logo

logo

logo

logo

logo

النورمانديون

نورمانديون

Normans - Normands

النورمانديون

 

النورمانديون Normans أو النورمان اسم أطلقه الهولنديون والفرنسيون والألمان على شعب من أقدم الشعوب التي استوطنت الأراضي الاسكندناڤية[ر] Scandinavian، وقد عرفهم سكان الجزر البريطانية باسم آخر هو الدانس Danes. ويعني اسم النورمان رجال الشمال، وربما كانت اختصاراً قديماً متطوراً للكلمة الإنكليزية Northman.

تصف المصادر المعاصرة معظم النورمان بأجسامهم الطويلة وعيونهم الزرقاء وأرديتهم ذات الألوان المتعددة، وبدائيتهم في التعامل مع بعضهم وميلهم إلى الفوضى، وحب القتال والقسوة على الأعداء، وحب التنقل وكرههم للاستقرار في مكان واحد وكذلك تكوين أسر، وغرامهم بالغزو من أجل السلب والنهب.

وتؤكد هذه المصادر أن النورمان عاثوا في المناطق التي غزوها بشكل لم تعرفه أوربا في عصورها الوسطى، لدرجة أن المجتمعات الأوربية تداولت عدداً من القصص التي حيكت عن جبروتهم وقسوتهم، كما ألّفت عدداً من المراثي عن ضحاياهم من الرجال والنساء، وعلى الرغم من أن عدداً من المؤرخين يعتقدون بتلفيق كثير من هذه القصص تبقى مرآة تعكس مدى الهلع الذي كان يسببه نزولهم في مكان ما في نفوس سكانه، ويبدو أن الديانة التي آمنوا بها والتي كانت تروِّج لفكرة أن القتلى في المعارك سيذهبون إلى مايسمى ڤالهالا Valhalla وتعني «الجنة في الشمال» هي التي كرست في نفسياتهم هذه الطبيعة الميالة إلى العنف ومحبة رؤية الخوف في نفوس الأعداء.

يبدأ تاريخهم المدوَّن نحو سنة 795م، عندما بدأ قسم منهم يحملون لقب الڤايكنيغ[ر] Vikings. وعندما بدأ استقرار إحدى قبائلهم التي قدمت من النروج في جزر فايروي Faeroe وأوركني Orkney في بحر الشمال تمكن أفراد هذه القبيلة من التسلل في القرن التاسع إلى روسيا وأوصلوا في منتصف ذلك القرن عدداً من أبنائهم إلى سدة السلطة في كل من نوڤوغراد Novograd وكييڤ Kiev، في الفترة نفسها التي نجح قسم منهم في الاستقرار في جزيرة إيسلندا.

وفي العقود الأولى من القرن التاسع انطلق النورمان في غزواتهم من مناطق استيطانهم الجديدة كما القديمة، وهاجموا على طريقة القراصنة الشواطئ البريطانية والألمانية من دون المغامرة بالتوغل إلى الداخل، إلا أن الحكم المتراخي للملكين شارل (الطيب) وشارل (البدين) أغراهم بالتوغل في مناطق مصب نهر السين حتى وصلوا إلى باريس نفسها. ولم تتمكن عروض المال التي قدمها لهم الملك شارل (الطيب) من إقناعهم بالتراجع حتى نزل لهم عن مقاطعة نوستريا Neustria التي حملت اسم سكانها الجدد فيما بعد (نورماندي Normandie)، كما أقدم الملك شارل (البدين) على تزويج ابنته بـ الزعيم النورماندي المدعو Rollo الذي اعتنق المسيحية وأطلق على نفسه اسم الدوق روبرت فأصبح بذلك أحد أشراف المملكة الفرنسية.

عانت بريطانيا مدة تصل إلى 200 سنة الدمار الذي سببته غزوات النورمان ،واشتهر من زعمائهم كل من إغبرت Egbert ت(802-839) الذي بقي على وثنيته وألفريد Alfredت(871-899) الذي حقق النورمان في عهده ومابعده سيطرتهم على شرقي إنكلترا وشماليها، وتطورت هذه السيطرة في القرن الحادي عشر ليحكم ثلاثة نبلاء اسكندنافيين من النورمان معظم البّر الإنكليزي مدة خمس عشرة سنة وهم كانوت Canute وهارولد Harold وهاردي كانوت Hardi Canute، في الفترة نفسها التي تأسست فيها السلالة الساكسونية Saxon Line في إنكلترا، ولم يكتف النورمان بذلك بل عملوا سياسياً وعسكرياً للسيطرة على كامل الأرض الإنكليزية . وقد أفلح وليم دوق نورماندي في 14/10 سنة 1066 في الجلوس على العرش البريطاني نتيجة معركة هاستنغز Hastings التي تغلب فيها على الملك الأنغلو ساكسوني هارولد الثاني، وكان لهذا الحدث تأثير كبير في التاريخ الإنكليزي من النواحي الثقافية والاجتماعية والسياسية.

وتعزو بعض روايات النورمان إليهم اكتشافهم الساحل الأمريكي عندما أبحر الزعيم إيريك Eric بن ليف Leif الملقب بالأحمر مع خمسة وثلاثين رجلاً من غرين لاند غرباً واكتشف أمريكا وأعطاها اسم ڤنلاند Vinland، وتابع رحلات الاستكشاف بعده من غرين لاند أيضاً الزعيم ثورفين كارلسيفني Thorfinn Karlsefni بصحبة 160 رجلاً على ثلاث سفن ولكنها لم تحقق الهدف المطلوب.

وتذكر مصادر تاريخ البحر المتوسط قيام عدد من النورمان سنة 1016 بتأسيس مملكة جديدة في مدينة نابولي جنوبي إيطاليا، وقيام روبرت غسكار بن تانكريد Guiscard Tancrede وأخيه روجر Roger بإخراج المسلمين من صقلية سنة 1090 وتأسيس مملكة صقلية هناك، لكن تاريخهم بعد هذه الفترة يبدأ بالتضاؤل تدريجياً مع تضاؤل حجم توسعهم وتضاؤل قوتهم حتى اندثارهم تماماً.

مفيد العابد

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

بريطانيا ـ الڤايكينغ ـ فرنسا ـ النورماندي.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- CH.H .HASKINS,Normans in European History (London 1980).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 129
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1025
الكل : 58480339
اليوم : 52853

الإكراه

الإكراه   الإكراه coercition لغة هو حمل الشخص على فعل ما لا يريد، وهو في الشريعة حمل الشخص على فعل، ودفعه إليه بالإيعاز والتهديد بشروط محددة. أما الإكراه في القانون فهو الضغط على إرادة الإنسان بوسيلة من الوسائل، ويكون من شأنه شل الإرادة، أو إضعافها، وجعلها تنقاد لما تؤمر به من دون أن يكون بالإمكان دفعه أو التخلص منه. أنواع الإكراه للإكراه نوعان: نوع يعدم الإرادة في موضوعه، ويسمى الإكراه المادي، وآخر يضعفها، ويسمى الإكراه المعنوي. 1ـ الإكراه المادي: يكون الإكراه مادياً، عندما يجبر الشخص على إبرام تصرف أو القيام بفعل ما بقوة مادية لا يستطيع مقاومتها، ولا يملك سبيلاً لدفعها فتشل إرادته وتفقده حرية الاختيار، ويصبح كأنه آلة مسخرة بها: كالإمساك بإبهامه وجعله يبصم على سندٍ إقراراً منه بالتزام معين. ويعد الإكراه المادي حالة من حالات القوة القاهرة التي تتم من جانب الإنسان. وعلى هذا فإن الإكراه المادي ينتزع الرضا عنوة لا رهبة.
المزيد »