logo

logo

logo

logo

logo

ألاركون مندوثا

الاركون مندوثا

Juan Ruiz de Alarcon y Mendoza - Juan Ruiz de Alarcon y Mendoza

ألاركون مندوثا

(1581ـ 1639)

 

خوان رويث دي ألاركون مندوثا Juan Ruiz de Alarón Mendoza شاعر وروائي وكاتب مسرحي إسباني ولد في المكسيك. ودرس القانون في كل من الجامعة الملكية والجامعة اللاهوتية، ثم تخرج في جامعة سلمنقة Salamanca عام 1602. وقضى عامين في إشبيلية (1606 - 1608) عند أحد أقربائه ثم عاد إلى المكسيك حيث حصل عام 1609 على إجازة في الحقوق وشغل عدة مناصب.

رحل إلى مدريد عام 1614 وأقام بها حتى وفاته. وقد عينه مجلس الهند، وهو مجلس كان يدير شؤون المستعمرات الإسبانية في القارة الأمريكية، في وظيفة مقرر مؤقت حتى شغل هذا المنصب كاملاً عام 1633.

كان ألاركون قصير القامة أحدب الصدر والظهر، فكانت عاهته مادة لسخرية لاذعة جرت على ألسنة مشاهير عصره من أمثال الشاعرين لويس دي غونغورا Luis de Góngora وفرانثيسكو دي كيبيدو Francisco de Quevedo؛ والكاتبين المسرحيين لوبي دي بيغا Lope de Vega وتيرسو دي مولينا Tirso de Molina؛ وكانوا ينتقدون ميله الشديد إلى استعراض ألقابه وإصراره على أن يلقب بكلمة «السيد» Don.

إن حساسية الكاتب الشديدة وفكره الفذ جعلاه يشعر بالألم والجرح من التهجم عليه، وظهر ذلك في مسرحياته إذ تبدو الفضيلة غالباً في صورة أناس لا يتحلون بالظرف وتتجلى العيوب الأخلاقية غالباً في أشخاص من ذوي الجاذب، كل ذلك بأسلوب ميزه من كتاب عصره.

لكن سوء نيّة أعدائه لم تتوقف عند حد السخرية والكتابة بل ظهرت عملياً، مثلما حدث عندما ألقيت قارورة صغيرة تحتوي على مادة ذات رائحة كريهة في حفل افتتاح عرض مسرحيته «المسيح الدجال» وكانت على وشك أن تقضي على عرض تلك الملهاة، وهي الوحيدة التي كتبها ألاركون حول موضوع ديني.

لكن جمهور مسرح القرن السابع عشر الذي كان يصعب إرضاؤه كافأ ألاركون بالتصفيق لنقله على خشبة المسرح خطايا النميمة والكذب ومزايا الكرم والتفاني والنزاهة والسمو، إضافة إلى الصراعات الداخلية للحب وللعواطف القادرة على كل أنواع التضحية، مما أثار في الجمهور مشاعر الإعجاب والحماسة.

ربما كان مسرح ألاركون أقل من مسرح معاصريه. ومع أن هؤلاء قد لمعوا بفضل التأليف الغزير والشاعرية فإن شخصياتهم كانت سطحية ومحصورة في مفهوم واحد ضيق وبدائي هو مفهوم الشرف، أما ألاركون فقد اهتم بالمشاكل الحقيقية للسلوك.

تميز مسرح ألاركون بثلاث صفات جعلته في مقدمة كتّاب عصره، فقد كان التوجه الأخلاقي في مسرحه شيئاً جديداً على المسرح الإسباني الذي كان عموماً نوعاً من التسلية المرحة، إذ حوّل ألاركون خشبة المسرح إلى مدرسة أخلاق وانتقد بلهجة صارمة في أعماله كثيراً من الخطايا، لذا يعدّ ألاركون مؤسس المسرح الأخلاقي في الأدب الإسباني. أما الصفة الثانية فتصوير الشخصيات، وهو ما يتميز به من معاصريه لوبي دي بيغا وتيرسو دي مولينا، فقد كان ألاركون يفضل القيام بتحليل نفسي لأنماط فردية يسهل تعميمها كالكاذب والجاحد والنمام. وهذا ما يفسر النجاح الذي لاقاه لدى كتاب المسرح الفرنسيين، وخاصة كورنيّيْ Corneille، الذين كانوا يميلون إلى التعميم والتجريد. ويمكن القول إن ألاركون اتخذ موقفاً مستقلاً، ولم يخضع للمجتمع الذي كان يعيش فيه. فالشرف في نظره ليس إلهاً يجب تقديم القرابين له، إذ يتعارض مثل ذلك والوعي الأخلاقي للفرد، فهناك الشرف القائم على الفضيلة، المتناسب مع الأخلاق الفردية، وهناك الشرف القائم على الرأي النابع من رأي المجتمع. ويجب على الشرف الأول أن ينتصر على الشرف الثاني لأن الأول قائم على الوعي الفردي والأخلاق واحترام الشخص لذاته. فالنبيل لا يبني نبله على اللقب الموروث بل على أعماله وصفاته الشخصية لأن الشرف قيمة ذهنية. وإذا ما تعرض هذا النبيل للإهانة فإن عليه ألا يلجأ إلى الانتقام الدامي، بل يجب أن يحكّم العقل في اندفاعات العاطفة ويجعله موجهاً لتصرفه. إذن من الممكن أن تدخل أخلاق الفرد في صراع مع الأخلاق الجماعية، ويحسن الكف عن اعتبار الشرف أسطورة اجتماعية دينية والاهتمام بالقيمة الأخلاقية للسلوك الإنساني. ومن هنا نشأت الملهاة الأخلاقية أو ملهاة العادات والشخوص على يد ألاركون.

أما الصفة الثالثة فهي الاعتدال اللفظي الدقيق والأسلوب التأملي، إذ اتصفت كتاباته باللهجة المعتدلة الوقور ودقة الأسلوب وأناقته، الأمر الذي يتناسب مع المفهوم الحديث للكمال الفني ويتناقض مع ارتجالات لوبي دي بيغا التي أوقعت صاحبها في كثير من الأخطاء اللفظية.

كتب ألاركون نحو عشرين مسرحية، وكان معنياً بتهذيب أبياته وبناء مسرحياته بناء سليماً. فلم ينحصر اهتمامه بالأبيات بل اهتم أيضاً ببناء الحدث لتلافي تعدد العقد الدرامية وتعدد الموضوعات لرغبته في تماسك البناء الدرامي ورسم الشخصيات. تدور كل مسرحية من مسرحياته حول شخص أو نموذج نفسي تقوم شخصيته على رذيلة أو على مزية اجتماعية أو حول موقف غريب اجتماعياً، وتنتمي تلك الشخصيات إلى الطبقة نصف النبيلة، وغالباً ما تدور أحداث مسرحياته في المدن في إطار جو حضري وعادات حضرية. ومن أشهر ملاهيه ذات الطابع الأخلاقي مسرحية «الحقيقة المشكوك فيها» La verdad sospechosa التي قلدها بعد ذلك الكاتب المسرحي الفرنسي كورنيي في مسرحيته «الكذاب» Le menteur يقدم ألاركون في هذه المسرحية نموذج الشاب غارثيا Garcia الذي تورط في أكاذيبه ففقد حبيبته واضطر إلى الزواج ممن لا يحب، وهي السمة الأخلاقية نفسها التي في مسرحيته «للحيطان آذان» Las pare des oyen التي ينتقد فيها رذيلة الاستغابة، ومسرحيته «إثبات الوعود» La prueba de las promesas التي ينتقد فيها الجحود.

وهناك مسرحيتان كتبهما ألاركون في مرحلة النضج وهما «امتحان الأزواج» El exámen de maridos و«لا يخلو شر من خير» No hay mal que por bien no venga، وتعدّان من روائع ملاهي العادات والمسرح الأخلاقي.

كان لمسرح ألاركون أكبر الأثر في المسرح الإسباني فيما بعد سواء في القرن الثامن عشر أو التاسع عشر فيما يسمى ملهاة «الصالون». التي توجد كل عناصرها في مسرحية ألاركون «الحقيقة المشكوك فيها». كما كتب مسرحيات ذات مضمون تاريخي أو أسطوري مثل «حائك سيغوبيا» El tejedor de Segovia  التي ظهرت عام 1634، ومسرحية «كسب الأصدقاء» Ganar amigos التي تنم على إبداع وبناء درامي قوي في إطار غامض يمجد فيه ألاركون الفضائل البطولية.

ظهر الجزء الأول من أعمال ألاركون، وقد تضمن تسع مسرحيات، في مدريد عام 1628، لكن من الصعب تحديد تاريخ عرض تلك المسرحيات ومن الأصعب تحديد تاريخ كتابتها. وظهرت الطبعة الوحيدة الحديثة لأعمال ألاركون الكاملة في مدريد سنة 1852 في الجزء العشرين من سلسلة «مكتبة الكتاب الإسبان منذ تكوين اللغة حتى اليوم».

وأعيد طبع هذه النسخة كما هي مرة أخرى في المكسيك سنة 1951 تحت عنوان «الأعمال المسرحية الكاملة لخوان رويث دي ألاركون». كانت شخصية ألاركون الجذابة والمثيرة للاهتمام موضوع بحث لدراسات عدة حول حياته ونشاطه الوظيفي ومعجم الألفاظ والأساليب النحوية المستخدمة في ملاهيه، والأنماط الشخصية التي قدمها في مسرحياته، ومدى تأثر أعماله بالتيارات الاتباعية، وأثر أعماله في الآداب الأخرى ولاسيما الأدب الفرنسي، وأخيراً قوميته المكسيكية.

ابتهال يونس

 

مراجع للاستزادة

 

-         ANTONIO CASTRO LEAL, Juan Ruiz de Alarcón su vida y su obra (Mexico 1943).

-         ALVA V.EBERSOLE, El ambiente espanol visto por Juan Ruiz de Alarcón (Valencia 1959).

-         HENRIQUEZ UREÑA, Don Juan Ruiz de Alarcón (1914).

 


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 174
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1052
الكل : 58481843
اليوم : 54357

الإنديوم

الإنديوم   الإنديوم indium عنصر معدني طري قابل للخدش بالظفر، يقع في الفصيلة IIIa، وفي الدور الخامس من الجدول الدوري للعناصر. رمزه الكيمياوي In، وعدده الذري 49، ووزنه الذري 114.76. اكتشفه العالمان رايخ Reich وريختر Richter عام 1863 في أثناء فحصهما تراب فلز الزنك براسم الطيف. ودعي باسمه هذا اشتقاقاً من Indigo أي النيلة، لأن فحصه بالمطياف أظهر شعاعات زرقاء جميلة.
المزيد »