logo

logo

logo

logo

logo

جورجية (أدب-)

جورجيه (ادب)

Georgia - Géorgie

الأدب الجورجي

 

يؤرخ الجورجيون لأدبهم المكتوب بدءاً من القرن الرابع الميلادي مع دخول المسيحية على أيدي الآباء السوريين. وينقسم تاريخ الأدب الجورجي إلى عدة مراحل، تبعاً للأوضاع السياسية التي مرت بها جورجية التي تنازعتها الامبراطوريات المجاورة:

المرحلة الأولى من القرن الرابع الميلادي حتى العاشر الميلادي:

كان الأدب الجورجي شفوياً، إلى أن وَضع العالم اللغوي الأرمني ميسروب ماشتوس Misrob Mashtos الأبجدية الأرمنية والجورجية في مطلع القرن الخامس الميلادي، ثم خضعت البلاد لحكم الفرس في القرن السادس الميلادي، وفيما بعد لحكم بيزنطة من جهة الغرب، وللعرب المسلمين، الذين أطلقوا عليها اسم «بلاد إيبيريا»، من جهة الشرق والتي شهدت في ظل الحكم العربي عصر تسامح ديني ونهضة قومية وأدبية، تحولت فيها الأديرة إلى مراكز للنشاط الثقافي والمعرفي، وتطور الأدب الديني مكتوباً باللهجة الإيبيرية. ومن أهم الآثار الأدبية في تلك المرحلة: «استشهاد شوشانيك» و«استشهاد آبو التِفْلِيسي» و«حياة هوفانيس وإكسفتِِميس» و«حياة القديس غريغور» La vie de Grégoire de Kandzta.

المرحلة الثانية من القرن العاشر حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي

وهي المدة التي نَعمت فيها جورجية بالاستقلال السياسي والاستقرار، ففي ظل حكم الملكة تمارا Tamara، وأبيها من قبلها، ازدهرت الثقافة والفلسفة فتأسست ثلاث أكاديميات للعلوم، ونشطت الحركة الفكرية والأدبية بدراسة الثقافة اليونانية، إضافة إلى كنوز الأدبين العربي والفارسي، فازداد الأدب الجورجي غنى بالتعرف على لغات الشعوب المجاورة وآدابها، وكان التأثير العربي والفارسي واضحاً. ومن أهم الأعمال في هذه المرحلة الأسطورة الفارسية الشفهية باللغة الجورجية «فيس وراميان»، والملحمة الشعرية التي تمجد الفروسية «أميران بن داريجان»، وهناك مجموعة أناشيد في تمجيد الملكة تمارا تحت عنوان «التماريات»، و«الفارس في إهاب النمر» L’Hommeála peau de léopard للشاعر شوتا روستافيلي[ر] Chota Roustavéli شاعر جورجية الأكبر وحافظ لغتها، وهي ملحمة شعرية ضخمة على غرار الملاحم الشرقية وخصوصاً الفارسية منها، ويعتبرها الجورجيون خلاصة هذه المرحلة التي يعدونها عصر أدبهم الذهبي، وفيها تأثيرات عربية وفارسية سواء على صعيد اللغة أم على صعيد البنية والمفاهيم، حيث ملامح مجانين الحب عند العرب والفرس، وقصص الفروسية وعوالم الجان.

المرحلة الثالثة من النصف الثاني من القرن الثالث عشر حتى القرن السادس عشر

وهي مرحلة احتلال المغول والتتار لجورجية وما تلاها من دمار وتفكك، إذ تكاد تختفي فيها الآثار الأدبية المكتوبة.

المرحلة الرابعة من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر

وفيها تنازعت جورجية ثلاث قوى: الفرس والترك والروس، حتى خضعت نهائياً للحكم الروسي مع نوع من الاستقلال الذاتي. وقد بقي الأدب الجورجي متأثراً بالآداب الشرقية حتى مطلع القرن الثامن عشر، عندما ألف صولخان سابا أوربلياني Soulkhan Saba Orbéliani روايته «الذئب» على غرار حكايات «كليلة ودمنة». وفي القرن التاسع عشر اغتنى الأدب الجورجي بالتفاعل مع الثقافة الروسية، وبالترجمات عن الآداب الأوربية، فبرز شعراء كبار، منهم نيكولوس باراتاشفيلي Nikolos Barathachvili.

المرحلة الخامسة: الأدب الجورجي في القرن العشرين

منذ بداية القرن العشرين نشطت حركة الشعر الإبداعي (الرومنسي) وظهرت مجموعة من الشعراء، وأهمهم أكاكي تسيريتيلّي Akaki  Tséréthéli وإيليا جافجافادزه Ilia Tchavtchavadzé. كما ظهرت حركة شعرية تسمى «القرْن السماوي» تركت آثارها على الشعر الجورجي مدة طويلة. وفي منتصف القرن العشرين برزت ملامح الشعر الغنائي مع أهم روّاده الشاعرة آنّا كالاندادزة Anna Kalandadze، وفي السبعينات أسس الشاعر بيسيك خاراناولي Baisic Kharanaoli الشعر الجورجي الحديث بعيداً عن الأشكال والمضامين التقليدية.

أما على صعيد الرواية فيعد نيكو لورد كيبانيدزة N.Lordkipanidzé من رواد النثر الكلاسيكي الجورجي في القرن العشرين، إضافة إلى ميخائيل جافاكيشفيلي Zjavakhishvili في روايته «مغامرات كفاتشي»، وكذلك الروائي ليو كاتشيلي Leo Kiatsheli  وغيورغي ليونيدزه  G.Leonidze الذي يعدّ عمله النثري الوحيد «شجرة الرغبات»، مع كونه شاعراً، في أروع ما كُتب في النثر الجورجي المعاصر.

ومع قيام الاتحاد السوفييتي، كان لا بد للواقعية الاشتراكية أن تترك بصماتها على الأدب الجورجي، فبرز في إطارها كتّاب كبار، أهمهم قسطنطين لوردكيبانيدزه K.Lordkipanidzé وأوتيّا يوسلياني O.Iosseliani ونودار دومبادزه N.Duombadze الذي تعد روايته «أنا وجدتي وإيليكو وإيلاريون» في أجمل ما كتب في المرحلة الجورجية السوفييتية، إذ يغوص الكاتب عميقاً في تفاصيل الحياة الريفيّة الجورجية خلال الحرب العالمية الثانية، وفي أعماق الإنسان الريفي، ممهداً بأعماله لجيل أكثر عمقاً في معالجته للقضايا الإنسانية وأقل التزاماً بالأطر الأدبية السائدة، كما في مؤلفات القاص والمسرحي إيرلوم أخليدياني E.Akhlidiani في مجموعته القصصية «فانو ودانو» التي يسبر فيها داخل النفس البشرية إلى درجة التجريد، مستنداً إلى أرضية دينية وفلسفية، مبتعداً بأبطاله عن نموذج البطل الإيجابي في الواقعية الاشتراكية، في حين يعد روباكيدزه Rybakidzé في أهم كتّاب المسرح الجورجي في ثلاثينات القرن العشرين، حين نهضت في جورجية حركة مسرحية وسينمائية لها خصوصيتها وطابعها المتميز.

غادة جاويش

 

 

 

 


التصنيف : الآداب الأخرى
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 782
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1027
الكل : 58480342
اليوم : 52856

تشيكاماتسو (مونزايمون-)

تشيكاماتسو (مونزايمون ـ) (1653ـ1725)   مونزايمون تشيكاماتسو Monzaemon Chikamatsu أحد أشهر كتاب المسرح اليابانيين. ولد في مقاطعة إتشيزن Echizen وتوفي في مدينة أوساكا Osaka. يقول في نبذة كتبها عن نفسه قبيل وفاته: «ولدت في أسرة توارثت مهنة الحرب لكنني لم اتخذها لنفسي، واشتغلت بخدمة النبلاء لكنني لم أحصل على أي رتبة من رتب البلاط، وجرفني التيار إلى السوق لكنني لم أتعلم شيئاً عن التجارة».
المزيد »