logo

logo

logo

logo

logo

بوليبيوس

بوليبيوس

Polybius - Polybius

بوليبيوس

(200ـ120ق.م)

 

بوليبيوس Polybius مؤرخ هلنستي من أعظم مؤرخي العالم القديم، تأتي منزلته بعد هيرودوت وتوقيديدس. ولد في ميغالوبوليس، إحدى مدن أركاديا بالبيلوبونيز جنوبي بلاد اليونان. كان أبوه ليكورتاس قطباً سياسياً، وصديقاً لفيلوبويمين Philopoemen وخليفته في رئاسة الحلف الآخي، لذلك تلقى بوليبيوس أفضل تربية ممكنة، وبدأ الاشتغال بالسياسة في سن مبكرة منذ احتدام النزاع بين العصبة الآخية والرومان.

جاء بوليبيوس في سفارة إلى الإسكندرية عام 181-180ق.م. وبعد معركة بودنا التي هزم الرومان فيها ملك مقدونية بنحو السنتين (166ق.م) نُقل رهينة مع ألف من بني وطنه إلى رومة، ولشرف أسرته وارتفاع منزلته استضافته أسرة المنتصر، فنزل معززاً مكرماً في بيت سكيبيو إيمليانوس Scipio Aemilianus، حيث قضى عدة سنوات درس فيها أخلاق الرومان ونظمهم، وتعرف أقطابهم ولاسيما إيميليوس باولوس قاهر مقدونية، وسكيبيو الأصغر إيمليانوس قاهر إفريقية، وأعضاء حلقة سكيبيو الأدبية، الذين شجعوه على كتابة تاريخه. وكذلك أهلته لمهمة المؤرخ خبرته السياسية والعسكرية الواسعة، وسهولة رجوعه إلى السجلات الرسمية والتاريخية في بلاد اليونان ورومة، فضلاً عن معرفته الوثيقة بالشخصيات والأحداث الجارية.

اعتمد على المؤرخ الروماني فابيوس بكتور وفيلينوس الصقلي في تأريخه للحرب البونية الأولى، وعلى كاتب الحوليات ألبينوس وغيره من مؤرخي طبقة السانتو في تأريخه للحرب البونية الثانية وأحداث الحوض الغربي من البحر المتوسط في القرن الثاني قبل الميلاد.

كتب بوليبيوس رسالة في مدح زعيم الاتحاد الآخي فيلوبويمين، وكتاباً في الحركات العسكرية، وآخر عن الحرب في نومانتيا الإسبانية، كما كتب تاريخاً عاماً أو عالمياً في أربعين كتاباً، عالج فيه المرحلة الممتدة من سنة 220 إلى 144ق.م لم يبق منها سوى الكتب الخمسة الأولى تامة، وهي مطبوعة عدة طبعات ومتداولة، أما الكتب الباقية من (6-40) فقد وصلت مبتورة في شذرات، فضلاً عن مقتطفات منها وردت في مؤلفات المؤرخين اللاحقين مثل ليفيوس وديودور الصقلي وأبيانوس وبلوتارخوس.

يحتوي الكتابان الأول والثاني على عرض تمهيدي موجز عن الحرب البونية الأولى (264-241ق.م)، أما الكتاب الثالث فيتناول الأوضاع في كل من رومة وقرطاجة والشرق الهلنستي، ويتناول الكتابان الرابع والخامس المرحلة التي تمتد بين 220و216ق.م، والكتاب السادس يستعرض الحوادث في مناطق مختلفة، ويروي الكتاب السابع وما يليه حتى الخامس عشر، وقائع الحرب البونية الثانية، ويتحدث الكتاب السادس عشر وما يليه حتى التاسع والعشرين، عن الحرب المقدونية الثانية والحرب السورية الرومانية مع أنطيوخوس الثالث والحرب المقدونية الثالثة، ويؤرخ الكتاب الثلاثون وما يليه حتى الرابع والثلاثين السنوات الواقعة بين (167-152ق.م)، وتتناول بقية الأجزاء حتى التاسع والثلاثين الحرب البونية الثالثة والحروب في إسبانية وبلاد الإغريق حتى عام 144ق.م.

وللتنويع والتوازن بين أجزاء سفره التاريخي يفرد المؤرخ الكتاب السادس لتحليل الدستور الروماني، والكتاب الثاني عشر لمناقشة المنهج التاريخي ونظرية التأريخ، والكتاب الرابع والثلاثين لجغرافية البحر المتوسط، ويختم بالكتاب الأربعين تاريخه بملخص وعرض للأحداث مسلسلة حسب ترتيبها الزمني.

إن مفهوم بوليبيوس للتاريخ وطريقته العلمية الدقيقة في جمع معلوماته التاريخية تؤهلانه لأن يحتل مكاناً مرموقاً بين المؤرخين القدماء. لقد خلا ما كتبه الباحثون عن بوليبيوس من أي شك في نزاهته وأمانته اللتين تَظهَران في كل ما كتب، حتى في كتابته عن بلاده أو عن الأفراد الذين كانت تربطه بهم روابط الود أو القرابة فإنه كان نزيهاً وحيادياً ودقيقاً، وقد جعلت منه هذه المزايا أعظم مؤرخي العصر الهلنستي.

 

عبد المجيد حمدان

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد اللطيف أحمد علي، مصادر التاريخ الروماني (دار النهضة العربية، بيروت 1970).

ـ محمد محفل، تاريخ الرومان، (دمشق 1972).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 608
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 58492092
اليوم : 64606

الدم الشرياني (ضغط-)

الدم الشرياني (ضغط -)   ضغط الدم الشرياني tension artérielle هو الضغط الذي يقوم به الدم على جدر الشرايين المحيطية والذي تتغير قيمُه تبعاً لانقباض القلب وانبساطه بين ضغط أعظمي وضغط أصغري. وهنالك عدة تصانيف للضغط الشرياني: 1ـ الضغط الشرياني التفريقي différentielle: وهو الفارق بين الضغط الأعظمي والضغط الأصغري ويسـاوي  في الحال السوية بين 40 و70ملم زئبق. 2ـ الضغط الشرياني الأعظمي أو الضغط الانقباضي: وهو قيمة الضغط التي يشير إليها الجهاز الشرياني في أثناء انقباض القلب ويكون مقداره في الحال السوية بين 125 و140ملم زئبق. ويتعلق بضخ البطين الأيسر أي حجم الدم المقذوف في الانقباض وبالمقاومة الوعائية والموجات المرتدة المحيطية ومرونة الأوعية الكبيرة؛ إذ يرتفع الضغط الانقباضي بازدياد نتاج القلب وازدياد صلابة الشرايين الكبيرة.
المزيد »