logo

logo

logo

logo

logo

تقلا (الأخوان-)

تقلا (اخوان)

Taqla brothers - Les frères Taqla

تقلا (الأخوان ـ)

 

سليم (1265 ـ 1310هـ/1848 ـ 1892م)

بشارة (1268 ـ 1319هـ/1852 ـ 1901م)

سليم وبشارة ابنا خليل بن إبراهيم، أخوان صحفيان أسسا جريدة الأهرام المصرية.

ولد سليم في كفر شيما بلبنان، وأسرته معروفة ببني البردويل، لكن أباه نسب إلى أمه تقلا فعرف بسليم تقلا. تعلم في مدارس بلدته ثم أكمل دراسته بالمدرسة الوطنية ببيروت، عمل في تدريس اللغة العربية في البطريركية، وألف كتاب «مدخل الطلاب إلى فردوس لغة الإعراب»، كما عمل في تأليف روايات أو ترجمتها وكتابة بعض التمثيليات المدرسية.

وفي سنة 1874 سافر إلى الاسكندرية واستقدم أخاه بشارة ليساعده في إنشاء مطبعة وجريدة.

أما بشارة فقد تعلم في بيروت ثم علّم بمدرسة عينطورة نحو سنتين، وفي سنة 1875 انتقل إلى الاسكندرية تلبية لطلب أخيه، ومنذ هذا التاريخ ارتبطت حياة الأخوين معاً، وتجنّسا بالجنسية الفرنسية فأصبحا تحت رعاية فرنسة وحمايتها.

أنشأ الأخوان في الاسكندرية في البدء مطبعة تجارية لطبع المطبوعات، وعلَّقت الحكومة موافقتها على إنشائها بشرط عدم تدخل صاحبها في السياسة وامتثاله لقانون المطبوعات، ثم أسس الأخوان جريدة «الأهرام»، وكان صاحب امتيازها ورئيس تحريرها سليم وكان مديرها بشارة. كانت الأهرام في أول أمرها أسبوعية صغيرة الحجم، لكن ترتيبها كان أساساً لما انتهت إليه الأهرام بعد ذلك، وجرت عليه الصحف جميعها فيما بعد. واختص سليم بتحرير المقالات المختلفة، واختص بشارة بالترجمة عن الصحف الأجنبية والأخبار من الناحية التجارية والعملية.

استُقبلت الأهرام من القراء في البدء استقبالاً عادياً وقرّظها بعض الأدباء والكتّاب منهم الشيخ محمد عبده الذي خصها بأربع مقالات فكرية نشرت فيها.

كانت الحرب في تلك الآونة مستعرة بين البلقان وروسية من جهة  والدولة العثمانية من جهة ثانية، وكان الناس متلهفين لتلقف الأخبار أولاً بأول، فأنشأ سليم تقلا جريدة «صدى الأهرام» اليومية لتنقل الأخبار للناس، كما أصدر الأخوان نشرة سياسية دامت من سنة 1877 حتى سنة 1880 لإذاعة الأخبار البرقية التي ضاقت عنها صحيفتا الأهرام وصداها. وكانت النشرة تصدر مرة أو مرتين في اليوم لنقل الأخبار بسرعة إلى القرّاء المشتركين،وقد خصّ صاحباها نصف دخلها لمساعدة الجنود العثمانيين.

وفي سنة 1879 صدرت مقالة في صدى الأهرام تتهم الخديوي إسماعيل شخصياً بسرقة أموال الشعب، كما صدرت مقالة أخرى في الأهرام تتهم إسماعيل بظلم الفلاحين، فكان أن اعتقل سليم ثلاثة أيام،وكان مهدداً بالإعدام، ثم أفرج عنه، وكان ذلك بفضل أخيه بشارة الذي قام بمساعٍ واسعة وسريعة وأجرى اتصالات بالبعثات السياسية والقنصلية فتوسطت فرنسة لإطلاق سراحه فاكتفى الخديوي بتعطيل الأهرام وصداها تعطيلاً شكلياً مؤقتاً، فأصدر الأخوان جريدة «الوقت» بدلاً من «الأهرام» و«حقيقة الأخبار» بدلاً من «صدى الأهرام»، ولم تتعرض الصحيفتان لنقد الخديوي الذي سرعان ما أقيل من منصبه تحت ضعظ الدول الكبرى وموافقة الباب العالي في 1879.

وفي عهد الخديوي توفيق كانت «الأهرام» قد عادت إلى الصدور يومياً، وفي هذا الوقت استلم العرابيون زمام الحكم، فلم تؤيد «الأهرام» الثورة العرابية فأحرق العرابيون مطبعتها وعطلت شهراً لعدم التعاطف الوطني. وكان الأخوان قد حصلا على رخصة جريدة «الأحوال» التي صدرت بدلاً من «الأهرام».

ولمّا عادت «الأهرام» إلى الصدور بدأت بمهاجمة حكومة مصر التي اتهمتها بأنها تخدم الإنكليز وأنها لم تبذل أي جهد لخدمة وطنها. وكان هذا المقال سبباً بتعطيل الأهرام الذي ندد به الكثيرون.

كانت خطة «الأهرام» الداخلية في مقالاتها مصرية عثمانية أي أن تكون مصر للمصريين تحت سيادة الدولة العثمانية، وكانت سياستها الخارجية تميل إلى فرنسة لصداقتها التاريخية للباب العالي ومناظرتها لإنكلترة، إضافة إلى العامل الشخصي المتمثل في حماية مؤسس «الأهرام» وخاصة أيام نكبته مع الخديوي إسماعيل.

وفي سنة 1892 مات سليم (بك) تقلا فاستقل أخوه بشارة (باشا) بالصحيفة، ونقل إدارتها سنة 1898 إلى القاهرة ووسع حجمها وجعلها من كبريات الصحف العربية. وأصدر جريدة «صدى الأهرام» في الاسكندرية، ثم أنشأ نسخة فرنسية سماها «البيراميد» Pyramide ليطلع الأجانب في الشرق والغرب على محتويات النسخة العربية وبقيت هذه الجريدة تصدر حتى قيام الحرب العالمية الأولى.

خَلَف بشارةَ  نجلُه جبريل في إدارة الجريدة والمطبعة فوسع إدارتها وطوّر تحريرها، وبقي مشرفاً عليها حتى وفاته عام 1943. ومازالت «الأهرام» تصدر حتى اليوم. وقد تعاقب على تحريرها بعد سليم وبشارة تقلا كلٌّ من خليل مطران وداود بركات وأنطون الجميّل وأحمد الصاوي محمد وعزيز ميرزا ومحمد حسنين هيكل. وتعد «الأهرام» حتى اليوم في كبريات الصحف العربية.

 

نهلة الحمصي، الوليد طالب

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ إبراهيم عبده، أعلام الصحافة العربية (مصر).

ـ فيليب دي طرّازي، تاريخ الصحافة العربية (المطبعة الأدبية، بيروت 1913م).

ـ عبد العليم القباني، نشأة الصحافة العربية بالاسكندرية (مصر).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 751
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1042
الكل : 58491869
اليوم : 64383

سيجر البرابانتي

سيجر البرابانتي (1235 ـ 1282)   سيجر البرابانتي Siger of Brabant لاهوتي وفيلسوف بلجيكي، كتب باللاتينية، ولد في لييج وتوفي في بلدة أوفيتو في إيطاليا. وهو من أبرز ممثلي الحركة الفلسفية المعروفة باسم الرشدية اللاتينية التي ظهرت عام 1250، ونادت بالحقيقة المزدوجة أو نظرية الحقيقتين: الحقيقة الدينية القائمة على التنزيل والوحي، وأخرى فلسفية قائمة على العقل والبرهان.
المزيد »