logo

logo

logo

logo

logo

ودجوود (جوسيا-)

ودجوود (جوسيا)

Wedgwood (Josiah-) - Wedgwood (Josiah-)

وِدْجْوُود (جوسيا ـ)

(1730ـ 1795)

 

جوسيا ودجوود Josiah Wedgwood صانع فخار بريطاني من أصل إنكليزي اشتهر بتحويله صناعة الفخار والخزف من حرفة ريفية بدائية في بريطانيا إلى صناعة علمية منظمة ذات شهرة عالمية. وهو من أسرة برز فيها عدد من مشاهير هذه الصناعة، ونسيب أسرة داروين ـ ودجوود التي ينتمي إليها حفيده عالم الطبيعة الشهير تشارلز داروين[ر] Charles Darwin.

ولد جوسيا ودجوود في بلدة بورسْلِم Burslem من مقاطعة ستافّوردشير Staffordshire في إنكلترا، وكان الولد الثاني عشر والأخير لوالده توماس ودجوود الثالث Thomas Wedgwood III من زوجته ماري ودجوود. نشأ جوسيا وترعرع في أسرة إنكليزية منشقة تعمل في صناعة الفخار منذ القرن السابع عشر. أصيب في طفولته بالجدري وشفي منه لكنه عاش عليل الساق ضعيف الركبة، فلم يكن قادراً على إدارة مدوسة عجلة الفخار بقدمه. توفي والده وهو في التاسعة من عمره، فلازم أخاه الأكبر توماس ودجوود الرابع لتعلم المهنة. ودفعه عجزه وهو في هذه السن المبكرة إلى التركيز على القراءة والبحث وإجراء التجارب لتصميم المصنوعات الفخارية بدلاً من صنعها، وتسجيل محصلة أعماله في مؤلف سماه «كتاب التجارب» Experiment Book.

في العشرينات من عمره انتقل جوسيا ودجوود ـ بعد أن رفض أخوه الدخول في شراكة معه ـ إلى العمل مع أشهر صانع فخار إنكليزي في أيامه ويدعى توماس ويلدون Thomas Whieldon حيث حصل على خبرة في مختلف تقنيات صنع الفخار تزامنت مع بدايات ازدهار مدينة مانشستر Manchester الصناعية القريبة من موطنه. وفي عام 1759 استأجر «ورشة» في مسقط رأسه ليعمل فيها، واستطاع في غضون عقد من الزمن تحويلها إلى أول مصنع حقيقي لصناعة الفخار، وتزوج في تلك الأثناء سالي ودجوود وريثة أحد أبناء عمومته البعيدين، فاستعان بثروتها في تغذية رأسماله، وأنجبت له عدداً من الأولاد.

«أواني الملكة» من الخزف قشدي اللون (1765)

كانت منتجات ودجوود من أجود الأنواع، وكان حريصاً على سمعته المهنية، فلم يكن يتوانى عن تحطيم أي وعاء خزفي لا يرضى عنه فنياً. كما كان متحمساً للتقدم العلمي في أيامه، وحرص على أن يتبنى أحدث طرائق المهنة ويطور في نوعية مصنوعاته الفخارية والخزفية. وفي عام 1763 أنتج ودجوود نوعاً من الخزف قشدي اللون cream-colored (أصفر باهت) لاقى إعجاب أفراد الطبقة الأرستقراطية الإنكليزية والملكة شارلوت Charlotte زوجة جورج الثالث، فعينته عام 1762 المزوِّد الملكي لأواني السفرة، فازداد الطلب على منتجاته من الأواني وأدوات المكتب الخزفية التي صارت تعرف باسم «أواني الملكة». وشجعه النجاح بعد عقد من الزمن على توسيع عمله فأنشأ مصنعاً جديداً سمّاه إتروريا Etruria، تحول إلى قرية صغيرة، وزوَّده بأفران ومعدات من تصميمه شخصياً. وقد اختار هذا الاسم نسبة إلى مقاطعة إتروريا الإيطالية التي كشفت الحفريات فيها عن أوان من الخزف الأسود من العصر الإتروسكي، وأراد ودجوود أن يقلدها، وتوصل بذلك إلى نسخ نوع من الخزف سمّاه «البازلت الأسود» black basalt، وهو خزف أسود قاس كالحجر، يعرف أيضاً باسم «الخزف المصري» Egyptian ware كانت تصنع منه آنية الزهور والشمعدانات وتماثيل نصفية لشخصيات تاريخية معروفة. وبعد أشهر من افتتاحه المصنع اضطر الأطباء إلى بتر ساقه اليمنى بعد أن ساءت حالها كثيراً.

مزهريات من البازلت الأسود

تعرف باسم «مزهريات اليوم الأول» (1769)

في عام 1780 توفي شريكه التجاري توماس بنتلي T.Bentley فانتقل ودجوود إلى داروين ليساعده على إدارة العمل، ونشأت صداقة وطيدة بينه وبين أسرة داروين كان من نتائجها زواج ابنته ماري من ابن إراسموس داروين Erasmus Darwin، وكان تشارلز داروين ثمرة هذا الزواج.

عمل جوسيا ودجوود طوال ممارسته هذه الصناعة على تطوير مادة الخزف وتحسين نوعيتها. وكان أفضل ابتكاراته وأكثرها نجاحاً خزف سمّاه «أواني اليشب» Jasperware، وهو خزف متين غير مزجج شبيه بـ«الصيني»، أزرق اللون أو أخضره، مزين برسوم بيضاء جميلة صمَّم أكثرها الفنان البريطاني جون فلاكسمان John Flaxman من المدرسة الكلاسيكية الجديدة. ومن مبتكرات ودجوود الأخرى اختراعه أداة لقياس درجات الحرارة العالية في الفرن سماه «مقياس حرارة النار» pyrometer، وتوزيع أماكن العمل في المصنع على أسس علمية. وفي أواخر أيامه شغف جوسيا ودجوود بمحاولة نسخ مزهرية بورتلند Portland Vase الشهيرة، وكانت من الزجاج الأزرق والأبيض ويرجع تاريخها إلى القرن الأول الميلادي، فمكث ثلاث سنوات يعمل في مشروعه هذا إلى أن تمكن عام 1789 من صنع نسخة مقبولة عنها. وقد احتلت الآنية الخزفية المزججة التي كان ينتجها ودجوود المكانة الأولى بين كل المصنوعات الأخرى في السوق الإنكليزية وزاحمت المنتجات الأوربية في القارة نفسها، واضطرت كبريات مصانع الخزف في كل من فرنسا وألمانيا إلى تقليدها والنسخ عنها.

توفي ودجوود بعد أن نقل ملكية مصنعه إلى أبنائه الذين تابعوا مسيرته. وما يزال اسم «ودجوود» إلى اليوم علماً من أعلام عالم صناعة الخزف. وما يزال يطلق اسم «صيني ودجوود» Wedgwood China على أواني اليشب الصيني الأزرق والأخضر المزوق باللون الأبيض والمعروف عالمياً.

محمد وليد الجلاد

الموضوعات ذات الصلة:

 

البرنيق ـ الخزف والخزافة ـ الفخاريات ـ اللك (البرنيق الصيني) ـ المينا (طلاء ـ).

 

مراجع للاستزادة:

 

- BRIAN DOLAN, Wedgwood: The First Tycoon (Viking Adult 2004).


التصنيف : الصناعة
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 170
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1026
الكل : 58480348
اليوم : 52862

أونسيت (سيغريد-)

أونسيت (سيغريد ـ) (1882 ـ 1949)   سيغريد أونسيت Sigrid Undset روائية نروجية ولدت في كالوندبُرْغ Kalundborg في الدنمرك، وهي ابنة أحد علماء الآثار. أمضت سنوات شبابها في أوسلو Oslo ورغبت في أن تصبح مصورة لموهبتها في فن الرسم، إلا أن وفاة والدها المبكرة اضطرتها إلى التخلي عن رغبتها. عملت أونسيت في مكتب تجاري بين عامي 1898 و1909. وحصلت بعد نشر عملها الأدبي الأول على مكافأة مالية أنفقتها في رحلة إلى إيطالية عام 1911. وانصرفت منذ ذلك الحين إلى التأليف. تزوجت أونسيت عام 1912 الرسام النروجي أندرس سفارستاد Anders Svarstad ثم انفصلت عنه، واستقرت منذ عام 1919 في ليليهامر Lillehammer بالنروج. اعتنقت المذهب الكاثوليكي عام 1924، ومُنحت عام 1928 جائزة نوبل للأدب.
المزيد »