logo

logo

logo

logo

logo

بشر الحافي (بشر بن الحارث)

بشر حافي (بشر حارث)

Bishir al-Hafi - Bishir al-Hafi

بشر الحافي (بشر بن الحارث)

(150 - 226هـ/767 - 840م)

 

أبو نصر بشر بن الحارث بن عبد الرحمن المروزي، المعروف بالحافي، متصوف زاهد، ومن ثقات رجال الحديث. أصله من الموالي من قرية من قرى مرو، استقر أبوه الحارث في بغداد وفيها عاش بشر، ولقب بالحافي لأنه جاء إلى إسكاف يطلب منه شسعاً لإحدى نعليه وكان قد انقطع، فقال له الإسكاف: ما أكثر كلفتكم على الناس. فألقى النعل من يده والأخرى من رجله وحلف لا يلبس نعلاً بعد ذلك، ومشى حافياً حتى اسودّ أسفل قدميه.

سمع بشر من كثيرين، منهم: إبراهيم بن سعد الزهري، وعبد الله بن المبارك، وعيسى بن يونس، وأبو معاوية الضرير والمعافى بن عمران الموصلي.

عدّ بشر في كبار المتصوفة، وقد اقترن اسمه باسم اثنين من المتصوفة الزهّاد القدامى، أولهما ذو النون المصري ثوبان بن إبراهيم (ت245هـ) والثاني سهل بن عبد الله التستري (ت283) فقيل «إنّ ذا النون له العبارة وسهلاً له الإشارة، وأما بشر بن الحارث فله الورع». وكان تصوف بشر يقوم على الزهد والعزوف عن الدنيا ومغالبة شهواتها في السرّ والعلن، وكان في ذلك شديداً على نفسه لا يتركها على هواها تشتهي شيئاً من مأكل أو ملبس، فاجتمع حوله عدد من الزهّاد، بثّ فيهم تعاليمه، منهم: ابن منصور البزّاز، وسريّ السقطي، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري وغيرهم. وقد أخذ نفسه بالتعاليم التي يدعو إليها، فاعتزل الناس، إذ كان يرى أن السلامة في العزلة والبعد عمّن حوله، وكان يبغض المدح ويرى أن العلم هو العمل، وإذا لم يعمل الإنسان بما تعلم فترك العلم أفضل. وقد عظَّم شأن الأبوة، ورأى أن دعاء الوالد لولده كدعاء النبي لأمته.

كان بشر يدعو إلى التفقه بالدين، وكان كثير الحديث، إلاّ أنه لم ينصب نفسه للرواية كراهة لها ورغبة عنها، وقد سمع من مالك بن أنس حين لقيه في الحج، وكان الناس يثقون بروايته للحديث، ويروى أن أحمد بن حنبل قال حين ذاكره إنسان بحديث رواه عيسى بن يونس: «استغفر الله فما يوجد إلا عند بشر بن الحارث».

وكان ابن حنبل يقول: «ما مثلُ بشر بن الحارث إلا مثل رجل ركز رمحاً في الأرض، ثم قعد على السنان، فما ترك لأحد موضعاً يقعد فيه».

وكل ما سمع من بشر فإنما هو على سبيل المذاكرة، وكان يرى أن الرجل قبل أن يحدّث أفضل منه إذا حدّث لأن الحديث قد غدا طرقاً من طلب الدنيا، وكان يدعو الله أن يذهب من قلبه ما حفظ من الأحاديث، ولذلك دفن ما رواه، ومع ذلك رويت أحاديث كان بشر أحد من أسند إليهم روايتها.

لم يترك بشر كتباً، فقد رأى كتباً كثيرة له توطأ ويرمى بها فدفنها كلها في حياته، وقد تناقل مريدوه تعاليمه شفاهاً، وكان من أبرزهم عبد الله بن أحمد بن حنبل.

عرف بشر بوفرة العقل ورجاحته واستقامة المذهب وعزوف النفس عن الهوى والبعد عن الفضول، حتى قيل: ما أخرجت بغداد أتم عقلاً ولا أحفظ لساناً من بشر بن الحارث، له شعر في الزهد والنصح.

مات في بغداد، فمشى في جنازته خلق كثير.

 

نهلة الحمصي

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

أحمد بن حنبل ـ التصوف الإسلامي.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ الحافظ الأصفهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، المجلد الثامن (المكتبة السلفية الطبعة الأولى).

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت).

ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (دار الكتاب العربي، بيروت).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 120
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1044
الكل : 58480671
اليوم : 53185

لايه (كمارا-)

لايِه (كَمارا ـ) (1928 ـ 1980)   كَمارا لايِه Camara Laye هو رائد أدب إفريقيا الغربية المكتوب باللغة الفرنسية على صعيد الرواية والقصة القصيرة. وُلد في مدينة كوروسا Kouroussa ذات التاريخ العريق في امبراطورية مالي Mali (في غينيا Guinée اليوم) وتوفي منفياً في دكار Dakar في السنغال Sénégal. كان والده صائغ ذهب في كوروسا حيث تردد لايه على المدرسة القرآنية والمدرسة الرسمية إلى أن انتقل إلى العاصمة كوناكري Conakry، حيث درس في المعهد التقني بواريه Poiret، ثم حصل على منحة دراسية سمحت له بدراسة الهندسة في أرجُنْتوي Argenteuil خارج باريس.
المزيد »