logo

logo

logo

logo

logo

هلال (مصطفى-)

هلال (مصطفي)

Helal (Mostafah-) - Helal (Mostafah-)

هلال (مصطفى ـ)

(1909 ـ 1967)

 

ولد الموسيقي والمطرب والممثل السوري مصطفى هلال في دمشق، وتُوفِّي فيها. كان أبوه أحمد رامي هلال ضابطاً خدم في الجيش العثماني إبان الحكم العثماني للبلاد العربية، ووالدته سيدة مرموقة من سيدات المجتمع الدمشقي، جمعت إلى الجمال الذي ورثه مصطفى عنها ميلاً فطرياً إلى الموسيقى جعلها تتعلم العزف بالعود وتبرع فيه. ألحقه أبوه بمدرسة الأخوّة (الفرير) الفرنسية ثم بمدرسة التجهيز الأولى التي ظل فيها حتى الصف العاشر. مال إلى الموسيقى منذ طفولته، فأتقن العزف بالهارمونيكا [ر. الآلات الموسيقية] قبل أن يتقن العزف بالعود، واشترى مما كان يوفره من مصروفه اليومي آلة قانون، أدخلها سراً إلى البيت خوفاً من أبيه الذي لم يك راضياً عن ميول ابنه الفنية.

هجر مصطفى هلال المدرسة عام 1927، والتحق بإحدى الوظائف الحكومية، وانتسب في الوقت ذاته إلى نادي الكشاف الذي تأسس عام 1927، فتولع فيه بالتمثيل إثر مشاركته بدور صغير في رواية «السموءل» غير أن هذا النادي لم يعش، وقام على أنقاضه عام 1930 نادي «الفنون الجميلة»، وفي هذا النادي مارس هلال التلحين والغناء والتمثيل للمرة الأولى مع الممثل الكبير توفيق العطري وعدد من الممثلين الشباب آنذاك منهم: وصفي المالح ورفيق جبري والسيدة عفيفة أمين في رواية «بولين»، وقد غنى مصطفى هلال إضافة إلى التمثيل بين فصول الرواية عدداً من القصائد التي لحنها بنفسه.

أهَّل نجاح مصطفى هلال في هذه الرواية أن يضطلع في سني ثلاثينيات القرن العشرين بأدوار البطولة في روايات «لَوْلا المحامي» و«فران البندقية» و«حمدان الأندلسي» و«صلاح الدين الأيوبي» و«هملت بطل غاليا» و«الضحايا» و«البرج الهائل» و«فرانسوا الأول» وغيرها.

لم يصرف نجاح مصطفى هلال في التمثيل عن الموسيقى، فكان يقدم باسم نادي الفنون الجميلة الحفلات الموسيقية، وقد غنى من ألحانه في شهر نيسان/أبريل عام 1934- أمام رئيس الدولة صبحي بركات والوزير جميل مردم بك آنذاك - عدداً من القصائد استهلها بأنشودة «تحية دمشق»، أعقبها بقصيدتين لمحمد عبد الوهاب وبأغنيات أخرى من تلحينه. وفي العام نفسه سافر إلى بيروت، وعبّأ فيها لحساب شركة بيضافون أربع أسطوانات من ألحانه. شارك مصطفى هلال نادي الآداب والفنون في الحفل الذي أقيم بمناسبة افتتاح معرض دمشق عام 1936- في المبنى الذي تشغله اليوم ثانوية جودة الهاشمي - بأغنية تحية المعرض للشاعر سليم الزركلي، ولحّن مع فريد صبري في عام 1937 أوبريت[ر. الأوبرا] «لحن الخلود» التي رصد ريعها لفرقة القمصان الحديدية التي كان يرأسها فخري البارودي.

غنى هلال من ألحانه أناشيد «تحية الزعيم» و«يا بلادي» و«العلم» في الحفلات التي أقيمت في مختلف أحياء دمشق في شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو عام 1937 ابتهاجاً بعودة الزعيم الوطني عبد الرحمن الشهبندر من المنفى، جعلت هذا الأخير يثني عليه ويمتدحه.

وقَّع هلال عقداً مع إذاعة الشرق في بيروت، يحيي بموجبه عدداً من الحفلات الغنائية طوال عام 1939، وقد قرظته الصحف والمجلات اللبنانية، وامتدحت أغنيتيه «على بساط الروض» و«أتذكر يا حبيبي».

تأسس في دمشق في أواخر عام 1942 اتحاد الفنانين، وقدّم في شهر أيار/مايو عام 1943 أوبريت «قيس وليلى جديدان» من نظم الأميرين أحمد ويحيى الشهابي، وتلحين مصطفى هلال الذي قام بالتمثيل أيضاً، وغنى الأغاني: ماري عكاوي ومحمد عيسى وعدنان راضي وتحسين جبري ورفيق شكري. وفي عام 1944 قامت على أنقاض اتحاد الفنانين شركة فنية باسم شركة اتحاد الفنانين، قدمت باكورة أعمالها مسرحية يوسف وهبي الشهيرة «يد الله» وأسندت الإدارة التمثيلية إلى مصطفى هلال، والتلحين له وللحلبي سليم غزالة واللبناني نقولا المني، والغناء للور دكاش ورفيق شكري، والتمثيل لتوفيق العطري ومصطفى هلال وشهرزاد حيدر ونزهة العراقية.

انتخب مصطفى هلال عام 1947 نائباً لرئيس نقابة الموسيقيين صبحي سعيد، وفي العام نفسه عُيِّن مراقباً للقسم الموسيقي في إذاعة دمشق التي أنشأها العهد الوطني. وعكف عام 1948 بعد أن هزته المؤامرة الكبرى على فلسطين على تلحين عدد من القصائد والأغنيات القومية؛ من أبرزها قصيدة «مصرع الباطل» للشاعر عبد الله البداوي التي غنتها المطربة نهاوند إبان المعارك التي خاضتها الجيوش العربية لتحرير فلسطين، ومطلعها:

«يا روابيَ القدسِ نادي          

  وأنشدي لحنَ الجهادِ»

أسّس مصطفى هلال في عام 1951- مع أصدقائه الممثلين - أول نقابة للممثلين، وانتخب رئيساً لها، واهتم مذ غدا موظفاً في الإذاعة السورية بتقديم برامج موسيقية متنوعة وبرامج أخرى عن المسرح وحياة الأعلام وحديث أسبوعي بعنوان «ريبورتاج موسيقي». وأبرز برنامج قدّمه، واستحوذ على اهتمام المستمعين هو برنامج «من نشوة الماضي» الذي ظل مستمراً منذ عام 1948 لغاية وفاته. حقق هذا البرنامج قفزة نوعية في إحيائه التراث الشعبي الغنائي في بلاد الشام والأقطار العربية. ويرى هلال في عملية إحياء التراث الشعبي عملاً فنياً قومياً، وقد اعتمد في أداء هذه الأعمال على المجموعات كما وردت في الأصل دون إضافات، وعمل على تدوين جميع ما وصل إليه من الأغاني التراثية خوفاً عليها من الضياع. ويعدّ عمله هذا شاهداً على القمة الفنية التي تربع عليها بحق.

أراد هلال في عام 1952 تسخير المسرح الغنائي لخدمة الإذاعة والانتقال بفن الأوبريت من المسرح إلى المستمعين في بيوتهم، فكلّف الشاعر مسلم البرازي وضع أوبريت إذاعية، فنظم له عن قصة «الخمار الأسود» لمؤلفها علي أحمد باكثير حواراً شعرياً شيقاً غدت من وراء ألحانه أول أوبريت إذاعية سورية حظيت بجماهيرية كبيرة.

اكتشف مصطفى هلال؛ ورعى كثيراً من المواهب الموسيقية يأتي في مقدمتها من الأصوات: كروان وأحلام وفبرونيا المعروفة باسم «فتاة دمشق» وعدنان صادق والملحن المعروف الراحل محمد محسن الذي غنى له كثيراً من ألحانه.

ألّف هلال، ولحّن حتى وفاته في مختلف الإيقاعات الغربية الراقصة من مثل: التانغو والرومبا والسامبا والمامبو؛ إضافة إلى ألحان أخرى في قوالب التراث، واهتم بنوع خاص بالقصيدة والمونولوغ، ويعدّ أول من طوّر ولحّن الأغنية السورية، وأول من أدخل اللوازم الموسيقية على الأغنية الخفيفة، وأول من تفنن في أداء الأغاني الطويلة المتعددة المقامات. أراد هلال إبان الوحدة بين سورية ومصر أن يحفظ حقوق المؤلفين والملحنين والمطربين في الأداء العلني، فأسس في شهر أيار/مايو عام 1960- مع عدد من الموسيقيين هم: سلامة الأغواني وغالب طيفور وحسن دركزنللي وعبد الفتاح سكر وعمر حلبي ونجيب السراج وكمال فوزي الشرابي وهشام الشمعة وصميم الشريف - جمعية المؤلفين والملحنين على غرار جمعية المؤلفين والملحنين في مصر، ولكنها لم تعش، وانفرط عقدها بعد الانفصال في شهر أيلول/سبتمبر عام 1961.

لحّن مصطفى هلال لعدد من المطربين والمطربات منهم: لور دكاش وأحلام وكروان وأحمد ميرزا، كما لحّن؛ وغنى هو بالذات فيضاً من الأغاني من نظم نزار قباني ومحمود إسماعيل وأنور البابا وغيرهم، من أشهرها «من شاعر إلى ظالمة» و«نداء الشام» و«دمشق» و«الغائب» و«همسات الغرام» وغيرها كثير… أما أعماله في الموسيقى التعبيرية فقليلة لا يعتدّ بها منها مقطوعات: «من الماضي» و«نجوى» و«شبابي» و«من وحي الرومبا» و«يوم سعيد». وفي الأوبريت لحّن بعض الأوبريتات الإذاعية إضافة إلى التي ذكرت سابقاً: «الحب» و«الغيرة» و«خليفة بغداد» و«عنتر وعبلة» و«كليوباترا» و«حب من التاريخ»، والعملان الأخيران أخذهما عن الشاعر أحمد شوقي. ويعدّ عمله الذي قام على جمع التراث الشعبي وتدوينه من أهم ما قام به في مسيرته الفنية على الإطلاق.

صميم الشريف

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الأغنية ـ سورية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ صميم الشريف، الموسيقى في سورية (وزارة الثقافة، دمشق 1991).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 489
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1052
الكل : 58491353
اليوم : 63867

بورجيزيه (جوزيبه أنطونيو)

بورجيزيه (جوزيبه أنطونيو ـ) (1882 ـ 1952)   جوزيبه أنطونيو بورجيزيه Giuseppe  Antonio  Borgese مؤرخ أدب وباحث في علم الجمال وروائي وشاعر إيطالي، ولد في إحدى ضواحي مدينة بالرمو Palermo ونال درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة فلورنسة (1903) Firenze ثم شغل بين عامي 1910 و1930 منصب أستاذ الأدب الألماني في جامعتي رومة وميلانو، كما درّس فيهما علم الجمال.
المزيد »