logo

logo

logo

logo

logo

نرفال (جيرار دي-)

نرفال (جيرار دي)

Nerval (Gerard de-) - Nerval (Gérard de-)

نرڤال (جيرار دي ـ)

(1808ـ 1855)

 

جيرار دي نرڤال Gérard de Nerval أديب فرنسي، اسمه الحقيقي جيرار لابروني Labrunie. ولد في باريس وكان والده طبيباً مساعداً في جيش نابليون. فقد والدته في عامه الثاني عندما رافقت والده في مهمة عمل إلى ألمانيا؛ فنشأ محروماً من رعايتها وبقيت حلماً تداعب مخيلته طوال حياته. تولى تربيته خال والدته في منطقة الڤالوا Valois شمالي فرنسا، وجبلته طبيعتها على نظم الشعر. ارتاد المنتديات الأدبية التي تجمع كبار الأدباء من الرومنسيين الإبداعيين واستحوذ الأدب الألماني على اهتمامه؛ فترجم لغوته[ر] «فاوست» Faust عام 1828، كما أثار هوفمن[ر] حماسته بحكاياته الخيالية فكتب حكاية خيالية وفكاهية معاً بعنوان «يد المجد» La Main de gloire ت(1832). حذا حذو رونسار[ر] في نظم قصائد رثاء élégies وقصائد غنائية قصيرة odelettes منها «المخيلة» Fantaisie التي أظهر فيها نرڤال أهمية الحلم في حياته وإلهامه، فالحلم كما يقول: «حياة أخرى تقود إلى عالم الأرواح».

شغف حباً عام 1836 بالممثلة جيني كولون Jenny Colon التي ذكرها باسم أوريليا Aurélia في كتاباته. كان حباً جنونياً من طرف واحد كاد يفقده صوابه عند زواجها من موسيقار. ووقع ضحية اضطرابات نفسية، ويقول بعضهم عقلية، أدخلته المصحة وخرج منها معافى. وأطلق عليه اسم «المعتوه ذو البصيرة الحادة»، فقد كانت تأتيه تصورات غريبة لا يدركها الآخرون. وبرّر نرڤال دخوله المصحة عندما كتب إلى زوجة الأديب ألكسندر دوما الأب[ر] عام 1841 قائلاً: «اجتمعت البارحة بزوجك وسيقول لك إنني استعدت صوابي، الصواب الذي اتفق الآخرون عليه، والصحيح أنني لم أتغير وأنا ما زلت الشخص نفسه، ولكن هناك أطباء ومفوضو شرطة يسهرون على مراقبة ما أكتبه من شعر بحيث لا يتجاوز المفهوم العام. وسمحوا لي بالخروج عندما أعلنت أمامهم أنني مريض». وأيقظ موت جيني حنينه عام 1842 وأحيا صورتها في مخيلته فأحاطها بقداسة سماوية ليقربها من صورة السيدة العذراء وصورة والدته.

وهروباً من آلامه ورغبة في سبر أغوار عالم آخر قام برحلة إلى الشرق (1843)، وزار مصر والساحل السوري ولبنان قبل أن يتابع رحلته إلى تركيا، وكان بعيداً عن استعلاء معاصريه من الأدباء ونظرتهم الفوقية للشرق، فجاء يحمل تعاطفاً ورغبة في تدوين اكتشافاته بدقة كما فعل في مؤلفه «رحلة إلى الشرق» Voyage en Orient الذي صدر عام 1851. وكان يرافقه في رحلته عامل آثار مصري ساعده على جمع أكبر قدر من المعلومات. ووجد نرڤال متعته في تعرف حياة الشعوب، وتحدث عن النساء القبطيات وعن حياة الدروز والموارنة، كما وصف الأسواق وليالي رمضان في زيارته لتركيا. لم يكن يحمل أحكاماً مسبقة، أراد فقط أن يعيش في أجواء شرقية معتمداً حسه في التحليل والمقارنة بين ما قرأه عن الشرق وما رآه في الواقع. استهوته حياة الشعوب وأكثر منها العالم القديم وعالم الأساطير وما يحيطهما من أسرار، كما اهتم بالتعاليم الباطنية ésotériques و occultistes ومعتقداتها مثل تقمص الأرواح La métempsycose. وتابع اهتمامه ـ فور عودته ـ بتاريخ الأديان، وكان من أنصار نزعة التوحيد والتوفيق بين الديانات Syncrétisme التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر.

قام نرڤال برحلات أخرى إلى إنكلترا وبلجيكا وهولندا وسويسرا والنمسا وتعرض من جديد لأزمة نفسية عام 1853. وعلى الرغم من الاضطرابات التي كان يعانيها أجمع النقاد على تمتعه باستنارة عقلية وفكر ثاقب عندما كتب أشهر مؤلفاته، يُذكر منها «لورلاي (حوريات نهر الراين)« Lorely و«ليالي تشرين الأول/أكتوبر» Nuits d‘Octobre و«أوريليا» Aurélia ت(1853) التي حكى فيها قصة حبه وما تبعها من هواجس. كذلك كتب مجموعة أقاصيص «بنات النار» Les Filles du feu ت(1854) مصحوبة بقصائد (سونيته) Sonnets أطلق عليها اسم «أوهام» Chimères. أما الاختلاجات التي كانت تنتابه نتيجة الضيق والقلق فوصفها في آخر مؤلف له بعنوان «باندورا» Pandora ت(1852ـ1854).

يعتقد بعضهم أنه وضع نهاية لحياته عندما وُجد مشنوقاً في أحد شوارع باريس، ويرى بعضهم أن موته بهذه الطريقة البائسة غامض ويخفي وراءه سراً لم يُكتشف بعد.

يُعد نرڤال سلف الرمزية والسريالية ويختلف عن أتباعهما في أن الحلم حقيقة يعيشها. وكانت تلازمه فكرة التكفير عن خطيئة غير محددة وضرورة تطهير الروح. أما شعره فقد تميز بصفائه ونقاوة كلماته وروحانيتها. كما أبرز في مجمل مؤلفاته ازدواجية النفس البشرية وضمنها في طباق بين الحلم والواقع والماضي والحاضر.

حنان المالكي

مراجع للاستزادة:

 

- A.MARIE, Gérard de Nerval, l’homme, le poète, (Paris, Hachette 1955).

- J. GENINASCA, Les “Chimères” de Nerval discours critique et discours poétique (Larousse,Paris 1973.(

- J. RICHER, Nerval, expérience et création (Paris 1962).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 564
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1056
الكل : 58492377
اليوم : 64891

الارتجال الموسيقي

الارتجال الموسيقي   الارتجال الموسيقي musical improvisation هو إِنجاز عفوي مباشر لفكرة موسيقية من غير تصميم أو تدوين موسيقي سابقين. ويؤديه المغني غناءً والموسيقي في أثناء العزف على آلته الموسيقية. وقد اعتمدت الموسيقى العربية منذ القديم على الارتجال في الأداء، إِذ إِن الارتجال، عموماً، هو من أصول الموسيقى الشعبية. وكان أكثر المغنين العرب يرتجلون الشعر مع لحنه في أثناء الغناء. وبقيت هذه الظاهرة واضحة في كثير من أنواع الغناء الشعبي، ويكون الارتجال فيه إِما كلاماً أو لحناً أو كليهما معاً. ولعل ترتيل القرآن الكريم والأذان[ر. الإنشاد الديني] ما هما إلا نوع من الارتجال النغمي، وهما أقرب إلى الإلقاء الملحون غير المدوّن بعلامات موسيقية محددة وإِنما مرسوم بمقام موسيقي معين.
المزيد »