logo

logo

logo

logo

logo

بومبيدو (جورج-)

بومبيدو (جورج)

Pompidou (Georges-) - Pompidou (Georges-)

بومبيدو (جورج ـ)

(1911 ـ 1974)

 

جورج بومبيدو George Pompidou سياسي ورجل دولة فرنسي، ولد في مونبوديف Montboudif وتوفي في باريس، ينتسب إلى أسرة اشتهر أفرادها في مجال التعليم، تخرج في دار المعلمين العليا وعمل أستاذاً حتى عام 1944.

قدر الجنرال دوغول[ر] De Gaulle فيه تواضعه وحزمه في إدارة الأمور، فعهد إليه بمهمات إعلامية في الحرب العالمية الثانية. صار بومبيدو عضواً في مجلس الدولة (1946-1954)، ثم تولى منصب المدير العام لمصرف روتشيلو (1956-1960). وإبان ذلك بقي على علاقة وطيدة مع الجنرال دوغول الذي عينه مديراً لمكتبه، ثم كلفه في نيسان 1962 بتأليف الوزارة، وكانت فرنسة تواجه آنذاك مشكلات اجتماعية واقتصادية بالغة الصعوبة مع كثرة الأحزاب والانقسامات السياسية، مما دفع دوغول إلى إجراء إصلاحات دستورية من بينها انتخاب رئيس الجمهورية بالاستفتاء العام مدة سبع سنوات.

ألّف بومبيدو وزارة جديدة بعد فوز الدوغوليين في الانتخابات، وأعلن في أيلول 1963 خطته المعروفة بالتثبت والاستقرار Stabilité، وعمل على إزالة التوتر بين العمال وأرباب العمل، وأكد سياسة الربط بين الدخل والأرباح. وازدادت قوة المعارضة اليسارية في انتخابات عام 1967، ولكن احتفظ الدوغوليون بالأغلبية المطلقة، وألف بومبيدو حكومة ائتلافية جديدة لقيت معارضة شديدة لدى طلبها سلطات استثنائية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية.

ولما وقعت أحداث أيار 1968 حرص بومبيدو على معالجة الأمور بحزم وتوصل إلى اتفاقات مع العمال والنقابات أدَّت إلى تهدئة الأوضاع. ولكن بعد الانتخابات التشريعية (تموز 1968) كُلف كوف دي مورفيل برئاسة الوزارة بدلاً منه. ولما انسحب دوغول من المسرح السياسي في 28 نيسان 1969، رشح بومبيدو نفسه إلى انتخابات الرئاسة، وفاز بومبيدو في الجولة الثانية، وأعلن في أول مؤتمر صحفي له في قصر الإليزيه أنه سوف يسير في سياسته على نهج الجنرال دوغول.

عهد الرئيس بومبيدو إلى جاك شابان ـ دلماس J.Chaban-Dalmas بتأليف الوزارة، وترك له تصريف السياسة الداخلية ومهمة بناء مجتمع فرنسي جديد، بينما اهتم هو بالسياسة الخارجية والأوربية، فأخذ يعمل على التوفيق بين المصالح الفرنسية والبناء الأوربي، وكان عليه أن يشق لفرنسة طريقاً بين ألمانية القوية اقتصادياً وبريطانية التي قبلت بتردد وتحفظ أن تدخل السوق الأوربية المشتركة.

قام بومبيدو بعدة أسفار، فزار بلجيكة وأمريكة وإفريقية (1971-1972) وإيطالية وألمانية والاتحاد السوفييتي (سابقاً) والصين (1973). وفي تموز 1972 عهد إلى بيير ميسمير P.Messmer برئاسة الحكومة لتحقيق المزيد من الحرية والمشاركة في المسؤولية وبقي ممسكاً بزمام السياسة الخارجية، واتبع سياسة دوغول بخصوص الشرق الأوسط والصراع العربي الصهيوني وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967.

كان بومبيدو عدواً للتطرف في الاتجاهين اليميني واليساري مما جعله يُقدم على حل الأحزاب المتطرفة. واشتد عليه المرض مع بداية عام 1974 ولم يثنه ذلك عن متابعة أداء واجباته الرئاسية، فزار الاتحاد السوفييتي في آذار عام 1974، وتوفي في 2 نيسان قبل أن يكمل الإصلاحات الدستورية التي كان يتطلع إليها.

ترك بومبيدو مؤلفات في الأدب والتاريخ أبرزها «مختارات من الشعر الفرنسي» وكتاب بعنوان «مولود بعد وفاة أبيه» وكتاب «العقدة الغوردية» Le neud gordien الذي نشر عام 1974.

 

محمد حسن عبيد

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

دوغول ـ فرنسة.

 

مراجع للاستزادة:

 

- C.DELBASCH, La France de Pompidou (P.U.F. 1974).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 627
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1040
الكل : 58492862
اليوم : 65376

أودن (ويستان هيو)

أودن (ويستان هيو ـ) (1907 ـ 1973)   ويستان هيو أودن Wystan Hugh Auden شاعر ومسرحي وناقد إنكليزي ثم أمريكي، ولد في يورك بإنكلترة لأسرة كاثوليكية، ذات ميول علمية، وتوفي في فيينة. كان أبوه طبيباً وأمه مُمرضة، وقد أثر ذلك في ميول أودن الدراسية وأثار رغبته في دراسة العلوم الطبيعية. تلقى أودن تعليمه في المدارس الخاصة كغيره من أبناء طبقته الميسورين،  ففي الثامنة من عمره أرسل إلى مدرسة سانت أدموند الابتدائية في سَري Surrey، وفي الثالثة عشرة أرسل إلى مدرسة غريشام في هولت بنورفوك. تخصّص أودن في دراسة علوم الأحياء. وظهرت موهبته الشعرية  ونُشرت أولى قصائده في مجلة شعر مدرسية. ولدى التحاقه بجامعة أكسفورد عام 1925 صار معروفاً  بصفته شاعراً وحكيماً ذا تأثير قوي في مجموعة من أعلام الفكر والأدب في تلك المرحلة، منهم ستيفَنْ سبِنْدَرْ[ر] وسيسل د.لويس[ر] ولويس مَكْنيسْ[ر]. وألف هؤلاء جماعة، أطلقت عليها الصحافة اسم «جماعة أودن»، نذرت نفسها للسياسة الثورية. وفور تخرج أودن في أكسفورد أمضى عاماً في برلين بألمانية التي تأثر بلغتها وحياة شعبها وأدبها الشعبي والرسمي. كما التقى فيها الكاتب المسرحي الكبير برتولد بريخت[ر]. ثم عاد إلى بريطانية ليمضي أعوامه الخمسة التالية مدرساً في ثانوياتها. يقسمُ أودن حياته الأدبية إلى أربع مراحل. الأولى تمتد من عام 1927 حتى عام 1932، وقد نشر فيها دواوينه «الخطباء» (1932) The Orators و«مدفوع من الطرفين» Paid on Both Sides  و«قصائد»  (1930) Poems. والأخيران هما سبب شهرته وذيوع صيته، وفيهما تظهر بجلاء موضوعاته الشعرية المتنوعة المُستقاة من قصص البطولة الآيسلندية؛ والشعر الإنكليزي القديم وقصص المدارس. كما يظهر فيهما تأثره بكل من كارل ماركس[ر] وسِيغْمُوند فرويد[ر]. والقصائد متفاوتة في جودتها ويغلب عليها الغموض، وتتوزعها وجهات نظر شخصية وخيالية وتتداخل فيها عناصر من الأسطورة واللاوعي؛ وعناصر موضوعية تسعى للوصول إلى تشخيص لأمراض المجتمع وعيوب الأفراد النفسية والأخلاقية. ومع أن المضمونين الاجتماعي والسياسي يستقطبان جلَ اهتمامه في هذه الأشعار، فإن السمة النفسية أساسية. فأودن يؤمن بأن للشعر دوراً شبيهاً بذلك الذي يقوم به التحليل النفسي. أما المرحلة الثانية فهي تلك التي كان فيها أودن يسارياً، فمع استمراره في تحليل شرور المجتمع الرأسمالي كان يحذر من قيام الحكم الفردي. ففي مجموعته «على هذه الجزيرة» (1937) On This Island صار شعره أكثر انفتاحاً في تركيبه، وأكثر نفاذاً إلى الجمهور. وفي هذه المرحلة كتب أودن مسرحية «رقصة الموت» (1933) The Dance of Death وهي مسرحية موسيقية، تلتها ثلاث مسرحيات كتبها بالتعاون مع كريستوفَرْ إيشروود[ر] هي: «الكلب تحت الجلد» (1935) The Dog Beneath The Skin و«ارتقاء إف 6» (1936) The Ascent of F6 و«على الحدود» (1938) On The Frontier. وفي هذه المرحلة كتب كثيراً من المقالات والقصص الإخبارية، وزار آيسلندة والصين وإسبانية، ونشر بعد هذه الزيارات «رسائل من آيسلندة (1937) Letters From Iceland  و«رحلة إلى الحرب» (1939) Journey to a War. أما المرحلة الثالثة من حياته (1939-1946) فتبدأ مع قراره الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1939، حين صار مواطناً أمريكياً، ومرَّ بتغيرات حاسمة من المنظورين الديني والفكري. وكتابه «مرة أخرى» (1940) Another Time يحتوي على أفضل شعره الغنائي. أما مجموعته «الرجل المزدوج» (1941) The Double Man فتمثل موقفه على حافة التزام المسيحية. ويحدد أودن مواقفه ومعتقداته الأساسية بعد عام 1940 بثلاث قصائد طويلة: أولاها دينية هي قصيدته «للوقت الراهن» (1944) For The Time Being، والثانية جمالية، في المجلد ذاته، بعنوان «البحر والمرآة» Sea And The Mirror، والثالثة اجتماعية نفسية هي «عصر القلق» (1947) The Age of Anxiety، وهي التي أكسبته جائزة بوليتزر Pulitzer عام 1948. أما المرحلة الرابعة من حياة أودن فتبدأ عام 1948، عندما درج على مغادرة نيويورك كل عام لقضاء سبعة أشهر في أوربة. ومنذ عام 1948 حتى عام 1957 كانت إقامته الصيفية في جزيرة إسكيا الإيطالية؛ وفي السنة الأخيرة اشترى لنفسه منزلاً ريفياً في النمسة حيث كان يقضي فصل الصيف. وقصائده المتسلسلة والطويلة المبنية على مراعاة الشكل الخارجي هي: «درع أخيل» (1955) The Shield of Achilles و«عهد ولاء لكليو» (1960) Homage To Clio و«في المنزل» (1965) About The House  و«مدينة بلا جدران» (1969) City Without Walls  وبالاشتراك مع صديقه الحميم الشاعر الأمريكي تشِسْتَرْ كالمان Chester Kallman نشط أودن في مجال الأوبرا، ومن أشهر أعمالهما في هذا الميدان: «تقدم الخليع» (1951) The Rakes Progress و«مرثية للعشاق الشباب» (1961) Elegy For Young Lovers و«البَسَاريدز» (1966) The Bassarids. في عام 1962 نشر أودن كتاباً في النقد بعنوان «يد الدباغ» The Dyer's Hand، وفي عام 1970 نشر كتاباً بعنوان «عالَم معين» A Certain World؛ وفي هذا الكتاب يتجلى نضجه الفكري فقد جمع فيه مقتطفاته المفضلة. وتطغى على الكتاب روح القلق والاضطراب، فهناك عدة مداخل تتعلق بالجحيم من دون أي مدخل عن الفردوس، سوى ما يتعلق بفردوس العالم الدنيوي، وهناك صفحات كثيرة عن الحرب، ولاشيء عن السلم، وأخرى عن الخطيئة ولاشيء عن الفضيلة. والشيطان هو صاحب اليد الطولى، أما صورة الإله عند أودن فهي مستمدة من التوراة. والعالم الأخلاقي عنده هو عالم المناجم وعالم الأرض الطبيعية المهترئة وعالم البراكين؛ وهذه الصور تظهر بكل قوتها وبدائيتها وانعدام إنسانيتها. أمضى أودن وقتاً طويلاً في الترجمة ونقل إقامته إلى أكسفورد في عام 1972حيث كان عضو شرف في الجامعة، ومن الألقاب والجوائز التي حصل عليها  جائزة بولِنغن Bollingen عام1953، وجائزة الكتاب الوطني عام1956 وكرسي أستاذية الشعر بجامعة أكسفورد بين عامي 1956-1961. وعلى كثرة نقاده فإن معظمهم كانوا ينوهون بمكانته في الوسط الأدبي. ويعده الكثيرون أحد عمالقة الشعر الغربي في القرن العشرين؛ إذ تربع على عرشه بجدارة بعد وليم بتلر ييتس[ر] وت.س.إليوت[ر].   هيثم محفوض   مراجع للاستزادة:   - J.FULLER, A Reader's Guide to W.Hauden (London 1970). - S.SPENDER,(ed.) W.H.auden: A Tribute (London 1975).
المزيد »