، والتهاب الكبد hepatitis عند الخيل والكلاب، والصمم الوراثي عند الكثير من الحيوانات الصغيرة وغير ذلك.

وقد ساعدت حيوانات التجارب في تقدم علوم التغذية مما أدى إلى تحسن ملحوظ في علوم تغذية الإنسان والحيوان. وإضافة إلى ذلك فقد أسهمت حيوانات التجارب في إنجاز الرحلات الفضائية، فأول حيوان حي أرسل إلى الفضاء الخارجي كانت الكلبة «لايكا» التي أرسلها الاتحاد السوفييتي سابقاً، كما أسهمت هذه الحيوانات في تقدم عمليات القلب المفتوح وزراعة الأعضاء كالقلب والكلية، وفي الجراحة التجميلية. وإن كل تقدم لمصلحة الإنسان وصحته سيكون بفضل نتائج البحوث الحديثة المتعلقة بالحيوان وأمراضه.

 2ـ علاقة البيئة بأمراض الحيوانات: يعتمد ظهور مرض ما وانتشاره في مجموعة حيوانية معينة على عدة عوامل، منها ما يتعلق بالحيوانات المضيفة لهذا المرض، ومنها ما يتعلق بالبيئة التي تعيش فيها هذه الحيوانات، فضلاً عن وجود العامل المسبب للمرض. وأهم العوامل التي تتعلق بالحيوان هي: النوع والعمر والسلالة والجنس والمناعة الموجودة عنده نتيجة إصابة سابقة بالمرض نفسه. أما العوامل المتعلقة بالبيئة فأهمها: جغرافية المنطقة، والمناخ السائد، ونوع الماء والتربة فيها. والعلم الذي يدرس كل هذه العوامل المختلفة يسمى علم الأوبئة epidemiology، وهو العلم الذي يبحث علاقة البيئة بالمرض، وهو تعريفاً العلم الذي يتناول دراسة الحيوان المصاب بالمرض، والشروط البيئية التي يحدث فيها هذا المرض، والعوامل المسببة له، وطرق انتقال هذا المرض وانتشاره في الطبيعة. والباحث المهتم بدراسة وبائية الأمراض، يجب أن يكون ملماً بعدد من العلوم الأساسية مثل علم الحيوان، والرياضيات ولاسيما الإحصاء، وعلم السكان، والعلوم الطبية البشرية والبيطرية. وهو يحاول من دراساته وبحوثه تحديد أنواع الأمراض المنتشرة في بقعة جغرافية معينة وإمكانية السيطرة على هذه الأمراض والقضاء عليها بتعديل الشروط البيئية المحيطة بالحيوانات المصابة.

ويتصف معظم الأمراض التي تصيب التجمعات الحيوانية بخصائص مميزة. فبعضها يدعى بالأمراض المنعزلة أو الفُرادية sporadic وهي التي تصيب بضعة حيوانات فقط ضمن قطيع كبير. أما الأمراض المحصورة ضمن مناطق جغرافية معينة فإنها تسمى بالأمراض المستوطنة endemic وهذا النوع من الأمراض يعكس نوعاً من علاقة مشتركة ثابتة نسبياً بين العامل المسبب للمرض من جهة والحيوان المصاب من جهة أخرى. وهناك أيضاً بعض الأمراض التي تنتشر ضمن تجمع حيواني بنسبة تفوق المعدل الطبيعي وتدعى بالأمراض الوبائية epidemic أو epizootic. وفي الأمراض الوبائية عادةً علاقةٌ مشتركة غير ثابتة بين العامل المسبب للمرض والحيوانات المصابة. إن تأثير الأمراض في منظومة بيئية مستقرة نتيجة سيادة بعض أنواع النباتات والحيوانات، وانقراض الأخرى يعتمد كثيراً على درجة انتماء كل من العامل المسبب للمرض والحيوان إلى هذه البيئة. فالأمراض الوبائية تنتشر عادة نتيجة خلل ما في البيئة. أما الأمراض المستوطنة فتوجد في البيئة المستقرة المتوازنة. وقد يكون الخلل في البيئة، وهو الذي قد يؤدي إلى ظهور الأمراض الوبائية، طبيعياً أو صنعياً بفعل الإنسان نفسه. إن خرق الشروط الصحية اللازمة وتجاوزها في مدينة ما، على سبيل المثال، قد يُحدث شروطاً مناسبة لتكاثر القوارض كالجرذان والفئران وقد يؤدي إلى انتشار مرض خطِر كالطاعون بين سكان تلك المدينة. ففي هذه الحالة يكون سبب ظهور الوباء تغيراً في البيئة، إضافةً إلى وجود العامل المسبب للمرض (باستوريلة القوارض Pasteurella pestis). أما في المنظومات البيئية المتوازنة فإن العامل المسبب للمرض يكون موجوداً في القوارض (تقوم القوارض بدور عامل مدخر وناقل للمرض) ولكنه لا يصيب الإنسان إلا نادراً. وبالطريقة نفسها يتم انتشار داء التهاب الدماغ الحُمَوِيّ viral encephalitis انتشاراً وبائياً عند الإنسان نتيجة خلل في البيئة التي تعيش فيها بعض الطيور البرية والحشرات. والخلل هنا سببه الإنسان. فقد استصلح بعض المستنقعات لزراعتها فهاجرت، نتيجة لذلك، الطيور البرية من أعشاشها في تلك المناطق لتستقر قرب المزارع بحثاً عن الطعام، وهنا يأتي دور الحشرات التي تقوم بنقل الحمة المسببة للمرض من الطيور (العائل المُضيف الطبيعي للعامل المسبب للمرض) إلى الإنسان والأبقار.

اكتشاف المرض وتشخيصه

ويشمل البحث هنا ردود فعل النسج المختلفة إزاء المرض وطرائق الفحص.

 1ـ ردود فعل النسج المختلفة إزاء المرض: المرض تغير أو انحراف غير طبيعي في الحالة الفيزيولوجية لكائن ما أو في جزء من أجزائه؛ يرافقه ظهور علامات أو أعراض مميزة. وقد يكون هذا الانحراف عضوياً يظهر بوضوح في نسيج عضو معين من أعضاء الجسم، أو وظيفياً لا تصاحبه أي تغيرات عضوية واضحة. وتعتمد شدة هذه التغيرات على حساسية النسج المصابة من جهة، وعلى طبيعة العامل المسبب للمرض من جهة أخرى. فالعوامل المسببة للأمراض والإصابات الخفيفة التي تستمر مدة قصيرة من الزمن يكون تأثيرها ضعيفاً، أو قد تحرض الخلايا على مضاعفة نشاطها وإحداث مقاومة ومناعة مضادتين لها. في حين تُحدث العوامل المسببة للأمراض القوية التي تبقى مدة طويلة من الزمن، تغيرات مميزة في الخلايا والنسج نتيجة لتدخلها في العمليات الحيوية. ومعظم العوامل المسببة للأمراض، يُصنف ضمن هذه المجموعة الأخيرة.

أ ـ التغيرات الخلوية والنسيجية: تشمل التغيرات الخلوية والنسيجية الناتجة من الإصابة بمرض ما، تغيرات تنكسية  degenerative changes وتغيراتٍ ارتشاحيةً infiltrative changes. وتتصف التغيرات التنكسية بتخريبها لخلايا النسيج والحد من نشاطها الطبيعي، وقد تُحدث فيها بعض التغيرات الكيمياوية. أما التغيرات الارتشاحية فإنها تتصف بتراكم بعض المواد كالدهون أو الماء أو القيح في النسج المصابة. فبعض الأمراض مثل التهاب الرئتين أو التسمم بالفلزات المعدنية أو التسمم الدموي (وجود الجراثيم المسببة للمرض في الدم) يسبب للخلايا تغيرات تنكسية بسيطة كالتغيرات المَتْنِيَّة parenchymatous changes أو التورم الغَيْمي cloudy swelling. والخلايا المتخصصة في الكبد والكليتين هي التي تصاب أولاً. وإذا كانت الإصابات قوية وحدث تخرب قوي للخلايا، فإن هذه الأخيرة تتورم نتيجة امتلائها بالماء وتسمى هذه الظاهرة بالتنكس المائي hydropic degeneration. أما تراكم كميات كبيرة من الدهون في الخلايا فإن سببه غير معروف كلياً. وربما كان لهضم الدهون وتمثيلها دور ما في إحداث هذه الظاهرة. وبعض السموم قد يسبب شيئاً من التراكم الفجائي للدهون في خلايا الكبد، كما هي الحال في تسمم بعض الحيوانات بالفوسفور. وقد تتراكم البروتينات تراكماً غير طبيعي في النسيج الضام للشرايين الدموية الدقيقة، نتيجة لالتهاب رئوي مزمن أو مرض إنتاني مزمن، وكذلك عند إنتاج المصول الترياقية من الخيول. وهذه الظاهرة تعرف بالتنكس والارتشاح النشوانيين amyloid degeneration and infiltration. ويشاهد التنكس «الزجاجي» hyaline degeneration (تصبح النسج مثل الزجاج في شفافيتها) في الأوعية الدموية الدقيقة عند إصابة الحيوان بالتهاب في الكليتين، وفي الغدد اللمفاوية عند الإصابة بداء السل. ويحدث التنكس المخاطي mucoid degeneration (إفراز مفرط للمخاط من الأغشية المخاطية المبطنة لبعض أعضاء الجسم) عند تهيج الأغشية المخاطية تهيجاً مزمناً مستمراً، وعند الإصابة ببعض أنواع السرطان المولدة للمخاط. ويشاهد الارتشاح الغليكوجيني أو السكري glycogen infiltration في الحيوانات التي تعاني بعض الأمراض الوراثية. وقد تتراكم أملاح الكلسيوم تراكماً غير عادي في كثير من النسج ولاسيما عند إصابة الحيوانات بالأمراض القلبية أو البولية. ومن التغيرات أيضاً ترسب غبار الكربون (الفحم) أو الأمينت في رئتي الكلاب، فالكربون يسبب مرض الفُحَام أو السُحار الفحمي anthracosis. والأمينت يسبب ما يسمى بداء الأمينت asbestosis. وتتراكم طبقة الميلانين melanin عادة بكميات كبيرة في أكباد الخراف عندما تصاب بما يسمى متلازمة دوبين وجونسون Dubin-Johnson syndrome، وكذلك عند إصابتها بالأورام الميلانية melanomas. وتَرْسُب أملاح حمض البول uric acid في بعض النسج عند الدواجن. أما النَخَر necrosis فهو موت النسج في أماكن معينة نتيجةً لانقطاع التروية الدموية عنها، فالذيفانات التي يفرزها بعض الكائنات الدقيقة، والسموم الكيمياوية، والحروق الحرارية والكهربائية كلها قد تسبب النخر، وقد تتعفن هذه الخلايا والنسج الميتة ويحدث ما يسمى بالمُوات أو الغنغرينة gangrene.

ويحدث في بعض الأمراض ضمورٌ أو حَثَل atrophy للنسج نتيجة لانخفاضٍ في عدد الخلايا الوظيفية لعضو ما أو لصغر في حجمها كما هي الحال في مرض حثل العضلات الوراثي عند الدجاج. وتشاهد الضخامة hypertrophy الناتجة من زيادة في حجم الخلايا في عضلة القلب مصاحبةً لإصابات الصمامات القلبية، وكذلك عند إصابة الحيوانات بالالتهابات الرئوية وبأمراض الغدد الصم. أما اللا تَنَسُّج aplasia فهو اصطلاح يدل على غياب عضو ما من جسم الحيوان. ونقص التَنَسُّج hypoplasia يدل على التأخر في النمو لعضو ما، وهناك أيضاً فرط التَنَسُّج hyperplasia وهو زيادة في عدد الخلايا لعضو ما. أما الحُؤُول metaplasia فهو تبدل في نوع الخلية وهو ينتج من تهيج نسيج ما تهيجاً مستمراً مزمناً كما هي الحال في بعض الأمراض السرطانية.

ب ـ ردود الفعل الالتهابية: عندما يصاب النسيج الحيواني الحي بأذى فإنه يلتهب. والالتهاب inflammation إما أن يكون حاداً أو مزمناً، ففي الحالة الأولى تكون التفاعلات الالتهابية نشطة وسريعة. أما في الحالة الثانية فإنها تكون بطيئة، وفي الحالتين كلتيهما يتكون نسيج جديد. وردود الفعل الالتهابية لنسيج ما هي مجموعة من التفاعلات الحيوية هدفها الدفاع عن النسيج المصاب من جهة وترميمه وإعادته إلى حالته الطبيعية من جهة أخرى.

وتتصف الالتهابات الجلدية بالاحمرار والتوذم والتحسس، إضافة إلى حدوث خلل في وظيفة النسج المصابة. وهناك عدة أنواع معروفة من الالتهابات الحادة. فالالتهابات الحادة الطفيفة التي تظهر على الأغشية المخاطية ويصاحبها إفرازات مائية (نضحات) تسمى بالالتهابات النَزْلية catarrhal inflammation. أما الالتهابات المَتْنية parenchymatous inflammation فإنها تظهر في النسج التي في طريقها إلى التنكس. وإذا كانت النضحات ناتجة من إصابة قوية وكانت مصلية الشكل فتسمى الالتهابات حينئذٍ بالالتهابات المصلية serous inflammation. وتتصف الالتهابات الليفينية أو الفيبرينية fibrinous inflammation بتشكل الفيبرين (الليفين) ـ وهو مادة بروتينية ـ على الأغشية المخاطية ومنها أغشية الرئتين. وفي الالتهابات القيحية suppurative inflammation يحل القيح محل النسج الميتة، ويتألف القيح من كريات الدم البيضاء والعصارات النسيجية. وفي أثناء التفاعلات الالتهابية، يُحاط النسيج المصاب بمنطقة من الخلايا سريعة الانقسام والتكاثر. وتدخله عن طريق الأوعية الدموية الدقيقة خلايا بلاعم متخصصة macrophages لتزيل الأجزاء المتهتكة. وكذلك يدخل نوع آخر من الخلايا الدموية يدعى الخلايا العَدِلة neutrophils لتبتلع العوامل المسببة للمرض كالجراثيم والعناصر الأخرى الغريبة.

أما في الالتهابات المزمنة، فتنشط الأرومات الليفية fibroblasts الموجودة في النسيج الضام وتتكاثر لتشكل نسيجاً ضاماً جديداً أو لتشكل ندبة scar.

ج ـ الاضطرابات الدورانية: تصاحب الاضطراباتُ الدورانيةُ الكثيرَ من الأمراض، فزيادة تدفق الدم إلى جزء من أجزاء الجسم يسمى بالاحتقان congestion أو«التَبَيُّغ» hyperemia وتحدث هذه الظاهرة في أثناء التفاعلات الالتهابية. أما نقص التروية الدموية فإنه يدعى بالإقْفار ischemia  أو فقر الدم الموضعي local anemia. أما النزف الدموي hemorrhage فإنه يشمل الرعاف epistaxis أو ما يسمى بالرعاف الأنفي nosebleed الذي يصيب خيول السباق. ويشاهد قُيَاءُ الدم hematemesis في الكلاب المصابة «باليوريمية» uremia. ونفْثُ الدم hemoptysis هو خروج الدم من الرئة. ووجود الدم في البول يدعى بالبِيلَة الدموية hematuria وتشاهد هذه الحالة عند المجترات المصابة بالتهاب المثانة البولية.

والوذمة edema هي تراكم غير عادي للسوائل في النسج، وتشاهد هذه الحالة موضعياً في أثناء التفاعلات الالتهابية في النسج المصابة. وفي بعض الأحيان تنتشر هذه السوائل في أنحاء الجسم كافة نتيجة انخفاض في تركيز بروتينات الدم ولاسيما الألبومين albumin. وخُثَار الدم thrombosis أو الجلطة الدموية blood clot ينتج من إصابة الأوعية الدموية، وقد يعيق مرور الدم إلى النسج وقد يسبب انسداد الأوعية، ويدعى انسداد الأوعية الدموية بالانْصِمْام embolism. أما الاحتشاء infarction فهو نخر النسج نتيجة انصمام الأوعية الدموية التي تغذيها.

 2ـ طرائق الفحص: لا بد من تشخيص المرض قبل علاجه، ويتم ذلك بتعرف أعراض المرض. وتساعد الفحوص المخبرية التي تكون في بعض الأحيان أساسية، في معرفة المرض وتحديد العوامل المسببة له.

وتتيح الفحوص السريرية معرفة ما إذا كان الحيوان بحالته الطبيعية، يتناول ما يكفيه من الغذاء ويقوم بنشاطه العادي قياماً طبيعياً.

ويبدي معظم الأمراض إما أعراضاً التهابية وإما أعراضاً تدل على وجود أمراض سرطانية. فالأورام الخبيثة مثل الورم الميلاني عند الخيول وسرطان الخلايا الحرشفية squamous cell carcinoma عند الحيوانات الصغيرة، تنتشر بسرعة كبيرة وتسبب في كثير من الأحيان نفوق الحيوانات المصابة بها. ويُبدي بعض الأمراض اضطرابات في الجهاز الدوراني أو تغيرات تنكسية وارتشاحية. وإذا لم يمكن تشخيص المرض تشخيصاً دقيقاً فإن الحيوان المصاب يعالج تبعاً للأعراض الظاهرة عليه. والصعوبة في تشخيص أمراض الحيوانات هي عدم تمكن الطبيب البيطري من «استجواب» مريضه وسؤاله عما يشكو منه. لذا يلجأ إلى عدة اختبارات وفحوص مختلفة.

وتشمل طرائق الفحص فحص الحيوان ظاهرياً بالعين المجردة وجس بعض الأماكن المختلفة من جسمه لمعرفة ما إذا كان شكل بعض الأعضاء طبيعياً أم لا. ويساعد الضغط باليد والأصابع على بعض الأعضاء في تحسس الوذمات والأورام إن وجدت؛ أو في معرفة ما إذا كان هذا الضغط يسبب ألماً للحيوان في أماكن معينة. كما أن النقر بالأصابع، خاصةً على المنطقة الصدرية، يعطي رنيناً مميزاً، يمكن بوساطته تشخيص بعض الأمراض. كما يمكن استعمال السماعة لسماع الأصوات الصادرة عن القلب والرئتين وكذلك الأصوات الناتجة من الحركات غير الطبيعية للكرش والأمعاء. ويستعان في التشخيص برائحة الحيوان، فبعض الأمراض تسبب انطلاق روائح خاصة من الحيوان المصاب.

أ ـ الفحوص العامة: هي ضرورية لاكتشاف الاضطرابات والتغيرات غير الطبيعية وتساعد على تشخيص المرض تشخيصاً مبدئياً. وتشمل هذه الفحوص مظهر الحيوان وحالته العامة وتصرفاته وتنفسه، وحالة الجلد والبطن وبعض الحركات المختلفة.

ويساعد مظهر الحيوان الخارجي في تشخيص الكثير من الأمراض، فالخنزير إذا كان أصغر من حجمه الطبيعي فإن ذلك يدل على تأخر في نموه نتيجة إصابته بمرض كوليرا الخنازير hog cholera. أما تصرفات الحيوان وحركاته فإنها تساعد في تشخيص بعض الأمراض العصبية، فالكلب المصاب بمرض حداثة السن distemper تتقلص عضلاته وتيبس، كما تظهر عليه أعراض عصبية ـ (يصبح الكلب عصبي المزاج والحركة) تصاحبها اختلاجات مختلفة convulsions. والكآبة عند الخيول تعد من أبرز أعراض التهاب الدماغ والنخاع الشوكي الحُمَويّ viral encephalomyelitis الذي يسببه أحد أنواع الحُمات. والتهيج عند الحيوانات يصاحب عادة التسمم بفلز الرصاص. أما فحص الحالة العامة للحيوان فإنه يساعد في تشخيص بعض الأمراض المسببة للهزال، وتشمل هذه الأمراض بعض الإصابات السرطانية وبعض الأمراض المزمنة، مثل القصور في وظيفة الغدة الكظرية أو الإصابة بداء السل tuberculosis. والكشف عن حالة الأسنان يساعد أيضاً في التشخيص، فإذا كانت الأسنان سيئة، منخورة أو مكسورة فإن الحيوان يبدي أعراض سوء التغذية، نتيجة نقص في كمية الغذاء المتناول، مما يؤدي إلى نحوله .

أما حركة الرئتين (التنفس) فإن عدداً من الأمراض يؤثر في طبيعتها. فالتنفس السريع طبيعي عند الحيوانات الصغيرة، ولكنه في الحيوانات المريضة يصاحب الارتفاع في درجة حرارة الجسم. ويمكن معرفة بعض الأمراض من حركات تنفسية معينة تظهر على الحيوان المصاب. ومثل هذه الحركات تشاهد عند الخيول المصابة بالنُفَاخ الرئوي emphysema. أما التنفس البطني (تظهر فيه حركات الشهيق والزفير على المنطقة البطنية عوضاً عن المنطقة الصدرية) فإنه يدل على وجود آلام نتيجة لإصابة الحيوان بأحد الأمراض الصدرية. والمظهر الخارجي للجلد أو الصوف أو الشعر يساعد أيضاً في تشخيص بعض الأمراض. ويفقد الجلد مرونته، والشعر لمعانه عند إصابة الحيوان بالتجفاف dehydration وهو فقدان كمية كبيرة من الماء من جسم الحيوان، أو عند إصابة الحيوان بالطفيليات الخارجية كالقمل والعُثّ والبراغيث، وكذلك عند إصابة الحيوان بالسّعْفَة (القرع) ringworm وأيضاً عند ظهور بعض ردود الفعل التحسسية. ويفقد صوف الخراف السوداء لونه عند تسممها بعنصر المولبدينوم molybdenum إذا كان موجوداً بتركيز عال في الأتبان التي تتناولها. أما انتفاخ البطن وتمدده فإنه يدل على وجود النُفاخ الكرشي bloat عند الأبقار والمغص colic عند الخيول. لحركات الحيوان غير الطبيعية أهمية خاصة عند الطبيب البيطري وتساعده في تشخيص الكثير من الأمراض، فإذا تمدد الحيوان بقوة وإجهاد وهو في وضعية الوقوف أثناء التبول فإن ذلك يدل على وجود الحصى في المثانة البولية، وتدل زيادة عدد مرات التبول على وجود التهاب في الكليتين أو وجود عدوى أو إصابة في المثانة البولية، أو مرض في الغدة النخامية (مرض البُوالَة التَفِهَة diabetes insipidus). والزيادة في إفراز اللعاب واصطكاك الأسنان قد يشيران إلى إصابة ما في الفم. والسعال يصاحب عادة الالتهابات الرئوية. وبعض الأمراض يسبب تغيراً في أوضاع وقوف الحيوان وجلوسه، فالحصان المصاب بمرض الكُزاز tetanus يقف متخشباً مبدياً حركات شبه آلية. وحركة قوائم الحيوان في أثناء السير لها أيضاً دلالة مرضية، فالأغنام تقفز عند إصابتها بداء الوثب louping ill.

ب ـ الفحوص السريرية: بعد إجراء الفحوص العامة يتم فحص الحيوان سريرياً لدراسة بعض الخصائص المميزة. وتشمل هذه الفحوص الأغشية المخاطية لملتحمة العين والفوهتين الأنفيتين والفم واللسان، إضافة إلى الفتحات التناسلية، وخاصة عند إناث الحيوانات. كما تشمل أيضاً فحص العينين والأذنين والقرنين، إن وجدا، والأطراف ومنها الحوافر والأظلاف. ويلي ذلك تسجيل عدد نبضات القلب بالدقيقة ودرجة حرارة الجسم، فالأغشية المخاطية تفحص لمعرفة ما إذا كان هناك يرقان jaundice أو نزف دموي أو فقر في الدم، واحتقان العين مع إفرازات قيحية يدل على إصابتها بخَمَج infection، ويصبح لونها أصفر عند وجود اليرقان، وبعض الأمراض يسبب نزفاً بسيطاً في العين، وقد يظهر على الأغشية المبطنة للأنف بعض التقرحات والحويصلات الصغيرة مما قد يدل على إصابة الحيوان بمرض الحُمّى القُلاعية foot and mouth disease وهو مرض تسببه حُمَّة (فيروس) ويصيب الأبقار والأغنام والخنازير. أما تقرح اللسان في مرض اللسان المتخشب أو ما يسمى بمرض العصيات الشعاعية actinobacillosis فإنه يشاهد عند بعض أنواع الحيوانات. وفحص العين فحصاً دقيقاً يمكِّن من مشاهدة بعض التغيرات في القرنية عند إصابة الحيوان ببعض الأمراض، مثل التهاب الكبد المُعْدي عند الكلاب، والحُمى النزلية الخبيثة عند الأبقار bovine catarrhal fever، والنزلة الوافدة عند الخيول (إنفلونزا الخيول) equine influenza. أما السَّادُّ catarract فهو عتامة في عدسة العين لا تسمح للضوء بالمرور فيها، وهو يشاهد في بعض أمراض استقلاب السكريات مثل الداء السكري diabetes mellitus وبعض الأخماج، وقد يكون الساد وراثياً في بعض الحيوانات. أما ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمَّى) الذي ينتج من تكاثر الكائنات المسببة للمرض فإنه يعد من الدلائل الأولى على الإصابة بالمرض.

ج ـ الفحوص المخبرية: يستعين الطبيب البيطري في كثير من الأحوال بالفحوص المخبرية لإتمام التشخيص. ويعتمد عدد من هذه الفحوص على تقدير كمي لبعض المركبات الكيمياوية الموجودة في الدم أو في سوائل الجسم الأخرى. والهدف من بعض هذه الفحوص هو التحري عن بعض السموم المشتبه بوجودها في جسم الحيوان. وهناك أيضاً فحوص تجرى على البول والروث للكشف عن بعض الأمراض، وأخرى لتعرّف العوامل المسببة للمرض كالحُمّات والجراثيم والفطور. وفي بعض الأحيان تؤخذ خزعة biopsy من نسجٍ معينة من الجسم لدراستها ولمعرفة ما إذا كان هناك تغيرات في تركيبها، كما هي الحال في تشخيص بعض الأورام الخبيثة. وتجرى على جلد الحيوان بعض الاختبارات الخاصة لتشخيص بعض الأمراض مثل داء السل في الأبقار ومرض الرٌّعام glanders في الخيول.

وإن وجود كميات غير عادية من بعض مركبات الدم يساعد في تشخيص بعض الأمراض. فازدياد كمية البروتينات في الدم يصاحب عادة بعض الأنواع من سرطانات العظام مثل الورم النقوي المتعدد multiple myeloma وهو سرطان يصيب نقي العظام في الخيول والكلاب. وتزداد نسبة الغلوكوز والكولسترول في دم الحيوانات المصابة بالداء السكري. أما زيادة معدل الكولسترول في الدم مع نقصٍ في نسبة اليود فإنه يشير إلى نقص في نشاط الغدة الدرقية وتسمى هذه الحالة بقصور الدرقية hypothyroidism. ويعد انخفاض مستوى الكلسيوم في مصل الدم من الأعراض المميزة لحمى النفاس أو حمى الحليب milk fever التي تصيب الأبقار الحلائب.

أما زيادة نشاط بعض الإنظيمات في الدم فإنه يدل على وجود اضطرابات في الكبد. وتقدير البليروبين bilirubin (أحد مركبات العصارة الصفراوية) في الدم يستخدم في تشخيص نوبات انحلال الدم hemolytic crisis، وهو مرض يتصف بتلف الكريات الدموية الحمراء نتيجة لإصابة الحيوان بأحد أنواع الطفيليات الدموية كالبابسية Babesia عند الماشية والكلاب أو الأنابلازما Anaplasma عند الأبقار.

وإن فحص مكونات الدم المختلفة كالكريات الحمر erythrocytes والبيض white blood cells بأشكالها المختلفة (العَدَلات neutrophils والحَمِضَات eosinophils والأسِسَات basophils واللِّمفاويات lymphocytes والوحيدات monocytes) إضافة إلى الصُفَيِّحات platelets، التي تؤدي دوراً مهماً في عملية تخثر الدم، يساعد في تشخيص الكثير من أمراض الحيوانات. فمرض ابيضاض الدم عند المجترات يتميز بوجود خلايا لمفاوية غير طبيعية. أما في الأمراض التي تسببها الحُمات فإن عدد الخلايا البيض ينخفض انخفاضاً ملحوظاً، كما في مرض التهاب الكبد المُعدي عند الكلاب. وتزداد نسبة العَدِلات عند الإصابة بالأمراض الإنتانية المزمنة، مثل التهاب الرئتين عند الكلاب والقطط، وأمراض الرحم الإنتانية عند إناث الحيوانات. أما عدد الوحيدات فيزداد عند الإصابة بالأمراض المتميزة بوجود أورام حبيبية كما هي الحال عند الإصابة بداء النَوْسَجَات الحبيبي histoplasmosis granulomatous، أو بداء السل. ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الحَمِضات في الدم اضطرابات الجلد التحسسية والإصابة بالطفيليات عند الكلاب والقطط. والبطء في تخثر الدم قد ينتج من نقص في عدد الصفيحات. أما فقر الدم الناتج من نقص في عدد الكريات الحمر فله أسباب متعددة، فقد يكون نتيجة نزف في مكان ما في جسم الحيوان، أو تلف للكريات نتيجة إصابة بالرِّيِكتْسِيَّة Rickettsia، أو نقص في عنصر الحديد أو الكوبالت وكذلك نتيجة التعرض للعناصر المشعة. كما أن فقر الدم يشاهد أحياناً في حالات سوء التغذية أو يكون نتيجة أمراضٍ مثبطةٍ لنشاط نقي العظام المنتج للكريات الحمر.

ويساعد فحص البول في تشخيص إصابات الكليتين والأمراض البولية بوجه عام، وعدد من الأمراض الأخرى. فوجود البروتين في بول الكلاب يدل على وجود التهاب حاد في الكليتين. ومركبات العصارة الصفراء توجد طبيعياً في بول الكلاب، ولكن كميتها تزداد عند إصابة هذه الحيوانات بمرض التهاب الكبد المُعْدي. ووجود كميات غير عادية من الغلوكوز والأجسام الكيتونية ketone bodies في بول الحيوان يساعد في تشخيص الداء السكري. وعند وجود كميات زائدة من المركبات الآزوتية في بول الحصان نتيجة تقويض في العضلات، يشاهد في البول جزيئات قاتمة اللون تدعى الميوغُلُوبين myoglobin.

ويساعد وجود بيوض الديدان أو أجزاء من هذه الديدان في روث الحيوانات في تشخيص الأمراض الطفيلية التي تستوطن الأمعاء، مثل الديدان المستديرة roundworm والديدان الشريطية tapeworms والديدان المفلطحة flatworms. أما إذا كان الروث باهت اللون، كريه الرائحة، غير متماسك القوام ويحتوي على بعض الدهون فإن ذلك قد يدل على وجود مرض مزمن في غدة البنكرياس. والبراز أو الروث الدهني ذو اللون البني الباهت قد يدل على انسداد في القناة الصفراوية.

وإن معرفة نوع العامل المسبب للمرض يساعد الطبيب البيطري في تشخيص المرض تشخيصاً دقيقاً وفي وصف العلاج المناسب له. وهناك عدة فحوص واختبارات تجرى للتحري عن العوامل المسببة للأمراض وتحديد أنواعها. تؤخذ عينات من مصل الدم وتجرى عليها بعض الاختبارات مثل اختبار التراص agglutination test للكشف عن بعض الجراثيم المسببة للأمراض الإنتانية كمرض البُرُوسِيْلاَت brucellosis وداء السَلْمُونِيلاَت salmonellosis عند الطيور الدواجن. ويُجرى بعض الاختبارات للتحري عن وجود الأضداد antibodies التي تتكون لمقاومة العوامل المسببة للمرض كما هي الحال في مرض الحمى القلاعية عند الأبقار ومرض التهاب الكبد المُعْدي عند الكلاب.

ويعتمد التشخيص الحديث في الطب البيطري على الفحوص الخلوية والنسيجية، كفحص نقي العظام عند الإصابة بالسرطانات الدموية. وهناك أيضاً الاختبارات المتخصصة في فحص وظيفة عضو ما من أعضاء الجسم المختلفة كالقلب والكبد والبنكرياس والغدة الدرقية والغدة الكظرية. واستخدام أشعة إكسx-rays في تشخيص الكسور معروف منذ زمن طويل. ويُرى اليوم أن استعمال العناصر المشعة والموجات فوق الصوتية ultra sonic waves والتَفَرُّس scanning العادي والملون، في تشخيص الأمراض بدأ يأخذ مكانه في الطب البيطري الحديث، إضافة أيضاً إلى أخذ الخزعات من النسج المختلفة وإجراء التحاليل النسيجية ـ الكيمياوية لتشخيص الأمراض السرطانية.

لمحة عن أنواع أمراض الحيوانات

للمرض حالتان فإما أن يكون مُعْدياً ينتقل من حيوان إلى آخر، وإما أن يكون غير مُعْدٍ. والأمراض غير المعدية لا تنتقل من حيوان إلى آخر وتظهر نتيجةً لتأثير عوامل وراثية أو عوامل بيئية.

 1ـ الأمراض المعدية: إن العوامل التي تستطيع إحداث مرضٍ معدٍ مثل الحُمات والجراثيم والفطور والديدان والحشرات تدعى بالعوامل المسببة للمرض أو المُمْرِضات pathogens. أما الإمراضية pathogenicity، أي قدرة الممرضات على إحداث العدوى فتعرف بالفَوْعَة virulence. وقدرة الكائن المُفَوَّع على إحداث عدوى ما، تتأثر بعاملين أساسيين هما خصائص هذا الكائن نفسه، وقدرة المضيف host على طرد هذا الكائن المعتدي ومنع إصابته به. والعامل المسبب للمرض قد يؤثر في مضيف ما دون غيره وضمن شروط خاصة. فبعض الجراثيم المسببة للالتهابات الرئوية لها تأثير يكاد لا يذكر في الفئران إذا أصيبت بها طبيعياً، ولكن إذا أحدثت الإصابة فيها صنعياً فإنها تسبب موتها. وكثير من الممرضات مثل الجراثيم المسببة لمرض الجمرة الخبيثة anthrax، قادر على العيش بعيداً عن جسم الحيوان المضيف إلى أن تتوافر له بعض الشروط المناسبة ليدخل جسم الحيوان ويحدث فيه المرض.

وتدخل الممرضات جسم الحيوان بعدة طرق: عن طريق الجلد أو العين أو الأنف أو الفم أو الفتحات التناسلية. وبعد دخولها جسم الحيوان تبدأ بالتكاثر، ويحدث المرض نتيجة تدخل الممرضات في العمليات الحيوية للأعضاء والنسج المختلفة.

وقبل أن يستقر المرض في حيوان ما فإنه يصطدم بعائق قوي هو المناعة immunity التي تعرَّف بأنها قدرة الحيوان على منع الممرضات من أن تستقر في جسمه، إذ يوجد أمام الممرضات عدة حواجز وعوائق حيوية وكيمياوية مثل الأغشية المخاطية والإفرازات المختلفة وبعض مكونات الدم وسوائل الجسم الأخرى. وتتكوَّن الأضداد عند الحيوان نتيجة وجود بعض المواد المعينة المسماة بالمُسْتَضِدات antigens التي يعدها الجسم عناصر غريبة عنه. وتعد الأضداد من العوامل المهمة في مقاومة الممرضات ومنع حدوث العدوى. وتختلف المناعة من حيوان إلى آخر، وتتأثر بصحة الحيوان العامة وبعوامل وراثية مختلفة. كذلك تتأثر بالعوامل البيئية المحيطة وبما إذا كان الحيوان قد تعرض في السابق إلى ممرضات معينة.

وتفرز بعض الجراثيم، في أثناء تكاثرها، بعض الذِيْفَانات الخارجية exotoxins وبعضها يحتوي على ذيفانات ولكنه لا يفرزها وتسمى بالذيفانات الداخلية endotoxins، وهذا النوع الأخير لا يسبب المرض إلا بعد موت الجراثيم وتحرر الذيفانات منها. وهناك ممرضات مثل بعض أنواع الجراثيم المِطَثِّيَّة clostridium لها أشكال غير نشطة تدعى بالأبواغ spores تكون قادرة على البقاء حية بضع سنوات، ومقاومة للأحوال البيئية القاسية كالحرارة والبرودة والكثير من المركبات الكيمياوية والمعقمات. ويمكن لهذه الأبواغ أن تتحول إلى جراثيم نشطة عند توافر الشروط المناسبة لذلك.

وقد يرجع المرض إلى وجود كائنات حيوانية طفيلية كالمَمْسُودات (الديدان المدورة) Nematoda والديدان المسطحة Platyhelminthes ومفصليات الأرجل Arthropoda كالقمل والقراد ticks والبراغيث داخل جسم الحيوان المضيف أو خارجه.

 2ـ الأمراض غير المعدية: وهي تحدث عادة نتيجة اضطراب في الوظائف الفيزيولوجية لأعضاء الجسم المختلفة. وكثير من هذه الأمراض يصيب الحيوانات نتيجة تدخل الإنسان في العوامل البيئية المحيطة بالحيوان. ومن الأمثلة عليها الأمراض الناجمة عن الجوع وسوء التغذية، وكذلك الاضطرابات الناجمة عن التسمم بالأدوية والمواد الكيمياوية كالتسمم بالمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب الضارة. وهنالك أيضاً التسمم الناتج من تناول النباتات السامة. وبعض هذه الأمراض يظهر نتيجة قصور في تركيب الأنظيمات النشطة المسؤولة عن تنظيم التفاعلات الكيمياوية في جسم الحيوان. أما زواج الأقارب inbreeding الذي يستمر عدة أجيال متعاقبة عند الحيوانات الأليفة فإنه يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأمراض الاستقلابية metabolic diseases في الأجيال القادمة وضعف مقاومتها لبعض الأمراض المعدية.

 3ـ الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان: تنتشر هذه الأمراض التي تصيب الإنسان في كثير من الدول النامية وتعد إضافة إلى الجوع وأمراض سوء التغذية من أهم المشاكل التي تهدد صحة الإنسان وحياته.

ويمكن تصنيف الأمراض المشتركة في أربعة أنواع وفقاً لطريقة انتشارها ووبائيتها. فالأمراض المشتركة المباشرة direct zoonoses، مثل داء الكَلَب rabies وداء البروسيلات عند الأبقار، تنتشر في الطبيعة ضمن نوع واحد من الحيوانات الفقارية. والأمراض المشتركة الدوْرَيَّة cyclozoonoses ومثال عليها الإصابة بالديدان الشريطية، وحياة الديدان تحتاج إلى مضيفين من الحيوانات الفقارية أحدهما الإنسان. وهناك أمراض مشتركة تحتاج إلى مضيفين وسيطين أحدهما فقاري والآخر لافقاري قبل أن تصيب الإنسان، ومثال عليها داء المثقبيات trypanosomosis. وأخيراً هناك الأمراض المشتركة الرمية saprozoonoses وهي أمراض تحتاج إضافة إلى مضيف فقاري أو أكثر، إلى أماكن بيئية خاصة كما هي الحال في داء النَوْسَجات histoplasmosis وهو مرض فطري.

ويعد معظم الحيوانات مخازن للأمراض المشتركة ولاسيما الحيوانات ذات الصلة الدائمة بالإنسان، الأليفة والبرية. وكثير من الأمراض المشتركة ينتقل عن طريق العض أو بالسموم أو من تناول المنتجات الحيوانية المختلفة. فعضة الكلب تؤدي إلى جروح خطيرة أو عدوى جرثومية أو الإصابة بداء الكَلَب (السعار) ذلك المرض الخطير القاتل. وعضة جرذ مريض أو حامل للمرض قد تنقل الكثير من الأمراض إلى الإنسان ومنها الطاعون وداء البريميات leptospirosis. أما لدغات الثعابين السامة فإنها تسبب اضطرابات مختلفة قد تؤدي إلى موت المصاب. وإن عدداً كبيراً من أنواع الحيات المعروفة تعد مؤذية للإنسان وتسبب له المرض أو الموت. وفي بعض المناطق من العالم يتناول السكان لحوم بعض الحيوانات السامة أو الحاملة للجراثيم مثل التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة أو التيفوئيد. وبعض أنواع السمك تسمم الإنسان إذا تناولها فتسبب له بعض الاضطرابات أو الموت في بعض الأحيان. ويعتمد القضاء على الأمراض المشتركة والحد من انتشارها على نوع هذه الأمراض. وقد أمكن القضاء على الكثير منها بالسيطرة عليها عند وجودها في المضيف الحيواني. ومثال على ذلك الحملات المستمرة، في معظم بلدان العالم، للقضاء على الكلاب الشاردة، لأنها تعد من العوامل المهمة في نقل الأمراض المشتركة ونشرها، كداء السعار، والإصابة بالأكياس أو الكيسات العُدَارية أو المائية hydatid cysts. ويمكن مكافحة داء البروسيلات وداء السل في الأبقار بتطبيق عدة إجراءات في وقت واحد؛ كالتشخيص والتمنيع الجماعي، وذبح الحيوانات المصابة، وتعقيم الأماكن التي كانت موجودة فيها، وتطبيق الحجر الصحي. ويجب في بعض الأحيان اتخاذ بعض الإجراءات الخاصة. فيجب أن يكون الهواء نقياً متجدداً في حظائر التربية والمسالخ، وذلك لمنع انتشار الأمراض المشتركة التي تنتقل إلى الإنسان عبر الهواء والغبار. كما يمكن السيطرة على الأمراض المشتركة التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الماء والحليب وذلك بالتعقيم. وإن استخدام البرودة أو الحرارة أو التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية كاف للقضاء على الأطوار غير البالغة للديدان المسببة لداء الشَعْرِيْنات trichinellosis الذي ينتقل إلى الإنسان نتيجة تناوله لحوم الحيوانات المصابة. كما أن استخدام المضادات الحيوية antibiotics يساعد على منع فساد بعض الأطعمة. وفي بعض الحالات يمكن السيطرة على المرض بالقضاء على العامل المسبب له في مرحلة من دورة حياته في المضيف الفقاري أو اللافقاري أو في كليهما. فاستخدام المبيدات الحشرية فعال في القضاء على المضيف اللافقاري الحامل للممرضات مع وجود بعض الصعاب مثل عدم وصول المواد الكيمياوية القاتلة إلى المضيف الموجود في أماكن يصعب الوصول إليها، أو نتيجة تشكل مناعة لديه إزاء بعض المبيدات المستعملة. وتستخدم المبيدات الحشرية للقضاء على الحشرات التي تنقل داء الملاريا malaria. واستعمال مرشحات المياه يساعد في منع انتشار القواقع الحاملة للطفيليات مثل حاملة منشقة الجسم المانسونية Schistosoma mansoni (البلهارزيا).

أما جنون البقر mad caw diseas فقد أفرد له بحث خاص تحت عنوان: البقر (جنون ـ).

الوقاية من الأمراض ومكافحتها واستئصالها

تعد الوقاية خط الدفاع الأول لمكافحة الأمراض واستئصالها، سواء أكان هذا المرض معدياً أم غير معد. وهناك على الأقل أربع طرائق لحماية التجمعات الحيوانية من وصول الأمراض إليها.

ـ عدم نقل العوامل المسببة للأمراض من مناطق جغرافية معينة أو تطبيق الحجر الصحي الصارم.

ـ السيطرة على الأمراض عن طريق التمنيع immunization واستعمال المركبات الكيمياوية لحماية بعض أنواع الحيوانات من الإصابة بالأمراض المستوطنة في البيئة.

ـ نشر الوعي الصحي بين المربين والمهتمين بشؤون الثروات الحيوانية فيما يتعلق بوقاية الحيوانات من الأمراض.

ـ التشخيص المبكر للأمراض لمنع استفحالها وانتشارها في التجمعات الحيوانية إذ تصعب آنذاك معالجتها والقضاء عليها.

والحجر الصحي، أي تحديد حركة الحيوانات المصابة أو التي تعرضت لمرض معدٍ ما كمرض اللسان الأزرق blue tongue الذي يصيب الأغنام، وكالحمى القلاعية، يعد من أقدم الوسائل التي استخدمها الإنسان لوقاية الحيوانات من الأمراض المعدية، ويعود تاريخ ذلك إلى العهود الرومانية. وبتطبيق الحجر الصحي مدة 90 يوماً على الأغنام والخنازير، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من القضاء نهائياً على الكثير من الأمراض المعدية مثل مرض الجُفار surra الذي يصيب الخيول والذي يسببه المِثْقَبيُّ (تريبانوزوما إيفانسي) Trypanosoma evansi، والأمراض التي تسببها البروسيلة المالطية. والحجر الصحي الذي فرضته بريطانية على الكلاب التي تدخل أراضيها أثبت جدواه منذ عام 1919 حتى اليوم. ومع ذلك كله فقد جاءت الطائرات لتبطل إلى حد ما فعالية الحجر الصحي، إذ إن الكثير من العوامل الناقلة أو المسببة للمرض، كالحشرات والجراثيم، تنتقل عَرَضياً بالطائرة من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى. أما التمنيع الجماعي واستخدامه وسيلةً للوقاية من الأمراض، فإنه يسمح للحيوانات بالحركة وعبور الحدود الجغرافية للبيئات المختلفة. ولكن إذا كانت البيئة التي ستعيش فيها هذه الحيوانات ملوثة، فإن مناعتها في معظم الأحيان ستكون جزئية وقصيرة الأمد. واللقاحات التي استخدمت للتمنيع إزاء بعض الأمراض، كمرض شبه الطاعون Newcastle disease في الدجاج ومرض حداثة السن في الكلاب، أعطت نتائج إيجابية جيدة.

ويمكن وقاية الحيوانات من بعض الأمراض أيضاً عن طريق التحكم في البيئة التي تعيش فيها، وذلك بتوفير مياه الشرب النظيفة الخالية من التلوث، والتخلص من البراز والروث والزرق والحيوانات النافقة بالطرائق الصحية المناسبة، وتوفير الهواء النقي في حظائر التربية، والقضاء على القوارض والحشرات بأنواعها المختلفة.

وإن استخدام المركبات الكيمياوية للوقاية من الأمراض (الوقاية الكيمياوية chemoprophylaxis) كاستعمال المبيدات في القضاء على الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض، إضافة إلى بعض المركبات التي تُقدم للحيوان لتحميه من الإصابة بالأمراض، يعطي نتائج جيدة. فإعطاء الدواجن مركبات السلفاميد sulfamide، مضافة إلى العلف أو ماء الشرب، يمنع إصابتها بداء الخُزيزيات coccidiosis.

وإن كشف المرض مبكراً مهم جداً للتحكم في بعض الأمراض المعدية المزمنة، مثل التهاب الضرع mastitis أو داء البروسيلات أو داء السل، أو في بعض الأمراض غير المعدية، مثل النفاخ الكرشي. ويساعد في ذلك إجراء الفحوص المخبرية السريعة مثل اختبار التراص للكشف عن مرض نظيرة التيفية paratyphoid واختبار السُّلِّين (التوبركولين) الجلدي للكشف عن داء السل، والتحري عن بيوض الديدان في البراز والروث، إضافة إلى بعض الاختبارات الفيزيائية والكيمياوية التي تجرى على الحليب للكشف عن التهاب الضرع.

وقد أثبتت الطرائق المستعملة للوقاية من الأمراض واستئصالها جدواها في كثير من بلدان العالم. ففي الولايات المتحدة الأمريكية طبقت «طريقة الاختبار والذبح» test and slaughter technique التي تتلخص بإجراء بعض الفحوصات والاختبارات البسيطة للتحقق من وجود المرض ومن ثم ذبح الحيوانات المصابة كلها. وبفضل هذه الطريقة تم القضاء على الكثير من الأمراض المعدية مثل الحَلَق (بجل الخيل) dourine والحمى القلاعية. وقد تم القضاء نهائياً على داء السل البقري في الدنمارك وهولندة وفنلندة، كما أن نسبة الإصابة بهذا الداء انخفضت كثيراً في الكثير من الدول الأخرى كبريطانية واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وكندا نتيجة اللجوء إلى هذه الطريقة. وفي بريطانية تم استئصال الكثير من الأمراض المعدية مثل جدري الغنم sheep pox والطاعون البقري والرُّعام وداء الكلب. وقد استطاعت أسترالية القضاء على الكثير من الأمراض المعدية مثل كوليرا الخنازير والطاعون البقري والرعام والجفار والسعار والحمى القلاعية باستخدام عدة طرائق في آن واحد وهي: القضاء على العوامل الناقلة للأمراض كالقوارض والحشرات، وطريقة الاختبار والذبح، واستخدام المركبات الكيمياوية والتحكم الحيوي biological control الذي يتم باستخدام العدو الطبيعي للعامل والناقل للمرض أو الطفيلي، فيطلق هذا العدو في البيئة التي يعيش فيها الحيوان ليفتك بالعوامل الناقلة أو المسببة للمرض ويقضي عليها. فإذا وجد العدو الطبيعي لذبابة تسي تسي tsetse، على سبيل المثال، فإنه يمكن السيطرة على مرض النوم الإفريقي African sleeping sickness عند الإنسان وعلى داء المِثقبيات عند الأبقار، في إفريقية الغربية. وفي أسترالية تم القضاء على تجمعات كبيرة من الأرانب، التي تهدد المحاصيل الزراعية وذلك بنشر الحمات المسببة للورم المخاطي myxomatosis (نوع من السرطانات الخبيثة يصيب الأرانب) التي تنتقل بالحشرات. وفي فرنسة استخدمت الطريقة نفسها للقضاء على الأرانب، وقد صاحب ذلك انخفاض في عدد الإصابات بالتيفوس typhus الذي ينتقل إلى الإنسان عن طريق القُراد. وقد فسرت هذه الظاهرة بأن الأرانب الأوربية هي المضيف الوسيط للعامل المسبب للمرض، وهو أحد أنواع الرِيْكتْسِّيَّة.

يوجد جداول

رياض قيباتي

 

 

التصنيف : الزراعة و البيطرة
النوع : صحة
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 494
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1047
الكل : 58481054
اليوم : 53568

التشريب

التشريب   التشريب impregnation عملية يتم فيها إدخال مواد في مواد أخرى، كما في إدخال بعض المواد الكيمياوية في الخشب لجعله أكثر مقاومة لمختلف العوامل الفيزيائية أو البيولوجية ولوقاية الخشب من تأثير تقلبات حرارة الجو ومن تأثير الحشرات والفطور والنار وغيرها. وتتم عملية التشريب بإدخال مواد كيمياوية مذابة في الماء أو في مذيبات عضوية في الخشب بطرائق مختلفة.
المزيد »