logo

logo

logo

logo

logo

هولباخ (بول هنري ديتريش-)

هولباخ (بول هنري ديتريش)

Holbach (Paul Henri Dietrich-) - Holbach (Paul Henri Dietrich-)

هولباخ (بول هنري ديتريش ـ)

(1723 ـ 1789)

 

بول هنري ديتريش هولباخ Paul- Henri Dietrich Holbach فيلسوف وموسوعي ألماني - فرنسي، وواحد من أبرز فلاسفة المادية الملحدة في القرن الثامن عشر، وأشد فلاسفة حركة التنوير[ر] إنكاراً للدين وتهجماً عليه. ولد في إدِسُهايم Edesheim بألمانيا، ولكنه عاش معظم حياته في باريس. تعلم في جامعة لايدن Leyden ت(1744-1748). وهاجر إلى باريس 1749 ليعيش مع خاله فرانز هولباخ Franz Adam Holbach الذي استوطن في فرنسا وحصل على الجنسية، وأصبح من أثرياء فرنسا. وتزوج هولباخ الشاب ابنة خاله الكبرى ثم الصغرى بعد وفاتها. وورث عنه خاله الثروة ولقب «بارون» والجنسية الفرنسية.

اكتسب هولباخ شهرة واسعة بفضل جعل منزله صالوناً أدبياً (1750-1780) يؤمه كتاب عصره من الفلاسفة الموسوعيين مؤلفي الموسوعة أمثال: دالمبير[ر] D’Alembert، وغريم[ر] Grimm، وديدرو[ر] Diderot، وهلڤسيوس[ر] Helvétius؛ وملتقى لمعظم فلاسفة حركة التنوير، إضافة إلى كثير من البريطانيين أمثال: آدم سميث[ر] Smith وديفيد هيوم[ر] Hume، والأمريكي بنجامبن فرانكلين[ر] Franklin وغيرهم.

تميز هولباخ بغزارة إنتاجه الذي توزع ما بين التأليف والترجمة من كلا اللغتين الألمانية والإنكليزية إلى الفرنسية، وشمل مختلف ميادين المعرفة العلمية والإنسانية: الكيمياء والجيولوجية؛ والأدب والدين والسياسة والأخلاق والاجتماع والفلسفة. وقد أثمر ذلك كله عن أهم كتبه إثارة للرأي العام، وتمثيلاً لتاريخ المادية الملحدة: «نظام الطبيعة أو قوانين العالم الفيزيائي والعالم الأخلاقي» The System of Nature, or Laws of the Moral and Physical World ت(1770)، و«المسيحية بلا قناع» Christianity Unveiled ت(1761)، «الأحاسيس الطيبة» Good Sense ت(1772)، «السياسة الطبيعية» Natural Politics ت(1773)،  و«النظام الاجتماعي» The Social System ت(1773) (ثلاثة مجلدات)، و«الأخلاق الكونية» The Universal Morality ت(1776).

تصدى هولباخ للنظام القديم برمته، فهاجم الكنيسة والدولة والإقطاع، وانتقد في مؤلفاته وتراجمه الأدبية الدين بشدة، ولم يأبه لتهديدات الكنيسة الكاثوليكية، ومهاجمة اللاهوتيين له، فأصدر برلمان باريس قراراً بحرق كتابه «نظام الطبيعة».

ورفض هولباخ الفلسفة المثالية[ر] idealism، خاصة نظريات بركلي[ر]. وطرح فلسفته المادية الملحدة، فتبنى مقولة أن الإنسان جزء من الطبيعة وخاضع لقوانينها، ولا وجود لما يسمى بالروح. وأن الأخلاق والأفكار مصدرها الأحاسيس، وأن الطبيعة مادة وحركة، والعالم المادي من صنع نفسه، والتغير في الأشياء تغير في الجزئيات المكونة لها، فأنكر وجود المصادفة وعرّفها بأنها ظاهرة، لكن أسبابها غير معروفة. فكل شيء ضروري ومنظم ومحتوم. والكون سلسلة من الأسباب والنتائج، وهدف الإنسان بلوغ السعادة، التي لا تقوم إلا بالتعاون مع الآخرين لخير المجتمع والفرد. وبهذا دافع هولباخ عن الحتمية[ر] determinism، ولكنه فسّر السببية[ر] causality بطريقة آلية.

ورأى هولباخ أن المعرفة الموضوعية تقوم على إدراك الإنسان لحاجاته الاجتماعية وطبيعته، لكن الدين ضلله عن ذلك وربط أفكاره بعالم متوهم. لذلك دعا للرضوخ لحكم الأخلاق. والدولة وظيفتها أخلاقية، إذ عملها الأول تربية الفرد تربية اجتماعية تعاونية، ففي ذلك وسيلة لتحرير الإنسان. وقد ذهب إلى أن جهل الجنس البشري قد وضعه تحت نير الحكومات.

ودعا هولباخ إلى فصل الدين عن الدولة، وإلى حكومة تجمع بين حكم الشعب والاستبداد، إلى حكم مطلق متنور لتوافقه مع الحرية، حيث كان ينشد مجتمع الأحرار المتساوين أي مجتمع طبقة البرجوازيين الصاعدة، وليس مجتمع كل أفراد الشعب. فاتهم بتفضيل مصالحه الطبقية على مبادئ فلسفته.

واتفق هولباخ مع معاصريه على أن المجتمع، وبالتحديد مؤسساته، هي علة فساد الطبيعة البشرية. فقد قال: «ليست الطبيعة البشرية هي التي تخلق الأشرار وإنما مؤسساتنا هي التي تجعلهم على هذا النحو». فاستنتج أن فساد المجتمع يؤدي بالضرورة إلى فساد أفراده.

كان لهولباخ أثر بالغ في فكر هيغل[ر] Hegel وماركس[ر] Marx في القرن التاسع عشر.

صالح شقير

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

التعصب ـ التنوير (حركة ـ) ـ الدين.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ حامد خليل، مشكلات فلسفية (المطبعة الجديدة، دمشق 1984).

- R.U.A.GROPP, Geschichte der Philosophie, Bd, 2, (Berlin 1974).


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 771
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58492061
اليوم : 64575

الذاتية

الذاتية   الذاتية subjectivism هي كل نزعة تهدف إلى إعطاء الذات أولوية على الموضوع ورد كل شيء إليها في الفن أو الأدب أو الفلسفة، وهي تقابل النزعة الموضوعية التي تميز العلم. والذاتية بهذا المعنى تتطابق مع الاتجاهات المثالية في الفلسفة الغربية التي ترجع كل مظاهر النشاط الإنساني إلى الذات، وترجع كل حكم سواء كان وجودياً (حكم الواقع) أم وجوبياً (الحكم الأخلاقي، أحكام القيمة)، إلى أحوال أو أفعال شعورية فردية؛ ووفقاً للرغبات والميول والأهواء والمنفعة، بمعنى أن الأحكام الذاتية هي أحكام فردية ناتجة عن ذات الفرد وشعوره وذوقه، ويقابلها الأحكام الموضوعية objective، وهي أحكام مستقلة عن عواطف الفرد وميوله ونزواته. فالذاتية تعد أساس الفكر الغربي بدءاً من سقراط[ر] الذي وجه انتباه الفلاسفة إلى ضرورة معرفة الذات، محولاً مجرى التفكير الفلسفي من السماء إلى الأرض، رافعاً شعار معبد دلفي «اعرف نفسك بنفسك».
المزيد »