logo

logo

logo

logo

logo

بالمرستون (هنري تامبل-)

بالمرستون (هنري تامبل)

Palmerston (Henry Temple-) - Palmerston (Henry Temple-)

بالمرستون (هنري تامبل ـ)

(1784 ـ 1865)

 

اللورد هنري جون تامبل بالمرستون Henry John Temple Palmerston سياسي ورجل دولة إنكليزي، وهو ابن السّياسي هنري تامبل، وجدّه لأمه وليم لامب، كان رئيس وزراء وسكرتيراً خاصاً للملكة فكتورية.

عاش بالمرستون جزءاً من طفولته في إيطالية وفرنسة، وتلّقى تعليمه العالي في جامعة كمبردج (1803-1806)، وهو سليل أسرة ثرية، لها ممتلكات عقارية وأراض في إيرلندة، ولذلك ظل متمتعاً بعضوية مجلس اللوردات طوال حياته. وكان عضو مجلس العموم من 1807 حتى 1828. شغل منصب وزير الحرب مدة تسع عشرة سنة (1809-1828)، حاربت القوات البريطانية خلالها في إسبانية وفرنسة، وانتصرت في واترلو 1815، واحتلت أجزاء من بورمة (مينمار اليوم). ثم تولى وزارة الخارجية مرات عديدة (1830-1834) و(1835-1841) و(1846-1851) وصار وزيراً للداخلية (1852-1855) ثم رئيساً للوزراء مرتين (1855-1858) و(1859-1865). وإذا كان بالمرستون قد مثَّل صورة الليبرالي المؤيد للأنظمة الليبرالية في أوربة ولحركات التحرر القومية، فلأن هذا كان يخدم سياسته في كثير من الأحيان. وقد كان هدفه الأول والمبدئي فرض احترام مصالح بريطانية وسمعتها، والمحافظة على التوازن بين القوى الأوربية، والتدخل كلما كان هذا التوازن مهدداً، سواء كان ذلك من قبل فرنسة (المسألة الشرقية 1840)، أو روسية (حرب القرم) أو بروسية (مسألة الدوقيتين). وكان أول فوز حققه بالمرستون هو دعمه استقلال بلجيكة عن هولندة، فضمنت إنكلترة بذلك صداقة بلجيكة التي صارت دولة محايدة، وقد تمَّ هذا بموافقة فرنسة التي كفلت هذه التسوية لتكسب بالمرستون حليفاً (الحلف الرباعي 1834 بين إنكلترة وفرنسة وإسبانية والبرتغال).

أما ما يخص المسألة الشرقية، فقد رأى بالمرستون أن إنكلترة معنية بالعمل على حماية السلطنة العثمانية وسلامتها إزاء المطامع الروسية، ولاسيما إزاء طموحات محمد علي صديق فرنسة في مصر. حافظ بالمرستون كوزير خارجية على موقف حيادي حيال الثورات التي شهدتها أوربة عام 1848 من دون إخفاء بعض التعاطف تجاه الليبراليين. وتدخل في البرتغال وإسبانية باستخدام جزء من البحرية، وشجّع بخطاباته بولندة التي كانت تناضل من أجل الحصول على حريتها. ولكنه استحسن زحف الروس على هنغارية 1849، وانقلاب نابليون الثالث 1851 الذي قاد إلى نزاع مع الملكة فكتورية، التي طالبت باستقالته من وزارة الخارجية. ويتحمل بالمرستون مسؤولية حربي الأفيون الأولى والثانية في الصين (1840-1842)، وضم منطقة هونغ كونغ إلى الممتلكات البريطانية، وكذلك يتحمل مسؤولية القضاء على ثورة السباهية في الهند (1857-1859)، وحركة الفلاحين في الصين (1851-1864)، وغزو مناطق إفريقية مثل نيجيرية (1861-1862).

وقد وقف بالمرستون إلى جانب الدولة العثمانية في نزاعها مع روسية، بعكس اتفاقاته السابقة. ووقف إلى جانب الدنمارك ليحول دون نجاح بروسية أثناء مساعيها لتوحيد ألمانية عام 1864، لكنه وقف موقف الحياد من الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865).

ولما أخذت الخسائر الكبيرة في حرب القرم (1853-1856)، تثير انتقادات حادة لدى الرأي العام البريطاني، تمَّ استدعاء البرلماني العجوز، وقد صار عمره واحداً وسبعين عاماً، لتأليف الحكومة، وكانت انتخابات سنة 1857 انتصاراً شخصياً له.

مارس بالمرستون سياسة خارجية مقنعة، سعت مع الحرص على المصالح البريطانية إلى تجنب أي تحالف سياسي، والحفاظ بكل الوسائل على التوازن الأوربي من أجل حماية الامبراطورية الاستعمارية البريطانية. نجح بالمرستون مرة أخرى في انتخابات سنة 1865 ولكنه توفي في أثناء عمله غداة هذا النجاح.

 

راغب العلي

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

بريطانية (تاريخياً) ـ الأفيون (حرب-).

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ هـ.أ.ل. فيشر، تاريخ أوربا في العصر الحديث، ترجمة أحمد نجيب هاشم ووديع الضبع (دار المعارف، القاهرة 1958).

- Tillman, Heinz, Biographien, zur Weltgeschichte, Lexikon (Berlin 1989).

- Universal Lexikon in Fünf Baenden (Leipzig, 1985-1987).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 654
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1056
الكل : 58481563
اليوم : 54077

العكوك (علي بن جبله-)

العكوّك (عليُّ بن جَبَلَة) (160ـ 213هـ/ 777 ـ 828 م)     أبو الحسن، عليُّ بنُ جَبَلَة بن عبد الله الأبناوي، المعروف بالعَكَوَّك (السَّمين القصير)، صفة أطلقها عليه الأصمعي، حين رأى هارون الرشيد معجباً به، وهو ينشده بعض مدائحه الجيدة فلصقت به، وغلبت عليه. وُلد في بغداد بحيِّ الحربية في الجانب الغربيِّ، وكان أصغر إخوته، مما جعل والده يفضله، ويقربه منه، فنال رعايته من دون إخوته، وأخذ إخوته يختلفون به إلى مجالس العلم والأدب بتوجيه من أبيهم، وكان ذكياً فطناً، يستمع إلى دروس العلماء في الشعر واللغة والنحو، وما يدور بينهم من محاورات ومناظرات في المذاهب الكلامية، ففقه أسرار العربية، وحفظ قسطاً وافراً من أشعار العرب الجاهليين والإسلاميين والعباسيين
المزيد »