logo

logo

logo

logo

logo

البربيتورات(طبية)

بربيتورات(طبيه)

Barbiturates - Les barbituriques

البربيتورات

 

البربيتورات Barbiturates مركبات عضوية مشتقة من حمض البربيتور، الذي ينتج من تكاثف البولة CO(NH2)2 مع حمض المالون CH2(COOH)2. لذلك يسمى هذا الحمض مالونيل البولة. وهي مواد تخفف من نشاط الجملة العصبية المركزية، لذلك تستعمل منوِّمة ومهدئة ومضادة للاختلاج والتشنج.

وهي تكون على هيئة مساحيق بلورية في الغالب، لا تذوب في الماء وإنما في المحاليل القلوية الممدة، وذلك بحسب صفتها الحمضية. أما أملاحها، لاسيما الصودية، فتفاعلها قلوي.

وهي تشترك بعدد من الخواص التحليلية التي تتيح اقتفاء أثرها في السوائل العضوية، في حالات الإنسمام[ر].

كيمياء البربيتورات وخواصها الدوائية

تنتسب ضروب البربيتورات إلى سلسلة من المركبات تدعى اليوريتيدات ureides، وهي تنتج عن استعاضة ذرة أو ذرتين من الهدروجين، من كل زمرة أميدية في البولة، بعدد مماثل من الجذور الحامضية، لذلك هناك بربيتورات:

ـ مفتوحة السلسلة، عند تبادل هيدروجين أميدي واحد، مثل حمض أوكسال البولة

 

 

ـ مغلقة السلسلة عندما تحصر منها زمرتا البولة الأميديتان، مثل أكساليك البولة

 

 

وتبدي البريبيتورات فيما بينها اختلافاً كيمياوياً ودوائياً، ويعود ذلك أيضاً إلى جذور الاستبدال التي تحتل مواقع هدروجين وأكسجين اليوريئيد. وبهذه الصورة تنشأ مركبات منومة، أو مركبات ضعيفة التأثير المنوم، أو زائدة التأثير المضاد للتشنج، أو قصيرة مدة النوم دون حدوث نقص في عمقه، أو مركبات تخفف من شدة النعاس ومن مدة النوم، أو مواد مخدرة عامة، وذلك بحسب الجذور المستبدلة.

ويمكن تصنيف البربيتورات بحسب مدة تأثيرها، ويعد ذلك أنسب للحاجات العلاجية. من أشهرها:

ـ البريبيتورات ذات الفعل المديد (يزيد عن 6 ساعات)، مثل البربيتال   barbital والفينو بربيتال phenobarbital.

ـ البربيتورات متوسطة مدة الفعل (يراوح فعلها بين 3 و6 ساعات)، مثل         البو توبربيتال butobarbital والأمو بربيتال amobarbital.

ـ البربيتورات قصيرة مدة التأثير (تقل عن 3 ساعات)، مثل السيكو بربيتال secobarbital والبنتو بربيتال pentobarbital.

ـ البربيتورات فائقة قصر مدة التأثير (بضع دقائق)، مثل الهكسو بربيتال hexobarbital والبنتو بربيتال penthiobarbital.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا التباين في الخواص الدوائية سببه أن الجذور المستبدلة تغير من قيمة معامل التقاسم (التوزع) partition coefficient ومن درجة التأين (التشرد) ionization.

ولا يقتصر اختلاف شدة خفض البربيتورات للنشاط العصبي المركزي على اختلاف جذورها الاستبدالية، يشترك في ذلك أيضاً المقدار المأخوذ من مركباتها وطبيعة الشخص وحالته المرضية وعمره، مما يُكسب البربيتورات تأثيرات دوائية متعددة؛ فهي منوِّمة ومضادة للاختلاج وللتشنج ولداء الصرع كما تسبب حالة خدرٍ عام.

أما آلية التأثير الخافض للنشاط العصبي المركزي فما تزال غير مؤكدة.

وغالباً ماتستعمل البربيتورات عن طريق الفم أو على شكل تحاميل؛ وأما ضروب البربيتورات الفائقة قصر مدة التأثير فتحقن (تزرق) في الوريد وذلك لإحداث تخدير عام وسريع. وكثيراً ماتدخل ضروب البربيتورات في تركيب الكثير من الأدوية التي تجهَّز في الصيدلية بوصفة من الطبيب.

وتمتص ضروب البربيتورات، في جميع طرق الإدخال إلى الجسم امتصاصاً جيداً وتختلف درجة امتصاصها بحسب خاصية ذوبانها في الشحوم liposolubility، وخاصية تأينها (تشردها)، وخاصية الذوبان في الشحوم هي مُعامِل التقاسم بين ذوبان المركب البربيتوري في الشحوم وفي الماء، فارتفاعه يسهِّل على المركب البربيتوري اجتياز بعض الحواجز مما يوضح سبب اجتياز البربيتورات الكبريتية الحاجز الدموي الدماغي بسهولة وسرعة وبمقدار وافر. وأما خاصية التأين فتتعلق بباهاء pH الوسط الماصّ وبـ pKa المركب البربيتوري. فإذا انخفضت قيمة  pH عن قيمة pKa (ثابت التشرد) كان المركب حامضيّ التفاعل وجزيئياً أي غير متشرد وكثير الذوبان في الشحوم ومن ثم سريع الامتصاص والانتشار. أما إذا ارتفعت قيمة pH عن قيمة pKa فيكون المركب قلوي التفاعل شاردياً ionic ومنحلاً في الماء مما يجعله صعب الامتصاص والانتشار.

سموميات ضروب البربيتورات

لايمكن تمييز الفعل السمي لضروب البربيتورات من فعلها الدوائي إلا عند المبالغة في استعمالها. فالنوم العميق الناتج من امتصاص 0.05 إلى 0.30غ من هذه الأجسام يغدو غيبوبة بعد تناول 0.3ـ3غ، ويغدو غيبوبة متناهية في خطورتها مع توقف التنفس في حالة الانسمام عن عمد بتناول جرعات تصل إلى 25غ.

وتختلف خطورة التسمم الحاد بحسب النوع البربيتوري. فالبربيتورات الطويلة مدة التأثير والمعتدلة مدة التأثير، تسبب، في التسمم الحاد، حالات مخيفة من السبات coma المديد مع اختلاطات تنفسية وإنتانية.

أما البربيتورات القصيرة مدة التأثير والفائقة قصر مدة التأثير، فأكثر خطورة، إذ تسبب انخفاضاً مفاجئاً في التوتر (الضغط) الشرياني ونقصاً مهماً في التهوية السنخية alveolar  hypoventilation وانخفاضاً شديداً في درجة الحرارة hypothermy.

أما التسمم المزمن فيحدث بفعل البربيتورات الأكسجينية، ويعد حالة اعتياد أكثر مما يعد إدماناً، لأن الاستمرار على تناول أحد هذه البربيتورات بمقدار متزايد بقصد الشعور بالسعادة من انشراح ونشوة يؤدي لدى المتسمِّم إلى اعتماد نفسي psychodependence من دون اعتماد فيزيائي physiodependence. أما الاعتماد النفسي أو الاعتياد النفسي فهو ظاهرة نفسية يتعوَّد فيها المرء تناول مواد كيمياوية كالمهدئات وغيرها بغية الحصول على إحساس مفرح أو إبعاد إحساس مؤلم. وأما الاعتماد الفيزيائي أو البدني فهو أن الجسم يطلب مقداراً من مادةٍ ليحتفظ بتوازن جديد اكتسبه بعد أن تعوَّد أخذ هذه المادة. والتوقف عن أخذها يسبب له اضطرابات فيزيائية وفي الواقع أَنَ المتسمِّم بالبربيتورات تسمُّماً مزمناً لايستطيع أن يتناول منها يومياً كمية تتجاوز المقدار الدوائي الأعظم خلافاً لما يحدث لدى مدمني الأفيونات، ولذا فإن التحمل tolerance البربيتوري عند المتعوِّد يبقى ضمن المقادير العلاجية.

ويتصف التحمل البربيتوري بإمكان المتعوِّد أن يستعيض عن المركب الذي يتناوله في حالة فقدانه ـ بأيِّ مركب بربيتوري آخر لتحاشي الإصابة بمتلازمة الفطام  ablactation syndrome. (وهي الاضطرابات البدنية الشديدة التي تظهر عند المدمن فيما لايكون تحت تأثير المخدر الذي يتناوله). 

الاستعمالات الطبية

البربيتورات الأكسجينية، بالمقادير العلاجية، منوِّمة في حالات الأرق والسهاد وهي بالمقادير الصغرى، مركنة sedative في حالات الإجهاد والتوتر، ومهدئة للأطفال المشاكسين حين تطبيق بعض الإجراءات الطبيّة، ومساعدة ضعيفة للمسكنات analgesics في تدبير الألم المبرِّح، ومضادة للصرع، وتفيد البربيتورات الكبريتية حقناً وريدياً في التخدير العام، والتحليل النفسي لدى معالجة حالات الانحراف الهستيري والهذيان الزَوَرانيّ paranoid delerium.

والبربيتورات بنوعيها الأكسجينية والكبريتية تستعمل في إجهاض التشنجات والاختلاجات الناجمة عن صدمة كهربائية علاجية أو البادية في سبات الكزاز وحالات التكزّز وداء الرقص chorea والصرع ولدى إصابة الطفل بترفع حروري.

 

أكرم المهايني، صلاح يحياوي

 

الموضوعات ذات الصلة

ـ الأدوية (علم ـ)

 

مراجع للاستزادة

ـ صلاح يحياوي، الكيمياء العضوية المفتوحة، (منشورات جامعة دمشق1968).

ـ أكرم المهايني، علم الأدوية ـ الغارماكولوجيا، (مطبوعات جامعة دمشق، 1981).

ـ أكرم المهايني، فن المعالجة السريرية، ج3، (دار المأمون للتراث، دمشق، 1991).

- Goodman & Gilman, The Pharmacological Basis of Therapeutics,  (Mc Graw – Hill, U.S.A., 1992).


التصنيف : صيدلة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 826
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1037
الكل : 58480952
اليوم : 53466

حساب التصفية

حساب التصفية   يقصد بالتصفية مجموعة الإجراءات الضرورية لإنهاء عمليات الشركة ودفع ما عليها من ديون وتحصيل مالها من ذمم وتحويل موجوداتها إلى نقود لإمكان توزيعها على الشركاء بوساطة القسمة. يتولى عملية التصفية مصفٍ أو أكثر، وقد يكون هذا المصفي شريكاً متضامناً أو موصياً في شركات الأشخاص أو مديراً أو مساهماً في شركات الأموال ويمكن تكليف شخص من خارج الشركة بقرار من الشركاء أو الهيئة العامة للمساهمين أو المحكمة المختصة عند الاقتضاء.
المزيد »