logo

logo

logo

logo

logo

حِجر بن عدي

حجر عدي

Hijr ibn Adi - Hijr ibn Adi

حجر بن عدي

(… - 51هـ/… - 671م)

 

أبو عبد الرحمن حجر بن عدي الأدْبَر بن معاوية الكندي، وكندة إحدى القبائل اليمنية المشهورة التي كانت تقطن جماعات منها أجزاء من نجد عند ظهور الإسلام. صحابي شجاع، من المقدمين، قدم مع أخيه على الرسول r في المدينة وكان صغير السن واعتنق الإسلام، وكان ذلك - على الأغلب - في العام العاشر للهجرة، وهو العام الذي قدم فيه وفد كندة لإعلان اعتناق القبيلة للدين الجديد.

ينفي الكثير من المؤرخين مشاركة حجر في فتح بلاد الشام، ولكنهم يتفقون على أنه شهد القادسية سنة 14هـ، وأنه استقر في الكوفة بعد فتح العراق وشارك في معركة جلولاء سنة 16هـ.

بايع حجر علي بن أبي طالب بالخلافة ولزم جانبه في نزاعه مع معاوية بن أبي سفيان، وكان تشيعه لايعدو أن يكون ميلاً سياسياً تؤججه في نفسه عاطفة مشبوبة لعلي بن أبي طالب الخليفة والحاكم الشرعي للدولة وفي موقفه من بني أمية بوصفهم مغتصبين للسلطة، ويبدو ذلك واضحاً وقوفه إلى جانب علي، فقد حضر معه معركة الجمل (36هـ/656م) وكان على مذحج والأشعريين، وفي صفين (37هـ/657م) كانت له قيادة كندة وحضرموت وقضاعة، وحين لم يشأ الفريقان المتخاصمان في صفين أن يبدآ قتالاً عاماً، واكتفيا بإخراج فرسان من جيشهما للمبارزة، كان حجر بن عدي أحد الذين أخرجهم الخليفة علي بن أبي طالب لقتال فرسان معاوية. وكان حجر من أوائل الذين لبّوا النفير حينما استنفر علي أصحابه لقتال الخوارج الذين تجمعوا في النهروان (38هـ/658م) كما كان من شهود علي بن أبي طالب على الاتفاق الذي تمَّ بين أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص حين قبل علي مبدأ التحكيم.

ولما أخفق التحكيم واحتدم النزاع بين علي ومعارضيه، سار حجر على رأس قوة لصد حملة أنفذها معاوية بقيادة الضحاك بن قيس الفهري بلغت ضواحي الكوفة، فتعقَّب المغيرين حتى أدركـهم عند تـدمر حيث كـان لـه النـصر (39هـ/659م) ووقف حجر إلى جانب الحسن بن علي إثر مقتل أبيه، وبعد وفاة الحسن (49هـ/669م) أيد أخاه الحسين.

أثارت سياسة الأمويين غضب حجر منذ وصول المغيرة بن شعبة إلى ولاية الكوفة(41هـ/661م) ومع أن المغيرة كان أحسن الناس سيرة وأشدهم حباً للعافية، غير أنه كان لايدع ذم علي والوقوع فيه والعيب لقتلة عثمان واللعن لهم والدعاء لعثمان بالرحمة والاستغفار، فكان حجر يتصدى له ويجترىء عليه في سلطانه، وقد أدى تهاون المغيرة في الاقتصاص منه إلى اجتراء حجر على زياد بن أبي سفيان الذي حذره من المجاهرة بالميل إلى شيعة علي، وكان في تحذيره غلظة وتهديد ، ولكن حجراً لم يرتدع، فكتب زياد إلى معاوية في أمره فكتب إليه معاوية أن يشده في الحديد وأن يحمله إليه. فبعث به في جماعة إلى معاوية وكانت التهم الموجهة  إليه، سب الخليفة والدعوة إلى العصيان وجمع الجموع، فأمر معاوية بحمله إلى عذراء (عدرا بلدة في بوابة الغوطة الشمالية) حيث قتل مع ستة من أصحابه، وقبره وقبور أصحابه في عذراء عليها بناء حجري، قرب جامع واسع تعلوه منارة قديمة.

وكانت السيدة عائشة قد أرسلت رسولاً من المدينة لتشفع لحجر، ولكن الرسول وصل إلى معاوية بعد مقتل حجر، ويقال إن معاوية ظل يظهر ندمه على قتل حجر ما تبقى من حياته.

كان لحجر ولدان هما عبد الرحمن وعبد الله، سارا على نهج أبيهما في موالاة علي بن أبي طالب.

مظهر شهاب

 مراجع للاستزادة

 

ـ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة ،تحقيق علي محمد البجاوي (بيروت 1412هـ/1992).

ـ محسن الأمين، أعيان الشيعة ، تحقيق حسن الأمين (بيروت 1403هـ/1983).

ـ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ،تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار سويدان، بيروت).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 68
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58481249
اليوم : 53763

الإضراب

الإضراب   الإضراب strike: لغةً هو الكف والإعراض والانصراف عن عمل أو أمر أو رأي. وفي أصله: الضرب بمعنى الشدة، تستعمل لصرف المضروب عن وجهته أو إجباره على العدول عنها، ولا يبعد معناه الاصطلاحي كثيراً عن هذا الأصل. وفي المصطلح القانوني والسياسي هو توقف العاملين أو أرباب العمل، أو توقفهم مجتمعين عن أعمالهم، وكذلك امتناع الأفراد عن الطعام في حالات مخصوصة، احتجاجاً على إجراءات أو قوانين تمس مصالحهم الخاصة أو قيمهم أو تبخس حقوقهم المدنية أو السياسية أو الاقتصادية، أو تمس المصلحة العامة أو المصلحة الوطنية والقومية العليا. وهو، إلى ذلك، وسيلة من وسائل الضغط في سبيل الحصول على مطالب محددة، مادية أو معنوية أو قانونية. ويدخل فيه التباطؤ في العمل والتلكؤ فيه والمبالغة في مراعاة الشكليات بغية إرباكه أو عرقلته. ويسمى في هذه الحال إضراباً مقنَّعاً.
المزيد »