logo

logo

logo

logo

logo

نيجيريا (الأدب)

نيجيريا (ادب)

Nigeria - Nigeria

نيجيريا (الأدب واللغة)

 

في نيجيريا كمٌّ هائل من اللغات، وقد تم إحصاء ما يزيد على أربعمئة لغة محلية معظمها مهدد بالاندثار، عدا اللغات الرئيسية وهي: الحَوَصة Hausa واليوروبا Yoruba والإغبو Igbo [ر: اللغات الإفريقية]. وقد ظلت هذه اللغات كافة عبر العصور من دون أي توثيق مكتوب، وكان تراثها يُتداول شفهياً، ولم يبدأ التدوين بلغة اليوروبا - على سبيل المثال - إلا في أواسط القرن التاسع عشر. وقد ساعدت اللغة العربية - التي دخلت نيجيريا مع الفتح الإسلامي لشمالي القارة الإفريقية - على الحفاظ على بعض التراث النيجيري، فقد تُرجم بعض الأدب الحوصي إليها ودوِّن بها. بيد أن اللغة الرسمية في البلاد في الوقت الراهن هي الإنكليزية، وتتداخل معها اللغات المحلية فتصبح لغات هجينة pidgin.

يمكن عدّ مرحلة الاستعمار الأوربي والحملات التبشيرية التي رافقته وردود الأفعال الاحتجاجية عليه بداية للأدب في نيجيريا، وخاصة على صعيد الأدب الشعري الذي استلهم الأدب الشفهي المحلي الحوصي، كما هي حال شعر عليو دان سيدي Aliyu dan Sidi، ورواية محمدو بيلو Muhammadu Bello الخيالية «غاندوكي» Gandoki، ورواية بيتا موانا Pita Mwana «أومينوكو» Omenuko التي ظهر فيها العداء للحركات التبشيرية في البلاد في ثلاثينيات القرن العشرين، وكان كل ذلك استمراراً للحكايات الشعبية والخيالية التي يتجاذب فيها البشر والحيوانات والأرواح أطراف الحديث.

بدأ ظهور تيارات تنبئ بأدب مختلف حديث مع تأسيس جامعة عِبدان Ibadan على غرار الجامعات الأوربية عام 1948، وقد عالج هذا الأدب مسائل الدين والعمل والعدالة الاجتماعية والفساد، وظهرت من خلاله شخصيات حقيقية ملموسة ورموز مادية. وتأسست في الجامعة دوريات باليوروبية والإنكليزية منها «أورفيوس الأسود» Black Orpheus مستلهمة مجموعة السنغالي ليوبولد سنغور[ر] «مختارات من الشعر الزنجي الحديث» (1948) وفكرة الزنوجة[ر] التي طرحها الكتاب الفرانكوفونيَّون. كذلك نشرت «سلسلة الكتّاب الإفريقيين» African Writers Series أولى روايات الأديب تشينوا آتشيبه Chinua Achebe «الانهيار» Things Fall Apart ت(1958) التي عالج فيها تفكك قبائل الإغبو مع قدوم الاحتلال الأوربي وحفلت بالتراث المحلي العريق مع أنها كتبت باللغة الإنكليزية، وهو الذي كتب أيضاً رواية «رجل الشعب» Man of the People ورُشح لجائزة بوكر Booker لعام 1987 عن روايته «كثبان نمل الساڤانا» Anthills of the Savannah. وكتب آموس توتولا Amos Tutuola روايتي «مدمن خمر التمر» The Palmwine Drunkard ت(1952) و«حياتي في غابة الأشباح» My Life in the Bush of Ghosts ت(1954). كذلك حصل كبير أدباء نيجيريا وربما إفريقيا وولِه شوينكا Wole Soyink - الحائز جائزة نوبل للأدب عام 1986- على شهرته العالمية مع نشره روايته «المترجمون» The Interpreters ت(1965)؛ مع أنه كتب لاحقاً في المسرح والشعر وحفل ديوانه «مكوك في السرداب» A Shuttle in the Crypt بعناصر التراث النيجيري القديم كلها من الغناء الطقوسي إلى صور الأجيال الغابرة التي كان الهدف منها على الدوام الحفاظ على العائلة والتاريخ المحلي. وجمع شوينكا إلى ذلك تقاليد الحداثة، مما جعله من الرعيل الأول من الشعراء والمسرحيين في مسرحيات مثل «أوبرا وُنيوسي» Opera Wonyosi و«لعب العمالقة» A Play of Giants، وترجم أيضاً إلى الإنكليزية رواية دانيال فاغونوا Daniel Fagunwa «غابة الشياطين الألف» The Forest of a Thousand Daemons التي كتبت بلغة اليوروبا.

حفل النصف الثاني من القرن العشرين بكتّاب آخرين بارزين مثل سبريان إيكوِنزي Cyprian Ekwensi في روايات مثل «أهل المدينة» People of the City ت(1954) و«جاغوا نانا» Jagua Nana ت(1961)، وتيموثي آلوكو Timothy Aluko بروايته «رجل واحد، زوجة واحدة» One Man, One Wife ت(1959)، وغابرييل أوكارا Gabriel Okara بروايته «الصوت» The Voice ت(1964)، وفلورا نوابا Flora Nwapa بروايتها «إفورو» Efuru ت(1966)، والشاعر كريستوفر أوكيغبو Christopher Okigbo - الذي قضى في الحرب الأهلية (بيافرا 1967 ـ 1970) - في دواوين مثل «معبر الرعد» Path of Thunder. إضافة إلى فلورا نوابا ظهر عدد من الكاتبات التقليديات مثل: زينب الكالي Zaynab Alkali في روايتها «اللا مولودون» The Stillborn ت(1984)، وبوتشي إيمِتشِتا Buchi Emecheta في رواية «ثمن العروس» The Bride Price وكانت موضوعاتها مستمدة من الصراع بين القديم والحديث، وأيضاً آداورا أولاسي  Adaora Ulasi الثائرة على كل ذلك. وكتب الروائي كولِه أوموتوسو Kole Omotoso روايته التجريبية «قبيل الفجر» Just Before Dawn حول الدولة الجديدة والتخبط السياسي الذي تعانيه. إلا أن الكاتب الشاب بِن أوكري Ben Okri - الحائز على جائزة بوكر البريطانية للكتّاب لعام 1991 على روايته «الطريق الجائع» The Famished Road- هو من طغى على كل هؤلاء برفقة كل من: بيِّه بانديِله - توماس Biyi Bandele- Thomas في روايات مثل «الرجل القادم من المجهول» The Man Who Came in from Back of Beyond، ونْكِم نْوانكو Nkem Nwanko في روايته «سيارتي المرسيدس أكبر من سيارتك» My Mercedes Is Bigger Than Yours.

ظهرت في المسرح النيجيري أسماء كتّاب مثل: هيوبرت أوغوندِه Hubert Ogunde الذي كتب بلغة اليوروبا، ودورو لاديبو Duro Ladipo الذي قدم مسرحية «الملك لم يشنق» Oba Koso، وكولا أوغنمولا Kola Ogunmola الذي أخرج رواية آموس توتولا «مدمن خمر التمر»، وأوبوتنده إيجيميرِه Obotunde Ijimere الذي قدم مسرحيات شوينكا الرئيسة. أما في المسرح الحديث فهناك أسماء مثل فيمي أوسوفيسان Femi Osofisan وبودِه سواندِه Bode Sowande.

طارق علوش

 

 

 


التصنيف : اللغة
النوع : لغات
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 194
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58481113
اليوم : 53627

المحكمة الجنائية الدولية ل-رواندا

  المحكمة الجنائية الدولية لرواندا   عقب المجازر التي ارتُكبت في رواندا، في الفترة الواقعة ما بين شهري نيسان/إبريل وحزيران/يونيو من عام 1994، والتي راح ضحيتها نحو ثمانمئة ألف شخص أغلبهم من قبائل التوتسي؛ قرر مجلس الأمن بالقرار رقم 935 إرسال لجنة خبراء للتحقيق في الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني[ر] والتي ارتكبت في أثناء الحرب الأهلية. وبناء على التقارير التي وصلت إلى المجلس، قرر هذا الأخير بقراره رقم 955، بتاريخ 8 تشرين الثاني/نوڤمبر 1994، إنشاء محكمة جنائية تمكِّن من محاكمة الأشخاص المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وتسهم في عملية المصالحة الوطنية.
المزيد »