logo

logo

logo

logo

logo

بئر معونة (سرية-)

بير معونه (سريه)

Bir' Maoona - Bir' Maoona

بئر معونة (سرية ـ)

 

سرية بئر معونة اسم لحادثة وقعت في صفر سنة أربع للهجرة في موضع يدعى بئر معونة، وهي ماء من مياه بني سُليم بين أرض بني عامر وحرّة بني سليم. فقد قدم أبو بَراء عامر بن مالك بن جعفر «ملاعب الأسنة» من سادة بني عامر بن صعصعة على رسول اللهr فأهدى للرسول فرساً فرد الرسولhttps://mail.arab-ency.com.sy/ency/details/1545/5# الهدية لأنه لا يقبل هدية مشرك وعرض عليه الإسلام فلم يُسلم ولم يُبعد، وقال لرسول الله: «يا محمد، لو بعثت رجالاً من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك». فقال رسول الله r: «إني أخشى عليهم أهل نجد، فقال أبو براء، أنا لهم جار»، فبعث الرسولr المنذر بن عمرو من بني ساعدة الملقب «المُعْنِق ليموت» في أربعين رجلاً من أصحابه، وقيل كانوا سبعين، من خيار المسلمين يقال لهم القُرّاء لأنهم كانوا يحتطبون  بالنهار ويصلون ويتدارسون بالليل وكان من بينهم الحارث بن الصِمّة وحَرام بن مِلجان وعُروة بن أسماء بن الصَّلت ونافع بن بُديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فُهيرة. فساروا حتى نزلوا ببئر معونة، وبعثوا حرام بن مِلحان بكتاب رسول اللهr إلى عامر بن الطفيل. فلما أتاه لم ينظر في الكتاب حتى عدا على الرجل فقتله. ثم استصرخ عليهم بني عامر فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم إليه. وقالوا: لن نخفر جوار أبي براء وقد عقد لهم عقداً وجواراً. وكان أبو براء قد خرج قبل مقدم القوم إلى ناحية نجد بعد أن أخبر قومه أنه قد أجار أصحاب رسول الله. فاستصرخ عليهم عامر بن الطفيل قبائل من بني سُليم، عُصيّة ورِعْلاً وذَكوان ولحيان، فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم، فلما رآهم المسلمون أخذوا سيوفهم ثم قاتلوهم حتى قُتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد أحد بني دينار بن النجار، فإنهم تركوه وبه رمق، فعاش حتى قتل يوم الخندق.

وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضَمْري، ورجل من الأنصار من بني عمرو بن عوف، فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إلا الطير تحوم فوق العسكر فقالا: والله إن لهذه الطير لشأناً، فأقبلا لينظرا فإذا القوم في دمائهم وإذا الجماعة التي أصابتهم واقفة، فقال الأنصاري لعمرو بن أمية: ماذا ترى؟ قال: أرى أن نلحق برسول اللهr فنخبره الخبر. لكن الأنصاري أبى ذلك لأنه لا يرغب بنفسه عن موطن قُتِل فيه المنذر بن عمرو ثم قاتل القوم حتى قُتِل، وأخذوا عمرو بن أمية أسيراً، فلما أخبرهم أنه من مُضَر، أطلقه عامر بن الطفيل، وجزّ ناصيته، وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه.

ولما بلغ رسول اللهr خبر بئر معونة حزن حزناً شديداً ودعا على قتلتهم شهراً في صلاة الغداة، ولم يجد على قتلى ما وجد على قتلى بئر معونة حتى نزلت الآية الكريمة: }لَيْس لَكَ من الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم{ (آل عمران: 128). وقد شق على أبي براء ما فعله عامر بن الطفيل وما أصاب أصحاب رسول الله بسببه، وهو يومئذ شيخ كبير قد نهكه المرض، فلحق ابنه ربيعة عامر بن الطفيل وطعنه ولكنه أخطأ مقاتله.

وقال حسان بن ثابت يبكي قتلى بئر معونة:

على قتلـى معونـة فاستهلِّي

                  بدمع العين سَحَّا غيرَ نَزْر

على خيل الرسول غداةَ لاقوا

                  مناياهـم ولاقتْهـم بقـدْرِ

أصابَهم الفنـاءُ بعَقـدِ قـوم

                  تُخوّن عقدُ حبلهـم بغَـدر

فيـا لهفـي لمِنذرٍ إذ تولّـى

                  وأعْنَق في منيّتـه بصبـر

 

منى الحسن

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن هشام، السيرة النبوية (دار الجيل).

ـ ابن كثير، السيرة النبوية (دار المعرفة، بيروت).

ـ الطبري، تاريخ الطبري (دار سويدان، بيروت).


التصنيف : التاريخ
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 691
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1054
الكل : 58492168
اليوم : 64682

الإقلاع والهبوط

الإقلاع والهبوط   إقلاع الطائرة الإقلاع take off في نظريات الطيران، هو حركة الطائرة المتسارعة من بداية الدرجان إلى أن تكتسب سرعة وارتفاعاً يضمنان لها سلامة الانتقال إلى نظام التسلق في الهواء. ولقد تم تحديد الارتفاع الآمن للطائرات كافة بخمسة وعشرين متراً، وهو الارتفاع القياسي للعوائق الطبيعية من أشجار وأبنية وغيرها قرب المطارات. كما تم تحديد سرعة الأمان، بالسرعة الدنيا لمناورة الطائرة.
المزيد »