logo

logo

logo

logo

logo

بيكون (روجر-)

بيكون (روجر)

Bacon (Roger-) - Bacon (Roger-)

بيكون (روجر ـ)

(1220 ـ 1292)

 

روجر بيكون Roger Bacon فيلسوف إنكليزي، من أبرز مفكري العصور الوسطى، ورائد العلم التجريبي الحديث. نبغ منذ الصغر، فتعلم الرياضيات والفلك والبصريات والكيمياء واللغات. كما اهتم بتعلّم السحر والتنجيم. درس الآداب بأكسفورد وباريس حيث حصل على الماجستير. ثم حاضر هناك حول كتب أرسطو وشروحاته التي كانت محظورة حتى عام 1247.

يعد فكر بيكون أرسطي النزعة، على الرغم من تأثره بالأفكار الأفلوطينية الجديدة . فقد أظهر قدرة عظيمة على التفلسف واطلاعاً واسعاً على كتب أرسطو وشرّاحه، وخاصة الكتب الإسلامية حوله، فأفاد من كتب ابن سينا والحسن بن الهيثم وابن رشد .

واصل التعليم في أكسفورد حتى عام 1257، حيث انضم لنظام الرهبنة الفرنسيسكاني. ثم طرد من سلك التدريس بسبب آرائه الملحدة التي تمزج السحر والتنجيم بالعلوم التجريبية، فرحل إلى باريس بعد أن منع رؤساء الرهبنة تداول كتاباته.

واستجابة لطلب البابا كليمنت الرابع (1265-1268)، وضع بيكون موسوعته العلمية التي أطلق عليها اسم «الكتاب الأكبر»، أردفه بتلخيص ضمنه بعض موضوعات الكتاب الأكبر وبحث في الكيمياء أسماه «الكتاب الأصغر»، وأعقبهما بكتاب ثالث أطلق عليه «الكتاب الثالث»، ردد فيه بعض ما دونه في الكتابين السابقين، وأضاف إليه مسائل علمية جديدة. كما وضع بيكون كتاب «مرآة الفلكيات» المنسوب خطأ إلى ألبرت الكبير. وهو دفاع عن التنجيم القضائي؛ اعترض فيه على تحريم التنجيم عام 1277 (قضايا الإدانة)، وأرجح الظن أن سبب هلاكه يعود إلى هذا الأمر؛ فقد سجنه رئيس الرهبنة الفرنسيسكاني، البابا نيقولا الرابع، بسبب هجومه على لاهوتيي ومدرسيي عصره، وبسبب البدع المشبوهة التي استحدثها بمزجه الكيمياء والتنجيم ، لكن سجنه لم يستمر طويلاً (1277-1279) فسرعان ما بدأ كتابة «موجز دراسة اللاهوت» (1292) الذي لم يكتمل بسبب وفاته.           

أدرك بيكون فيما بعد في أكسفورد أهمية التجربة وضرورتها في مجال العلوم الطبيعية والرياضيات. فاتبع منهجاً علمياً للبحث ذا وسائل ثلاث : النقل والاستدلال والتجربة (الاستقراء) من أجل تكوين علم تجريبي  يسعى نحو تأليف القانون الكلي. وتمكن من خلاله تطبيق الطرق التجريبية في دراسة الفلسفة واللاهوت.                                

ويعد مذهب بيكون مثالاً لامتزاج الدين والعلم والعمل. فقد عالج مسائل عصره اللاهوتية والفلسفية، وأضاف إليها نظرية العلم التجريبي الذي تنبأ بمستقبله، فرسم لأوربة طريق السيادة على العالم. ومع أنه لم يسهم شخصياً في تقدم العلم، إذ لم يكن عالماً مجرباً، فقد بسط عدداً من التخمينات العلمية والفنية الحديثة. فكان أول من وصف عملية صنع البارود، واقترح صنع الطائرات والسفن. كما كان له دراسات حول طبيعة الضوء وقوس قزح وأنظمة العدسات وغير ذلك.

 

سوسن البيطار

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

العلم التجريبي.

 

مراجع للاستزادة:

 

- C.David, Linderg, Roger Bacon’s Philosophy of Nature: A critical ed. (Paris 1983).

- C.Stewart, Easton, Roger Bacon and his Search for a Universal Science (Oxford Press, Oxford 1971).


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 764
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1029
الكل : 58480359
اليوم : 52873

أهرن (القس-)

أَهْرُن القس   أَهْرُن القسّ Ahroun طبيب اسكندراني، وصاحب الكُنّاش المعروف في الطب. عاش أَهْرُن في صدر الإسلام، ودرس الطب في مدرسة الطب في الاسكندرية، التي ازدهرت بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين، وكانت تُدرِّسُ الفلسفة إلى جانب الطبّ. وقد أعدَّ فيها بعض أساتذتها سلسلةً من الكتب الطّبّيّة سمّاها العرب «جوامع الاسكندرانيين»، كان من أعلامها أنقيلاوس، وفوسيوس، وأَهْرُن القسّ. وقد تُرجم بعضُ تلك الكتب إلى العربيّة، وضاع أكثر أصولها الإغريقية. صَنَّفَ أَهْرُن القسّ كُنَّاشاً (وهو أوراق تُجعل كالدفتر تُقيّد فيها الفوائد والشوارد) في الطّبّ يتألّف مِن ثلاثين مقالة، وهو مؤلَّف باللغة اليونانية، وترجمه فوسيوس إلى السُّريانية كما يقول لوكلرك، أو مؤلَّف باللغة السُّريانية وترجمه إلى العربيّة، وزاد عليه ماسرجويه مقالتين إحداهما في الأغذية والثانية في الأدوية المفردة  كما يقول النَّديم ومَنْ وافقَه مِمّن نَقَلَ عنه. يُعَدُّ كُنّاش أَهْرُن أوّل كتاب في علم الطب ظهر بالعربيّة، لذلك اكتنزه الخليفة الأموي مروان بن الحكم (64-65هـ) إلى أَنْ وجدَه الخليفة عمر بن عبد العزيز (99-101هـ) في بيت المال، فأمر بإخراجه إلى النّاس للانتفاع به. ضاعت أصول هذا الكُنّاش، ولم ينتهِ إلينا منه إلاّ تلك النقول التي نثرها الطبيب أبو بكر الرازي (ت311هـ) في كتابه الشهير «الحاوي». ومِمّن وقف على هذا الكُنّاش الطبيب علي بن عبّاس الذي ذكره في مقدمة كتابه «كامل الصناعة»، وقال عنه إنّه مختصر، وترجمته سيئة. اكتسب كُنّاش أَهْرُن أهميّة لأنّه أوّل كتاب طبي ترجم إلى العربيّة، ولأنّه عُدَّ نموذجاً احتذاه بعض أساتذة مدرسة جنديسابور الطبية مِن عام 133هـ/750م. وكذلك اعتنى المشتغلون بتاريخ العلوم بالترجمة العربيّة لكُنّاش أَهْرُن لدلالتها على قدم حركة الترجمة العربيّة، ووَفْرة خزائن الكتب في صدر الدولة الإسلامية.   زهير الكتبي   الموضوعات ذات الصلة:   الرازي ـ ماسرجويه.   مراجع للاستزادة:   ـ ابن جلجل، طبقات الأطباء والحكماء (مؤسسة الرسالة 1985). 
المزيد »