logo

logo

logo

logo

logo

التعليم الزراعي

تعليم زراعي

Agricultural education - Enseignement agricole

التعليم الزراعي

 

التعليم الزراعي Agricultural Education هو إعداد الأطر البشرية الزراعية والمؤهلة علمياً وفنياً بالمعلومات والخبرات والمهارات التي تدعم فاعلية أدائها الزراعي النباتي والحيواني وتحقق زيادة الإنتاج وتحسين النوعية وخفض تكلفة المشروعات الزراعية التنموية.

ويكتسب التعليم الزراعي أهمية كبيرة في العالم، إذ إنَّ نسبة 50ـ80% من سكان قارات آسيا وإفريقية وأمريكة اللاتينية تعمل في الزراعة التي تعد مصدراً أساسياً لدخل المواطنين. وتهتم دول هذه المناطق في زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل المختلفة بغية زيادة الإنتاج ليتوافق مع الزيادة المضطرة في عدد السكان وللتخلص من خطر المجاعة. أمّا في الدول المتقدمة صناعياً فإن نسبة العاملين في الزراعة لا تتجاوز 10% من عدد سكانها إذ تحتل الصناعات الزراعية مكاناً مهماً في اقتصاديات هذه الدول، ويساعد التعليم الزراعي فيها على تطوير الزراعة وأساليبها وعلى زيادة إنتاج المادة الخام اللازمة للصناعة في هذه الدول أو خارجها.

أهداف التعليم الزراعي

يهدف التعليم الزراعي إلى تأهيل الأطر الفنية بإكسابهم المهارات الضرورية والكفايات اللازمة للتفاعل الإيجابي مع التقنيات والوسائل والآلات الحديثة في أثناء تنفيذ مهماتهم الزراعية. ويقتضي ذلك مواكبة التقدم العلمي الحديث وزيادة تعميم تطبيق المعارف والقيم العلمية الزراعية وتطوير أساليب التعليم، والإسهام في تنظيم المشروعات والأنشطة الزراعية التي تطرحها أجهزة التخطيط في الدولة المعنية وتحليلها وتقويمها، وإعداد المؤلفات التعليمية وتطويرها، والعمل على قيام أجهزة فاعلة وبرامج محددة للإرشاد الزراعي ومراقبة امتداد نشاطاته إلى المجتمع الريفي، وتوثيق الروابط بين المؤسسات التعليمية العالية والشركات الزراعية. وسوف يؤدي ذلك إلى ازدياد وعي المزارعين لتقبل معطيات وإنجازات الأبحاث العلمية الزراعية ذات الصلة المباشرة بحل المشكلات الإنتاجية وتطبيقها في مختلف المجالات مما يساعد كثيراً على دفع عجلة التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي.

التعليم الزراعي في بعض دول العالم

يرتبط تاريخ المؤسسات التعليمية الزراعية المختلفة ارتباطاً وثيقاً بالشروط المحلية في كل بلد، وتتحكم في اعتماد برامج التعليم الزراعي ومفردات المناهج في التدريس. ولكن يمكن عموماً استعراض المراحل الأساسية لهذا التعليم وتطورها وصولاً إلى وضعها الراهن مع بعض الأمثلة المهمة:

1ـ الولايات المتحدة الأمريكية: ازداد الاهتمام في الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء المدارس الثانوية الزراعية بعد الحرب الأهلية، وتحتل حالياً كليات الزراعة الموقع المركزي في مراحل التعليم الزراعي العالي، وتشتمل على برنامج زراعي ثلاثي الاتجاهات: التعليم الداخلي، والبحوث العلمية والخدمات الإرشادية، ويتخرج سنوياً نحو 10000 طالب يحملون درجة الإجازة في العلوم الزراعية، ونحو 2500 طالب يحملون درجة الماجستير، و1000 طالب يحملون درجة الدكتوراه.

ويُختار الطلبة، في فرعي الإنتاج النباتي والحيواني، بحرِّية كاملة بحسب الإمكانات التخصصية المتوافرة في الجامعات الأمريكية. وترمي محطات التجارب الجامعية والمستقلة إلى تحقيق غايتين: الأولى إيجاد الحل المناسب لبعض المشكلات الإنتاجية التي تهم المزارعين، والثانية تنحصر في تدريب الأطر البحثية المستقبلية. كما تقوم الخدمات الإرشادية بمهمات نقل نتائج الأبحاث العلمية الزراعية إلى المنتجين والمزارعين، وقد نظمت هذه الخدمات وفق أربعة مستويات: مستوى فيدرالي برئاسة مدير الإرشاد، وفي المستوى الثاني على صعيد الولايات الخمسين يوجد مدير مع طاقم من المرشدين والخبراء. أما الأعضاء والكوادر التي تتصل بالجامعات فتشكل المستوى الثالث الذي ينشط من خلال المرشدين الريفيين والوكالات المحلية. ويضم المستوى الرابع نوادي المتطوعين الذين يساعدون في تخطيط البرامج الإرشادية وتنفيذها.

وأمّا البحث العلمي فيجري غالباً على مستوى القطاع الخاص ومراكز البحوث العلمية الزراعية التي تتلقى المساعدات الاتحادية من الجامعات والشركات الخاصة.

2ـ فرنسة: أُنشئت منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر مؤسّسات أو هيئات زراعية كانت تعمل على تقديم الإرشادات الزراعية واقتراح البحوث اللازمة ونشر التقانات الجديدة. وقد افتتحت أول مدرسة بيطرية في ألفور Alfort قرب باريس، ويعود تأسيس أول مدرسة زراعية إلى عام 1820م قرب مدينة نانسي، وثم جرى تأسيس مدرسة مونبيليه في سوسيه  Saussay Ain عام 1840، كما جرى استكمال التعليم الزراعي بتأسيس مدرسة البستنة في فرساي عام 1873، والمدرسة القومية للتصنيع الزراعي في دووي Douai عام 1893، ومدرستين للتطبيقات الزراعية، الأولى في نانسي للمياه والغابات، والثانية في باريس للهندسة الريفية. ويُنتقى الطلاب الأوائل من هاتين المدرستين للانتساب إلى المعهد القومي للهندسة الزراعية (I.N.A) والمدرسة الكبرى البوليتكنيك (E.P.T). ثم جرى تأسيس معهدين زراعيين: الأول في جامعة نانسي عام 1901 والثاني في جامعة طولوز عام 1909. وقد استمرت الأنشطة الزراعية في هذه المدارس والمعاهد، إلى جانب تأسيس عدد من المدارس الوطنية للتعليم الزراعي في الجزائر وتونس ونوجان وأنجه وطولوز وذلك في إطار التعليم الزراعي وتطوير مناهجه المختلفة بشقيها النباتي والحيواني حتى السنوات الأخيرة. وأقرّ نظام خاص لتكوين الاختصاصيين الزراعيين وفق مرحلتين للدراسات الزراعية، إحداهما قصيرة المدة في مدارس ثانوية زراعية، والثانية طويلة المدة للدراسات العليا التخصصية في المدارس الكبرى وبعض الكليات ضمن شروط محددة ومسابقات من أجل الحصول على الإجازة الجامعية أو درجة الماجستير أو الدكتوراه في البحوث العلمية. ووضعت محاور الاهتمامات المستقبلية للمهندس الزراعي في فرنسة كالآتي:

ـ تحديد مستويات التكييف الزراعي بشكل دقيق ومراقبة الوسط الطبيعي البيئي لاستغلال أفضل للمصادر الطبيعية المتاحة.

ـ الحصول على المراجع العلمية الضرورية للتمكن من استخدام المعارف المكتسبة والتطبيق العملي والاستنباط.

ـ اتقان التشخيص المحلي للمزارع والتقني لاتخاذ القرار بمساعدة قطاع المعلوماتية بقيادة الاستثمارات.

3 ـ المملكة المتحدة: لاتتضمن السياسة التعليمية في المملكة المتحدة إدخال التعليم الفني الزراعي النباتي والحيواني مباشرة في المرحلة الثانوية، ومع ذلك فهناك عدد من المدارس في المناطق الريفية تدرس العلوم الزراعية كجزء من مناهجها التدريسية، وتستخدم المزارع والحدائق كأماكن تدريب لاكتساب المهارات العملية الزراعية.

أمّا طلاب التعليم الزراعي المتوسط الذين تراوح أعمارهم بين 14ـ18 عاماً فيسمح لهم بالانتساب إلى مدارس مهنية متخصصة، تشمل مناهجها التدريب العملي والعمل في المزارع لاكتساب الخبرة العملية اللازمة.

وفي مجال التعليم العالي الزراعي، يوجد الكثير من كليات الزراعة الرائدة في جامعات المملكة المتحدة ومراكز للأبحاث الزراعية. تمنح كليات الزراعة خريجيها بعد 3 سنوات من الدراسات درجة الدبلوم في العلوم الزراعية. ويمكن للطلاب المتفوقين متابعة دراستهم العليا للحصول على درجة ماجستير خلال مدة تراوح بين سنة إلى سنتين، ومن ثم التسجيل للحصول على درجة الدكتوراه فلسفة (P.H.D) خلال مدة 3سنوات دراسية وبعد اجتياز الامتحانات المقررة.

وما يخص البحوث العلمية الزراعية فإنها تجري غالباً على مستوى القطاع الخاص في المؤسسات التعليمية الخاصة، ومن ثم تتحول تدريجياً على عاتق الدولة، معتمدة على المساعدات الحكومية، مثل معهد ماك أوليه (Mac Aulay)، ومحطة إِيست مولينغ (East Malling) التي تختص ببحوث الأشجار المثمرة والمراعي.

4ـ ألمانية: تشمل الدراسات الزراعية في ألمانية علوم الهندسة الزراعية والاستثمار الاقتصادي وزراعة الأراضي للإنتاجين النباتي والحيواني وأيضاً زراعة كروم العنب والصناعات الزراعية والحيوانية التي تتضمن استخدام التجهيزات الإلكترونية للوصول إلى الإنتاج المثالي بالتكييف الزراعي. وتستمر الدراسة مدة (9) فصول دراسية يسبقها تدريب عملي خلال مدة تراوح بين 6 ـ 12شهراً بحسب دبلوم الاختصاص.

أمّا الدراسات العليا فتشمل الماجستير والدكتوراه باختصاصات تختلف باختلاف الجامعات الألمانية، ويشترط عموماً في قبول الطلاب في الدراسات العليا حصولهم على الإجازة الجامعية في العلوم الزراعية أو ما يعادلها مع سنتين من الخبرة الزراعية.

وأمّا البحث العلمي الزراعي فيجري غالباً على مستوى القطاع الخاص والمزارع وفي المؤسسات التعليمية الخاصة، ومن ثم يتحول على عاتق الدولة أو تحت إشرافها بالاعتماد على المساعدات الحكومية أو مساعدات الشركات الخاصة.

5ـ روسية: تقوم المؤسسات التعليمية الزراعية إضافة إلى العملية التدريسية بإجراء البحوث العلمية الزراعية وإعداد الأطر العلمية المؤهلة لمعاهد الأبحاث من الحاصلين على درجات الدبلوم والدكتوراه. أمّا التعليم الزراعي المتوسط فيشتمل على 709 معهد متوسط، تضاف إليها المدارس الزراعية باختصاص آلات زراعية وعددها 883 مدرسة، و285 مدرسة مدة الدراسة فيها سنة واحدة. ويُبرمج البحوث الزراعية بشقيها النباتي والحيواني الأكاديميات والمركز القومي للأبحاث الزراعية.

التعليم الزراعي في الوطن العربي: تحليل واقعه وتطويره

يُشكِّل القطاع الزراعي ركناً أساسياً من أركان خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في معظم أقطار الوطن العربي، ويمثل أهمية خاصة لكونه يمثل جزءاً من قيمة الناتج الإجمالي في هذه الدول. وقد برزت أهمية مؤسسات التعليم الزراعي في المنطقة العربية منذ أوائل القرنين التاسع عشر والعشرين، إذ أُنشئ الكثير من المدارس الزراعية، كما توالى إنشاء عدد من كليات الزراعة والطب البيطري في أوائل القرن العشرين في بعض الأقطار العربية مثل مصر والسودان وسورية وتونس، إلاّ أن الأقطار العربية الأخرى لم تشرع في بناء مؤسسات جامعية زراعية إلاّ في بداية الخمسينات من القرن العشرين.

ويشمل التعليم الزراعي في المنطقة العربية المراحل الآتية:

أ ـ التعليم الثانوي الزراعي:

تنتشر الثانويات الزراعية في مختلف الدول العربية، إذ يصل عددها إلى نحو 200 ثانوية. وتحتل الجمهورية العربية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى بين الدول العربية بعدد الثانويات الزراعية المتخصصة لسكان الريف، وتأتي ليبية والعراق وتونس في المرتبة الثانية، ولبنان ومصر وسلطنة عمان في المرتبة الثالثة، أما الجزائر فتأتي في المرتبة الرابعة.

يشترط لقبول الطلاب في هذه الثانويات حصولهم على شهادة الدراسة الإعدادية، وتستمر مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات (إلا تونس لأربع سنوات، والمغرب سنة واحدة للمعاونين التقنيين). وتعدّ هذه الثانويات غير متخصصة، تدرس فيها مقررات جميع فروع العلوم الزراعية. ويعمل المتخرج منها مراقباً زراعياً عاماً أو مساعداً في مهمات الإرشاد الزراعي، كما تؤهله للعمل في القطاع الزراعي الخاص.

ويتسم واقع التعليم الثانوي الزراعي في الوطن العربي بمايأتي:

1ـ انخفاض معدل ساعات الدروس التطبيقية في الخطط الدرسية، مما أدى إلى انخفاض مستوى الطالب المتخرج للعمل المباشر في التطبيق الزراعي.

2ـ ارتفاع تكلفة دراسة الطالب ونسبة الرسوب.

3ـ مشكلات متعلقة بتأمين الكتاب المدرسي، والبناء، والتجهيزات.

4ـ غياب التأهيل التربوي للمدرسين الزراعيين.

5ـ اقتصار طرائق التدريس على الأساليب التقليدية وعدم استخدام الطرائق الحديثة كمشاركة الطلبة في الأدوارالتعليمية وتصميم المشروعات.

ويمكن تحديد مجمل ملامح تطوير التعليم الثانوي الزراعي كما يأتي:

1ـ تأكيد أهمية إعداد المدرس الزراعي، وإلحاق المدرسين بدورات تربوية وعلمية لزيادة مهاراتهم وإكسابهم الخبرات الضرورية، وخاصة للمعدات والأجهزة الحديثة المستخدمة في الزراعة.

2ـ مرونة الخطط الدرسية ومناهجها، على أن تُحقِّق أهداف التنمية الريفية، وتطويرها لتسهم في تلبية حاجات سوق العمل الزراعي.

3ـ التوسع في قبول الطلبة الريفيين، وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة للقيام بالرحلات العلمية التي تساعد الطلبة على تنمية خبراتهم، وتعرفهم على الأنشطة الزراعية في الهيئات والمؤسسات المختلفة التي قد يعملون فيها مستقبلاً.

ب ـ التعليم المتوسط الزراعي:

ازداد الاهتمام بالتعليم المتوسط الزراعي في السنوات الأخيرة في معظم الدول العربية، وذلك لإعداد الأطر الفنية الزراعية المتوسطة التي تجمع بين التخصص من جهة والإمكانات العلمية التطبيقية من جهة أخرى. ويبلغ عدد المعاهد المتوسطة الزراعية العربية أكثر من 65 معهداً، تتوزع بصورة أساسية في سورية والعراق والمغرب. ويشترط للقبول في هذه المعاهد حصول الطالب على الثانوية العامة ـ الفرع العلمي (سورية، العراق، اليمن)، ويُقبل بعضها الآخر إضافة للثانوية العامة شهادة الثانوية الزراعية. مدة الدراسة سنتان في كل من سورية والعراق والمغرب، وثلاث سنوات في السودان، وأربع سنوات في تونس، وخمس سنوات بعد الشهادة الإعدادية في مصر.

ويمنح الطالب شهادة دبلوم فني، أو بكالوريوس تقنية في مختلف اختصاصات الإنتاجين النباتي والحيواني. وصار من الضروري تطويرها وتحديثها باستخدام الوسائل التعليمية الحديثة كأجهزة الكمبيوتر والفيديو والسبورة الضوئية وغيرها.

ج ـ التعليم الزراعي العالي:

برزت أهمية مؤسسات التعليم الزراعي العالي في المنطقة العربية منذ أوائل القرن العشرين، وبلغ عدد كليات الزراعة /57/ كلية ومعهداً زراعياً عالياًَ، و/15/ كلية للطب البيطري تنتشر في المنطقة العربية كما يأتي: /9/ في مصر، /6/ في ليبية، /5/ في كل من سـورية والسودان، /4/ في العراق، /3/ في كل من المغرب والسعودية والجزائر والأردن، /2/ في اليمن وكلية واحدة في الإمارات العربية المتحدة. وأتمَّ أعضاء هيئة التدريس في هذه الكليات دراساتهم العليا في جامعات متعددة من العالم، مما أكسبهم خبرات متنوعة في مجال التدريس ونوعية المقررات ونظم التدريس والامتحانات والأبحاث العلمية.

يشترط لقبول الطلاب في كليات الزراعة حصولهم على الشهادة الثانوية العامة (الفرع العلمي)، وفي دول أخرى يسمح للأوائل الحاصلين على الثانوية الزراعية متابعة الدراسة في كليات الزراعة بالجامعات، ويتطلب بعضها الآخر شروطاً أخرى مثل اجتياز مسابقة أو فحص مقابلة، أو إنهاء سنة دراسية تأسيسية في كلية العلوم. تتبع كليات الزراعة وزارة التعليم العالي في دول المشرق العربي ومصر وليبة والسودان، في حين أنها ترتبط بوزارة الزراعة في كل من تونس والمغرب والجزائر. وتختلف مدة الدراسة باختلاف القطر العربي بين 4ـ6 سنوات، يتبع بعضها النظام الفصلي والساعات المعتمدة (الأردن، الإمارات العربية المتحدة، السعودية، لبنان)، وبعضها الآخر يعتمد النظام الفصلي والمقررات الإجبارية (سورية، الجزائر، السودان، الصومال، العراق، ليبية، مصر، اليمن)، أما في المغرب فيتبع النظام السنوي المستمر والمقررات الإجبارية لمدة ست سنوات. وأما مدة الدراسة في كليات البيطرة في الوطن العربي فهي خمس سنوات.

التعليم الزراعي في الجمهورية العربية السورية

واقعه والتوجهات الراهنة لتطويره في ضوء متطلبات التنمية الزراعية:

شهد التعليم الزراعي تطوراً كبيراً في العقود الثلاثة الأخيرة، واستطاع أن يرفد المجتمع بالفنيين العلميين القادرين على ممارسة العمل الزراعي وربطه بالتنمية الزراعية. وتشمل بنية النظام الحالي للتعليم الزراعي مراحل التعليم الثانوي والمعاهد المتوسطة الزراعية والبيطرية والتعليم العالي والتأهيل والتدريب الزراعي والإرشاد الزراعي والبحث العلمي.

تتبع الثانويات الزراعية وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، وتتناول مناهجها دراسة العلوم الزراعية بشقيها النباتي والحيواني والآلات الزراعية وطرائق صيانتها، وتهتم الثانويات البيطرية برعاية ووقاية الحيوان الزراعي، وتشكل عموماً ساعات التدريب العملي في الثانويات نحو 40ـ50% من مجمل الساعات التدريسية.

وتتَّبع بقية المعاهد الزراعية وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، كما توجد ثلاثة معاهد متوسطة أخرى تتبع وزارة الصناعة. يتولى المجلس الأعلى للمعاهد المتوسطة التنسيق مع الوزارات المشرفة على المعاهد المتوسطة، ويتم قبول الطلاب في المعاهد وفق قواعد المفاضلة التي تصدرها وزارة التعليم العالي والتوجهات العامة للدولة.

أما التعليم الزراعي العالي فيتصف بطبيعة مميزة بسبب تنوّع المشكلات الزراعية وتشعُّبها، وتزايد عدد التخصصات الزراعية والبيطرية، مما استوجب افتتاح شعب للتخصص الدقيق في كليات الزراعة يلبي احتياجات التخصصات المختلفة في القطاع الزراعي.

تتبع كليات الزراعة والبيطرة في سورية وزارة التعليم العالي، ويقبل في كليات الزراعة والطب البيطري الطلاب الحاصلون على الشهادة الثانوية (الفرع العلمي) للدراسة فيها خمس سنوات، ويمنح الطالب بعد التخرج إجازة مهندس زراعي عامة أو متخصصة في إحدى شعب التخصص. وقد افتتحت في كليات الزراعة دبلومات الدراسات العليا (مدة الدراسة فيها سنة واحدة) ودرجات الماجستير (مدة الدراسة فيها سنتان) والدكتوراه (مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات). أما طلاب كلية الطب البيطري فيمنحون درجة إجازة دكتور في الطب البيطري ودبلوم اختصاص في أحد الفروع.

وتشمل التوجهات الراهنة تطوير مناهج التعليم الزراعي بما يحقق التنمية الزراعية والريفية، وتصميم المناهج التي تلبي احتياجات سوق العمل، وتأهيل المدرسين والمدربين الفنيين العاملين في الثانويات الزراعية والمعاهد المتوسطة الزراعية والبيطرية، وإيفاد العاملين في مجال التعليم الزراعي في دورات تدريبية تخصصية خارج سورية. والعمل على إصدار قانون خاص تعد الثانويات الزراعية والمعاهد المتوسطة الزراعية والبيطرية ومزارع كليات الزراعة وحدات تعليمية إنتاجية تُستثمر الأراضي التابعة لها، والاستفادة من العائدات لتغطية تكاليف العملية الإنتاجية والتدريبية والمستلزمات العملية، وتطوير التعاون المشترك بين الدول العربية في مجال التعليم الزراعي، وإيجاد صيغ حقيقية للزيارات المتبادلة للعاملين في المؤسسات التعليمية الزراعية، وتبادل الخبرات الفنية والتربوية بهدف الاستفادة من التجارب الوطنية للدول العربية المتقدمة في هذا المجال.

فيصل حامد

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الإرشاد الزراعي.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ دليل مؤسسات التعليم الزراعي والبيطري في الوطن العربي (المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الخرطوم 1983).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 652
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1037
الكل : 58480930
اليوم : 53444

إيفز (تشارلز-)

إيفز (تشارلز ـ) (1874 ـ 1954م)   تشارلز إيفز Charles Ives مؤلف موسيقي أمريكي ولد في دنبوري Danbury وتوفي في نيويورك. تأثر منذ طفولته بوالده الموسيقي الذي كان قائداً لفرقة موسيقية عسكرية، والذي كان يُجري تجارب موسيقية خاصة في فيزياء الصوت وأنواع الموسيقى المتنافرة. ورث الابن تشارلز عن أبيه هذا الاهتمام وصار، فيما بعد، رائداً في الموسيقى الحديثة المتنوعة قبل أن تشيع بين الموسيقيين الأوربيين، وغدا متميزاً بها. ومن أنواع هذه الموسيقى: اللامقامية atonality، ومتعددة المقاماتpolytonality، ومتعددة الإيقاعات polyrhythm، والتقنية المسلسلة serial technique، وأجزاء البعد أو الأبعاد المصغرة microtone، والأصوات الجماعية (الكْلَستر) tone-cluster (وهي مجموعة أصوات متجاورة تضرب معاً في آن واحد)، والموسيقى الفضائية. ومن تجاربه الأولى في هذا المضمار؛ «المزامير 67»  (1894) Psalm67 للجوقة الغنائية.
المزيد »