logo

logo

logo

logo

logo

أم قصير (تل-)

ام قصير (تل)

Umm quaseir - Umm quaseir

أم قُصَيْر (تل ـ)

 

أم قصير، تل أثري صغير في سورية، يقع عل الضفة اليسرى لنهر الخابور نحو 13كم إلى الجنوب الشرقي من الحسكة ضمن منطقة الغمر لمشروع سد الباسل (سد الخابور). يتألف هذا الموقع من مرتفعين، المرتفع الغربي دائري الشكل تقريباً قطره نحو 45م وارتفاعه 5،3م. أما المرتفع الشرقي فهو بيضوي الشكل طوله نحو 85م وعرضه55م، وهو تقريباً بارتفاع المرتفع الغربي. تظهر في القسم الأعلى من التل بقايا أساسات بناء من كتل حجرية جصية على شكل حرف U. وربما أتت تسمية «أم قصير»، من هذه الأساسات التي اعتقد الناس أنها تدل على قصر صغير. قام البروفسور فرانك هول  F.Hole من جامعة يال Yale الأمريكية عام 1986م بإجراء تنقيب متواضع في الموقع. وبعد 10 سنوات نقبت بعثة أثرية أخرى من جامعة «تسوكوبا» Tsukuba في اليابان بإدارة «أكيرا تسونيكي» Tsuneki وأضافت مكتشفاتُها الكثير من المعلومات عن التل، فقد نقبت هذه البعثة أربعة مربعات بمساحة 9×9م، في القسم الجنوبي الشرقي من المرتفع الغربي. وأظهرت التنقيبات أن المرتفع الغربي يتألف من بقايا أبنية، وأنواع كثيرة من الحفر، وبقايا من الرماد إضافة إلى طبقة من تربة متراكمة بفعل نشاط النهر. وقد بلغت ثخانة هذه الطبقات المنقب فيها نحو 3م، وهي تتألف من أربع سويات:

السوية الأولى

وهي تعود إلى ما يعرف بالحضارة الحَلَفية (نسبة إلى تل حَلَف) التي ازدهرت في الألفين السادس والخامس ق.م، تبلغ ثخانتها 1.5م وهي تمثل السوية الطبيعية لنهر الخابور. تتألف هذه السوية من ثلاث طبقات مختلفة (la، lb، lc) ومتراكمة بفعل الترسبات النهرية، وتنتمي جميعها إلى فترة تل حَلَف المتوسطة (مطلع الألف الخامس ق.م). وقد وجدت في الطبقة الأولى (la) 21 حفرة مختلفة الأشكال، استعملت مخازن أو قبوراً أو حفراً لتجميع الطين المخصص لتصنيع الأواني الفخارية. كما كشف بناءين من نوع تولوي Tholoi وهو نمط بناء متميز في هذه المرحلة، ويتألف من غرفة مستطيلة صغيرة لها جدران قليلة الثخانة. وفي الطبقة التي تليها (lb) عثر على بقايا مواقد وأفران إضافة إلى جدران مختلفة. أما في الطبقة العليا الثالثة (lc) فقد وجد طريق مرصوف بحصى نهري، عرضه نحو 4،0 م يتصل ببناء له شكل دائري قطره يزيد على 6م، يبدو وكأنه أساس حجري لبناء من نوع تولوي .

السوية الثانية

وتعود إلى فترة العصر الحجري النحاسي المتأخر (الكالكوليت) وعصر أوروك (الوركاء) أي إلى الألف الرابع ق.م. وهي تلي السوية الأولى، ثخانتها 0.3م كشف عنها في جميع المربعات المنقبة. وقد وجدت فيها بقايا أوانٍ فخارية، ومستودعات صغيرة .

السوية الثالثة

وتعود إلى الحقبة الميتانية، نحو منتصف الألف الثاني ق.م، وهي تقع فوق الطبقة المكوَّنة من الترسبات النهرية حيث تبين أن معظم المربعات المنقبة احتوت على بقايا أبنية عائدة إلى العصر البرونزي المتأخر. وقد حددت في هذه السوية، على الأقل، ثلاث طبقات (3a، 3b، 3c) إضافة إلى مجموعة من الغرف المستطيلة والممرات ذات الصفات الميتانية المشتركة والتي تتميز بوجود ممرات مرصوفة وجدران من الآجر الطيني المربع الشكل. ويشير الفخار الموجود فيها إلى أن هذه السوية تعود إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر ق.م.

السوية الرابعة

وهي تتألف من أرض متراصة جافة قد تعود إلى العصر البيزنطي ومن خمسة مدافن إسلامية.

وحول أهم الآثار المنقولة التي كشفت في الموقع وجد في السوية الأولى بضع أوانٍ جميلة وملونة، تعود إلى عصر حَلَف المتوسط في النصف الأول من الألف الخامس ق.م وهي بحالة جيدة، إضافة إلى وعاء ذي شكل حيواني يرمز إلى بقرة أو إلى حيوان آخر من ذوات الحوافر، ويعد من أجمل الأواني الفخارية في الموقع. كما وجد ختم من الحجر الكلسي له شكل إنسان. أما في السوية الثانية فقد عثر على أدوات فخارية تعود إلى العصر الحجري النحاسي المتأخر وعصر أوروك، ويستدعي اكتشافها إعادة النظر في تأريخ منطقة الخابور الأوسط لما تقدمه هذه الكشوفات من توضيح لمسائل عدة تتعلق بتاريخ المنطقة. كما وجد في السوية الثالثة كأسان في حالة جيدة ووعاء معدني كبير.

لقد دلت التنقيبات الأمريكية الأولى على أن مستوطنة تل أم قصير كانت قد سكنت، مخيماً موسمياً، بخاصة في الألفين الخامس والرابع ق.م، من قبل الرعاة الذين يقصدونها بهدف الصيد، حيث كانت توجد الطرائد البرية مثل الغزال وغيره من الحيوانات البرية المألوفة التي استوطنت هذه المنطقة، بكثرة، ولكنها كانت مستوطنة عادية وصغيرة. وقد دلت الأواني الفخارية العائدة إلى العصر الحجري النحاسي المتأخر، على صفات محلية ليس فيها تأثير خارجي واضح، في حين كانت الأواني العائدة إلى عصر الوركاء الأوسط، نحو منتصف الألف الرابع، مشابهة كثيراً للنوع المعروف في المنطقة الجنوبية من بلاد الرافدين، وقد يشير هذا الموقع إلى أن ثقافة الوركاء، ذات الأصل الرافدي، قد تأقلمت مع هذه المنطقة.

لقد بقي الموقع مسكوناً حتى منتصف الألف الثاني ق.م، حيث كانت الطبقات الميتانية اللاحقة (السوية الثالثة) متوضعة مباشرة فوق الطبقة، المكوَّنة من الغمر، والعائدة إلى عصر الوركاء الأوسط.

أكيرا تسونيكي، سلطان محيسن

 

الموضوعات ذات الصلة

 

الآثار (علم ـ) ـ الحجري القديم (العصر ـ).

 

مراجع للاستزادة

 

-A.Tsunki and Y.Myaka, Excavation at Tell Umm Qser in Middle Khabur Valley, North Syria (Report of 1996. Al Chark Institut of History and Anthropology, University of Tsukuba).

 

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 612
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 58492121
اليوم : 64635

كيفي (ألكسيس-)

كيڤي (ألكسيس ـ) (1834ـ 1872)   ألكسيس كيڤي Aleksis Kivi، هو الاسم المستعار للأديب الفنلندي سْتِنْڤال A.Stenvall الذي كان شاعراً ومسرحياً وروائياً رائداً في تطوير الأدب الفنلندي الحديث، ولاسيما على صعيد المسرحية والرواية. يتحدر الكاتب من أسرة ريفية فقيرة تنتمي إلى الجالية السويدية المقيمة منذ أجيال عدة في فنلندا، البلد ذي الهوية الإثنية واللغوية المزدوجة (الفنلندية والسويدية)، إلا أن كيڤي ابن الخياط كتب أعماله كافة باللغة الفنلندية، وترجم معنى اسمه من «حجر الجدار» بالسويدية إلى «الحجر» بالفنلندية التي كان أحد رواد تطويرها أدبياً. ولد كيڤي في قرية بالويوكي Palojoki التابعة لأبرشية نورمييرَڤي Nurmijärvi في محافظة أوسيما Uusimaa التي كانت خاضعة للحكم الروسي في جنوب شرقي فنلندا، وتوفي في قرية أمه توسولا Tuusula مريضاً وفي فقر مدقع، وهو لم يتجاوز بعد الثامنة والثلاثين من عمره.
المزيد »