logo

logo

logo

logo

logo

ناجي (محمد-)

ناجي (محمد)

Naji (Mohammad-) - Naji (Mohammad-)

ناجي (محمد ـ)

(1888 ـ 1956)

 

محمد ناجي فنان مصري مؤسس، وحين بدأ الرسم لم تكن كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قد أسست بعد، درس القانون ثم سافر إلى فلورنسا ودرس الفن في أربع سنوات.

أهم ما يلفت النظر في هذا النوع من الفنانين أنهم وضعوا لفناني مصر وأجيالها أولى اللبنات الأساسية في مفهوم الفن التشكيلي الصحيح، والأمر الثاني المهم أن محمد ناجي من الفنانين الذي علموا أنفسهم بأنفسهم قبل دراسة الفن، وبعد دراسته.

محمد ناجي فنان الحكاية، فهو يحكي في لوحاته حكاية ويروي حدثاً أو موقفاً له صلة بالناس، وقد اختار أكثر موضوعات لوحاته من واقع حياة الريف المصري والحياة المصرية القديمة سواء على ضفتي النيل أم في الأحياء الشعبية، وقد أدخل في هذه اللوحات ذات الطابع الجداري المنظر الطبيعي ليثبت صفة المكان وطابعه من جهة، وليعطي موضوعه صفة الواقعية المرتبطة بالفلاح المصري داخل أرضه من جهة أخرى. ومن الواضح أن ناجي كان محباً بل عاشقاً لأجواء مصر القديمة، بتقاليدها وعاداتها وتاريخها وبكل ما يحيط بابن الريف المصري، وقد ظهرت في لوحاته العديدة ولاسيما في المعرض الذي أقيم في 5 نيسان/أبريل 1957 بمناسبة السنة الأولى لوفاته، والتي وصل عددها إلى 146 عملاً بين زيتي وباستيل ومائي وقد دلت على غزارة موضوعاته، أما المضمون فقد تمحور حول حياة المواطن المصري الشعبي في الريف، وفي موضوعات متنوعة تعج بالحياة والحيوية.

من أعمال محمد ناجي التي تشع بالروح المصرية

من الممكن أن يطلق على هذا النوع من الفن (الفن التركيبي) في الاتجاه الواقعي، إذ إنه لم يترك شاردة أو واردة من حياة الأرياف إلا ورسمها، أو وضع بعضاً منها في التكوين composition مع بعض التفاصيل المتكررة في أكثر أعماله؛ ما يشعر المتلقي بأن لوحاته كلها لا تعدو لوحة واحدة وموضوعاً واحداً، ومضموناً واحداً… لكثرة التفاصيل والأشخاص والملحقات الخاصة بالريف المصري من أدوات الفلاح الاستعمالية الخاصة بالزراعة والأرض… والبيت الشعبي في الريف والتي تظهر في أكثر لوحاته الكبيرة بل في جميعها.

ومن الملاحظ أنه لا يميل إلى الفراغ في اللوحة، وهذا من سمات تجربته (تجربة الفن التركيبية) وطبيعتها، أي ملء كامل مساحة اللوحة بالأشخاص، بصرف النظر عن موضوع المنظور والنسب والأبعاد، فهو يحشد كل ما عنده من أشخاص في اللوحة الواحدة، حتى اضطر أن يضع الأهم مع المهم في موضوع لوحته ومضمونها، وكان المتنفس الوحيد الذي يتركه في اللوحة هو السماء مع توزيع النخيل والأشجار في الأفق البعيد.

وفيما كان يتعلق بحركة الأشخاص فكان يسعى إلى أن يجد لكل شخص من شخوص لوحته دوره في موضوع اللوحة، سواء في حركته أم في التعبير الذي يرتسم على وجهه، وفي تنويع الملابس التي يرتديها الفلاحون في أعمالهم اليومية وفي مختلف المناسبات. وثمة ظاهرة أخرى تلفت النظر وهي أن هذا الفنان في تنقلاته ورحلاته بين فرنسا وإيطاليا وقبرص والحبشة كان يرسم أي شيء يصادفه ويعتقد أنه يخدم إحدى تكوينات لوحاته الجدارية التي يركب فيها الأشخاص مهما كان عددهم.

محمد ناجي: «الوحدة القومية» (1955)

وكان يتابع الطقوس والعادات والأفراح والتقاليد الشعبية في أي مكان يحل فيه، وكان كثير التأمل في أصل الحركة، ثم في تفاصيلها ثم في علاقة الإنسان بمحيطه، إذ إن عناصر تثبيت هوية المكان كانت من الهواجس التي شغلته.

أما من الناحية الفنية فيبدو أنه كان يرسم بسرعة وجرأة وعفوية، ولاسيما لوحات الوجوه (البورتريه) أو حركات الفلاح المصري أو الفلاحة المصرية وهي تقوم بدورها في موضوع اللوحة، وهذا يعني أن الفنان ناجي يضطلع بمسؤولية مهمة توثيقية قبل أن تكون فنية، ولكنه كان يجمع بين المهمتين معاً، فبقدر ما في اللوحة من أحداث وطقوس وعادات فيها من القيم التشكيلية: دقة الرسم ومحلية الألوان وتآلف النسب والأبعاد. فهو من هذا الجانب يذكر بالفن الشعبي المصري (الفن الناييف) ولكن بلغة عصرية، وكان لا يتردد في إظهار تعقيدات حركة شخوصه، شريطة أن تكون العناصر في اللوحة متكاملة ومرتبطة مباشرة بالمضمون الذي يريده.

ومن الممكن تلخيص مراحل حياته المهمة كالآتي:

ـ التحق محمد ناجي بجامعة ليون سنة 1906 حيث حصل على إجازة «ليسانس» القانون سنة 1910.

ـ سافر إلى فلورنسا حيث قضى أربع سنوات درس فيها الفن.

ـ سافر إلى فرنسا في سنة 1918 والتقى المصور الفرنسي كلود مونيه [ر] Claude Monet فتشبعت نفسه بالتأثيرية الحديثة وامتداداتها.

ـ عين بوزارة الخارجية سنة 1925 فمثل مصر في سفارتي باريس وريودي جانيرو، ثم عاد إلى مصر بعد خمس سنوات انتهت باستقالته في 15 آذار/مارس سنة 1930.

ـ سافر إلى الحبشة في بعثة فنية في سنة 1931 حيث صور الطبيعة بألوانها الصاخبة، كما صور عاهل الحبشة هيلاسيلاسي ورجال بلاطه ورجال الدين وكثيراً من الشخصيات البارزة.

ـ دعا إلى إنشاء اتيليه الإسكندرية في سنة 1932 وانتخب رئيساً له.

ـ أقام معرضاً للوحاته التي صورها بالحبشة بصالة الفنون الجميلة في لندن سنة 1937، فعرض نحو 45 لوحة وأهدى إحدى لوحاته لمتحف Tate بلندن.

ـ كان لثقافة ناجي وتجاربه وسعة إطلاعه الأثر الكبير، فوقع عليه الاختيار ليشغل منصب مدير المدرسة العليا للفنون الجميلة، وكان أول مصري يتولى هذا المنصب في سنة 1937، ثم انتقل إلى وظيفة مدير متحف الفن الحديث في سنة 1939 فتوفر له من الوقت ما أعانه على التفرغ لفنه.

ـ عمل مديراً للأكاديمية المصرية في روما وملحقاً ثقافياً لمصر في إيطاليا في سنة 1947، ثم عاد إلى الوطن وقد بلغ من العمر الثانية والستين وكان ذلك في سنة 1950.

ـ دعا إلى إنشاء اتيليه القاهرة وانتخب رئيساً له في عام 1953 ليؤكد التعاون ويوثق الروابط الثقافية بين الفنانين والأدباء المصريين والأجانب المقيمين في القاهرة.

ـ سافر إلى قبرص سنة 1955 وقد أشرف على السبعين ليصور قادة ثورتها (الأسقف مكاريوس) في جهادهم ضد الاستعمار الإنكليزي، وعاد بعد شهور فسافر إلى الأقصر في سنة 1955، وأقام بقرية القرنة حيث كانت تطيب له الحياة.

ـ عاد من الأقصر ليقضي الأشهر الأخيرة من حياته متنقلاً بين القاهرة والإسكندرية ثم توفي في مرسمه بضاحية الأهرام في شهر نيسان/أبريل.

غازي الخالدي

 الموضوعات ذات الصلة:

 

المصري (الفن ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ نعمت إسماعيل علام، فنون الغرب في العصور الحديثة (دار المعارف، مصر 1978).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 339
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1065
الكل : 58517779
اليوم : 90293

الإثراء بلا سبب

الإثراء بلا سبب   الإثراء بلا سبب enrichissement sans cause هو حصول أي شخص ولو كان غير مميّز على كسب بلا سبب مشروع على حساب شخص آخر. لذا يلتزم، في حدود ما كسبه تعويض من لحقه ضرر بسبب هذا الكسب، ويبقى هذا الالتزام قائماً ولو زال كسبه فيما بعد. وعلى هذا، فالإثراء بلا سبب يعدُّ واقعة قانونية تشكل مصدراً من مصادر الالتزام، وهو من مصادره الأولى التي ظهرت في فجر التاريخ. في الشريعة الإسلامية، يقول بعض الفقهاء إن الشريعة لم تعتد بهذه القاعدة إلا في حدود ضيقة، ويرى آخرون بأن الكسب بدون سبب تعرفه الشريعة الإسلامية مبدأ عاماً وقاعدة كلية، فهي تقضي بأنه «لا ضرر ولا ضرار» و«الغنم بالغرم».
المزيد »