logo

logo

logo

logo

logo

الهنود الحمر

هنود حمر

Native American - Amérindiens / Indiens d’Amérique

الهنود الحمر

 

يطلق هذا الاسم على سكان أمريكا الأصليين Native Americans مع أنهم ليسوا هنوداً ولا حمراً كما يوحي الاسم. وقد أطلقه عليهم الأوربيون الغزاة منذ اكتشاف كولومبس[ر] Columbus العالم الجديد. نزحوا عبر ممر أرضي يدعى مضيق بيرنغ Bering بشمال شرقي سيبيريا[ر] إلى القارة الأمريكية[ر] منذ 10 آلاف سنة، قبل انحسار العصر الجليدي الأخير. واستوطنوها منذ آلاف السنين، وكان هذا الممر وقتها يربط شمال غربي أمريكا الشمالية بشمال شرقي آسيا.

لم يكن سكان الولايات المتحدة الأصليون، أو الهنود الحمر كما عرفهم الناس، يعدون شعباً واحداً، ويتكلمون لغة واحدة، فقد تعددت لغاتهم ولهجاتهم وألفوا قبائل وشعوباً. وقد تجاوزت لغاتهم800 لغة، ويعيشون في كندا والولايات المتحدة والنسبة الكبرى في أمريكا الوسطى والجنوبية.

عاداتهم وتقاليدهم:

  من بين مئات الجماعات التي عاشت في الأمريكتين كان لكل مجموعة نظامها العشائري والسياسي ونموذج الملابس والأطعمة واللغة والفنون والموسيقى ومعتقداتها الفلسفية والدينية الخاصة.

وكانت قبائل بويبلو Pueblo تصنع نساؤها الفخار المصقول من الطمي والملون بالزخارف الهندسية. وكان هنود كاليفورنيا[ر] مشهورين بصنع المشغولات من الحجر وقرون الحيوانات والأصداف والخشب والسيراميك، وكانوا ينسجون ملابسهم من الأعشاب ولحاء الشجر والجذور النباتية. وصنعوا الحصر والأواني، واستعملوا أخشاب الغابات في بناء بيوتهم وصنع قواربهم وآلاتهم الخشبية. وكان الجاموس الوحشي له أهميته للهنود الحمر؛ لأنهم كانوا يصنعون من جلوده الخيام والسروج والسياط والأوعية والملابس والقوارب، وكانوا يصنعون من عظامه السهام وأسنة الرماح والحراب والأمشاط والخناجر وإبر الخياطة.

وكان الهنود الآباتشي Apache يتجهون من الشمال الأمريكي إلى الجنوب حيث ممالك المايا Maya والتولتك Toltec، ليخربوها ويحرقوها، وكانوا يجيدون الكرّ والفرّ في القتال. وكانت للقبائل الهندية أعرافها وتقاليدها التي تشبه ما كان سائداً في القبائل الرعوية الرُحّل في بقية العالم القديم، وكانت هذه الأعراف شفهية، فمن كان يستجير بقبيلة أجارته حتى لو كان عدواً لها، وتركته لحال سبيله. ولا يقتل الأطفال أو النسوة في أثناء القتال، ولا يقاتلون بالليل.

ومن بعض المعتقدات التي تمارس إلى وقتنا الحاضر:

ـ الغليون المقدس: يدعى كنوبا Cannupa، مُنح حسب ما يرويه الهنود الحمر للشعب من قبل الرب قبل آلاف السنوات، ويعتقد شعب اللاكوتا Lacota بأن الغليون الأصلي الذي أرسله الخالق لهم لازال موجوداً في حوزتهم.

ـ الطبل لدى الهنود الحمر: يعدّ شعب لاكوتا أن الطبل عندهم مقدس، وهو جزء من طقوسهم وشعائرهم، وللطبل أربعة مغنيين مهمتهم الغناء في الصلاة والبكاء في الصلاة أو إقامة الشعائر الدينية. وتمارس الصلاة في معابد تسمى كوخ التعرق Sweat Lodge.

ـ رقصة الشمس: من الرقصات الشهيرة لديهم، وقد وصلتهم عن طريق شخص أصبح قديساً فيما بعد اسمه كبلايا.

كان الهنود الحمر يؤمنون بثلاث عشرة أسطورة هي بمنزلة كتاب مقدس لهم. تتحدث هذه الأساطير عن مجيء آلهة بيضاء من الشرق عبر أمواج المحيط، ستكون مخلصة لهم من جميع الشرور والخطايا، ومن ثم كانوا يجمعون قطع الذهب والمعادن النفيسة ليقدموها قرابين إلى هذه الآلهة المقدسة حال ظهورها.

علاقاتهم بالمهاجرين:

عندما استعمرهم الأوربيون في القرن 15 الميلادي واجهوا تحديات كبيرة، واستطاع بعضهم أن يتعايش، ويتبادل التجارة معهم، واستيعاب تقنياتهم، لكن الأوربيين استولوا على أراضيهم، وكانوا يبيدونهم في كندا وأمريكا.

 وفي كندا كان يطلق عليهم أهل البلاد الأصليون aboriginal people. وعند وصول كريستوفر كولومبس عام 1492م أرضهم، كان عددهم يقدّر ما بين 40 - 90 مليونًا. ولما جاء الإسبان وجدوا 50 قبيلة هندية في الغرب، بما فيها شعب بويبلو Pueblo وكومانشي Comanche وبيمان Piman ويُمان Yuman.

وجلب الأوربيون معهم الأمراض عن طريق الحرب البيولوجية كالجدري والحصبة والطاعون والكوليرا والتيفويد والدفتريا والسعال الديكي والملاريا وبقية الأوبئة التي كانت تحصد السكان الأصليين.                        

أوضاعهم الحالية:

لا يختلف الهنود الحمر في الأمريكيتين في أنهم لا يحبون أن يطلق عليهم صفة الهنود الحمر مع أن هذه التسمية مشهورة أكثر من أي تسمية جديدة أطلقت عليهم. ويجري حالياً دعوتهم رسمياً بسكان أمريكا الأصليين Native Americans.

وفي القرن العشرين ازداد عدد الهنود الحمر (الأمريكيون الأصليون) بسبب انخفاض معدلاتِ الوفيات وتحسن المستوى الصحي واندثار لكثير من الأمراض التي كانت تنتشر بينهم، وحصلت أكبر نسبة في زيادة عدد سكانَ الهنود الأمريكان بين عامي 1970-1980 قدرها بعضهم بنحو 60%.

 وفي الولايات المتّحدةِ بلغ عدد الهنود الأمريكان 2786652 شخصاً حسب تقديرات السكان لعام 2003، ويعيش نحو الثلث منهم في ثلاث ولايات هي كاليفورنيا 413382 وأريزونا 294137 وأوكلاهوما 279559.

 ويوجد أكثر مِنْ 300 قبيلة هندية أمريكية معترف بها من قبل الحكومة الاتحادية الأمريكية.

وفي كندا هناك نحو  805000 شخص من السكان الأصليين حسب إحصاءِ السكان عام 1996. وما زالت نسبة التعليم منخفضة، ومعدل البطالة مرتفع. 

سهام دانون

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محمود شاكر، موسوعة الحضارات القديمة والحديثة وتاريخ الأمم، (دار أسامة للتوزيع والنشر، 2002).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 694
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1039
الكل : 58491736
اليوم : 64250

روستان (إدموند-)

روستان (إدموند ـ) ( 1868 ـ 1918)   ولد الشاعر والمسرحي الفرنسي إدموند روستان  Edmond Rostand في مرسيليا، وتوفي في باريس، ويعد مسرحه نهاية مرحلة في تاريخ  المسرح الفرنسي،  فمعه أُسدل الستار على الحبكة[ر] الرومنسية المركبة، وعلى الشخصيات الحالمة وعلى المسرح ذي الطابع الشعري، وقد احتل فعلاً موقعاً مميزاً  في الحركة المسرحية الفرنسية، إلا أنه أغفل بعد ذلك  تماماً على الرغم من المسرحيات المتعددة التي تركها، ولم يرتبط  اسمه سوى بمسرحية واحدة خلدته هي «سيرانو دي برجراك» Cyrano de Bergerac  التي كتبها عام 1897 وبقيت حية مع الزمن، تُقدَم بصيغ مختلفة جديدة في المسرح والسينما.
المزيد »