logo

logo

logo

logo

logo

ابن بشكوال

بشكوال

Ibn Bashkuwal - Ibn Bashkuwal

ابن بَشْكُوال

(494ـ578هـ/1101ـ1183م)

 

أبو القاسم، خلف بن عبد الملك بن بَشْكُوال الخزرجي الأنصاري القرطبي، من أئمة محدثي الأندلس ومؤرخيها، ولد في قرطبة وفيها نشأ. تنتسب أسرته إلى شُرِّيُّون Sorrion من نواحي بَلَنْسية. أما الاسم بشكوال فيأتي من كلمة «بَسكوال» الإسبانية نسبة إلى بَسكا ومعناها عيد الفصح.

بدأ ابن بشكوال حياته العلمية منذ حداثة سنه، فقد كان والده من رجال الحديث ورواته، فتلمذ له وروى عنه، كما تلمذ في قرطبة لآخرين، منهم: أبو الوليد بن رُشد الفقيه المالكي قاضي الجماعة في قرطبة (ت520هـ)، وأجازه أبو علي حسين بن محمد (ت514هـ) كما سمع من علماء آخرين، ولمّا انتقل إلى إشبيلية سمع من أبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي(543هـ) وغيره، وكان يكاتب طائفة من أهل المشرق ويكاتبونه.

ولي ابن بشكوال القضاء مدة في بعض نواحي إشبيلية نيابة عن ابن العربي، ولكنه مالبث أن تركه وانصرف إلى الدرس والتأليف في السِّير والتاريخ.

اكتسب ابن بشكوال معرفة واسعة بالحديث فيما كان يرويه ويسنده حتى وصفه ابن الأبّار بأنه كان آخر حجة في الحديث بقرطبة. كما اكتسب معرفة واسعة بتاريخ وطنه، ولم يكن له نظير في معرفة تاريخ الأندلس، قديمه وحديثه.

روى عنه كثيرون، منهم: أبو بكر بن سَمْحون، وأبو الحسن بن الضّحاك، وأحمد بن زيد بن بقيّ.

كان ابن بشكوال موصوفاً بالصلاح وسلامة الباطن والتواضع ولين الجانب والصبر وطول الاحتمال والقناعة والبعد عمّا يحط من قدره، لذلك لم يجد أحدٌ من سبيل إلى الطعن فيه، وقد عاش طويلاً حتى جاوز الثمانين، وكان يكره أن يسأله أحد عن مولده، فكان يردّ عليه: أقبل على شأنك، ليس من مروءة الرجل أن يخبر بسنه. مات في قرطبة، ودفن فيها.

ترك ابن بشكوال عدداً كبيراً من المؤلفات، قيل إنها بلغت خمسين مؤلفاً، وقد ذكرها الذهبي في تذكرته.

أشهرها: كتاب «الصلة» في مجلدين، وقد جعله ذيلاً على «تاريخ علماء الأندلس» لابن الفَرضي، وجمع فيه تراجم عدد كبير من علماء الأندلس وترجم فيه لأبيه، ويعدّ هذا الكتاب من أهم الكتب التي ألفها ابن بشكوال، واعترف معاصروه بقيمته ورأوا فيه كتاباً لا يستغني أهل الفقه عن النظر فيه والاحتجاح به، وقد اعتمد المؤلف فيه على مصادر أساسية أهمها: الرواية المتواترة، التي استقاها من شيوخه، ومن المكاتبات التي كانت بينه وبين غيره من العلماء، ومن النقل من الكتب التي سبقته في هذا الفن وخاصة كتاب ابن الفرضي وكتاب «جذوة المقتبس» للحميدي، وكان يقابل الروايات التي كتبت بخط من سبقوه ويعتمد على مصادر للتثبت من صحة الرواية.

وقد ذكر في كتابه رواة الحديث من الأندلسيين الذين عاشوا في الأندلس أو رحلوا عنها أو جاؤوا إليها، وكان يضيف إلى ذلك ما له قيمة علمية في هذه الرحلات، التي كانت في الأصل للحج، ولكن العلماء كانوا يعدونها فرصة للاطلاع العلمي على أحدث ما وصل إليه العلماء شرقاً وغرباً.

ولم يكن ابن بشكوال يكتفي بعرض الجانب العام من شخصية المترجم له، بل كان يلمس الجوانب الخاصة من حياته، وكان في ذلك يبين حالة المجتمع في زمانه، ولم يكن يعنى بالجوانب الأدبية عند العالم، لذلك قلّت النصوص والشواهد في كتابه فلم يكن يشير إليها إلاّ نادراً، إذ ركّز اهتمامه في ترجمته لرجال الفقه والحديث على الجانب الأخلاقي والسلوكي.

وقد نشر الكتاب المستشرق الإسباني كوديرا Codera في مدريد في المكتبة العربية الإسبانية سنة 1883م.

ولابن بشكوال كتاب «الغوامض والمبهمات من الأسماء» وهو معجم لكبار رواة الحديث وذوي الأسماء العسيرة التهجية أو التي تختلط بغيرها من الأسماء، فوضّحها، وقد نسج فيه على منوال الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد».

وله كتاب «ذِكر من روى الموطّأ عن مالك» في جزأين، رتّب أسماءهم على حروف المعجم فبلغ عددهم ثلاثة وسبعين رجلاً، وكتاب «الفوائد المنتخبة من الحكايات المستغربة»، وهو عشرون جزءاً في مجلدٍ واحد، وكتاب «المستغيثين بالله»، وكتاب «المحاسن والفضائل في معرفة العلماء الأفاضل»، وله تاريخ صغير في أحوال الأندلس، كثيراً ما نقل عنه المَقّري.

 

نهلة الحمصي

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن الأبّار، المعجم (دار الكتاب العربي للطباعة والنشر 1967).

_الذهبي، تذكرة الحفاظ ( دار احياء التراث العربي).

ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة 1984).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 124
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58481094
اليوم : 53608

الامتصاص

الامتصاص   الامتصاص absorption هو عملية دخول الأغذية والغازات التنفسية الكائنات الحية ووصولها إلى الخلايا. ويختلف الامتصاص باختلاف الكائن الحي الذي يقوم به، كما يختلف باختلاف طبيعة المادة الممتصة. ويتم الامتصاص في الحيوانات الراقية في ثلاث مراحل هي: دخول المواد الغذائية التجويف الهاضم (المعدة)، ثم وصول المواد المهضومة إلى جهاز الدوران (الدم)، ومن ثم حصول الخلايا المختلفة، العضلية والعظمية والعصبية وغيرها على حاجاتها من الأغذية.
المزيد »