logo

logo

logo

logo

logo

بارلاخ (إرنسـت-)

بارلاخ (ارنست)

Barlach (Ernst-) - Barlach (Ernst-)

بارلاخ (إرنست ـ)

(1870 ـ 1938)

 

إرنست بارلاخ Ernst Barlach نحات وكاتب مسرحي وروائي ألماني؛ ولد في فدل Wedel التابعة لمنطقة هولشتاين Holstein في ألمانية، وتوفي في مدينة روستوك Rostock. كان رائداً في الحركة التشكيلية، وأحد رواد الحركة التعبيرية[ر] في الأدب.

درس بارلاخ الفن في هامبورغ (1888-1891) ثم في دريسدن (1891-1894) وباريس (1895- 1896). وأقام معرضه الأول في برلين عام 1904. وقد تأثر في بداياته بأسلوب الفن الألماني الحديث يوغندشتيل Jugendstil مما جعله ينتقل من فن النحت تارة إلى فن الزخرفة تارة أخرى بدون اتباع أسلوب خاص به. ولكن كان لزيارته القصيرة لروسية (1906- 1908) أثر كبير في تطور أسلوبه الفني الخاص ونضجه. فقد وجد في أجساد الريفيين الروس القوية، وفي وجوههم القاسية المعبرة صوراً عن المعاناة الإنسانية التي اهتم بها بارلاخ كثيراً. وقد ظهرت هذه الصور تماماً في تماثيله التي نحتها بعد ذلك والتي مثّلت أجساداً بشرية صلبة ذات ملامح صارمة في لباسها الريفي الخشن. وأشهر مثال على هذه التماثيل «المنتقم» The Avenger الذي نحته بارلاخ عام 1922 والذي شكل جزءاً من مجموعته الفنية التي عبّرت عن معاناة الشعب.

اهتم بارلاخ بفن النحت القوطي الألماني Gothic الذي يتميز بفظاظته وعنفه وهذا ماجعله يفضل الخشب مادة خاماً لنحت تماثيله، لخشونتها وعدم انسجام توزيع الظل والضوء فيها. فحتى حين استعمل مواد أخرى غير الخشب، كما في تمثاله البرونزي «الموت» (1925) Death، كان بارلاخ يحاول دائماً إضفاء صفات ومقومات الخشب على المادة الأخرى ليحصل بالتالي على نتيجة تعطي انطباعاً أكثر قسوة وعنفاً. وقد أضفى هذا على أعماله قوة وصخباً يثيران مشاعر مأساوية تعبر عن معاناة الإنسان بوضوح.

قام بارلاخ بعدة رحلات إلى فرنسة وإيطالية انعكست آثارها في أعماله التشكيلية، وكان أيضاً عضواً في أكاديمية الفنون في برلين منذ عام 1919، وبعدها في مونيخ منذ عام 1925. وحقق بارلاخ شهرة واسعة في العشرينات والثلاثينات حين نحت نصباً تذكارية حربية في مدينة ماغدبورغ Magdeburg وفي هامبورغ، وتماثيل لشخصيات دينية لكنيسة سانت كاترينِن St.Katherinen في لوبِك Lübeck. ومع أن الكثير من هذه الأعمال أُزيلت من المتاحف وحرِّقت إبان الحكم النازي في ألمانية الذي اتهم بارلاخ بالانحطاطية، لكن اسم بارلاخ عاد مجدداً إلى الظهور بعد الحرب العالمية الثانية وأُسس على أثرها لتكريم اسمه مجمع فني في هامبورغ باسم مجمع بارلاخ، ومتحف صغير يحمل اسمه قرب مدينة لونبورغ Lüneburg.

أما عن أعمال بارلاخ الأدبية فقد كانت من التميز بمكان إذ حصل عام 1924 على جائزة «هاينريش فون كلايست» للأدب. وتعود شهرته كأديب إلى مسرحياته أكثر منها إلى رواياته. فقد جمع في نصوصه المسرحية الرمزية والواقعية ليظهر عبث الوجود المأساوي. ومع أنه أحد أقطاب الحركة التعبيرية فإن لأعماله صفة خاصة تتعدى منطلقات هذه الحركة وأهدافها. فهي تتميز بنزعة صوفية تلهم بارلاخ تصوير ما يعتلج بالنفس في مونولوجات مطولة وبلغة غامضة غنية بالصور، أما الحوادث فهي تعبير عن بحث الشخصيات عن الفهم والإدراك، وعن الطريقة التي تجعلها مفهومة من قبل الآخرين، في محاولة تهدف إلى تحرير الذات. إن صوفية بارلاخ تجد جذورها عند إيكهارت[ر] صوفيّ القرون الوسطى الدومينيكاني، وفي الفكر الصيني القديم وكذلك عند دستويفسكي[ر]. وتنعكس صوفيته هذه في توقه المستمر إلى خلاص الروح من أسر الجسد، للانطلاق نحو الفكر الإشراقي المستنير، كتعويض عن خمول المادة وفتورها. وكان العهد القديم والعهد الجديد المصدرين الأساسيين لموضوعات بارلاخ التي كان يحصرها مكانياً في أجواء التجمعات السكانية الصغيرة المشابهة لمسقط رأسه. وتعد علاقة الأب ـ الابن في مواجهة الأم في أهم الموضوعات المتكررة في أعماله.

أما أهم أعماله المسرحية فهي: «اليوم الميت» (1912) Der tote Tag، و«ابن العم المسكين» (1918) Der arme Vetter، و«آل سيديموند الحقيقيون»  (1920) Die echten Sedemunds، و«الطوفان» (1924) Die Sündflut، و«السيد بول الثمل» (1926) Der blaue Boll، و«أمير راتسبورغ» (1951) Der Graf von Ratzburg.

ومن رواياته: «القمر المسروق» (1948) Der gestohlene Mond، و«خنزير البحر» (1948) Seespeck؛ وله أعمال أخرى أهمها «عشر رسائل إلى أديب شاب» (1954) Zehn Briefe an einen jungen Dichter.

نبيل الحفار

 

مراجع للاستزادة:

 

- MARGRET DIETRICH, Das moderne Drama, Kröner (Stuttgart 1963).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 579
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58480696
اليوم : 53210

السهيلي (عبد الرحمن بن عبد الله-)

السهيلي (عبد الرحمن بن عبد الله-) (508ـ581هـ/1114ـ1185م)   أبو القاسم، أحد الأعلام البارزين الذين شاركوا في نهضة تراثنا الإسلامي وإنمائه، حافظ، عالم باللغة والسير، ضرير، وُلد في مالقة، وعمي وعمره 17سنة، ونبغ، فاتصل خبره بصاحب مراكش فطلبه إليها وأكرمه، فأقام يصنف كتبه إلى أن توفي بها.
المزيد »