logo

logo

logo

logo

logo

بِلقيس

بلقيس

Bilqis - Bilqis

بِلقيس

 

جاء ذكر بِلقيس Belkis في التراث بروايات عدة منها الأسطورية، ومنها التاريخية، ومنها الدينية.

ويتردد هذا الاسم في مصادر التاريخ العربية على أنه اسم ملكة سبأ التي حكمت اليمن في القرن العاشر قبل الميلاد، أي زمن سليمان عليه السلام. ولا يمكن الجزم بهذا القول؛ لأنه لم يعثر إلى اليوم على اسم بلقيس في الآثار اليمنية. والقرآن حين ذكر ملكة سبأ لم يقل إن الملكة تدعى بلقيس ولم يسمّها، ومن الباحثين من يجعل من بلقيس لقباً كان اليمنيون يطلقونه على ملكاتهم. بل هناك من يعتقد أن اسم سبأ كان مشتركاً تتوارثه معين وسبأ وحمير وقتبان وحضرموت لكونها في الأصل أسرة واحدة.

تذكر بعض المراجع أن ملكة اسمها بلقيس بنت الهدهاد بن شرجبيل، أو هي يلمقة بنت اليشرح بن الحارث، ينتهي نسبها إلى قحطان، قد تولت ملك اليمن بعد أبيها، وكانت عاصمة ملكها المدينة اليمنية سبأ، وأنها تمكنت من مدِّ نفوذها إلى بابل وفارس وأرض نهاوند وأذربيجان، وقد بلغت البلاد في عهدها أوج ازدهارها وقوتها.

ورد في بعض تفاسير القرآن أن ملكة سبأ التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة النمل (20-45) هي، على الأرجح، بلقيس، وكانت تعبد الشمس من دون الله، ولها سلطان عظيم، فبعث إليها سليمان بكتاب مع الهدهد يدعوها فيه إلى عبادة الله، فأجمعت وقومها أمرهم على إرسال هدية إليه. ولكنّ سليمان عليه السلام ردّها، وعندئذ خفت بلقيس لملاقاته مع وفد من كبار قومها، وقد تفاوتت الروايات القديمة في وصف الوفد المرافق لبلقيس، في حين لم يتعرض القرآن لذلك. وتنتهي قصة ملكة سبأ في القرآن الكريم بأن تسلم مع سليمان لله رب العالمين.

وجاء في التوراة[ر] ذكر زيارة ملكة سبأ لسليمان، وزعم بعضهم أن زيارتها ذكرت لتشير إلى الاتصال الذي كان بين العبرانيين والسبئيين أيام سليمان. وعللت التوراة سبب هذه الزيارة برغبة ملكة سبأ في امتحان سليمان ببعض المسائل، والتماس الحكمة منه، ولا يُعرف إن كانت تلك الملكة هي بلقيس.

وكذلك جاء ذكر ملكة سبأ في تاريخ الحبشة، إذ أرجع نجاشيو الحبشة نسبهم إلى هذه الملكة، وهي تدعى عندهم ماكدا.

ورويت حول زواجها روايات متباينة لم تثبت تاريخياً واحدة منها.

وأما خبر وفاتها فقد أورده الديار بكري في تاريخه فذكر أنها توفيت بتدمر، ودفنت تحت حائط في المدينة، ولم يعلم أحد بموضع قبرها إلى أيام الوليد بن عبد الملك بن مروان، حين كشف عن تابوت طوله ستون ذراعاً من حجر أصفر مكتوب عليه: «هذا مدفن تابوت بلقيس الصالحة»، ولما رفع غطاء التابوت وجدوها ما تزال غضة طرية كأنها دفنت من ليلتها، فأمر الوليد بتركه مكانه وأن يبنى عليه بالصخر والمرمر.

 

مها المبارك

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

 سبأ ـ سليمان (النبي ـ).

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ وهب بن منبّه، التيجان في ملوك حمير، تحقيق ونشر مكتب الدراسات والأبحاث اليمنية (صنعاء 1979).

ـ الطبري، تاريخ الدول والملوك (دار القلم، بيروت).

ـ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن (دار الكاتب العربي، القاهرة 1968).

ـ ابن كثير، البداية والنهاية (دار الحديث، القاهرة 1993).

ـ الديار بكري، تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس (مؤسسة شعبان، بيروت 1283).         


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 309
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58491416
اليوم : 63930

البيضاوي (عبد الله بن عمر-)

البيضاوي (عبد الله بن عمر ـ) (نحو 600 ـ 685هـ/1203 ـ 1286م)   أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشيرازي الفارسي، ناصر الدين، قاض، فقيه، وأصولي شافعي ومفسّر مشهور. ولد في البيضاء، وهي بلدة كبيرة من توابع شيراز، من أسرة تتالى فيها القضاة والعلماء. أخذ العلم عن أبيه الذي انتقل إلى شيراز فعينه حاكمها قاضي القضاة في المدينة التي كانت حافلة بالعلماء، فأخذ عنهم البيضاوي حتى نبغ في العلوم.
المزيد »