logo

logo

logo

logo

logo

إيسبرونثيدا (خوسيه دي-)

ايسبرونثيدا (خوسيه دي)

Espronceda (José de-) - Espronceda (José de-)

إيسبرونثيدا (خوسيه دي ـ)

(1808- 1842)

 

خوسيه دي إيسبرونثيدا José de Espronceda شاعر إسباني ولد في مدينة ألمندرالِخو Almendralejo؛ ويعد أحد رواد الإبداعية (الرومنسية) الإسبانية. كانت حياته مثل معظم الإبداعيين، قصيرة حافلة. تعلم في مدريد، وتكونت شخصيته الأدبية في المدرسة الاتباعية (الكلاسيكية) الجديدة، التي كانت سائدة في القرن الثامن عشر. حكم عليه سنة 1823 بالسجن خمس سنوات لاشتراكه في مؤامرة سياسية، لكنه منح عفواً خاصاً بعد عدة أسابيع فقط. ثم هرب من الحكم المستبد سنة 1826 وتوجه إلى لشبونة. وهناك تعرف إلى  تيريسا مانشا Teresa Mancha ابنة أحد الليبراليين المهاجرين، وتبعها إلى لندن حيث مكث مدة عام. ثم شدته السياسة مرة أخرى فانتقل إلى باريس؛ وشارك في ثورة 1830 الفرنسية محارباً وراء المتاريس في شوارعها. وشارك في مؤامرة مخفقة على ملك إسبانية فرناندو السابع، وعند عودته إلى باريس وجد تيريسا قد تزوجت. لكنها تركت زوجها ورحلت مع إيسبرونثيدا إلى إسبانية، بفضل العفو العام الصادر سنة 1832. وفي إسبانية تخلت عنه تيريسا ثانية، ولكنها مالبثت أن توفيت بمرض السل، واتفق أن رأى إيسبرونثيدا جثتها فألهمه هذا أجمل قصيدة حب عرفتها المرحلة الإبداعية وهي «أنشودة إلى تيريسا».

ربما كان إيسبرونثيدا من أكثر شعراء جيله الإبداعي تنوعاً وتكاملاً، ومع ذلك، ففي أبياته فوضى واضطرابٌ من حيث المستوى. وهناك عيب آخر هو السعي وراء التأثير والبلاغة الرنانة. ولكن، إذا استبعد هذان العيبان، فهو يتمتع بموهبة شاعر كبير بفضل خياله القوي وصوره الجميلة وموسيقى أبياته. ومن أعماله الأولى التي بدا فيها متأثراً بالمدرسة الاتباعية الجديدة: «سيريناتا» Serenata، و«الصياد» El Pescador التي تتمتع بأسلوب أنيق، و«أنشودة إلى الشمس» Himno al Sol، وهي قصيدة فلسفية ارتبطت بتيار الاتباعية الجديدة بفضل بلاغتها.

أما أعماله القصيرة ذات الطابع الإبداعي فتحتل مرحلة تالية من حياته، وهي مجموعة قصائد منفردة ذات موضوعات مختلفة، فيها الشعر السياسي الوطني كما «في موت توريخوس» A la muerte de Torrijos، و«الثاني من أيار» El dos de Mayo و«إلى الوطن» A la patria. ثم هناك الشعر الاجتماعي التحرري الذي تضمن قصائد يعبر فيها الشاعر عن الحرية والمنبوذين اجتماعياً؛ وهي تمثل في مجموعها احتجاجاً عنيفاً على المجتمع المتحفظ التقليدي وعلى الحياة نفسها. ومن أشهر تلك القصائد «أغنية القرصان» La cancion del pirata وهي أنشودة رائعة للحرية تظهر لدى الشاعر فيها الفردية الفوضوية ذات الطابع البايروني (نسبة إلى الشاعر الإنكليزي لورد بايرون[ر] Lord Byron). وقصيدة «المتسول» El Mendigo وفيها الاحتقار المتعالي الذي يشعر به المتسول تجاه مجتمع جبان يعجبه مع نفوره منه، وفيها رضا هذا المتسول عن حياته التعسة. وقصيدة «الجلاد» El Verdugo التي تعبر عن حنق هذا الأخير على البشر إذ يعدّ نفسه ضحية لكرههم له. وقصيدة «نوبة موت» El reo de muerte التي تفضح فساد المجتمع وانحلاله بإبراز التناقض بين المتعة والألم، بين أصوات حفلة صاخبة وبين الأحلام الكئيبة التي تسيطر على المحكوم عليه بالموت. والقصيدة السردية الكبرى «طالب سلمنقة» El estudiante de Salamanca التي كتبها عام 1836. وفي هذه القصيدة الطويلة يتخلى إيسبرونثيدا عن همومه الاجتماعية ليحكي أسطورة دون فيليكس دي مونتِمار Felix de Montemar. وهو طالب ذو ميول دون جوانية، عابث، يغوي دونا إلبيرا Dona Elvira ويقتل أخاها في مبارزة، ثم يتأمل بنفسه جنازته ويحتفل بخطبته داخل سرداب كنيسة برفقة شبح الحبيبة. وتعد قصيدة «طالب سلمنقة» أروع أعمال إيسبرونثيدا.

كانت الأعوام الأخيرة من حياة إيسبرونثيدا أكثر هدوءاً. وصار نشاطه السياسي معتدلاً. ثم انتخب نائباً عن مدينة ألمرية Almería ، وكان على وشك الزواج عندما فاجأه الموت وهو في الرابعة والثلاثين من عمره إثر إصابته بسرطان الحنجرة.

 

ابتهال يونس

 

مراجع للاستزادة

 

- DOMINGO JIMENEZ, Los romanticos españoles (Madrid, Bruno 1978).

- JOSE GARCIA LOPEZ, Resumen de historia de las literaturas españolas Barcelona, Editorial Teide (1961).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 419
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1021
الكل : 58480315
اليوم : 52829

الموت.

الموت   الموت هو توقف الأعمال الحياتية في الجسم. يعتمد استمرار الأعمال الحياتية على سلامة الأجهزة الرئيسية الثلاثة في الجسم وهي جهاز التنفس وجهاز الدوران والجهاز العصبي. فإذا توقف عمل أحد هذه الأجهزة اختل عمل الجهازين الآخرين ثم توقف وانتهى الأمر بالوفاة. وخلافاً لما يُظن فإن توقف الأعمال الحياتية لا يتم آنياً في جميع الأنسجة وإنما يتتابع تدريجياً. يصيب الموت أولاً الأنسجة والأعضاء الأكثر تمايزاً مبتدئاً بالمراكز العصبية الحياتية ثم تسير إلى باقي أنحاء الجسم. وهكذا فإن الخلايا تستمر حية مدة من الزمن بعد موت الجسد somatic death، كما يتضح ذلك من مراقبة بعض الحيوانات.
المزيد »